شرح الدرس الثالث محمد على واليا على مصر - تاريخ 3 اعدادى
أحوال مصر بعد خروج الحملة الفرنسية :
واجهت مصر فترة عصيبة من الفوضى والاضطرابات والصراعات بين الفرق السياسية عقب خروج الحملة الفرنسية من مصر
تعدد الولاة فى فترة وجيزة حتى برزت شخصية ( محمد على )
انضم محمد على الى العلماء والمشايخ بمصر واختلط بالأهالي وتعهد للعلماء ببذل قصارى جهده لرفع المظالم عن الناس واحترام جنوده الألبان للمصريين فاختاره زعماء الشعب من العلماء وشيوخ
الطوائف واليا على مصر فى ( 13 مايو 1805م )
شخصية محمد على :
ولد محمد على باشا 1769 م فى مدينة ( قولة ) أحد موانىء
مقدونيا ببلاد اليونان التى كانت تحت الحكم العثمانى
بدأ فى ممارسة حرفة التجارة التى أكسبته خبرة التعامل مع الناس
التحق بالجيش العثمانى وجاء الى مصر ضابطا شابا مع القوات العثمانية لمحاربة الفرنسيين وأظهر كفاءة فى القتال وأصبح قائد للجند الألبان فى مصر
أحوال مصر قبل تولية محمد على :
شهدت مصر منذ خروج الفرنسيين عام 1801م وحتى تولية محمد على الحكم فى مايو عام 1805م فترة من الاضطراب والفوضى والصراع على السلطة على النحو التالى :
1) المماليك :
القوة الأكثر رغبة فى الاستئثار بالنفوذ والسلطة فى مصر وأنهم أكثر القوى المتصارعة اتصالا بالمصريين وبطرق حكمهم إلا ان المماليك فشلوا فى السيطرة على مصر لانقسام صفوفهم وعدم اتفاقهم فكان هناك حزب من المماليك بزعامة محمد بك الألفى يرى التعاون مع بريطانيا ، وحزب أخر بزعامة عثمان بك البرديسى يرى الاستنجاد بفرنسا ، وحزب أخر بزعامة عثمان بك حسن يرى عودة الحكم التركى
2) الدولة العثمانية :
القوة الثانية التى رغبت فى الاستئثار بالسيطرة على مصر حيث تطلع السلطان العثمانى إلى إعادة بسط حكمه ونفوذه على مصر ولهذا عزم على محاربة المماليك والقضاء عليهم
3) بريطانيا :
القوة الثالثة التى كانت تطمع فى بسط نفوذها على مصر وتحتل بعض المواقع المهمة على شواطئ البحر المتوسط والبحر الأحمر لتأمين طريق مواصلاتها الى الهند وقد بقيت القوات البريطانية بعد ان شاركت الدولة العثمانية فى إخراج الفرنسيين مرابطة فى مصر حتى عقد صلح ( اميان فى 25 مارس 1802م ) بين بريطانيا وفرنسا وبمقتضاة تم سحب القوات البريطانية من مصر فى مارس 1803م ، ومع ذلك استمرت رغبة بريطانيا فى العمل على الاحتفاظ بنفوذها فى مصر حتى تضمن سلامة مصالحها التجارية مع الشرق الاقصى عبر مصر
تولية محمد على حكم مصر :
بدات الدولة العثمانية تستعيد حكم البلاد غير أن الولاة عجزوا عن دفع رواتب الجنود المتأخرة وقاموا بفرض الضرائب والإتاوات على الاهالى مما اثار السخط العام وقيام انتفاضات وثورات ضد هؤلاء الولاة مثل الثورة التى قام بها الشعب المصرى فى مارس 1804م بسبب الضرائب الباهظة التى فرضها عثمان بك البرديسى
خشى محمد على أن تصيب الثورة جنوده فقام بالانضمام الى العلماء والمشايخ واختلط بالاهالى الساخطين وتعهد للعلماء بأن يبذل قصارى جهده لرفع الضرائب عن الناس وبهذه السياسة كسب محمد على عطف الشعب وثقة الزعماء وبدأ الناس ينظرون اليه كرجل عادل يكره الظلم
فى13 مايو عام 1805م اجتمع زعماء الشعب من العلماء ونقباء الطوائف بدار المحكمة ( بيت القاضى ) وقرروا عزل خورشيد باشا ( الوالى العثمانى انذاك ) وتعيين محمد على بدلا منه ، واخذوا عليه العهود والمواثيق أن يسير بالعدل وألا يبرم امرا الا بمشورتهم
فى 9 يولية 1805م أصـدر السلطان العثمانى فرمانا تضمن عزل خورشـيد باشـا وتثبيت محمد على واليا على حكم مصر
توطيد سيادة محمد على :
قبل ان يتفرغ محمد على لبناء الدولة الحديثة كان عليه أن يطمئن لاستقرار الحكم فى يدة ومواجهة العديد من المشكلات التى اعترضت طريقه
( المشكلات التى واجهت محمد على فى بداية حكمه )
1) محاولة نقل محمد على من مصر :
لم ترضخ بريطانيا بسهولة بعد تولية محمد على إذ كانت تسعى لتولية محمد بك الالفى ( المملوكى ) لكى تطمئن على مصالحها الاقتصادية فى المنطقة فحاولت إقناع السلطان العثمانى بعزل محمد على واسناد الولاية الى محمد بك الالفى أو اى والى عثمانى أخر بحجة استقرار الأوضاع فى مصر
استجاب السلطان لبريطانيا وارسل اسطولا يحمل فرمانا بنقل محمد على واليا على ( سالونيك ) فى مقدونيا مع تسليم السلطة دون معارضة أو مقاومة الى والى عثمانى جاء مع الاسطول ( يولية 1806م )
لكن الزعامة الشعبية المصـرية وقفت بجانب محمد على فرضخ السلطان العثمان وتخلى عن فكرة عزل محمد على من ولاية مصر مع تثبيته عليها
2) حملة فريزر مارس عام 1807 م :
انتهزت بريطانيا فرصة تدهور علاقتها مع السلطان العثمانى
وارسلت حملة عسكرية فى مارس 1807م لاحتلال مصر وخلع
محمد على وتثبيت تابعها محمد بك الالفى المملوكى
نزلت الحملة الى الاسكندرية ومنها الى رشيد وكان محمد بك
الالفى قد مات قبل وصول الحملة بشهرين ولم تكن بريطانيا تعلم
ذلك كما كان محمد على فى الصعيد يطارد المماليك فوقع عبء
النضال والمقاومة على المصريين أمام القوات البريطانية فى رشيد والحماد مما ادى الى تقهقر القوات البريطانية الى الاسكندرية للإحتماء بها
وفى تلك الاثناء عاد محمد على من الصعيد واتجة للاسكندرية لإخراج القوات البريطانية منها وحاصر المدينة مما اضطر قائد الحملة البريطانية ( فريزر ) الى طلب الصلح والجلاء مقابل الإفراج عن الاسرى ووافق محمد على ودخل الإسكندرية منتصرا
3) القضاء على الزعامة الشعبية :
أدرك محمد على قوة الزعامة الشعبية ممثلة فى السيد عمر مكرم ودورها فى توليته الحكم والقيود التى فرضتها علية عند قبول الولاية
رأى محمد على ضرورة ان ينفرد بالحكم دون وصاية أو رقابة شعبية واخذ يترقب الوقت المناسب للتخلص من السيد عمر مكرم وقد ساعده فى تحقيق ذلك انقسام القيادات الشعبية فيما بينها حول تقدير عمر مكرم ومكانته بين الناس حيث اخذ منافسوه يدسون له عند محمد على ( ساعدت الانقسامات بين الزعامة الشعبية محمد على فى التخلص منهم تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب )
انتهز محمد على الفرصة واقدم على خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وإبعاده الى دمياط ( 1809م ) وبعدها خارج البلاد
4) المماليك :
كان المماليك فى مصـر أحد عناصر الفساد ومصدر القلق والفوضى لذلك حرص
محمد على منذ البداية على حرمانهم من تولى المناصب الرفيعة فى الدولة مثل مشيخة البلد
ثم بدأ يطاردهم وتخلص منهم نهائيا بتدبير مذبحـة القلعـة الشهيرة لهم فى مارس 1811م
أحوال مصر بعد خروج الحملة الفرنسية :
واجهت مصر فترة عصيبة من الفوضى والاضطرابات والصراعات بين الفرق السياسية عقب خروج الحملة الفرنسية من مصر
تعدد الولاة فى فترة وجيزة حتى برزت شخصية ( محمد على )
انضم محمد على الى العلماء والمشايخ بمصر واختلط بالأهالي وتعهد للعلماء ببذل قصارى جهده لرفع المظالم عن الناس واحترام جنوده الألبان للمصريين فاختاره زعماء الشعب من العلماء وشيوخ
الطوائف واليا على مصر فى ( 13 مايو 1805م )
شخصية محمد على :
ولد محمد على باشا 1769 م فى مدينة ( قولة ) أحد موانىء
مقدونيا ببلاد اليونان التى كانت تحت الحكم العثمانى
بدأ فى ممارسة حرفة التجارة التى أكسبته خبرة التعامل مع الناس
التحق بالجيش العثمانى وجاء الى مصر ضابطا شابا مع القوات العثمانية لمحاربة الفرنسيين وأظهر كفاءة فى القتال وأصبح قائد للجند الألبان فى مصر
أحوال مصر قبل تولية محمد على :
شهدت مصر منذ خروج الفرنسيين عام 1801م وحتى تولية محمد على الحكم فى مايو عام 1805م فترة من الاضطراب والفوضى والصراع على السلطة على النحو التالى :
1) المماليك :
القوة الأكثر رغبة فى الاستئثار بالنفوذ والسلطة فى مصر وأنهم أكثر القوى المتصارعة اتصالا بالمصريين وبطرق حكمهم إلا ان المماليك فشلوا فى السيطرة على مصر لانقسام صفوفهم وعدم اتفاقهم فكان هناك حزب من المماليك بزعامة محمد بك الألفى يرى التعاون مع بريطانيا ، وحزب أخر بزعامة عثمان بك البرديسى يرى الاستنجاد بفرنسا ، وحزب أخر بزعامة عثمان بك حسن يرى عودة الحكم التركى
2) الدولة العثمانية :
القوة الثانية التى رغبت فى الاستئثار بالسيطرة على مصر حيث تطلع السلطان العثمانى إلى إعادة بسط حكمه ونفوذه على مصر ولهذا عزم على محاربة المماليك والقضاء عليهم
3) بريطانيا :
القوة الثالثة التى كانت تطمع فى بسط نفوذها على مصر وتحتل بعض المواقع المهمة على شواطئ البحر المتوسط والبحر الأحمر لتأمين طريق مواصلاتها الى الهند وقد بقيت القوات البريطانية بعد ان شاركت الدولة العثمانية فى إخراج الفرنسيين مرابطة فى مصر حتى عقد صلح ( اميان فى 25 مارس 1802م ) بين بريطانيا وفرنسا وبمقتضاة تم سحب القوات البريطانية من مصر فى مارس 1803م ، ومع ذلك استمرت رغبة بريطانيا فى العمل على الاحتفاظ بنفوذها فى مصر حتى تضمن سلامة مصالحها التجارية مع الشرق الاقصى عبر مصر
تولية محمد على حكم مصر :
بدات الدولة العثمانية تستعيد حكم البلاد غير أن الولاة عجزوا عن دفع رواتب الجنود المتأخرة وقاموا بفرض الضرائب والإتاوات على الاهالى مما اثار السخط العام وقيام انتفاضات وثورات ضد هؤلاء الولاة مثل الثورة التى قام بها الشعب المصرى فى مارس 1804م بسبب الضرائب الباهظة التى فرضها عثمان بك البرديسى
خشى محمد على أن تصيب الثورة جنوده فقام بالانضمام الى العلماء والمشايخ واختلط بالاهالى الساخطين وتعهد للعلماء بأن يبذل قصارى جهده لرفع الضرائب عن الناس وبهذه السياسة كسب محمد على عطف الشعب وثقة الزعماء وبدأ الناس ينظرون اليه كرجل عادل يكره الظلم
فى13 مايو عام 1805م اجتمع زعماء الشعب من العلماء ونقباء الطوائف بدار المحكمة ( بيت القاضى ) وقرروا عزل خورشيد باشا ( الوالى العثمانى انذاك ) وتعيين محمد على بدلا منه ، واخذوا عليه العهود والمواثيق أن يسير بالعدل وألا يبرم امرا الا بمشورتهم
فى 9 يولية 1805م أصـدر السلطان العثمانى فرمانا تضمن عزل خورشـيد باشـا وتثبيت محمد على واليا على حكم مصر
توطيد سيادة محمد على :
قبل ان يتفرغ محمد على لبناء الدولة الحديثة كان عليه أن يطمئن لاستقرار الحكم فى يدة ومواجهة العديد من المشكلات التى اعترضت طريقه
( المشكلات التى واجهت محمد على فى بداية حكمه )
1) محاولة نقل محمد على من مصر :
لم ترضخ بريطانيا بسهولة بعد تولية محمد على إذ كانت تسعى لتولية محمد بك الالفى ( المملوكى ) لكى تطمئن على مصالحها الاقتصادية فى المنطقة فحاولت إقناع السلطان العثمانى بعزل محمد على واسناد الولاية الى محمد بك الالفى أو اى والى عثمانى أخر بحجة استقرار الأوضاع فى مصر
استجاب السلطان لبريطانيا وارسل اسطولا يحمل فرمانا بنقل محمد على واليا على ( سالونيك ) فى مقدونيا مع تسليم السلطة دون معارضة أو مقاومة الى والى عثمانى جاء مع الاسطول ( يولية 1806م )
لكن الزعامة الشعبية المصـرية وقفت بجانب محمد على فرضخ السلطان العثمان وتخلى عن فكرة عزل محمد على من ولاية مصر مع تثبيته عليها
2) حملة فريزر مارس عام 1807 م :
انتهزت بريطانيا فرصة تدهور علاقتها مع السلطان العثمانى
وارسلت حملة عسكرية فى مارس 1807م لاحتلال مصر وخلع
محمد على وتثبيت تابعها محمد بك الالفى المملوكى
نزلت الحملة الى الاسكندرية ومنها الى رشيد وكان محمد بك
الالفى قد مات قبل وصول الحملة بشهرين ولم تكن بريطانيا تعلم
ذلك كما كان محمد على فى الصعيد يطارد المماليك فوقع عبء
النضال والمقاومة على المصريين أمام القوات البريطانية فى رشيد والحماد مما ادى الى تقهقر القوات البريطانية الى الاسكندرية للإحتماء بها
وفى تلك الاثناء عاد محمد على من الصعيد واتجة للاسكندرية لإخراج القوات البريطانية منها وحاصر المدينة مما اضطر قائد الحملة البريطانية ( فريزر ) الى طلب الصلح والجلاء مقابل الإفراج عن الاسرى ووافق محمد على ودخل الإسكندرية منتصرا
3) القضاء على الزعامة الشعبية :
أدرك محمد على قوة الزعامة الشعبية ممثلة فى السيد عمر مكرم ودورها فى توليته الحكم والقيود التى فرضتها علية عند قبول الولاية
رأى محمد على ضرورة ان ينفرد بالحكم دون وصاية أو رقابة شعبية واخذ يترقب الوقت المناسب للتخلص من السيد عمر مكرم وقد ساعده فى تحقيق ذلك انقسام القيادات الشعبية فيما بينها حول تقدير عمر مكرم ومكانته بين الناس حيث اخذ منافسوه يدسون له عند محمد على ( ساعدت الانقسامات بين الزعامة الشعبية محمد على فى التخلص منهم تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب )
انتهز محمد على الفرصة واقدم على خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وإبعاده الى دمياط ( 1809م ) وبعدها خارج البلاد
4) المماليك :
كان المماليك فى مصـر أحد عناصر الفساد ومصدر القلق والفوضى لذلك حرص
محمد على منذ البداية على حرمانهم من تولى المناصب الرفيعة فى الدولة مثل مشيخة البلد
ثم بدأ يطاردهم وتخلص منهم نهائيا بتدبير مذبحـة القلعـة الشهيرة لهم فى مارس 1811م
وبذلك تمكن محمد على من الانفراد تماما بحكم البلاد ، والتى ارادها ببعد نظره وطموحه فى مصاف الدول الاوروبية الحديثة
هادى الخيرالأربعاء 23 يوليو 2014, 12:33 am