بيان عضوات هيئة التدريس المنتقبات بجميع الجامعات المصرية، للرد على قرار الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، بمنعهن من إلقاء المحاضرات إلا بخلع النقاب داخل القاعات، حيث رفضن القرار رفضا قاطعا ووصفن صيغته بـ"المعيب المشوب بالتمييز والعنصرية"، وطالبن رئيس جامعة القاهرة بالتراجع عنه، والدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى بسرعة التدخل لرفع الظلم عنهن؛ حرصا على مصلحة الطلاب وحفاظا على القانون والدستور والأعراف الجامعية، حسب قولهن.
المنتقبات: القرار يتعارض مع إسلامية الدولة
وفند عضوات التدريس المنتقبات، أسباب رفضهن للقرار بأنه يتعارض مع 8 مواد بالدستور المصرى أولها المادة 2 التى تنص على: "أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع"، والمادة 8 التى تنص على: "أن تلتزم الدولة بتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين دون تمييز". واستكمل عضوات التدريس قولهن بمخالفة قرار منعهن من إلقاء المحاضرات بالنقاب لمواد الدستور بالمادة 11 التى تنص على: "أن تكفل الدولة تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفقا لأحكام الدستور وتعمل الدولة على اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة تمثيلا صادقا فى المجالس النيابية على النحو الذى يحدده القانون كما تكفل للمرأة حقها فى تولى الوظائف العامة ووظائف الإدارة العليا فى الدولة والتعيين فى الجهات والهيئات القضائية دون تمييز ضدها".
عضوات هيئات التدريس المنتقبات:مخالف للمادة 14
وقال عضوات هيئة التدريس المنتقبات، إنه من بين مواد الدستور التى تثبت بطلان قرار رئيس جامعة القاهرة، المادة 14 التى تنص على أن الوظائف العامة حق للمواطنين على أساس الكفاءة ودون محاباة أو وساطة وتكليف القائمين بها لخدمة الشعب وتكفل الدولة حقوقهم وحمايتهم وقيامهم بأداء واجباتهم فى رعاية مصالح الشعب ولا يجوز فصلهم بغير الطريق التأديبى إلا فى الأحوال التى يحددها القانون، وكذلك المادة 53 التى تنص على أن المواطنين لدى القانون سواء وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الدين أن العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعى أو الانتماء السياسى أو الجغرافى أو لأى سبب آخر. وأشار عضوات التدريس، فى بيانهن، إلى أن القرار يخالف الدستور فى مادة 64 التى تنص على أن حرية الاعتقاد مطلقة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية حق ينظمه القانون، وكذلك المادة 92 التى تنص على: "أن الحقوق والحريات اللصيقة بالمواطن لا تقبل تعطيلا أو انتقاصا ولا يجوز لأى قانون ينظم الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس أصلها وجوهرها". واستندت عضوات هيئة التدريس المنتقاب أيضا للمادة 99 من الدستور التى تنص على: "أن كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التى يكفلها الدستور جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم وللمضرور إقامة الدعوى الجنائية بالطريق المباشر وتكفل الدولة تعويضا عادلا لمن وقع عليه الاعتداء وللمجلس القومى لحقوق الإنسان إبلاغ النيابة العامة عن أى انتهاك لهذه الحقوق وله أن يتدخل فى الدعوى المدنية منصفا للمضرور بناء على طلبه وذلك كله على الوجه المبين بالقانون".
العضوات المنتقبات: كلمة المصلحة العامة مطاطة
وأكدت عضوات التدريس المنتقبات، أن كلمة المصلحة العامة المذكورة فى قرار الدكتور جابر نصار هى كلمة مطاطة وغير واضحة، وأنه إذا كان المقصود منها العامل الأساسى داخل الجامعة فإن عضو هيئة التدرس المنتقبة تكشف هويتها عند دخولها الجامعة من قبل الشرطة النسائية ولا تمانع أى منهن ذلك الإجراء الأمنى لأنه يساهم فى بيئة تعليمية آمنة للطلاب. وتابعت عضوات التدريس: "نلاحظ أن المسوغ الأساسى لهذا القرار الإدعاء بأن النقاب يمنع التواصل مع الطلاب، وهذا فى الحقيقة إدعاء غير صحيح علميا لأنه من المعروف أن التواصل لا يعتمد فقط على ملامح الوجه وإنما يوجد أقسام كثيرة لوسائل التواصل منها اللفظى وغير اللفظى، أما التواصل اللفظى فهو التواصل باستخدام الكلمات، والتواصل غير اللفظى فهو يشمل عملية التواصل من خلال إرسال واستقبال رسائل بدون كلمات بين الأشخاص ويشمل نبرة الصوت وقوته وجودته وعلو الصوت وطريقة الكلام واللحن وظيفة الصوت ومنه أيضا ما يخص حركة اليدين ووضع القدمين وطريقة الوقوف أو الجلوس واستخدام الفراغ حول الجسم والإيماءات وتعابير الوجه والتقاء العيون".
عضوات التدريس المنتقبات: لا نفقد كل وسائلها للتواصل
وأردف عضوات التدريس المنتقبات، أنه بناء على ما سبق فإن عضو التدريس المنتقبة لا تفقد كل وسائلها للتواصل مع الطلاب بسبب النقاب ومن السهولة بمكان تعويض عدم رؤية ملامح وجهها باستخدام وسائل التواصل الأخرى، بالإضافة إلى وسائل الإيضاح المعتادة من عرض الفديوهات والبوربوينت، مشيرين إلى أنها قد تتفوق فى استخدام تلك الوسائل على غيرها ممن يكشفون وجههن وأن التواصل مهارة يمكن تعلمها واكتسابها وهذا أمر يسهل على أعضاء هيئة التدريس بشكل عام من خلال دورات تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس التى تحتوى على دورة "التواصل الفعال". وأوضح عضوات التدريس المنتقبات: "يتضح لنا الرضا العام للطلاب عن وجود عضوات تدريس منتقبات فى هيئة التدريس وهذا يظهر بشكل عملى فى الحضور الفعلى المكثف للطلبة المصحوب بالمشاركة الفعالة فى العملية التعليمية حتى فى حالة عدم أخذ الغياب للطلاب وحينها يكونون غير مجبرين على الحضور ولكنهم يهتمون بالمادة العلمية التى تقدمها الدكتورة أو المعيدة، بالإضافة إلى التقدم فى تكنولوجيا المعلومات الذى ساهم فى كثير من الأحيان لنشر الدراسة على الإنترنت دون الحاجة لرؤية المحاضر من الأساس وانتشرت الكثير من المواقع العالمية التى يتعلم من خلال الملايين من البشر فى مختلف الثقافات والخلفيات". وقالت عضوات التدريس المنتقبات، :"لا يخفى على أى متابع للعملية التعليمية بالجامعات كم المشاكل التى تحيط بالتعليم العالى فى مصرالتى لم يتطرق بطرح الحلول لها المسئولين وإنما دأبوا على إصدار القرارات العنترية دون نقاش من أعضاء هيئة التدريس مثل قرار منع طلاب الأقاليم من الالتحاق بكليتى الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية ثم تغيرت الوزارة واستشبرنا خير بوزير التعليم العالى الجديد لنتفاجأ بقرار رئيس جامعة القاهرة المجحف فى حقنا".
احتواء المشكلة
ووجهت عضوات التدريس المنتقبات تساؤلات لرئيس جامعة القاهرة: "أليس من الأفضل مناقشة بنو مسودة قانون الجامعات الجديد بدلا من افتعال مشاكل وهمية تشتت جهود أعضاء هيئة التدريس لتحسين المستوى التعليمى بجامعاتهم؟ أليس من الأفضل احتواء المشكلة داخل كل كلية بالتواصل مع كل عضو هيئة تدريس منتقبة تمت الشكوى منها والتشاور معها لإيجاد حلول مثلا بأن تلتحق بدورة التواصل الفعال أو التدريب مع من هم أكثر خبرة منها مع كونها فى بداية عملها كمعيدة وتنقصها الخبرة؟ أما تعميم القرار على الجامعة ظلم واضح للعيان ولا يقدم حلولا سوى البتر بدلا من تنمية كوادر أعضاء هيئة التدريس". وأضافت عضوات هيئة التدريس: "تبع ذلك حملة إعلامية لنيل من كرامة عضوات هيئة التدريس المنتقبات ولكننا على يقين أن المجتمع يعى جيدا دورهن ويقدرهن ولن تؤثر هذه الحملة علينا وإنما يؤلمنا فقط انتقاص قدر أعضاء هيئة التدريس وهم علماء مصر بمثل هذه المناقشات المهينة التى نأبى أن نشارك فيها لأننا أكبر من ذلك وسوف نحصل على جميع حقوقنا بالطرق القانونية المناسبة". وفى ختام بيانهن، توجهت عضوات التدريس بالشكر لزملائهم الداعمين لهن ورفضهم للقرار وكذلك منظمات حقوق الإنسان التى تواصلت معهن لدعمهن وكل رجال القانون الذين عرضوا عليهن المساندة القانونية، قائلات: "ندين كل من أساء إلينا بإدخالنا فى مهاترات ومغالطات نحن فى غنى عنها إن كانوا من الإعلاميين أو ممن حاولوا استغلال الأزمة لمصلحتهم السياسية".