مدرس اون لايندخول

بشهادة "فقر" البنك الدولى: ما يحدث فى التعليم ماهو الا عودة لزمن الوسية والإقطاع ..!!

بشهادة "فقر" البنك الدولى: ما يحدث فى التعليم ماهو الا عودة لزمن الوسية والإقطاع ..!! Elwesya
 الدكتور وائل كامل
 
   الوسية : تعنى ( العزبة ) ، أو ( الاقطاعية ) التى يملكها اقطاعيين بمن عليها ، كانت موجودة قبل ثورة يوليو 1952 ، كان الاقطاعى أو ( الباشا ) يملك الأرض والمصنع بكل من عليهم ، و بإمكانة أن يطرد أى فلاح أو عامل الى خارجها إذا لم يكن على هواه . كل وسية كانت تسمى باسم صاحبها ، وبإمكانك تخيل الوضع الاجتماعى و الاقتصادى والصحى والتعليمي ... لمن يعيشون فى هذه الوسية ، فصاحبها لا يهتم إلا بزيادة رأس ماله و لا يعنيه حال أؤلئك البؤساء ...!!

وطالعتنا الصحف فى الأيام الماضية عن أخبار وتصريحات مخالفه لدستور ثورة يونيو 2013 , احدهما يخص منع طلاب الأقاليم من الالتحاق بكليتي الإعلام، والسياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة , والآخر بإستثناء أبناء الكبار من التحويل الى جامعات القاهرة الكبرى ..!! .
بخلاف بعض تسريبات قانون الجامعات الجديد الذى يتم صياغته فى الخفاء , وبمعزل عن اعضاء هيئة تدريس جامعات مصر , والذى أكد على هذا التوجة دكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة فى سياق حديثة ببرنامج البيت بيتك بتاريخ الأحد الموافق 6-9 , والذى قال فية " انا رئيس جامعة واستاذ قانون إدارى ومش عارف مين اللى بيصيغ قانون تنظيم الجامعات " وأضاف " لماذا لم يتم فتح النقاش فية مع المجتمع الجامعى"..!! .

والجدير بالذكر ان رؤية هذا القانون تكرر نفس رؤية قانون هانى هلال الوزير السابق والذى حاول تمريرة العديد من المرات وقوبل بالرفض الشديد ..!!
تلك الرؤية التى تجمع الجامعات الحكومية والخاصة فى بوتقة واحدة تحت اسم "القانون الموحد للتعليم العالى"..!! , كما طالعتنا الصحف بتصريحات للمسئولين تنصب كلها على تقنين مجانية التعليم والمنح الطلابية , وإنشاء بنك لإقراض الطلاب , والعقود المؤقته لاعضاء هيئة التدريس والتعيين بالإعلان والتنقل ما بين جامعات المحافظات المختلفة , والتخلص من بعض الأساتذة والمعاشات المبكرة , وإدارة الجامعات استثماريا وإعتبار التعليم سلعة وليست خدمة , والتوسع فى إنشاء جامعات جديدة , والشراكة مع القطاع الخاص . بشكل يؤكد النية لتفعيل إتفاقية الجاتس فى قطاع التعليم العالى بما تحملة من مخاطر .

وبالعودة للكتيب الصادر عن البنك الدولى عام 2010 والمعروض على موقعة بالانترنت* تحت أسم مراجعات لسياسات التعليم العالى بمصر, وإستعراض أبرز التوصيات التى تضمنها هذا الكتيب , سنجد ان ما يحدث فى التعليم العالى ماهو الا عودة لزمن الوسية والإقطاع ..!! ولكن فى أحد أهم القطاعات التى يمكن ان تدمر دولة وتتحكم فى مصيرها بدون حروب .. !! وهو قطاع التعليم . من خلال إطلاق العنان للكبار فى التحكم بسوق التعليم العالى على حسب هواهم , ومكسبهم وزيادة رأس مالهم , بشهادة ودعم البنك الدولى والإتحاد الاوروبي .
ومكمن الخطورة هنا , ما قد يسببة هذا التوجه من أخطار فى التلاعب بعقول الشباب وقيمة الإنتماء والهوية المصرية وهو ما لمسناة بشكل واضح ب رغبة شبابنا المتزايدة فى الهجرة وبعض الظواهر السلبية التى طرأت على مجتمعنا المصرى , فتوجية التعليم فى إتجاة لا يلبي الاحتياجات الفعلية لهذا الوطن قد يصبح واقع , ويصبح كل الهدف هو الربح المالى لملاك الوسية وشركائهم من رأس المال الاجنبي فى إدارة التعليم العالى وتوجيهه على حسب ما ترغب فية دول أخرى ترغب فى إضعاف وطننا ..
وهنا أيضا لابد ان نلقى الضوء على فكر لجنة سياسات التعليم العالى بالحزب الوطنى المنحل ومن ضمنهم طبعا المرتبطون بالجامعة الامريكية ومحاولاتهم منذ اعوام عديدة لتطبيق هذا الفكر بما يحتوية من مخاطر .. وانقل مقتطفات من توصيات البنك الدولى لتحويل التعليم العالى إلى إقطاعيات مع ملاحظة ما بين الأقواس :

- تنويع المعروض من فرص التعليم العالي والمجال مفتوح أيضا أمام العروض المتخصصة، بما فيها ((مؤسسات التعليم العالي الأجنبية)) .
- لابد من التوسع في التعليم العالي ((الخاص)) لاستكمال الجهود الحكومية المبذولة استجابةA136; للنمو المخطط
- أكثر المستفيدين منه لا يدفعون حصتهم العادلة من التكلفة ويمكن تحقيق الكفاءة بخفض معدلات التعلم المتكرر وربما لزم أن تقترن ((زيادة تكاليف الرسوم الدراسية)) بتقديم ((منح دراسية)) ((وقروض)) للطلاب.
- للحكومة أن تضع إطارا ((قانونيا واحدا للتعليم العالي)) يغطي جميع القطاعات الجامعات الحكومية، والكليات التكنولوجية ، والمؤسسات الخاصة الهادفة للربح وغير الهادفة للربح.
- إتاحة الفرصة أمام المؤسسات الحكومية لكي تصبح ((شركات حكومية)) مستقلة ومتمتعة بالإدارة الذاتية
- لمواءمة الجامعات المصرية مع نظيراتها الدولية، يمكن أن يتولى إدارةA142; الجامعات الحكومية التي تتمتع بوضع الشركات الحكومية (( مجلس أمناء )) له سلطة الإشراف على شؤونها الأكاديمية والتنفيذية وفقاﹰ لرسالاتها المتفق عليها ولا بد من إيلاء اهتمام خاص لنطاق المسؤوليات المباشرة والمخولة لمجلس أمناء المؤسسة، بما في ذلك السلطة المستقلة على ما يلي :
)) تعيين الرئيس ونواب الرئيس )) و(( العمداء )) وجميع (( الموظفين الإداريين )) الآخرين بالمؤسسة، و((تقييمهم )) وتحديد (( مكافآتهم )) و(( إنهاء خدمتهم )) , ((تعيين أعضاء هيئة التدريس )) الأكاديميين ، و ))إنهاء خدمتهم (( و ((ترقيتهم (( و ))نقلهم (( و ))تحديد مرتباته ))((إعادة مواءمة هيئة التدريس الأكاديمية )) بما يخدم رغبات الطلاب والأولويات المؤسسية.

وفى النهاية لابد لنا ان نتسائل هل التعليم فى مصر سيصبح إحتكارا لأبناء الكبار ومن يملك المال والنفوذ ؟ ويمنع متوسطى ومحدودى الدخل من الالتحاق بة ..!! فى دولة ترتفع بها نسبة الأمية بشكل خطير وأكثر من ربع تعداد سكانها تحت خط الفقر .... !!

لنا ان نتذكر رائعة الشاعر الكبير سيد حجاب فى مسلسل الوسية
مين اللى قال الدنيا دى وسية ** فيها عبيد مناكيد وفيها السييد
سوانا رب الناس سواسية ** لا حد فينا يزيد ولا يخس ايد
جينا الحياه زى الندا ابرياء ** لا رضعنا كدب ولا اتفطمنا برياء
طب ليه رمانا السيف على الزيف ** وكيف نواجهه غير بالصدق والكبرياء
ورجعنا تانى نعانى نفس الأسيه ** هيا هى مافرقتش فى اى حاجه
وكأنى طالع من وسية لوسية ** بس الخواجه هنا مهواش خواجه
نفس الوسية فى كل حته ورانا ** مطرح ما نهرب نلقى نفس العتامه
ممرمرانا فى ايديها مجرجرانا ** وكأن ده المكتوب ليوم القيامه
وكلنا ولاد تسعه و بنسعى ** و دى مش وسية.. دة الناس سواسيه
بندق بابك ..عاشقين ترابك ..كحلة العين هواكى .. واحنا فداكى
و بكره هنعيد شبابك

لمطالعة كتيب البنك الدولى تحت اسم مراجعات لسياسات التعليم العالى بمصر اضغط هنا
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى