مدرس اون لايندخول

فلسفة 2 ثانوي 2015 - الفلسفة والدين والعلم

الفلسفة والدين والعلم
أولا :- بين الفلسفة والدين :
إن أبرز التساؤلات التى تتبادر إلى الأذهان حينما نتحدث عن طبيعة الفلسفة والموقف الفلسفى تكون عادة حول علاقة الفلسفة بالعلم من ناحية ، وعن علاقة الفلسفة بالدين من ناحية أخرى ، والحقيقة أن هذه التساؤلات لا تكون حول علاقة الفلسفة وكل من الدين والعلم فقط ، بل تكون تساؤلات حول التمييز بين أنماط من التفكير ، إذ أن نمط التفكير الفلسفى يختلف عن نمط التفكير فى كل من العلم والدين ، وهذا الإختلاف فى نمط التفكير هو مايبرز الفروق بين الفلسفة والعلم من ناحية وبين الفلسفة والدين من ناحية أخرى .
إن الخبرتين الفلسفية والدينية قديمتان قدم الإنسان ذاته ، وقد ارتبطا لديه منذ البداية ، فبعد أن نجح الإنسان الأول فى السيطرة على الطبيعة ، وجعل ظروفها ملائمة لحياته كان من الطبيعى أن يفكر فى حقيقة هذا العالم الذى يعيش فيه ويتساءل عن أصله وأصل الوجود ككل وهذه التساؤلات هى فى صميمها تساؤلات فلسفية .
ولم يكن ممكنا فى ذلك الوقت الفصل بين الخبرة الدينية والخبرة الفلسفية فكلاهما كان بمثابة بحث عقلى وقد نجح ارسطو فى بلورة تصور شبه متكامل عن تمايز البحث الفلسفى عن البحث العلمى وتمييز كلاهما لديه عن العقيدة الدينية أما على الصعيد الدينى فقد حسمت الشرائع الدينية السماوية تساؤلات جديرة بالنظر والاعتبار مثل : ما جدوى الفلسفه فى وجود الدين ؟
أكد فلاسفه الإسلام على أنه " لا يوجد اى تعارض بين الدين والفلسفة فالحق لا يضاد الحق " وأن الححجه العقلية الفلسفية داعمه للإيمان والاعتقاد الدينى ومؤكدة له ، فالدين والفلسفة يلتقيان فى معالجة موضوعات معينة مثل : أصل العالم ، وطبيعة الإنسان ، وطبيعه الوجود .

1. الفرق بين الفلسفه والدين  :
هذا ويمكن بيان الفروق بين الدين والفلسفة – مع إدراكنا لحقيقة وضرورة العلاقة بينهما – على النحو التالى :
أوجه الفروق الفلسفة الدين
الموضوع - تهتم بدراسه قضايا الإنسان المعرفية ، والجمالية ، والبيئية ، والحضارية ، والعلمية .
- الحقيقه الفلسفيه حقيقة نسبية يدركها كل فيلسوف من زاوية معينه حسب رؤيته الفلسفية المتميزة.
- والاوجه المتعدد للحقيقة الفلسفيه ترجع الى :
أولاً : طبيعة الموضوعات التى يتناولها الفلاسفة بالبحث والتأمل .
ثانياً : اختلاف وجهات نظر الفلاسفة ومذاهبهم الفلسفية .
ثالثاً : الاختلاف فى الرأي حول اى موضوع ، إنما هو من صميم الطبيعة البشرية - تتركز موضوعات الدين حول علاقة الانسان بالله ، وكيفيه التقرب إليه بالعبادات والعقائد الإيمانية الراسخة .
- حقيقة مطلقة مصدرها علوى سماوى إلهى وهى بذلك تنأى عن أى شك وغير قابلة للتعديل أو التطوير .
المنهج - بطبيعتها قائمة على ما يفكر فيه عقل الإنسان وعلى ما تقودة إليه تأملاته وعلى الحجج العقليه المقتنعه التى تجعل هذا الفيلسوف أو ذلك يؤمن بحقيقة معينة .
- إن العقل يحتل مكان الصدارة ؛ لتجنب المسلمات الغامضة ، فهو يخضع كل شئ للحوار والجدل ، ولا يعتقد فى اى شئ الآ أذا امتلك الدليل العقلى عليه . - يقوم على الغيمان أى على القبول والتسليم بحقائق معينة تسليما ، والإذعان لها إعانا تاما
- الإيمان بالعقيدة الدينية يعنى القبول بمجموعة الحقائق التى مصدرها الهى على اساس انها منزلة من الله ، عن طريق الوحى الإلهى إلى الرسل والأنبياء كما فى الديانات السماوية .
- المفكر الدينى مثلة مثل الفليسوف يستخدم المنطق والعقل فى الفهم والتأويل والتفسير والرد على الخصوم .
الغاية - الفلسفة والدين يتحدان فى هدف مشترك هو إدراك الحقيقة
وقفة تأمل :
الدين والحياة
يقول الشاعر وهو يصف ضرورة الدين :
إذا الإيمان ضاع فلا أمـان    ***      ولا دنيا لمن لم يحى دينا
ومن رضى الحياة بغير دين    ***      فقد جعل الفنـاء لها قرينا
أليس الدين هو الحياة ، وهو مناط السعادة وهو أساس التقدم ؟
2- التوفيق بين الفلسفة والدين :
إن العلاقة بين الفلسفة والدين ليس صراعا مطلقا ، فلا الفلسفات كلها رافضة للدين والإيمان بالألوهية ولا الدين اتخذ من الفلسفات كلها موقفا سلبيا ، فمعظم الفلسفات تكاملت مع الدين وتتجلى الصلة بين الفلسفة والدين فى حقيقتين أساسيتين :
إن الفلسفة والدين يلتقيان فى وحدة جوهرية من حيث أنهما وجهان لحقيقة واحدة ، فالفلسفة والدين فى جوهرهما معرفة صانع العالم ، فالفلسفة دراسة الموجودات للاستدلال بها على الصانع.
تشترك الفلسفة والدين فى غاية واحدة وهى تحقيق السعادة .
حثت الأديان السماوية جميعها على إعمال العقل فى الكون لإدراك الخالق ، ومعرفة حقيقة النفس الإنسانية ، وعلاقتها بكل ما فى الوجود ، ومعنى ذلك أن الإنسان مطالب بأن يعمل عقله فى حياته الإنسانية بذلك فالقرآن الكريم لا يذكر العقل إلا فى مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه ، وكذلك الكتب السماوية الأخرى .
ومن هنا لا يجوز للإنسان أن يعطل العقل عن أداء وظيفته إذا كانت الوظيفة التىخلق الله العقل من أجلها هى التأمل والتفكير ، فإن تعطيل العقل عن أداء هذه الوظيفة يعتبر تعطيلا للحكمة التى أرادها الله من خلق العقل .
كما طالب القرآن بالدليل والبرهان والإعتماد على الحجج المنطقية والبراهين العقلية للوصول إلى النتائج الصحيحة ، وذلك فى قوله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ( سورة النمل – آية 64 )
ثانيا :- بين الفلسفة والعلم :
إن الفلسفة والعلم يمثلان أهمية قصوى لحياة الإنسان فى هذا العالم ، لأن حياته لم تكن ممكنة إلا باستخدام عقله الواعى فى طرح الكثير من التساؤلات حول حقيقة الوجود ، وطبيعة حياته على هذه الأرض ، أو على الصعيد العملى للوصول إلى حلول عملية سريعة لكل ما يواجهه من مشكلات .
وكان استخدام الإنسان لعقله الواعى فى البداية يختلط فيه العملى بالنظرى وشيئا فشسئا بدأت تتضح ملامح للفروق بين الفلسفة والعلم .
1- الفرق بين الفلسفة والعلم :  يمكن تحديد الفروق فى التالى :
أوجه الفروق الفلسفة العلم
الغاية كلى معنوى مجرد جزئى حسى مادى
المنهج * عقلى تأملى تحليلى.
* إن الفلسفة لا تسلم بصحة مبدأ أو فكرة إلا إذا ثبت لديها ثبوتا لا يوجد معه مجال للشك. * تجريبى يقوم على الملاحظة والتجربة.
* يقوم على أساس قواعد المنهج العلمى ( الملاحظة ، الفروض ، التجربة ، القانون )
التجريد تتميز الفلسفة بالتجريد ، إذا تحاول دائما إخراج الفكرة المعينة عن محتواها المحسوس. يكون العلم دائما مرتبطا بالأمور المحسوسة والوقائع المادية.
العلل تبحث عن العلل البعيدة للظواهر. يبحث عن العلل القريبة.
الموضوعية ذاتية وتصطبغ بالصبغة الإنسانية. موضوعى ، وإن كان العلم المعاصر لا يستبعد تأثير الجوانب الإنسانية الذاتية.
الحقائق نسبية لا نهائية احتمالية بالنسبة لدقة الملاحظات والتجارب المؤدية إليها.
وصف الظواهر تحتفظ بالخاصية الكيفية للظواهر دراسة الظواهر دراسة كمية.
تراكم المعرفة المعرفة الفلسفية ليست تراكمية المعرفة العلمية تراكمية
النتائج إن الفلسفة لا تكشف شيئا جديدا فى العالم وإنما تقدم رؤية جديدة أو وجهة نظر جديدة للعالم الموجود الذى نعيش فيه. تكشف العلوم المختلفة عن قوانين أو نظريات جديدة تزيد فهمنا للعالم والظواهر الكونية وتمكننا من التبؤ بها.
الحكم ليس من الممكن إصدار حكم بالصدق أن الكذب على المذهب الفلسفى وإذ إنه لا صدق ولا كذب فيه وإنما يمكن الحديث فقط عن اتساقه أو عدم اتساقه. من الممكن الحكم على النظرية العلمية بالصدق أ، بالكذب ( لمطابقتها أو عدم مطابقتها للواقع )
2- العلاقة بين الفلسفة والعلم :
إن الفلسفة والعلم كلاهما يستفيد من الآخر ، فتأملات الفلاسفة كثيرا ما أفادت العلماء فى تفهمهم للظواهر الطبيعية وكثيرا ما قادت حدوس الفلاسفة الذين نجحوا من خلال تأملاتهم العقلية وملاحظاتهم الحسية فى أن يسبقوا بحوث العلماء حول تفسير الطبيعية .
ويمكن توضيح العلاقة بين كل من الفلسفة والعلم على النحو التالى :
* الفلسفة والعلم سيظلان دائما مصدرين أساسيين للمعرفة كل بطبيعته وطريقته ومجاله ، زنعنى بالعلم فى هذا المقام ما هو قطعى لا خلاف عليه ، ونعنى بالفلسفة القضايا والموضوعات التى مازالت موضعا للرد والقبول ، من هنا لابد أن نؤكد على وجود مساحات للإتصال والإنفصال بينهما .
* تتعامل الرياضيات مع الأعداد لكنها لا تستطيع أن تجيب عن السؤال الذى يستفسر عن ماهية العدد وتعالج الفيزياء مشكلات الزمن لكنها تعجز عن تعريف ماهية الزمن .
- تدرس الفلسفة مجموعة من الأسئلة التى يهملها العلم تتعلق بحدود العلم والكيفية التى يعمل وفقا يفترض أن يعمل فى إطارها .
- من بين أنماط الأسئلة التى تتناولها الفلسفة ولا يعالجها العلم ، الأسئلة التعلقة بما ينبغى أن يكون ، وما يتوجب علينا القيام به ماهية الخير ، والحق ، والخطأ ، والعدالة ، والظلم .. وكلها قضايا عجزت العلوم المختلفة عن حلها .
- يبحث العلم فى العلل القريبة المباشرة وأحكامه لا تقرر أكثر مما هو موجود فى الواقع الخارجى ، اما الأحكام الفلسفية فتتعلق بالعلل البعيدة التى هى وراء العلل القريبة أو فوقها.
- القول بأن الفلسفة تناقض العلم هو قول خاطئ ، فهناك تكامل بين العلم والفلسفة ، فالفلسفة ليست بديلة عن العلم أو منافسة له ، لأن الفلسفة كانت فى الماضى تحتوى كل العلوم إلا أن هذا الدورتوقف وسلمت الفلسفة القيادة فى العديد من الموضوعات للعلوم الجزئية فالعلم لا يدرس الأسس أو البديهات التى يبنى عليها العلم نفسه أو انعكاساته المعرفيه والإجتماعية والثقافية ، ولكن هذه الأمور تقوم بها الفلسفة .
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
بارك الله فيك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى