مدرس اون لايندخول

محافظ شمال سيناء يحول عشة بدوية لمدرسة

محافظ شمال سيناء يحول عشة بدوية لمدرسة  554
تحقق حلم المعلمة البدوية، مريم جمعة، بتحويل مركز تنويرى أقامته فى منطقة صحراوية من عشة بوص لتعليم أبناء منطقتها من الأطفال المحرومين من التعليم؛ القراءة والكتابة لمبنى مدرسى مصغر كامل التجهيزات وبجواره بئر مياه يوفر معين الحياة للدارسين وكافة سكان منطقتها.

حلم الفتاه البدوية "مريم" أصبح واقعا بعد نشر "اليوم السابع" تجربتها التنويرية وتحديها كل الظروف لتحقيق هدفها فى الحياة، وهو أن تكون أحد أدوات مكافحة ثالوث أمية القراءة والكتابة، والتسرب من التعليم وتراجع مستوى صغار التلاميذ الدراسى فى مجتمعها البدوى، ولم تهزمها العادات والتقاليد، أو تحد من عزيمتها ظروف فرضت عليها واستطاعت أن تقف على أول الطريق بجمع تلاميذ منطقة نائية تسكنها وتمنحهم وقتها وخبرتها فى التعليم بتأسيسهم دراسيا فى عشة من البوص يفترش الدارسون بداخلها الأرض ملتفين حول "طبلية" يتخذونها استاند للكتابة وعيونهم شاخصة نحو معلمتهم وهى تعيد على مسامعهم ما تقوله بالكتابة على سبورة معلقة على أحد جوانب العشة لتصبح صاحبة فكرة أحدث مشروع تنويرى لتعليم وتحسين مستوى الأطفال فى تجمع "المضبعة" التابع لقرية الروضة إحدى قرى شرق مركز بئر العبد بشمال سيناء، وكان مطلبها أن يزورها فى المكان وزير التعليم ومحافظ الأقليم، ويتحول مركزها لمبنى متكامل وتوفير بئر مياه فى المنطقة.

وبعد نشر قصتها استقبل اللواء السيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء فى مكتبه المعلمة مريم، واستمع لعرض تجربتها، ومطالبها للاستفادة من جهودها فى المكان، وإمكانية تحويله لمدرسة ذات الفصل الواحد.

واستجاب المحافظ لطلبها بتحويل العشة لمبنى متكامل، وكلف المسئولين بتنفيذ المشروع بشكل متكامل خدمة لأهالى التجمع السكنى.

وقال " موسى رويشد" رئيس فرع الجمعية المكلفة بالتنفيذ، إن الجمعية شرعت ابتداء من اليوم السبت فى تنفيذ مشروع بناء فصل مريم للتعليم، وتم عمل قواعد أسمنتية، سيعقبها بناء " كرفان" سعة 30 طالبا، ومجهز بالمرافق اللازمة من آثاث مدرسى وسبورة ومراوح ومقعد للمعلم، وحمامات، كما سيتم حفر بئر مياه لخدمة الفصل، وتوفير المياه للسكان المحيطين بالمنطقة، واستمرار دعم المشروع حتى يتحول لمدرسة.

وأوضح "رويشد" أن مراحل إنشاء المشروع متوقع أن تنتهى فى غضون أسبوعين، وأن نموذج الفصل الذى سيتم إنشاؤه سبق للجمعية ونفذته فى شلاتين.

من جانبها، أعربت المعلمة "مريم جمعة" عن شكرها لـ"اليوم السابع" لتحقيق حلمها بعد نشر تجربتها وشكرها لمحافظ شمال سيناء على الاستجابة لمطلبها وللقائمين على الجمعية لسرعة تنفيذهم لتكليفات المحافظ، وتبرعهم أيضا بحفر بئر مياه.

يذكر أن التجمع السكنى الذى أقامت "مريم" فصلها التنويرى فيه، يقع بين تلال رملية على مسافات مترامية الأطراف وعلى ابعاد تنتشر أشجار النخيل وعلى مسافات متفرقة عشش ساكنى المنطقة، جميعها من العشش المبنية بدون انتظام، ويتصل المكان بالعالم الخارجى عبر طريق أسفلتى يتفرع من القرية الأم والطريق الدولى العريش القنطرة باتجاه الجنوب لمسافة تصل لنحو 5 كيلومترات تتخلله منحنيات ومنخفضات وينتهى بمدقات تصل لمنازل الأهالى المتناثرة.

والفصل عشة بسيطة يصل إليها الصغار مبكرا مع ساعات شروق الشمس، هم من أعمار مختلفة بعضهم يصل حافى القدمين وآخرين بملابسهم المنزلية التى تعكس حالة أسرهم البائسة، حيث تنظرهم "الأبلة مريم" كما يفضلون مناداتها، لساعات تمتد بلا موعد محدد يمضى اليوم الدراسى، مابين تعليم الحروف والأرقام والكتابة والأناشيد، ليعود كل من حيث أتى لمنزله الكائن بعضها على بعد أمتار قليلة عن المركز وآخرين على بعد مسافات طويلة تصل لأكثر من 2 إلى 3 كيلومترات يقطعونها مرحين يسيرون أحيانا وفى أخرى يرتاحون لدقائق تحت ظلال النخيل.
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى