مدرس اون لايندخول

بلاغة اولي ثانوي ازهر 2015

نشأة علوم البلاغة وأشهر مؤلفيها
• علم البلاغة كان من أسباب نشأته الدفاع عن القرآن الكريم وبيان إعجازه وحسن نظمه وقد كانت نشأة علوم البلاغة متدرجة علي النحو التالي : -
المرحلة الأولي : مرحلة التأليف
كان سبب نشأة علوم البلاغة والتأليف فيها كتاب وضعه [ أبو عبيدة معمر بن المثني ] بسبب سؤال وجه إليه في مجلس [ الفضل بن الربيع ] أحد وزراء المأمون عن معني قوله تعالي [ طلعها كأنه رؤوس الشياطين ] فكيف يشبه الطلع برؤوس الشياطين وهي لم تُعرف بعد فأجابه أبو عبيدة بأن الله خاطبهم علي قدر كلامهم مثل قول الشاعر
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
ج
كذلك أن الغول غير معروف والغرض من التشبيه في البيت والآية هو عرض المشبه في أبشع صورة مخيفة لدي الناس فكان هذا السؤال وهذا الجواب سبباً في وضع أبي عبيدة لكتابه [ مجاز القرآن ] وهو أول كتاب ألف في علم البيان ثم تبعه العلماء في البحث عن الإعجاز فوضعوا رسائل في الاستعارة والكناية لم تميز علم البيان تمييزاً خاصاً ثم جاء بعد ذلك من ساهم في وضع علم المعاني هو إمام الأدباء أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ حيث كتب كتابية [ البيان والتبيين وإعجاز القرآن ] وهو يُعد أول من دون في علم المعاني بهذين الكتابين .
المرحلة الثانية : عصر البحث والدراسة :  
لقد ازدهر هذا العصر ببحوث ومؤلفات خطت بالبلاغة العربية خطوات واسعة إلي الأمام وعلي رأس علماء هذه المرحلة تاريخياً أبو هلال العسكري [ صاحب الصناعتين ] وابن رشيق القيرواني [ صاحب العمدة ] وغيرهما إلا أن علوم البلاغة مع كثرتها لم تفصل وتميز علي الوجه المعروف .
المرحلة الثالثة : عصر الفصل والتبويب : -
وقد كان في هذا العصر تصنيفاً لعلوم البلاغة علي الوجه المعروف من [ معاني – بيان – بديع ] في العصر العباسي الثاني وكان ذلك علي يد شيخ البلاغيين الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتابيه [ دلائل الإعجاز – وأسرار البلاغة ] وبقي الأمر علي هذا الحال حتى جاء [ أبو يعقوب السكاكي ] الذي وضع كتابه [ مفتاح العلوم ] وجعله ثلاثة أقسام : قسم للمعاني , وقسم للبيان , وقسم للبديع وأستاذه في ذلك عبد القاهر الجرجاني ولكن السكاكي وضع التعريفات لكل علم علي حدة .
• علم البيان عنده : هو إيراد المعني الواحد في طرق مختلفة .
• علم المعاني عنده : رعاية المطابقة لمقتضى الحال مع فصاحته .
• علم البديع عنده : تزيين الكلام وتحسينه بعد رعاية المطابقة .
وجه الحاجة إلي دراسة علوم البلاغة
• ترجع الحاجة إلي دراسة علوم البلاغة إلي عدة أمور :
[ 1 ] أن المتأمل والناظر في علوم البلاغة يستطيع أن يقف علي أسرار إعجاز القرآن الكريم بالتفصيل .
[ 2 ] أن المتمكن من هذه العلوم البلاغية يستطيع أن يعرف دقائق العربية وجمالها ومراتب الكلام ومراميه .
[ 3 ] أن الدارس لهذه العلوم البلاغية المتمكن منها يستطيع أن يقول شعراً أو نثراً في أي غرض من الأغراض .
[ 4 ] تمكن للإنسان من التعبير عن غرضه وهدفه بروعة وجمال .
أشهر رجالها والكتب المؤلفة فيها
[ أ ] أبو هلال العسكري
• نسبه : هو الحسن بن عبد الله العسكري العالم والفقيه واللغوي المتأدب علي يد خاله أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري .
• حياته : كان رقيق الحال , عزيز النفس , يأبي التبذل والسؤال مما دعاه إلي احتراف التجارة صوناً لكرامته
• أشهر مؤلفاته :
{ 1 } الصناعتين أي صناعة الشعر والنثر وكان مولعاً فيه بالمحسنات البديعية .
{ 2 } التخليص في اللغة .           { 3 } جمهرة الأمثال .
{ 4 } المحاسن في تفسير القرآن     { 5 } الأوائل .      { 6 } شرح الحماسة .





















• : توفي في العاشر من شهر شعبان سنة 395 هـ
[ ب ] الإمام عبد القاهر الجرجاني :  
• نسبه : هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني – اعترف جمهور البلاغين بعقليته الفذة وإمامته للبلاغين بلا منافس ولا منازع تتلمذ علي يده الكثير , كان معيناً في بداية الأمر بالنحو ثم اتجه إلي البلاغة فأثبت جدارته بها .
• يقول عنه يحيي بن حمزة صاحب كتاب ( الطراز ) أن عبد القاهر أول من أسس قواعد هذا العلم وأوضح براهنيه ورتب أفانينه ونسق أزهاره من أكمامه .
• مؤلفاته :
{ 1 } دلائل الإعجاز .          { 2 } أسرار البلاغة : هما أعظم كتابين في المعاني والبيان حيث كان منهجه عن هذين العلمين في إطناب ممتع وعبارات منتقاه مع سلامة وجودة ومن هنا عُد الإمام عبد القاهر واضع هذا الفن عند علماء البلاغة .
{ 3 } المغني علي الإيضاح : نحو ثلاثين مجلداً كما ألف في مختلف العلوم والفنون .
• وفاته : توفي علي الراجح 474هـ وقبل 471هـ
ج ) السكاكي :
- نسبه : هو أبو يعقوب بن أبي بكر عالم فحل وأمام جليل برع في مختلف العلوم وبخاصة علوم البلاغة وإليه يرجع الفضل في الفصل بين علوم لبلاغة المختلفة { المعاني – البيان – البديع } ووضع ثقافتها .
- أشهر مؤلفاته : كتاب { مفتاح العلوم } حيث جمع فيه اثنى عشر علماً من علوم العربية وقسمه إلى ثلاثة أقسام خص القسم الثالث فيها بعلوم البلاغة { المعاني والبيان والبديع } وجعل لكتابه قائمة ودفع ما يطعنون به من كلام الله وقد أحسن فيه غاية الإحسان كما ميز مسائل الفن بعضها عن بعض .
- عيوب الكتاب : وجد في تأليفه للكتاب عيب وهو أن عباراته كانت جافة لا سلاسة فيها  
ولكن هذا العيب لا أثر له بجوار علمه وفحولته العلمية العميقة .
- وفاته : توفى بخوارزم سنة 626 هـ .
علم البيان
المقصود بعلم البيان : هو علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة مع وضوح الدلالة عليه .
فقد يتناول الموضوع الواحد بطرق مختلفة فلكل قلم أسلوبه وفكره وثقافته وبيئته فها هي هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر حينما دخلا الغار يتناولها كل من البوصيري والبارودي وشوقي كل بطريقته وأسلوبه كالآتي :
يقول البوصيري :
فالصدق في الغار والصديق لم يرما ** وهم يقولون : ما في الغار من أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علـى ** خير البريـــة لم تنسج ولم تحم
عناية الله أغنت عن مضاعفـــة  ** من الدروع وعـن عال من الأطم
فقد عبر البوصيري عن استار النبي وصاحبه في الغار عن أعين أساطيل الكفر والطغيان والمشركين وهم أمام الغار يقولون ما في الغار من أحد لأن نسيج العنكبوت وبيض الحمام يمنع من دخول الداخل عن السبب الظاهر في النجاة من أما السبب الحقيقي هو العناية التي رافقته في رحلته والتي كانت في غنى عن الجيوش والدروع القوية فاعتمد أسلوب البوصيري على الحكاية والبعد عن الأسلوب البياني .
ويقول البارودي في نفس الموضوع :
وارت فم الغار عن  عين تلم به ** فصار يحكــــي خفاء وجه ملتثم
فياله من ستار دونه قمـــر ** يجلو البصــــائر من ظلم وظلم
فظل فيه رسول الله معتكفــاً ** كالدر في البحر وكالشمس في النسم
نجد البارودي قد عبر عن الموقف مستعملاً باباً من أبواب علم البيان وهو التشبيه حيث شبه الغار بستار ومن خلفه بدر كما شبه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مختف في الغار بالبدر المستور بعباب الموج وبالشمس في نسيمها ونجد هنا البارودي قد وفقت عيناه على ما لم تقع عليه عين البوصيري مما جعلته يغير من أسلوبه




ويقول شوقي :
سل عصبة الشرك حول الغار حائمة  ** لولا مطاردة المختــــار لم تحـم
هل أبصروا الأثر الوضاء أم سمعوا  ** همس التسابيــح والقرآن مـن أمـم
وهل تمثل نسج العنكبوت لهــم ** كالغاب والحائمات الزغب كالرخــم
لاحظ هنا : أن شوقي لم يقف عند الحكاية بل تجاوزها إلى التصوير الذي يشجي النفس المؤمنة ويطربها فنجده قد استعمل باباً من أبواب علم البيان وهو ( الاستعارة ) كما استخدم أيضاً التشبيه . حيث نراه استخدم الاستعارة في قوله ( فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم ) و ( وتواريا بجناح الله واستترا ).
الخلاصة : نجد الشعراء الثلاثة لكل أسلوبه المختلف لم نر السابق كرر اللاحق وليس بينهم أي مشابه إلا في الموضوع الواحد الذي أورده كل شاعر بطريقة مختلفة .
موضوعه : مباحثه :
يبحث علم البيان في ثلاثة مباحث ( التشبيه – المجاز – الكناية )
ثمرته – فوائده : لدراسة علوم البلاغة فوائد كثيرة منها :
1- يجعل الأديب يختلف أسلوبه عن بقية الناس لروعة أسلوبه وجماله .
2- يجعل الأسلوب قوياً بما يحتويه من تشبيهات أو استعارة .
3- يستعين به الأديب على بيان ما في نفسه بأسلوب قوي مؤثر لا عيب فيه .
4- يمد الأديب بثروة كبيرة من أساليب القول .
5- يرشد إلى مواطن الضعف والقوة والخطأ والصواب في النصوص إذا كان ناقداً أو معبراً .
6- يساعد على إبراز معاني القرآن وإعجازه لأنه نزل بلغة العرب .
الفرق بين التعبير الأدبي والتعبير العادي :
التعبير العادي لا روعة فيه ولا جمال لخلوه من الصور البيانية الجميلة المؤثرة في نقل المعنى . مثل :        ( الدهر يتغير ولا يدوم حزن ولا سرور )
التعبير الأدبي : تعبير فيه روعة وجمال لاشتماله على بعض الصور البلاغية كالاستعارة والكناية
مثل : قول الشاعر :
رب ركب قد أناخو عسيهم  ** في ذرا مجدهم حين بسق
سكت الدهر زماناً عنهـم ** ثم أبكاهم دما حيـن نطق
فنجد الصور ( أناخو عسيهم ) كناية عن الاستقرار ( حين بسق ) استعارة مكنية ( ثم أبكاهم ) استعارة مكنية . وهكذا يزداد المعنى جمالاً كلما اشتمل على صور جمالية .
المبحث الأول من مباحث علم البيان
التشبيه
تعريفه : لغة : الشبه بكسر أو فتح الشين                 بمعنى التمثيل .
عند البلاغيين : ( إلحاق أمر بأمر في معنى مشترك بينهما بأداة ) وللدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى
 أركان التشبيه إجمالاً :
1- مشبه وهو الذي يلحق بغيره ليكتسب منه الإيضاح .
2- مشبه به وهو الذي يلحق به غيره ليكتسب معه الإيضاح .
3- وجه الشبه : وهو المعنى المشترك الجامع بين الأمرين .
4- لأداة وهي الوسيلة التي يلحق المشبه بالمشبه به وقد تكون محذوفة .
   أمثلة للتوضيح :
1- يقول الشاعر :
كأنما الماء في صفاء           وقد جرى ذائب اللجين
الأداة    مشبه   وجه الشبه               مشبه به
2- قال تعالى :
{ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش }
مشبه    أداة     مشبه به         مشبه    أداة     مشبه به    
وجه الشبه : الكثرة والانتشار والتطاير على غير هدى .         وجه الشبه محذوف  
وجه الشبه في الثانية : تفرق الأجزاء أو عدم التماسك .
3- قال تعالى :
{ يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً }
  مشبه            مشبه به
الأداة           محذوفة
وجه الشبه           محذوف ( وهو السيولة وعدم التماسك )
4- يقول البوصيري :
أكرم بخلق بنى ذاته خلـــق* بالحسن مشتمل بالبشرمتسـم
كالزهر في ترف والبدر في شرف*والبحر في كرم والدهر في همم
أركان التشبيه :
1- المشبه سيدنا محمد (النبي) :2-  المشبه به الزهر 3- الأداة الكاف  4- وجه الشبه الطيب والترف.
2- المشبه سيدنا محمد (النبي)  2- المشبه به البحر  3- الأداة الكاف   4- وجه الشبه الكرم .
3- المشبه سيدنا محمد (النبي)2-  المشبه به البدر 3-  الأداة الكاف 4- وجه الشبه الشرف.
4- المشبه سيدنا محمد (النبي)2- المشبه به الدهر 3- الأداة الكاف 4- وجه الشبه الهمم .
5- يقول الشاعر :
هي الظبي جيداً والغزالة مقلة *وروض الربا عرفاوغصن النقاقدا























