مدرس اون لايندخول

د زهران: مكافأة الامتحانات يوم أسود في تاريخ المعلمين يتكرر كل عام !!!

د زهران: مكافأة الامتحانات يوم أسود في تاريخ المعلمين يتكرر كل عام !!! 2016_610

بعيداً عن التسعة آلاف موظف داخل ديوان وزارة التربية والتعليم ، الذين هم ليسوا منا ولسنا منهم ، المستمتعين بالمكافآت والبدلات والمنح والسفريات ، والمطبعة السرية ، والكنترولات ، مع اختلاف درجاتهم الوظيفية ، والإدارات والقطاعات التي يعملون بها ، لكن الجميع متشبرق ، ومزاجه عال العال ، وإلا ما الضرورة لوجوده داخل الوزارة مادام لا يستفيد من اليغم الموجود داخل الوزارة ؟ !!! ، بل ولماذا يستميتون على استمرارهم في الندب داخل الوزارة ، والمعينون داخل الديوان ملتزمون بالطاعة العمياء إرضاءً للقيادات حرصاً على نهر الفلوس المستمر ، فمنهم من يقبض خمس وست مرات في الشهر !!! ، ولك أن تقف عند خزينة الوزارة في أي يوم لتجد تزاحماً على كشوف المكافآت والمنح والبدلات ، بعيداً عن المرتب !!!! ، إنما القيادات يذهب لهم مندوب الصرف إلى مكاتبهم ، وتسأل ماذا قدم هؤلاء للتعليم أو ماذا يقدمون ؟ !!!! ، النتيجة لا تحتاج إلى رد أو إلى بيان !!! ، هذا الكلام ينطبق على القيادات الأولى والثانية بالمديريات والإدارات التعليمية ، وهؤلاء لا يقلون عن : 20 ألف قيادة ، أضف على هؤلاء : 50 ألف معلم من جبابرة الدروس الخصوصية ، 100 ألف من محترفي الدروس الخصوصية ، ولكنهم أقل ضراوة واستغلالاً من الفئة السابقة ، يصبح لدينا مالايقل عن مليون و 300 ألف معلم يواجهون الضياع ، ويعملون في أعمال ربما مجهدة بل وربما مهينة بعد أوقات عملهم الرسمية بالمدارس ، ليسدوا الحاجات الضرورية لأسرهم .
وتكون مكافأة الامتحانات هي المتنفس الوحيد لهؤلاء ، ليعتمدوا عليها في أمور حياتهم ، فتجهيز البنات يكون من مكافأة الامتحانات ، وتزويج الأبناء من مكافأة الامتحانات ، وشراء طقم ملابس للمعلمين وأبنائهم يكون من مكافأة الامتحانات ، ولو سقطت إحدى حوائط المنزل ، وأصبح المعلم في حاجة ضرورية ليستر نفسه من الجيران أو الشارع ، يستدين لبناء الحائط لحين صرف مكافأة الامتحانات ، ولو تعطلت الغسالة في شهر مايو تغسل ربة المنزل شهرين لحين صرف المكافأة في شهر يوليو أو أول أغسطس !! ، هذه هي بعض نماذج لما أعيشه أنا و أشاهده بعيني لزملائي المعلمين ، وهناك ما هو أصعب وأمر من ذلك ، فهناك من يتحمل حرارة الجو الصعبة ولا يستطيع شراء مروحة سقف في انتظار مكافأة الامتحانات ، حتى إذا ما تم صرف المكافأة يكون يوم أسوداً في تاريخ كل معلم محتاج ، فالديَّانة ( أصحاب الديون ) ، ينتظرون هذا اليوم ، والأولاد والزوجة ينتظرون يوم المكافأة ، وعندما تأتي لتوزيع المكافأة على أصحاب الديون ، تجد أن الديون أكثر من المكافأة !! ، لتبدأ مرحلة جديدة من جدولة الديون !!! ، وكذلك بالنسبة لما وعدت به أولادك وأسرتك من ضروريات الحياة ، فيجلس المعلم في هذا اليوم محسوراً ومكسوفاً وكئيباً ، بدلاً من أن يكون يوم سعادة للمعلمين ، بل وتتطور في هذا اليوم الخلافات بين الأزواج بسبب هذه المكافأة بل وتصل في بعض الحالات إلى الطلاق !!! .
العجيب وسط هذا الغم الذي يعيشه المعلم في انتظار المكافأة الضئيلة ، يخرج أحد معدومي الإحساس من المسئولين ليصدر قراراً بأن تكون المكافأة على أساسي مرتب العام السابق !!! ، دون ذكر مبرر هذا القرار الغريب المجحف الظالم ، بل ومما زاد الطين بلة أن صدر قرار مجهول المصدر بالخصم من المكافأة نسبة تصل عند البعض إلى : 20 % من المكافأة !!! ، وزارة التربية والتعليم تنصلت من المسئولية بأن أصدرت بياناً بأنها ليس لها صلة بالخصم من المكافأة ، وبدلاً من أن يطالب الوزير بحقوق المعلمين والعاملين بالتربية والتعليم الذين يعملون تحت رئاسته ، طالب المتضررين من الخصم بتقديم بلاغات للنيابة أو كتابة مذكرات له ليفحصها !!! ، ووزارة المالية تنكر الخصم ، والمحافظون ينفون صلتهم بالخصم !!! ، ولا يوجد نص في القانون يخص الخصم من مكافأة الامتحانات تحت أي مسمى .
فيا معدومي الضمير الذين تصدرون مثل هذه القرارات المجحفة من خصم نسبة من المكافأة ، أو تصدرون قرارات بأنها على أساسي مرتب العام الماضي : لا سامحكم الله .... اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك ... كما ظلمونا وافتروا علينا ...
دكتور محمد زهران – مؤسس تيار استقلال المعلمين ...
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى