من قادته الصدفة لمشاهدة الفيديو المنتشر على موقع اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعى، الذى يحكى فيه الدكتور طارق شوقى وزير التعليم الجديد قصة حياته والدروس التى استفادها منها، وحكى فيها ملخصا لأفكاره ومعتقداته عن الحياة والتعليم والعمل، سيسيطر عليه فكرتان رئيستان.
الأولى هى السعادة والامتنان بأن رجلا بهذه الأفكار وتلك الآمال والطموحات هو الآن وزير تعليم جمهورية مصر العربية، والفكرة الثانية التى ستلحق بالأولى مباشرة، هى التخوف من المواجهة الأولى بين الدكتور طارق شوقى، وكل الموروث الوظيفى والروتينى فى أول يوم سيجلس عليه فى مكتبه بوزارة التربية والتعليم.
الفوراق كبيرة وواضحة للجميع بالعين المجردة، بين الرجل الآتى من ثقافة التعلم من أجل الحياة، وثقافة الحلم والنجاح، وثقافة المغامرة والتفكير خارج الصندوق، وبين كل الموجودين حاليا فى وزارة التربية والتعليم –ولهم كل التقدير والاحترام-، لكنهم جميها أبناء نفس المنظومة، ونفس القواعد، ونفس المحاذير، كلهم جزء من ذلك الروتين الحكومى والبيروقراطية القاتلة، التى حطمت كثيرا من التجارب والأحلام والخطط، إلا أن الأصعب فى حالة الدكتور طارق شوقى هو أنه من خارج هذه المنطومة تماما، ولم يكن يوما مسئولا تنفيذيا ولا وكيلا لوزارة، بل هو ابن نجاحاته فى جامعات الخارج، ومنها إلى منظمة اليونسكو، وإلى الجامعة الأمريكية، ومن المؤكد أن أصعب الحروب التى سيخوضها الوزير الجديد فى أيامه الأولى ستكون ضد هذه العوامل، من موظفين وروتين ومسئولين اتحدوا مع اللوائح والقواعد المعطلة لأى تغيير.
