قصيدة شعرية تعكس حال كثير من المعلمين ...
طالب دخل مطعما فوجد أستاذه الذي يعمل طاهيا (طباخا ) في المطعم ....
وإليكم القصيدة ..
- ماذا أقول وقد رأيت معلمي *** في مطعم الخضراء يعمل طاهيا!
-يا ليتني ما عشت يوماً كي أرى *** من قادنا للسُعد أصبح باكيا
- لما رآني غض عني طرفهُ *** كي لا أكلمُه ، وأصبح لاهيا
هو مُحرجٌ ، لكنني ناديتهُ *** يا من( أنرت الدرب) خلتك ناسيا!
فأجاب مبستما، ويمسح كفهُ *** أهلا بسامي ، مثل أسمك ساميا
-إن كنت تسأل عن وجودي هاهنا *** فالوضع أصبح بالإجابة كافيا
- قطعوا الرواتب يا بني وحالنا *** قد زاد سوءاً ، بعد سوءٍ خافيا
- الجوع يسكن بيت كل معلم *** والبؤس درساً في المدارس ساريا
- إن لمتني عما فعلت مصارحاً *** فإليك أطرح يا بُنّي سؤاليا
إن عدت للتدريس أين رواتبي؟ *** أو كيف أطعم يا رعاك عياليا
- أو كيف أدفع للمُؤجر حقهُ ؟ *** إن جاء يطلبني ويصرخ عاليا!
-أو كيف أشرح للعيال دروسهم *** وأنا أفكر كيف أرجع ماشيا!
- أو كيف أُعطي من تميز حقهُ *** وأنا أفكر ما عليَّ وما ليا؟
- الغني أصبحَ سَيٍّداً *** والطالب أصبحَ قاضِيَا
- وَأنا المُعَلٍّمُ لَمْ أعِشْ *** في العمر يوماً سالِيَا
- أفنيتُ عمري في العمل *** ما كُنتُ يوماً عاصِيَا
- إن غِبتُ يوماً مُرغَماً *** رَفَعَ المُدِيرُ غِيابِيَا
- و مُوَجِهي إنْ زارَني *** ما كانَ يوماً راضِيَا
- سَرَقَ اللُّصوصُ رواتبي *** شَلُّوا حُقوقي وَ مالِيَا
- بِنْتي تَموتُ مِن الأَلَم *** وَالإبنُ يَمشي حافِيَا
- مِن أجلِ أطفالي أبيع *** عَيني وَ قَلبي راضِيَا
- يا مَن ستقرأ قِصتي *** أرسِل إليٍّا الشارِيَا
- فالعلمُ أصبحَ هَيٍّنٌ *** والجهلُ أصبحَ عالِيَا
- من ذا يلوم مُعَلِماً *** إن صار يعمل شاقِيَا
- أو عاملاً في ورشةٍ *** أو في المطاعِمِ طاهيَا
- أو إن رآهُ بِمسجِدٍ *** ماداً يَديهَ وَ باكِيَا
- أو إن رَآهُ وَ طِفلَهُ *** بَينَ القمامة جاثِيَا
يا من رَقَقْتَ لِحالَتي *** إنٍّي لِعَونِكَ راجِيَا
- قُل لِلوزير قِصَتي *** إن كان عَمداً ناسِيَا
قد جئت أرفع شَكوَتي *** إن كان يُنصِفُ شاكِيَا
- أرجوه تحسين رواتبي *** إن كان عَنٍّي راعِيَا
فاللٍّهُ وحدهُ من يري *** حالي ويعلم ما بِيَا
- الجوع هَدًّ مَفاصِلي *** والعَظمُ أصبح واهِيَا
Mostafa Elgonamy