أركان التشبيه : تعددت التشبيهات :
1- المشبه هي 2- المشبه به الظبي     3- الأداة محذوف 4- وجه الشبه جيد
2- المشبه هي 2- المشبه به الغزالة      3- الأداة محذوف 4- وجه الشبه مقلة
3- المشبه هي 2- المشبه به روض الربا 3- الأداة محذوفة 4- وجه الشبه عرفا
4- المشبه هي 2- الشبه به غصن النقا  3- الأداة محذوفة 4- وجه الشبه قدا
6- قال تعالى :
{ وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام }
                                      الأداة    المشبه به
وجه الشبه : محذوف وهو(  مشبه  الضخامة والارتفاع والظهور والثبوت ) .
7- يقول الشاعر :
مغاني الشعب طيباً في المغاني ** بمنزلة الربيع من الزمان
ملاعب جنة لو صار فيها  ** سليمان لسار بترجمـان
المشبه : قد حذف لعلة لأن التقدير ( هي ملاعب ) – والمشبه به ( ملاعب جنة ) فقد ذكر هنا ركناً واحداً فقط وهو المشبه به وقد أعد العلماء هذا الأسلوب تشبيهاً وليس استعارة لأن المشبه حذف لعلة فهو كالثابت الموجود
أدوات التشبيه
 المقصود بالأداة : هي الوسيلة التي تربط بين المشبه والمشبه به لفظاً أو تقديراً .
أولاً الحروف : ( الكاف – كأن )
مثل : محمد كالأسد                كأنه هو
 الفرق بين الكاف وكأن :
أ ) الكاف يليها غالباً المشبه به وكأن يليها المشبه في الغالب .
ب) كأن أقوى وأبلغ في الدلالة على إلحاق المشبه به .
ج ) الكاف تجئ للتشبيه وللتعليل .
مثال : التعليل قوله تعالى   ( واذكروه كما هداكم )
(وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً )
مثال التشبيه : هند كالبدر          محمد كالأسد
* وكأن : تأتى للتشبيه والشك والتقريب وتكون غالباً للتشبيه إذا كان خبرها جامداً أو مشتقاً
أضيف إلى جامد وتكون للشك غالباً إذا كان خبرها مشتقاً .
* مثال التشبيه : كأن محمداً بدر        * مثال الشك : كأن عليّـاً قادم
• مثال التقريب : كقول الشاعر :
جفت عيني عن التغميض حتى      كأن جفونها عنها  قصار
* زعم الجمهور أنها للتشبيه في البيت السابق حيث قالوا أن الجفون مشبه و القصار مشبه به وهذا غير صحيح والصحيح أنها للتقريب.
* استعمال الكاف للتشبيه: لـها ثلاث صور :
( أ ) أن تدخل علي المشبه به حقيقة مثـل : قول النبي صلي الله عليه وسلم :
" المؤمن كالشامة تكفؤه الريح والكافر كالأرزة تقلعه الريح اقتلاعاً "
مشبه      الأداة   مشبه به     مشبه   الأداة   مشبه به
( ب ) أن تدخل علي كلمة ليست هي المشبه به حقيقة بل كلمة داخلة في المشبه به وذلك إذا كان المشبه به غير  مفرد  .
مثـل قوله تعالي : " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختاط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله علي كل شئ مقتدرا  "
* فالكاف دخلت هنا علي  ( مـاء ) وهي ليست المشبه به وحدها بل المشبه به مركب وكلمة(  مـاء )  جزءاً منها .
( ج ) تدخل علي شئ لا هو المشبه به حقيقة ولا كلمة داخله فيه بل شئ لا دخل له في التشبيه بل هو قيد أي ظرف لـه.
مثل قوله تعالي : " يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسي بن مريم للحواريين من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله "
نلاحظ : الكاف دخلت علي  ( مـا ) ولا دخل لها في المشبه به وإنما هي قيد لها أي كونوا أنصار الله حينما يطلب منكم أن تنصروا الله مثل قول عيسي لهم من أنصاري إلي الله فقد شبه وقت طلب نصرة المؤمنين لله وتباطئهم بنصره الحواريين لله وعدم تباطئهم عن طلبها منهم فطلب منهم سرعة النصر مثل سرعة نصرة  الحواريين لله عند طلبها .
* ثانياً الأسماء : نوعان :
أ ) أسماء جامدة وهي : ( مثل – أمثال – شبه – أشباه ) وهذه الأسماء يليها المشبه به ويقع قبلها المشبه غالباً .
مثل قول الشاعر :
شهد الحياة مشوبة ** بالذل مثل الحنظل
وهنا شبه الحياة المختلطة بالذل بالحنظل بجامع مع المرارة في كل الأداة ( مثل ) .
ب) أسماء مشتقة  : وهي ( مماثل – محاك – مضاه – مشابه – مشبه ) وهي أدوات يليها ضمير مستتر يعود على المشبه ثم يأتي المشبه به مثل : محمد مماثل البدر .
الضمير المستتر في مماثل مشبه وهو العائد على محمد والبدر مشبه به .
ثالثاً الأفعال :  وهي على نوعين :






















أ ) أفعال تفيد التشبيه صراحة وحقيقة : ككل فعل اشتق من مادة التشبيه كالماضي ( شابه – حاكى – ماثل – ضاهى ) مثل : البنت ضاهت البدر – محمد حاكى البحر
والمشبه هنا ضمير مستتر يعود على البنت – محمد ، وكذلك المضارع ( تحاكي – تضاهي – تماثل – تشابه )
* إذا تقدمت الأداة مثل : تحاكي هند البدر .
  مشبه مشبه به
هنا المشبه والمشبه به وقعا بعد الأداة .
ب) أفعال تجئ بعد تمام التشبيه واكتماله تأتي لتدل على قرب الشبه أو بعده حسب المعنى
مثال : ( علمت – خلت – حسبت )
مثال : علمتك سيفاً       خلتك أسداً       حسبتك ضيفاً
مشبه   مشبه به مشبه   مشبه به       مشبه   مشبه به
فالتشبيه في الأمثلة السابقة مستفاد من الإسناد قبل دخول علم وقال وحسب        جاءت هذه الأفعال لتفيد التقريب .
حيث يمكنك أن تقول : أنت سيف – أنت أسد – أنت ضيف – دون الإسناد إلى الضمير
تنبيه هام : إذا خففت  ( كأن ) كانت للتشبيه أيضاً وكذلك إذا اتصلت بما الزائدة مثل قول الشاعر:
وصدر مشرق النحر ** كأن ثدياه حقان
الأداة    المشبه    المشبه به
وجه الشبه هو الاستدارة والاعتدال في كل منهما .
مثال آخر : قول الشاعر :
رق الزجاج وراقت الخمر * فتشابها فتشاكل الأمر
فكأنما خمـــر ولا قدح ** وكأنما قدح ولا خمر
            الأداة    ما الزائدة   مشبه   مشبه به  الأداة  ما زائدة   مشبه  مشبه به  
والمشبه به كل منهما يصبح مشبها وشبها به ( يسمى التشبيه المعكوس )
تنبيه آخر : قد تجتمع أداتا التشبيه مثل قوله تعالى : { وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون }
ويقول الشاعر :
   وليلى كمثل النار ينفع ضوؤها ** بعيداً نأى عنها ويحرق جارها
* موقع المشبه والمشبه به مع الأدوات :
الأدوات موقع المشبه موقع المشبه به أمثلة
1)الحروف الكاف
          - كأن قبلها
بعدها بعدهــا
بعد المشبه محمد كالأسد
كأن محمداً أسد
2)الأسماء أ) جامدة
        ب) مشتقة قبلها
بعدها بعدهــا
بعد المشبه البنات أمثال البدر
محمد محاكي البدر
3) الأفعال
أ ) تفيد التشبيه
ب) أفعال لا تفيد التشبيه بعدها ويكون ضميراً مستتراً أو اسماً ظاهراً
المفعول الأول بعد المشبه
المفعول الثاني محمد يشبه الأسد
علمت محمداً أسداً

أبيات وجه لها النقد
س1: يقول المتنبي :
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها ** وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
لم عاب النقاد قول المتنبي السابق ؟ وكيف رد أنصاره ؟ وما رأيك ؟
جـ1) عاب النقاد قول المتنبي : لأنه أراد أن يصور وقوفه على الأطلال فترة طويلة ، فشبهه بوقوف الشحيح الذي ضاع خاتمه في التراب والخاتم مما لا يضيع في التراب فيستغرق البحث عنه وقتاً طويلاً ، بل يسهل العثور عليه .
وعليه : فلا مشابهة بين وقوفه على الأطلال وقتاً طويلاً وبين وقوف الباحث عند الخاتم في التراب لأن الوقوف الأول ممتد لأنه أمام الأطلال ووقوف الباحث مؤقت وقصير مهما كان شحيحاً .
رد أنصار المتنبي : أنه لم يرد التسوية بين الوقوفين وإنما أراد وقوفاً زائداً على حد الاعتدال
ورأيي : أن العيب واضح بالبيت لأنه أراد أن يثبت طول وقوفه على الأطلال فلم يوفق حيث صورة بوقوف الشحيح مدة يبحث فيها عن خاتمه والخاتم مما لا يفتقد في التراب .. ولو قال : ضاع في الماء لأدى المعنى المشترك المقصود بينهما وهو الطول .
س2: لم عيب قول الشاعر ؟
وترفع الصوت أحياناً وتخفضه ** كما يطن ذباب الروضة الغرد
جـ2 ) لأن الشاعر أراد أن يمدحها فشبه صوتها الجميل الشجي بصوت الذباب وشتان ما بين صوت المغنية العذب الذي يسعد وصوت الذباب المستقبح .
س3: وازن بين قول الأصمعي :
نظرت إليك بحاجة لم تقضها ** نظر السقيم إلى وجهه العود
وبين قول عدي بن الرقاع :
وكأنها وسط النساء أعارهـا ** عينيه أحور من جاذر جاسم
وسنان أقصده النعاس فرنقت ** في عينيه سنة وليس بنـائم
وأيهما أجمل ؟ ولماذا ؟
جـ3: ) صور الشاعر الأول نظر المرأة إلى محبوبها في حالة فتورها بنظرة المريض وشتان ما بين النظرتين لأن نظرة المرأة الجميلة في لحظة فتورها تشيع الشرور والبهجة وتحرك الساكن ، أما نظرة المريض فتشيع الإنقباض والشفقة والحزن والألم ولا مناسبة بين المشبهين فهذا يفسد التشبيه .
* وصور الثاني نظر المرأة أيضاً في حالة فتورها بنظرة الظبي عندما يكون في أول نومه عندما يداعبه النعاس ولكنه لا ينام فيغمض عينيه ويفتحها في فتور فيكون منظرهما جميلاً بديعاً  
الأجمل : القول الثاني في تصوير المرأة تصويراً جميلاً لأنه صوره تصويراً دقيقاً يحتوي على الروعة وحسن التصوير وهي نظرة الظبي .
س4: لم عاب النقاد قول الشاعر ؟
كأن شقائق النعمان فيه ** ثياب قد روين من الدماء
جـ4 : عابوه لبشاعة ذكر الدم ولأنه جعل الثوب مروياً بالدم ولا يروى إلا إذا كان كثيراً ولا يمكن أن يكون هناك شبه بين شقائق النعمان ( ورد أحمر ) وبين الثياب المروية بالدم لأن شقائق النعمان ورد أحمر قاتم منقوش بنقط سوداء وسمى بذلك تشبيهاً له بأخوات النعمان بن المنذر لأنهن كن حمر الوجوه فشبه ما يشيع في النفس بالبهجة والسرور وهي شقائق النعمان بما يشيع في النفس البشاعة والألم وهي الثياب المروية بالدم  
س5: يقول الشاعر :
يخفى الزجاجة لونها فكأنها ** في الكف قائمة بغير إناء
ما سبب استحسان الشعراء لهذا البيت ؟ وما معناه ؟ وما طرفي التشبيه فيه ؟ وما أداته ؟
جـ5: استحسن النقاد هذا البيت لأن الشاعر قصد إلى وصف هيئة الشراب في الإناء مجتمعين في وصف رقيق يتمنى الإنسان رؤيته متكررة لشدة صفاء الإناء وصفاء الخمر حينما يجتمع الصفاءان معاً فيخيل إليك أن الخمر دون إناء .
معنى البيت : أن الشراب حينما يوضع في الزجاجة الرائعة يخفي لونها وتظهر الزجاجة بلون الشراب وكان هذا الشراب في الإناء قائم بغير إناء لأن الإناء رائق وصاف جداً والخمر صافياً جداً ولونها ظاهرة في الإناء فخيل للإنسان أن الخمر بدون إناء لتوحد صفائهما .
طرفا التشبيه : المشبه الضمير الواقع بعد كأن ( ها ) والعائد على هيئة الخمر في الإناء والمشبه به قيام الخمر دون إناء .           الأداة : كأن
المفرد والمركب من الطرفين
الصور البيانية التي يأتي عليها طرفا التشبيه :
يأتي طرفا التشبيه على ثلاثة صور :
أ ) المفرد بالمفرد : مثل قول الشاعر :
إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول

شبه الرسول بالنور بجامع الاستضاءة والهداية وشبهه أيضاً بالمهند وهو السيف في القوة والأداتان محذوفتان وكل من المشبه والمشبه به مفردان .
أمثلة : الفتيات كالبدور – الأزهر كالشجرة المثمرة
ب) المقيد بالمقيد : مثل ( التعليم في الصغر كالرقم على الحجر والتعليم في الكبر كالرقم على الماء )
• شبه التعليم مقيداً بكونه في الصغر بالرقم مقيداً بكونه على الحجر بجامع الظهور والثبات وعدم المحو في كل .
• وفي الثاني شبه التعليم مقيداً بكونه في الكبر بالرقم حالة كونه على الماء بجامع عدم الثبوت ومحو الأثر في كل .
معنى المقيد : أي مقيد أو إضافة أو حال أو مفعول بشرط أن يكون للقيد مدخل في التشبيه بحيث لا يتم التشبيه بدونه .
يقول الشاعر :
كأن الناس حين تغيب عنهم نبات الأرض أخطأه القطار

المشبه : الناس وهو مقيد بقوله ( حين تغيب عنهم )
المشبه به : نبات الأرض مقيد بقوله ( أخطأه القطار ) أي المطر .
مثال آخر : يقول الشاعر :
ولاحت الشمس تحكي عند مطلعها
مرآة تبر بدت في كف مرتعش

المشبه : الضمير المستتر في ( تحكي ) العائد على الشمس وه مقيد بقوله ( عند مطلعها )
المشبه به : ( مرآة تبر ) وهو مقيد بقوله ( بدت في طف مرتعش ) قد يأتي أحد الطرفين مطلقاً والآخر مقيداً .
قال الشاعر :
والشمس كالمرآة في كف الأشل
لما رأيتها بدت فوق الجبل

المشبه : ( الشمس ) وهو مفرد مطلق والمشبه به ( المرآة ) وهو مقيد بقوله ( في كف الأشل )
ويقول الشاعر :
كان فجاج الأرض وهي عريضة
على الخائف المطلوب كفة حابل

فالمشبه : ( فجاج الأرض ) وهو مقيد بقوله ( وهي عريضة على الخائف )
والمشبه به : ( كفة حابل ) أي شبكة الصياد وهو مطلق
ب ) المركب وهو على صورتين :
الصورة الأولى : ما يمكن فك أجزاءه مثل :
قوله تعالى { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً }
شبه الله عز وجل حال اليهود الذين حفظوا التوراة وعلموا قوانينها وشرائعها ثم لم يعملوا بما حملوه من التوراة وهذا هو المشبه .
بحال الحمار يحمل كتباً عظيمة نافعة ولكنه لا يقدر ما فيها ولا ينتفع بها وهذا هو المشبه به
يقول الشاعر :
كان مثار النقع فوق رؤوسنا
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

شبه الشاعر آثار الحرب وآثار كر الفرسان وفرها وما تثيره حوافر الفرسان من الغبار فوق الرؤوس ويكون غمة أو ما يشبه الشبورة والأسياف تروح فيه وتغدو وهذا هو المشبه .
والمشبه به : ليل مظلم تتهاوى فيه الكواكب المنيرة . هذا التشبيه يمكن فك أجزاؤه .
في المثال الأول : يمكن أن نجعل اليهود تقابل الحمار – وعدم عمل اليهود بالتوراة بعدم استفادة الحمار من الكتب – وحمل اليهود للتوراة بحمل الحمار للكتب .
وجه الشبه
المقصود بوجه الشبه : هو الصفة الظاهرة في المشبه به والتي يمكن أن يشاركه فيها المشبه وتكون في المشبه به أظهر وأوضح لأننا نلحق شئ غير واضح الصفة بشئ واضح يعلم السامع حقيقتها .
ما يشترط في وجه الشبه :
1- أن يكون قوياً ظاهراً واضحاً في المشبه به عن المشبه .
مثال : محمد كالأسد في الشجاعة .
فإذا لم يتحقق هذا الشرط ولم يكن وجه الشبه في المشبه والمشبه به وفي المشبه به أقوى كان التشبيه مذموماً مثل قول الشاعر :
يمشون في حلق الحديد كما مشت
جرب الجمال بها الكحيل المشعل

فالمشبه (  الرجال في الدروع البيضاء ) والمشبه به ( الجمال الجرب الملطخة بالقطران الأسود ) والشاعر أراد صفة السواد وهو وجه ليس بين الطرفين لأن لون الحديد أبيض ولون الجمال الجرب أسود لذا كان التشبيه مذموماً .
مثل قول الشاعر :
فألقيت الأمانة لم تخنها
كذلك كان نوح لا يخون

فالمشبه ( الممدوح ) والمشبه به ( نوح ) والوجه الذي أراده الشاعر الأمانة والمشبه به
( نوح ) لم تكن له شهرة خاصة بالأمانة لذا كان التشبيه مذموماً ومعيباً .
كيفية استخراج وجه الشبه :
أولاً : ننظر في التشبيه كل ثم نمعن النظر في المشبه به ونأتي بالصفة الظاهرة فيه فإذا حصلت عليها فانظر فيها هل يشترك فيها مع المشبه والمشبه به فإن حصل فهذا هو وجه الشبه فإن أتت بالصفة ولم تشترك مع المشبه وليست هي المرادة والمراد غيرها .
أقسام التشبيه باعتبار الوجه
مفرد                     متعدد                   مركب
أولاً المفرد : وهو ما ليس بمقيد ولا بمركب ولا يدل على هيئة ويكون طرفاه غالباً مفردين    ( أو هو ما لم يتركب من أجزاء لتكون هيئة ) وقد يكون المفرد حسياً أو عقلياً أو مختلفاً .
أ ) المفرد الحسي مثل قول الشاعر :
سقيا لأسماء ابنة الأشــد
صدت بخد وجلت عن خد
ثم انثنت كالنفس المرتـد
المشبه : ( أسماء في انثنائها ) – المشبه به ( النفس المرتد ) – وجه الشبه ( محذوف وهو ( السرعة ) وهو مفرد .
ب) المفرد العقلي مثل قول الشاعر :
أسلم وحييــت أبا الملد
مفتاح باب الحدث المنسد
المشبه : ( أبا الملد ) – المشبه به ( مفتاح ) – وجه الشبه محذوف وهو ( الوسيلة ) وهو مفرد عقلي .
ج ) المفرد المختلف أي يكون حسياً في أحد الطرفين عقلياً في الآخر مثل :
ما كان لك مني غير الود
ثم ثنـاء مثل ريح الورد
المشبه : ( ثناء ) والمشبه به ( ريح الورد ) – وجه الشبه محذوف وهو ( الطيب ) وهو عقلي في الثناء حسي في ( ريح )
ثانياً : المتعدد :
وهو الوجه الذي يكون مفرداً ثم يعطف عليه صفة أخرى مثله في الإفراد بحرف العطف الواو ( أي تجمع له جملة من الصفات التي يمكن أن يشترك فيها المشبه مع المشبه به )
وقد تكون الوجوه المتعددة كلها حسية أو عقلية أو بعضها حسياً وبعضها عقلياً .
أمثلة :
يا شبيه البدر حسناً وضياءً ومنالاً
وشبيه الغصن ليناً وقواماً واعتدالاً
remove_circleمواضيع مماثلة
العلم والايمان
أنت مثل الورد لوناً ونسيماً وملالاً

المشبه ( الضمير المستتر العائد على الممدوح تقديره ( أنت ) . المشبه به ( البدر )
وجه الشبه : في البيت الأول متعدد ( حسناً – ضياءً – منالاً ) الحسن والضياء ( حسيان ) – والمنال ( عقلي ) فالوجه متعدد مختلف .
الوجه في البيت الثاني : هو ( ليناً – قواماً – اعتدالاً ) كله حسي .
الوجه في البيت الثالث : هو ( لوناً – نسيماً ) وهما حسيان و ( ملالاً ) وهو عقلي .
مثال آخر يقول الشاعر :
يا شبيه البدر في الحســ
ـن وفي بعد المنال

المشبه ( الضمير المستتر ) – المشبه به ( البدر ) .
وجه الشبه متعدد وهو ( في الحسن ) وهو حسي . ( في بعد المنال ) عقلي
مثال آخر : يقول الشاعر :
كالدهر في النفع والمضرة والحنـ
كالسيف في القدر والصرامة
كالغيث في الجود والتبرع
كالبدر في الحسن والفخامة
ـكة لكن ريبة غضبه
والروعة لكن حلية أدبه
والأطباق لكن صوته ذهبه
والرفعة لكن صوته ذهبه

المشبه : في البيت الأول ( ضمير مستتر ( أنت ) – المشبه به ( الدهر )
وجه الشبه متعد ( في النفع والمضرة والحنكة ) – كله عقلي
المشبه به في البيت الثاني ( ضمير مستتر – أنت ) – المشبه به ( السيف ) .
وجه الشبه : متعدد ( في القدر والصرامة والروعة ) كله عقلي
المشبه به : في البيت الثالث ( ضمير مستتر ، أنت ) – المشبه به ( الغيث ) .
وجه الشبه : متعدد ( في الجود والتبرع والأطباق ) كله عقلي
المشبه في : البيت الرابع : ( ضمير مستتر ، أنت ) – المشبه به : ( البدر )
وجه الشبه : متعدد ( في الحسن ) حسي ( والفخامة والرفعة ) عقليان ) .
ثالثاً المركب : وهو ما كان وجه الشبه فيه مركباً من أجزاء تؤخذ من كل كلمة في المشبه به والمشبه وتكون هيئة مركبة ومنتزعة من جزئيات وقد يكون طرفاه مركبين أو أحدهما مركباً .
ويأتي الوجه حسي أو عقلي .
أ ) المركب العقلي مثل قول الشاعر :
إني وتهيامي بعزة بعدما
لكل لمرتجي ظل الغمامة كلما
كأني وإيها سحابة ممطر
تخلت عما بيننا وتخلت
تبوأ منها للمقبل اضمحلت
رجاها فلما جاوزته استهلت

شبه الشاعر حاله مع حبيبته عزة وهيامه بها وتعلقه بها بعد أن كتب القلم كلمة الوداع على علاقتهما وكل منهما عتخلى عن الآخر ( مفرد ومقيد ) بتشبيهين .
أ ) شبه حالة هذا بحال رجل اشتد عليه الحر وأرمضته حرارتها ثم تمنى أن يستظل بسحابة ليستقل ( يستريح ) تحتها من حرارة الشمس ولكنها كلما استعد للراحة تحتها انكمشت أو تفككت فلم تحمه من أشعتها .
ب ) ثم شبه هذا أيضاً بحال رجل طمع في سحابة مملوءة بالمطر ورجاها لتسقيه ولكنها لم تعطه ما بينما أنزلت واستهلت على غيره ما فحرمته من مائها وأعطته لغيره .
وجه الشبه : هنا هو هيئة مكونة طمع ورجاء فيما ينفع ثم خيبة ومرارة من فواته فنرى هنا أن كل كلمة في وجه الشبه متخذة من الطرفين ولا يمكن الاستغناء عن أي كلمة منهما وإلا ضاع وجه الشبه وهذا الوجه مركب عقلي .
ب) المركب الحسي : كقول الشاعر
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
واسيافنا ليل تهاوى كواكبه

المشبه : هيئة الغبار الناتج من أثر حوافر الخيول المحاربة وقد انعقدت فوق الرءوس ووسطها أسياف لوامع تتحرك بسرعة في جهات مختلفة .
المشبه به : هيئة ليل مظلم تتساقط فيه كواكب مشرقة مستطيلة شديدة الضوء ووجه الشبه هيئة منتزعة من هذه الأشياء وهو مركب حسي .
تشبيه التمثيل
تشبيه التمثيل : هو ما كان وجه الشبه فيه مركباً حسياً أو عقلياً أي ما كان وجهه منتزعاً من عدة أمور يجتمع بعضها إلى بعض .
فالتشبيه أعم والتمثيل أخص فكل تمثيل تشبيه وليس كل تشبيه تمثيلاً لأن التمثيل يعتمد على طرفين وأداة مذكورة أو وقدرة أما التشبيه فالوجه فيه إن كان مفرداً أو متعدداً ولا يسمى تمثيلاً إنما التمثيل ما كان الوجه فيه مركباً ويأتي التركيب على نوعين :
أ ) ما كان منتزعاً من عدة أشياء مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "
فالمشبه ( هيئة المؤمنين في تماسكهم وتعاونهم وتراحمهم )
المشبه به : ( حال الجسد عندما يمرض فيه عضو فتداعى له بقية الأعضاء )
وجه الشبه : صورة منتزعة من متعدد وهي هيئة شئ متماسك مترابط لا تنفصل أجزاؤه يتأثر فيه الكل التأثر الجزء )
مثال آخر : يقول بن الرومي :
فيه نون معقرب عطفته
مثل عطف الأصداغ في وجنات
حكماء الفنون أحكم عطف
من حبيب يزهى بحسن وظرف
ج
المشبه ( هيئة نون صنعها الحدادون وعطفوها اجمل عطف )
المشبه به ( الشعر المتدلي على وجنات الملاح الجميلات وهن يلوينه كأنه معقرب .)
وجه الشبه : صورة منتزعة من عدة أمور وهو ( ( هيئة شئ جميل مقوس ظاهر على صفحة  بيضاء ناصعة ))

ب) ما كان منتزعاً من شئ واحد يقوم مقام عدة أشياء . مثل قول الشاعر :  
هو الشمس مجراها بعيد وضوؤها
قريب وقلبي بالبعيد موكل

المشبه : ( حال الممدوح الذي ابتعد بذاته واقترب بعطاياه )
المشبه به : حال الشمس التي ابتعدت في جرمها واقتربت بشعاعها .
وجه الشبه : صورة منتزعة من شئ واحد لكنه في حكم المركب وهو هيئة شئ بعيد بذاته قريب بعطاياه .
التشبيه المفصل والمجمل
التشبيه المفصل : هو ما ذكر فيه وجه الشبه منصوباً على التمييز أو مجروراً بفي مثل قول الشاعر :
هي الظبى جيداً والغزالة مقلة
وروض الربا عرفاً وغصن النقا قداً

جمع البيت أربعة تشبيهات وجاء وجه الشبه في التشبيهات الأربعة ( جيداً – مقلة – عرفاً – قداً ) منصوباً على التمييز .
مثال آخر : يقول الشاعر :
يا شيبة البدر حسنا وضياءً ومنالاً
وشيبة الغصن ليناً وقواماً واعتدالاً
فالوجه متعدد في البيتين ( حسناً – ضياء – منالاً ) ( قواماً – قواماً – اعتدالاً ) منصوباً على التمييز .
مثال ثالث : يقول الشاعر :
كالخوط في القد والغزالة في البهجة وابن الغزال في غيدة
الشاعر يصف محبوبته فالوجه في التشبيهات الثلاثة السابقة مجرورة بحرف الجر ( في )
التشبيه المجمل : هو مالم يذكر فيه وجه الشبه منصوباً على التمييز ولا مجروراً بفي .
أنواعه :     ظاهر جلي   -   غامض خفي
أ ) ظاهر جلي : هو ما كان وجهه يستوي في معرفته العامة والخاصة مثل قول الشاعر : .
أسد على وفي الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صغير الصافر

المشبه : ( المهجو ) ( الحجاج ) وقد حذفت لأن الحديث موجه إليه أو حذف لعلة والمحذوف لعلة كالمذكور .
المشبه به : ( أسد ) في الأول و ( نعامة ) في الثاني )
وجه الشبه في الأول : الشجاعة وفي الثاني : الجبن فهذان الوجهان يمكن معرفتهما دون ذكاء أو مشقة ولا يحتاج إلى تأمل لظهورهما .
ب) غامض خفي : لا يمكن استخراجه إلا بعد تفكير وتأمل وروية ولذا كان غامضاً خفياً .
مثل قول الأعرابية حينما سئلت عن بنيها أيهم أفضل فأجابت :
( هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها )
فقد شبهت أولادها ( هم ) بالحلقة المفرغة .
وجهة الشبه هنا لا يصل إليه إلا المتأمل وبعد تفكير فلا يتيسر لكل إنسان بل لا يفطن إليه إلا كل لبيب وهو الاستواء لأن الحلقة عندما تفرغ لا يمكن أن يفين له طرفا كذلك أولادها في قلبها فهم جميعاً سواء .























صور التشبيه المجمل الغامض الخفي
أو الوصف الذي يعين على معرفة الوجه
الصور أربع :
أ ) وصف خاص بالمشبه : وهو ليس الوجه بل يساعد على استخراجه مثل قول الشاعر :
فديناك يا شرق لا تجزعن
فكم محنة أعقبت منحة
إذا اليوم ولى فراقب غداً
وولت سراعاً كرجع الصدى

المشبه : ( المحنة التي تعقب المنحة ) – المشبه به ( رجع الصدى )
الوجه : محذوف وهو ( السرعة وعدم الفائدة ) وقد ارشدنا إلى هذا الوجه جملة ( وولت سراعاً ) وهي صفة خاصة بالمشبه .
مثال آخر : قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم "
المشبه : الأصحاب ) أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
المشبه به : ( النجوم )
الوجه : ( الهداية مع حسن الاقتداء ) وقد أرشدنا إلى هذا الوجه جملة ( بأيهم اقتديتم ) وهي وصف للأصحاب الواقعة ( مشبه )
ب) وصف خاص بالمشبه به كقول الشاعر :
لا غرو أن ملك ابن اسحاق وساعده القدر
وصفت له الدنيا وخصص أبو الغنائم بالكدر
فالدهر كالدولاب ليس يـــدور إلا بالبقر
المشبه ( الدهر ) – المشبه به ( الدولاب ) وهي الساقية التي تحمل الماء وتدور من أعلى إلى أسفل .
وجه الشبه : التقلب وعدم الثبات على حال وقد ساعد على معرفة هذا الوجه جملة      ( ليس يدور إلا بالبقر – وهي خاصة بالمشبه به ( الدولاب )
مثال آخر : يقول الشاعر:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
يحور رماد أبعد إذ هو ساطع

المشبه : ( المرء ) – المشبه به ( الشهاب )
وجه الشبه : الغناء بعد الظهور والإشراق – وقد ساعد على هذا الوجه صفة خاصة بالمشبه به وهي جملة ( يحور رماداً بعد إذ هو ساطع )
مثل ثالث : يقول شوقي على لسان قيس يتحدث عن قبر ليلى :
عرفت القبور بعرف الرياح
كثكلى تلمس قبر ابنها
هداها خيال ابنها فاهتدت
جج ودل على نفسه الموضع
إلى القبر من نفسها تدفع
وليلى الخيال الذي اتبع

معنى البيت : أن قيساًَ عرف قبر ليلى برائحته ودل القبر على موضعها وهي في اهتدائه إلى قبرها مثل اهتداء من فقدت وحيدها إلى قبر ابنها من خلال خيالها .
المشبه : قيس في معرفته قبر ليلى – المشبه : ثكلى تبحث عن قبر ابنها
وجه الشبه : الاهتداء إلى الموضع بالحس – وقد أرشدنا إلى هذا الوجه صفة خاصة بالمشبه به وهي ( تلمس قبر ابنها – هداها خيال ابنها فاهتدت
مثال رابع : يقول الشاعر :
ولعل دنيانا كرؤيا حالم
بالعكس مما نحن فيه تفسر

المشبه : ( دنيانا ) – المشبه به ( رؤيا حالم )
وجه الشبه : التفسير على عكس ما نرى – وقد أرشدنا إلى هذا الوجه صفة خاصة بالمشبه به وهي جملة ( بالعكس مما نحن فيه تفسر ) وهي صفة خاصة بالمشبه به .
ج ) وصف كل من الطرفين بوصف يرشد إلى وجه الشبه أي يكون لكل طرف على صفة تساعد على ظهور الوجه .
مثل قول الشاعر :
إذا ما جئت أحمد مستميعاً
له خلق وليس لديه خلق
فلا يغررك منظره الأنيق
كبارقة تروق ولا تريق

المشبه : أحمد – المشبه به ( البارقة )
وجه الشبه : حسن المظهر مع سوء الخبر وقد أرشدنا إلى هذا الوجه صفة للمشبه هي ( له خلق وليس لديه خلق ) خاصة به وصفة خاصة بالمشبه به كذلك وهي ( تروق ولا تريق ) يعني تطمع وتحيي الأمل في نزول الماء ثم تخدع ولا تنزل الماء هنا لكل واحد من المشبه والمشبه به صفة تساعد على معرفة الوجه وليست هي الوجه .
مثال آخر : يقول الشاعر :
جيوش مالها في الحرب نفع
رأيت قتالهم من غير قتل
حكت صوراً تصور في كتاب
كمثل الضرب في كتب الحساب

المشبه : الضمير في حكت العائد على ( جيوش ) – المشبه به :الصور ( المصورة في الكتب )
وجه الشبه : عدم النفع فيما يتوقع منه النفع – وقد أرشدنا إلى هذا الوجه صفة خاصة بالمشبه ( ما لها في الحرب نفع ) وصفة خاصة بالمشبه به ( تصور في كتاب ) – كذلك البيت الثاني اشتمل على تشبيه حيث شبه : قتال الجيش دون قتل للعدو ولا هزيمة له بالضرب دون في المسائل الرياضية حيث تؤدي مسائل الضرب دون صوت ولا قتل ولا غيره .
د ) وصف واحد يصلح للطرفين معاً ( المشبه والمشبه به )
مثل قول الشاعر :
جناكن كالكرم شتى المذاق
وكالشهد في كل لون يحب

المشبه : جنى النخل ( ثمره ) – المشبه به : الكرم ( العنب )
وجه الشبه : اختلاف الطعم وتعدد المذاق – وقد أرشدنا إلى هذا الوجه صفة ( شتى المذاق ) وهي صفة تصلح للمشبه وللمشبه به في وقت واحد .
مثال آخر : يقول الشاعر :
لقد زادني حباً لنفسي أنني
ملأت عليه الأرض حتى كأنها
بغيض إلى كل امرئ غير طائل
من الضيف في عينيه كفه حابل

المشبه : الهاء ( الضمير العائد ) على الأرض – المشبه به : كفه حابل .
وجه الشبه : شدة الضيق وقد أرشدنا إلى هذا الوجه قوله ( من الضيق ) وهي صفة تصلح للمشبه ( الأرض ) في وجه من ملئت عليه الأرض والمشبه به ( كفه حابل ) .
المرسل والمؤكد
أقسام التشبيه باعتباره الأداة :
أ ) التشبيه المرسل : هو ما ذكر فيه أداة التشبيه أياً كان نوعها مثال قوله تعالى { وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام }
وقال تعالى  { وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون }
مثال آخر : يقول الشاعر  :
كأن ليلة قيل يغدي
قطاه غرها شرك فباتت
بليلى العامرية أو براح
تجاذبه وقد علق الجناح

المشبه : قلبه المعلق بليلى العامرية – المشبه به : قطاه غرها شرك .
الأداة : كان – وجه الشبه : الارتباط والتعلق وعدم الانفكاك وهذا تشبيه مرسل .
مثال ثالث : يقول الشاعر :
وإنك كالدنيا تذم صروفها
وتوسعها ذماً ونحن عبيدها

المشبه : ( الكاف في أنك ) – المشبه به : ( الدنيا ) – الأداة مذكورة : ( الكاف )
الوجه : محذوف وهو الخضوع مع الكراهية فهو تشبيه مرسل .
ب ) التشبيه المؤكد : هو ما حذفت منه الأداة .
مثل قول الشاعر :
هي الظبى جيداً والغزالة مقلة
وروض الربا عرفا وغصن النقا قدا

مثال آخر : يقول الشاعر :
فما أنت إلا البدر إن قل ضوؤه
أغب وإن زاد الضياء أقاما

تقدير الأداة في التشبيه المؤكد :
إذا كان المشبه به نكرة لا يحسن فيه تقدير الكاف .
مثل ( هو بحر ) ولو قدرت الكاف كان كلاماً هابطاً ولكن يحسن تقدير ( كأن ) نقول     ( كأنه بحر )
إن كان المشبه به معرفة يحسن تقدير الكاف وغيرها مثل ( محمد الأسد ) نقول ( محمد كالأسد )
وهناك من التشبيهات المؤكدة ما لا يمكن إدخال الأداة عليه إلا بتغيير نظام الجملة وذلك إذا كان المشبه به مضافاً إلى المشبه مثل ( ذهب الأصيل ) فلو حاولت جعله تشبيهاً لغيرت وقدمت وأخرت مثل : كأن الأصيل ذهب .
وكقول الشريف الرضي :
أرى النسيم بواديكم ولا برحت
حوامل المزن في أجداثكم تضع

فقوله ( حوامل المزن ) من إضافة المشبه به إلى المشبه وأصله ( المزن حوامل ) فنقول ( كأن المزن حوامل )
مثال ثالث : يقول الشاعر :
والريح تعبث بالغصون وفد جرى
ذهب الأصيل على الجين الماء

وقد سبق شرح الصورة السابقة في البيت .
التشبيه البليغ
التشبيه البليغ : هو ما حذفت فيه الأداة والوجه غالباً .
سر بلاغته : لأن حذف الأداة يفيد دعوى اتحاد الطرفين . مثل محمد أسد ــ كأن محمد لا يفترق عن الأسد وهو مشترك معه في صفات تؤدي إلى الاتحاد .
أما حذف الوجه فيشعر ظاهره بالتعميم في وجه الشبه لأن هذا التشبيه يفيد القوة كأن المشبه قد شارك المشبه به في كل صفاته





















سر بلاغته : دقة التعبير والتصوير وإصابة الغرض في التشبيه
تنبيه  : ليس كل تشبيه حذفت أداته يعد بليغاً وليس كل تشبيه ذكرت أداته لا يعد بليغاً فهناك تشبيهات كثيرة ذكرت فيها الأداة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وتعد بليغة .
الأغراض الخاصة للتشبيه
أغراض تعود على المشبه أغراض تعود على المشبه به
أولاً الأغراض التي تعود على المشبه :
1- بيان حال المشبه : ويتحقق هذا عندما تكون صفة المشبه مجهولة غير معلومة فيؤتى بالتشبيه لمعرفة حاله من خلال المشبه به المعروف الصفة .
مثل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : " المؤمن كالنحلة لا تأكل إلا طيباً ولا تطعم إلا طيباً "
التوضيح : نلاحظ أن صفة المشبه وهو المؤمن غير واضحة فأتينا بالتشبيه لمعرفة حال المشبه عن طريق المشبه به المعروف .
مثال آخر :
قلوب الطير رطباً ويابساً
لدى وكرها العناب والحشف البالي

 نوع من الزهور يشبه الفراولة التمر اليابس
التوضيح : نلاحظ هنا أنه شبه قلوب الطير رطبة ويابسة يبين حالها فقال شبه بالعناب والحشف البالي لأن رؤيته أكثر من رؤية القلب الرطب واليابس .
مثال ثالث : قوله صلى الله عليه وسلم :" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير فبائع المسك إما أن يبتاع منه أو تشم منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يؤذيك أو يحرق ثيابك .
2- بيان مقدار حال المشبه : ويتحقق هذا إذا كان المشبه معروف الصفة بوجه ما وصفته المعروفة مجهولة كميتها ومقدارها فيؤتى بالمشبه به لبيان كميتها ومقدارها .
مثل قول الشاعر :
فيها اثنتان وأربعون حلوبة
سوداً كخافية الغراب والأسحم

التوضيح : الشاعر وصف النوق بالسواد ولكن هذا السواد غير محدد المقدار فجاء بالتشبيه ليحدد المقدار أو كمية الصفة فجاء بسواد الغراب الأسحم شديد السواد ليبين مقداره المجهول
ويقول الشاعر :
ودع هريرة إن الركب مرتحل
وهل تطيق وداعاً أيها الرجل

غراء فرعاء مصقول عوارضها
تمشي الهويني كما يمشي الوجى الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها
مر السحابة لا ريث ولا عجل

التوضيح : الشاعر يصف المرأة بصقل ضخم عوارضها وبناء على ذلك تمشي وتتحرك ببطء فقد شبه هذه المرأة في مشيتها البطيئة مرة بالوجى وهو ذكر الغنم الذي يشتكي حافره ثم يجعله سائراً في الوحل ليكون ذلك أبطأ لمشيته ثم يشبه مرورها مرة أخرى بالسحابة التي تمر بلا بطء ولا عجل فلا هي بالواقفة ولا هي بالسريعة .
وهنا مقدار المشية الهويني والبطء غير معروف المقدار فجاء بالمشبه به ليبين مقدار البطء والهويني والمشبه به هنا ذكر الغنم















الذي يشتكي من ألم في قدمه فيكون بطيئاً ثم يزداد بطئاً بسيره في أرض وحلاء مملوءة بالطين .
3- تقرير حال المشبه : وهذا يقرر الوجه المراد بتوضيحه في ذهن السامع بقوة تأثيره في ذهنه وأكثر ما يكون تقرير حال المشبه هي الأشياء المعقولة عند نقلها إلي المحسوسة .
مثل : قوله تعالي : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء }
            {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِف }
4- بيان إمكان المشبه : ويتحقق ذلك عندما يكون الوجه غريبا يتوقع امتناعه أو استحالة وجوده فيحتاج المتكلم إلي إثبات دعواه بدليل هو هذا الذي ذكرناه له في الوجود فيبرئ ساحته أمام المتكلم من تهمة الاستحالة .
مثل : قول الشاعر :
فإن تفق الأنام وأنت منهم
فإن المسك بعض دم الغزال

معني البيت : أن الممدوح فاق الأنام مع أنه منهم بحيث لم يبق بينهم مشابهة ومقارنة بل صار أصلاً بنفسه وجنساً برأسه وهذا في الظاهر كالممتع لأنه كيف يكون منهم ويفوقهم فأرادوا أن يثبت ذلك فقال إن المسك بعض دم الغزال وهو تشبيه ضمني فنراه أقام الدعوة بخروج المسك عن صفة الدم حتى لا يعد من جنسه إذا لا يوجد في الدم من الصفات التي هي في المسك .
مثال آخر :
قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم
كلا لعمري ولكن منه شيبان

كم من أب قد علا بابن ذرا شرفاً
كما علت برسول الله عدنان

التوضيح : الشاعر قد أثبت أن قول الناس في آن أبا الصقر من شيبان غير صحيح وهذا مستحيل إذ كيف تعلو قبيلة بابن من أبنائها فقدم دليلاً على ذلك يؤكد به إمكانه وهو المشبه به كما علت برسول الله عدنان .
مثال آخر : يقول الشاعر :
لا يعجبنك حسن القصر تنزله
فصيلة الشمس ليست فيم نازلها

لو زادت الشمس في أبراجها مائة
ما زاد ذلك شيئاً في فضائلها

التوضيح : أثبت الشاعر أن حسن القصر وارتفاع مبانيه لا يعجب فكيف لا يعجب ؟ والمعروف أن ارتفاع القصور وحسنها من دواهي السرور ولما كان الأمر غريباً جاء بما يرفع هذا العجب ويجعل غير الممكن ممكناً فمثله بالشمس التي ترجع قيمتها إلى فضائلها ومنافعها إلا ارتفاع مبانيها .
س: لم عاب النقاد قول الشاعر ؟
جرى الموت مجرى الدم واللحم
منكما كان الذي يسقي العقار سقاكما

التوضيح : عاب النقاد ذلك لأنه سوى بين السكونين سكون الموت وسكون السكران مع أنه في الميت اظهر وأقوى وأتم .
5- تشويه المشبه : وذلك يتحقق بأن يلحق المشبه بالمشبه به القبيح الصورة فيتخيل السامع عيب المشبه وتشويهه حيث قد شبه وألحق بما تحقق وتحسد في العيب .
مثل قول الشاعر يهجو امرأة :
لها جسم برغوث وساق نعامة
ووجه كوجه القرد أو هو أقبح

التوضيح : فقد شبه وجه المهجوة بعد أن وصفها بعدة أوصاف لا تروق للعين مشاهدتها بوجه القرد أو هو أقبح منه
مثال آخر :
ألا إنما هند عصا خير زانة
إذا لمسوها بالأكف تلين

التوضيح : هذا التشبيه يدل على ميوعتها وضعفها حتى إذا لمسوها تأثرت باللمس كما أنه شبهها بالعصا والمعروف عن اليبوسة الخشونية ثم أراد أن يمدحها مرة أخرى فقال خيرزانة فكيف نوفق بين كونها عصا وتلين ؟ فهذا تناقض وذلك لتشويه صور المشبه وهذا يعد عيباً
6- تزيين المشبه : وذلك كأن يلحق المشبه بالمشبه به الجميل الحسن لتظهر صورة المشبه جميلة
مثل : هند كالوردة – ليلى كالبدر
الأغراض التي تعود على المشبه
من المعروف أن مجهول الصفة يلحق بالواضح الصفة ومن الشعراء من يلحق الأقوى صفة بالأضعف صفة والأقل صفة وهذا يسمى التشبيه المقلوب على سبيل التخيل والادعاء .
مثل قول الشاعر :
وبدا الصباح كان غرته
وجه الخليفة حين يمتدح

ومثل : البدر كآمال – القمر يشبه صفاء – الشمس تحكي إسراء .
تم المنهج مع أطيب أمنياتي بالتوفيق والنجاح
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى