الأمثلة : -

             نجح التلاميذ إلا المقصرَ.

    أ          فهم الطلاب إلا الغافلَ.

               فاز المتسابقون إلا الخاملَ.



               ما رسب الطلاب إلا الفاشلَُ.

   ب         ما احتفلنا بالناجحين إلا المتفوقَِ.

               ما أخفق المتسابقون إلا البليدَُ.



              ما نجح إلا المجدُّ.

  جـ       ما احترمت إلا المتقدمَ.

              ما غضبت إلا على المتخلفِ.



الإيضـاح :

عندما تلقي نظرة على الأمثلة المختلفة في الطائفة (أ) تجد أن المتكلم يريد في المثال الأول أن يخبرنا بنجاح التلاميذ ولكنَّه يستثنى من هذا الحكم وهو النجاح المقصر منهم وبالتأمل نجد أن كلمة (إلا) هي التـي أخرجت المقصر من بين الناجحين. وهو يريد في المثال الثاني أن يخبرنا بأن التلاميذ جميعاً قد فهموا ولكنَّه يستثني من بينهم الغافل، فهو لم يفهم. وبالتأمل نجد أن كلمة (إلا) هي التي أخرجت الغافل من بين الفاهمين.

وفي المثال الثالث نلاحظ أن المتكلم يريد أن يخبرنا بفوز المتسابقين لكنه يريد أن يستثني من بينهم الخامل فهو لم يفز و(إلا) هي أداة الإخراج.

وهكذا كل الأمثلة.. ونستطيع بعد هذا أن نفهم أسلوب الاستثناء. فهو يتألف من أركان ثلاثة الأول: المستثنى منه.. وهو الاسم العام السابق الذي يُنسب إليه الحكم. والثاني: المستثنى وهو الذي نخرجه من الحكم السابق ونجعله مخالفاً له ويتبع بعد (إلا). وثالثها: (إلا). وهي الأداة التي تخرج المستثنى من الحكم السابق.. أي أنها أداة الاستثناء. أعد نظراً بعد ذلك على أمثلة كل طائفة على حدة.. ولنبدأْ معاً بالطائفة (أ) سوف ترى أن كل مثال منها قد اشتمل على المستثنى وهو (المقصر والغافل والخامل) على الترتيب وهي الواقعة بعد أداة الاستثناء (إلا).. كما اشتمل كذلك على المستثنى منه وهو على الترتيب (التلاميذ، الطلاب، المتسابقون).

والكلام في الأمثلة الثلاثة مثبت لم يسبقه نفي.. والنحويون يسمون الاستثناء في مثل هذه الأمثلة الثلاثة تاماً لوجود المستثنى منه في الكلام - ومثبتاً لعدم تقدم النفي عليه.

ولعلك تلاحظ أن المستثنى في هذه الحالة جاء منصوباً كما تشاهد ضبطه في الأمثلة الثلاثة. وهذا هو حمكه: وجوب النصب.

انظر بعد ذلك أمثلة الطائفة (ب) سوف ترى أن أسلوب الاستثناء مشتمل كما مر على المستثنى والمستثنى منه.. لكنه مسبوق بالنفي وهو (ما) ومثلها أي حرف يفيد النفي. ويسمى الاستثناء في هذه الحالة التام المنفي.. وهو تام لوجود المستثنى منه في الكلام. ومنفي لتقدم النفي عليه.. وإذا تأملت حركة المستثنى في الأمثلة وجدتها مزدوجة منصوبة بالفتحة أو معربة بحركة أخرى. وهذا يرشدك إلى أن المستثنى في هذه الحالة الثانية وما يشبهها يجوز فيه النصب على الاستثناء - أو التبعية للمستثنى منه حسب موقعه الإعربي بدلاً(1) منه. فتقول مثلاً: (ما احتفلنا بالناجحين إلا المتفوق ) فتنصب المستثنى وهو: "المتفوق" أو تجره على التبعية للمستثنى منه وهو كلمة (الناجحين المجرورة) على أنه بدل منها.. وكذا بقية الأمثلة.

أَلْق نظرة أخيرة على أمثلة الطائفة (جـ) سترى أن أسلوب الاستثناء فقد ركناً وهو المستثنى منه. فهو غير موجود في الأمثلة الثلاثة، ولكن الكلام منفي ويسمى الاستثناء حينئذ الناقص المنفي. أما نَقصُهُ: فتفقد المستثنى منه - وأما نفيَهُ: فلتقدم أداة النفي.

ولو دققت النظر في حركة المستثنى في الأمثلة الثلاثة لوجدتها مختلفة عن بعضها.فهي في المثال الأول ضمة وفي الثاني فتحة وفي الثالث كسرة. وهذا يرشدك إلى أن مثل هذا الاستثناء يخضع فيه المستثنى لمطلب العامل الذي يسبقه فإن احتاج إلى فاعل أُعرب ما بعد (إلا) فاعلاً. كالمثال الأول - وإن احتاج ما قبل (إلا) إلى المفعول به أُعرب ما بعد (إلا) مفعولاً به منصوباً كالمثال الثاني وإن سبقه حرف جر.. كان مجروراً كالمثال الثالث.

ويجب أن تعرف أن هذا الأسلوب من أساليب الاستثناء يسمى عند النحاة بالاستثناء المفرغ لأن الفعل الذي قبل (إلا) تفرغ للعمل فيما بعدها وتجاوز (إلا) وعلى هذا (فالمجد) في المثال الأول فاعل للفعل (نجح) و (المتقدم) في الثاني مفعول به للفعل (احترمت) و (المتخلف) في المثال الثالث مجرور بالحرف (على).



القـاعــدة : -

1- المستثنى (بإلا) اسم يُذكر بعدها ويكون مخالفاً في الحكم لما قبلها.

2- أساليب الاستثناء (بإلا) ثلاثة : -

أ ـ التام الموجب :- وهو ما ذُكر فيه المستثنى منه وكان مثبتاً. وحكم المستثنى في هذه الحالة وجوب النصب على الاستثناء.

ب ـ  التام المنفي :- وهو ما ذكر فيه المستثنى منه - وتقدمه أداة نفي - وحكمه في هذه الحالة إما النصب على الاستثناء - أو البدل من المستثنى منه حسب موقعه الإعراب.

جـ ـ الناقص :- وهو ما لم يذكر فيه المستثنى منه ولا يكون إلا منفياً - وحكمه أن يُعرب حَسَبَ متطلبات العامل الذي قبل (إلا) ويسمى: الاستثناء المفرغ لأن ما قبل (إلا) قد تفرغ للعمل فيما بعدها.



نمـاذج معربــة : -

أ ـ طار الحمامُ إلا حمامةً : -

طار  : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

الحمام : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (وهو المستثنى منه).

إلا   : أداة استثناء حرف مبني على السكون لا محل له منِ الإعراب.

حمامة  : مستثنى (بإلا) منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.

ب ـ لم أعرف من الطلاب إلا ذا الخلق (أو ذي الخلق)

لم     : حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

أعرف  : مضارع مجزوم (بلم) وعلامة جزمه السكون وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (أنا).

من الطلاب : جار ومجرور متعلقان بالفعل أعرف.

إلا  : أداة استثناء.. حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

ذا الخلق   : ( ذا) مستثنى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة- ذا مضاف والخلق مضاف إليه مجرورة بالكسرة الظاهرة في آخره.

ويجوز (ذي الخلق) (فذي) بدل من (الطلاب) وبدل المجرور مجرور وعلامةُ جره الياء لأنه من الأسماء الستة والخلق مضاف إليه. (وذلك لأن الكلام تام منفي فيجوز نصب المستثنى أو إتباعه).


جـ ـ ما فاز إلا المصلون:-

ما   : نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

فاز  : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

إلا  : أداة استثناء لا عمل لها.

المصلون : فاعل للفعل (فاز) مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وهذا هو الاستثناء المفرغ (الناقص). (الذي تفرغ فيه ما قبل (إلا) للعمل فيما بعدها).



تمرينـات شفويــة : -



1- عين فيما يأتي المستثنى الواجب النصب، والجائز النصب والاتباع، والمعرب على حسب العوامل : -

أ   ـ   ينقُص كل شيء بالإنفاق إلا العلم.

ب  ـ ما توقعت إلا الخير.

جـ ـ زرت مناطق المملكة إلا المنطقة الشرقية.

د   ـ   لا يكتسب ثقة الناس إلا الأمين.

هـ ـ  أدى التلاميذ واجبهم إلا البليد.

و   ـ   يذهب الناس ولا تبقى إلا آثارهم.

ز   ـ   لا يعلم الغيبَ إلا الله.

ح  ـ   لن أَتَّبعَ إلا الحق ولن أذل إلا لله.

ط  ـ   لا يأبى الكرامةَ إلا لئيم.

ك  ـ   لم يسمع المخطئون النصح إلا قليل منهم.

2- اجعل الكلمات الآتية مستثنى منها في جمل من إنشائك : -

المتقون  -  الأحرار  -  العلماء  -  المجاهدون  -  المخلصون.

3- اجعل الكلمات الآتية مستثنيات واجبة النصب ثم جائزة النصب والإتباع ثم معربة على حسب العوامل : -

المهذب،     الصادق،     الأمين،     الوفي،     المجدّ

4- أكمل العبارات الآتية بوضع ما نقص منها ضابطاً إياه بالشكل : -

1- تفتحت الأزهار إلا...................     2- لا يقبل الله من ...... إلا عملا خالصا

3- كل شيء يناله الإنسان بالمال إلا .........   4- ما صحبت إلا ....................

5- لم يترك الطالب من الدروس إلا .........   6- ما جلس الزائر إلا..................



تمرينـات تحريرية : -



1- أ    ـ كون ثلاث جمل يكون المستثنى فيها جمع مذكر سالماً واجب النصب.

ب   ـ كون ثلاث جمل يكون المستثنى فيها من الأسماء الستة جائز النصب والإتباع.

جـ ـ كون ثلاث جمل يكون المستثنى فيها جمع تكسير يعرب على حسب العوامل .

د    ـ كون ثلاث جمل المستثنى فيها مثنى واجب النصب.

2- اضبط ما تحته خط مما يلي : -

ما تخلقت الوفودُ وفد الخًرْج                   -  وما المرءُ إِلا ذكْرُه ومآثِره.

لكل داء دواء إِلا الموت                       -  خرج من في المعهد إِلاَّ سعيد.

لن أخشى إِلاَّ لله                               -  لم أفعل إلا الواجب.

ما أحببت الفاكهة إلا التفاح                   -  ما نفع إلا الإخلاص.

3- الأسماء الواقعة بعد (إلا) في الجمل الآتية بعضها واجب النصب وبعضها وبعضها جائزه وبعضها واجب الرفع.عَيِّن كل نوع منها مع ذكر السبب : -

أ    ـ    لا يعرف الفضل إلا ذووه.

ب  ـ    وصلت الكتب إلا كتابين.

جـ ـ   ما رأيت منك إِلا الخير.

د    ـ   ما جنينا الفواكه إلا البرتقال.

هـ ـ   كل شيء هالك إلا وجه ربك.

و    ـ   لا أحب من تلاميذي إلا المؤدب.

4- مثل بخمسة أمثلة للمستثنى : الأول: واجب النصب. والثاني: جائز النصب.  والثالث: يعرب فاعلاً. والرابع: جمع مذكر سالم مجرور. والخامس: اسم من الأسماء الخمسة جائز الرفع والنصب.

5- أعرب البيت الآتي واشرحه شرحاً واضحاً : -

ولم أَجِدِ الإنسانَ إِلاَّ ابن سعيه               فمن كان أَسْعى كان بالمجد أجدرا


شرح دروس النحو للصفين الأول والثالث الثانوى