مدرس اون لايندخول

س و ج قصة وااسلاماه المقررة على طلاب 2 ثانوى الترم الثانى (المراجعة من سلسلة كوامن الدر)

الفصل الثاني عشر
(زواج قطز وجلنار ونهاية المعز وشجرة الدر)

س1: (وتحقق حلم في الأرض وأجيبت دعوة في السماء انطلقت من فم رجل صالح، واطمأنت روحا امرأتين غرقنا في نهر السند).
(أ ) هات جمع: حلم ، ومادة: السماء ، ومضاد: اطمأنت.
ج: جمع حلم: أحلام ، مادة السماء: س.م.و ، ومضاد اطمأنت: خافت.
(ب) ما هذا الحلم الذي تحقق. وكيف تحقق؟
ج: الحلم هو زواج قطز من جلنار ، وقد تحقق بعدما برت شجرة الدر بوعدها مع قطز.
(ج) ما هذه الدعوة التي أجيبت في السماء؟ ومَنْ هذا الرجل الصالح؟
ج: هذه الدعوة هي: (اللهم إن في صدر هذا العبد الصالح مضغة تهفو إلي إلفها في غير معصية لك ، فأتم عليه نعمتك واجمع شمله بأمتك التي يحبها علي سنة محمد  ) ، والرجل الصالح هو الشيخ العز بن عبد السلام.
(د ) مَنْ هاتان المرأتان اللتان اطمأنت روحاهما؟ وكيف غرقنا في نهر السند؟
ج: المرأتان هما عائشة خاتون (أم جهاد / جلنار) ، وجهان خاتون (أم محمود / قطز) وقد غرقنا في نهر السند بأمر جلال الدين بعد هزيمته أمام جيوش التتار وخوفه من أن تقعا سبيتين في أيدي التتار.
س2: (ماذا صنع الملك المعز بعد قتل أقطاي؟ وما موقف الناس من صنعته؟)
ج: بعد قتل أقطاي قبض الملك المعز في صباح اليوم التالي علي مَنْ بقي من جماعته من المماليك البحرية فقتل رؤساءهم الذين يخشى منهم، وحبس الباقين.
وقد استراح الناس من بغيّهم وفسادهم وقضوا أياماً يتذكرون حديث مصرع أقطاي علي يد قطز البطل.
س3: (كيف عرف الملك المعز لقطز فضله عليه وعلي مُلكِه؟ وكيف عرفته له شجرة الدر؟)
ج: عرف الملك المعز لقطز فضله عليه وعلي ملكه ، فزاد في تقريبه منه وترقيته، حتى أعتقه وعينه نائب السلطان، وعرفته له شجرة الدر فبرّت له بوعدها، وأنعمت عليه بجلنار وتولي عقد قرانهما الشيخ عبد السلام وتولت الملكة بنفسها تزيين جلنار وزفتها إلي نائب السلطان سيف الدين قطز.
س4: (استثقل المعز سلطة الملكة ونفوذها عليه وتشبثها بما تدّعيه من حقها في الاستئثار بالسلطان دونه ، إذ ترفع مَنْ تشاء وتصنع مَنْ تشاء ، ويري أمره مردوداً إلي أمرها، وأمرها ليس له رد).
(أ ) هات مقابل: الاستئثار ومادتها، ومرادف: تشبثها ، ووضح العلاقة بين (ترفع) و(تصنع).
ج: مقابل الاستئثار: التنازل أو الإيثار ومادتها: (أ. ث. ر) ، ومرادف تشبثها: تمسكها ، والعلاقة بين ترفع و تصنع: طباق يبرز المعني ويقويه بالتضاد ويفيد الشمول.
(ب ) عاش قطز وجلنار سعيدين حيناً من الدهر، ولكن حدث ما عكر صفو حياتهما. فماذا حدث؟ وكيف كان موقف قطز تجاه هذا الحدث؟
ج: ● بعدما تخلص المعز من أقطاي أخذ يحد من سلطة شجرة الدر ونفوذها، وعاد لزوجته القديمة (أم عليّ) وأخذ يفكر في مستقبل ابنه (عليّ)، وتوطيد الأمور له ليكون خلفه علي عرش مصر، وليست شجرة الدر بمَنْ تستنيم (تخضع) للحوادث حتى يصنع حق قلبها في الاستئثار بزوجها وحق نفسها في الاحتفاظ بسلطتها، فطلبت من المعز أن يطلق زوجته القديمة، وأخذت تقرب إليها من المماليك الصالحية مَنْ يكرهون المعز، وتوليهم المناصب، وتُبعِد خاصة رجاله ومماليكه وأتباعه، وتنزع منهم مقاليد الأمور، حتى تعاظم نفوذها واستبدت بأمور المملكة.
● أما الملك المعز فلم تسترح نفسه لتطليق أم ولده وخشي علي نفسه من شجرة الدر فنزل عن قلعة الجبل ، وأقام بمناظر اللوق مع زوجته (أم علي) ولا يدخل قلعة الجبل إلا نهاراً ليقوم فيها بشئون الملك.
● وظلت الحرب بينهما من وراء الستار ، فكلاهما يفكر في التخلص من الآخر، وكانت خطتهما أن يرفعا من قدرهما بالإصهار إلي ملك من ملوك البيت الأيوبي في الشام، أما (شجرة الدر) فقد بعثت بهدية فاخرة إلي (الملك الناصر صاحب دمشق) وعرضت عليه التزوج بها علي أن تملكه مصر وتتكفل بقتل المعز (فرفض) الملك الناصر عرضها خوفاً من أن يكون الأمر (خدعة) أما الملك المعز فبعث يخطب أخت (الملك المنصور) ابن الملك المظفر صاحب حماة عروس أقطاي التي لم يزف إليه ، ولم تقبل الأميرة الحموية طلبه ، فبعث يخطب (ابنه الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل)، فقبل الملك الرحيم طلبه محذره من شجرة الدر.
● وعلم كلاهما بما نواه الآخر فتضاعفت الوحشة بينهما واحتاطت شجرة الدر فأمرت وصيفتها جلنار بأن تتقطع عن خدمتها في القلعة، فانتقلت مع زوجها قطز إلي قصر آخر خارج القلعة وحاول قطز أن يصرف أستاذه عن خطبة ابنة صاحب الموصل، ويوصيه بالتأني ومعالجة الأمر بالحكمة ، ولكن أستاذه لم يسمع له، وعندما علم قطز بمكاتبة شجرة الدر للملك الناصر أيد أستاذه في الباطن، وبقي علي ود الملكة في الظاهر حفظاً لسابق جميلها معه ومع زوجته.
● وبعثت شجرة الدر إلي الملك المعز مَنْ يحلف بأنها ندمت علي ما كان منها في حقه واشتاقت إلي مصالحته وتراجعت عن إلزامه بتطليق أم ولده، وأنها ما فعلت ذلك إلا حبـاً له وغيرة عليه ، فرقّ لها المعز حتى بكي وغلبه الشوق والحنين لسالف عهدها ، فقال لرسولها: إنه سيصالحها ويبيت عندها هذه الليلة، وعلم قطز بما كان فنهي أستاذه عن المبيت في القلعة وحذره من كيد الملكة، فلم يجد منه أذناً مصغية وقال المعـز له: "أ رأيت لو نهيتك عن لقاء زوجتك كنت تدعها لقولي" ، فعرض عليه قطز أن يصحبه إلي القلعة فرفض.
(ج) إلام انتهي الصراع بين أيبك وشجرة الدر؟
ج: ● قُتِلَ المعز في الحمام ليلاً بأيد جماعة من خدم شجرة الدر وأشيع أنه مات فجأة، وقُبِضَ علي الخدم والحريم فأقروا بما جري ، وقبض مماليك المعز علي شجرة الدر واعتقلوها في أحد أبراج القلعة ونُصِبَ نور الدين علي الملك المعز سلطاناً، ولُقِب (بالملك المنصور) ، وكان عمره (خمس عشرة سنة) وبقي قطز في مركز نائب السلطنة وصار مدير دولة الملك الصغير ، وحُمِلتْ شجرة الدر إلي أم عليّ فأمرت جواريها فضربنها بالقباقيب حتى ماتت وألقيت من سور القلعة لينزل الستار علي الملكة العظيمة المجاهدة شجرة الدر صاحبة الملك الصالح أم خليل.

الفصل الثالث عشر
(قطز يتولى الملك ويستعد لغزو التتار)


س1: (وكان خطر التتار في ذلك الحين قد عاد يتهدد بلاد الإسلام بأشد مما كان في أيام جنكيز خان ، فقد انحدر منهم جيش كبير بقيادة طاغيتهم الجديد هولاكو، فعصفوا بالدولة الإسماعيلية في فارس ، ثم زحفوا علي بغداد فقتلوا الخليفة أشنع قتلة).
(أ ) هات معني: عصفوا وأشنع ،  ثم زِنْ كلمة: قتلة.
ج: معني عصفوا: أهلكوا ، معني أشنع : أشد قُبحاً ، وزن قتلة: فِعلة ، وهي اسم هيئة.
(ب) قطز يرعى حق الصداقة ويفـي بتبعاتها. أيد هذه العبارة علي ضوء علاقة قطز بصديقه بيبرس؟
ج: فر بيبرس وزملاؤه من المماليك بعد مقتل أستاذه أٌقطاي إلي دمشق، وأكرمهم ملكها الناصر وأعطاهم المال بسخاء، وحاولوا تحريضه علي قتال المعز ، وانتزاع مصر من بين يده، فلم يُجِبهم إلي طلبهم فخرجوا من دمشق ولحقوا بالملك المغيث في الكرك وحثوه علي غزو مصر، وعرضوا عليه مساعدتهم فتردد أولاً حتى بلغه موت المعز، فسيّر عسكره مع بيبرس لقتالهم قطز فانهزم عسكر المغيث، ورجع بيبرس إلي الكرك، فضاق به الملك وظن به الغدر، فطلب بيبرس من ملك دمشق الأمان ورجع إليه.
وعندما أصبح قطز سلطاناً علي مصر فكر بيبرس في مصالحته ، فبعث إليه يعترف له بالسلطنة ويعظم شأنه، ويصف له ما يعانيه من ذل الغربة وعذاب التشرد ويتوسل إليه بحق الصداقة القديمة أن يقبل خدمته، ويأذن له بالرجوع إلي مصر ليعاونه علي قتال التتار فوافق قطز علي الفور وحمد الله أن عاد إليه صديقه القديم، وخرج لاستقباله، وأنزله بدار الوزارة، وأقطعه قليوب وأعمالها، وقرّبه منه، وأخذ يستشيره في أموره، ويبالغ في إكرامه حتى ينفع المسلمين بشجاعته.
(ج ) كان التتار يقصدون إلي تخريب الشرق العربي ونهب ثرواته. اشرح ذلك علي ضوء سلوك التتار في بغداد؟
ج: كان التتار رسل تخريب وتدمير وإفساد ، فعندما زحفوا علي بغداد قتلوا الخليفة أشنع قتلة ثم مضوا يسفكون الدماء، وينتهكون الأعراض، وينهبون الدور ويخربون المساجد، ويلقون خزائن الكتب في نهر دجلة لتكون جسراً يعبرون عليه، ويقال إن عدد القتلى ضحايا هولاكو، بلغت عدتهم مليوني نفس.
(د ) كشفت هذه الفاجعة التي مُنِيَ بها المسلمون عن حقيقة ملوك المسلمين وأمرائهم. وضح ذلك؟
ج: الأمير بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل قد خشي التتار فأعانهم علي إخوانهم المسلمين المجاهدين بإربل (مدينة عراقية)، وهذا الملك الناصر صاحب دمشق قد أرسل ابنه الملك العزيز بهدايا إلي طاغية التتار ليعاونه في أخذ مصر من المماليك ، أما قطز فعندما وصلته هذه الأنباء المحزنة حزن كثيراً وتمثلت له ذكريات خاله جلال الدين ، وجده خوارزم شاه، وما كان من جهادهما في عهد طاغيتهم الأكبر جنكيز خان، وكيف انتهي ملكهما علي أيديهم وتشتتت شمل أسرتهما، وأيقن أن دوره العظيم قد جاء، وأن رؤيا النبي (ص) قد بدأت تتحقق وعليه الاستعداد لهذا الخطر العظيم.
(هـ) كيف سري الخوف من التتار إلي مصر؟ وما الآثار السلبية التي ترتبت علي ذلك؟
ج: ● سري الخوف من التتار إلي مصر لكثرة اللاجئين إليها من العراق وديار بكر ومشارف الشام وأخذوا يقصون علي الناس فظائع التتار وأفعالهم المنكرة.
● وقد ظهرت الآثار السلبية عندما أيقن المصريون أن التتار آتون إليهم لا محالة، وشاع فيهم اعتقاد قوي بأن التتار قوم لا يغلبون، فانتشر بينهم الذعر وعزم فريق منهم علي الرحيل عن مصر إلي الحجاز أو اليمن وعرضوا أملاكهم للبيع بأبخس الأثمان ليرحلوا خفافـاً.
(و ) أمام خطر التتار الداهم وجد قطز نفسه أمام اختيارين كلاهما صعب ومُرّ علي نفسه. ما هذان الاختياران؟ وما وجه الصعوبة في كل منهما؟ وأيهما تغلب علي الآخرين في نهاية الأمر؟ وما دلالة ذلك في نظرك؟
ج: ● الاختيار الأول: الوفاء لأستاذه الذاهب الملك المعز بإبقاء ابنه المنصور في السلطنة.
● الاختيار الثاني: الوفاء لمصر الباقية.
● ووجه الصعوبة أن في الاختيار الأول تعريض سلامة مصر وسلامة سلطانها نفسه لخطر التتار ، وفي الثاني الرجاء في حمايتها وحماية سائر بلاد الإسلام من هذا الخطر الداهم.
● وقد تغلب الاختيار الثاني ، وتم عزل الملك المنصور بعد التشاور في مجلس دُعِيَ إليه الوزراء والأمراء والعلماء والقضاء وأهل الحل والعقد ، وأفتي فيه الشيخ ابن عبد السلام بأن يتولى أمر البلاد سيف الدين قطز لصلاحه وقوته حتى تتفق كلمة المسلمين ، وانفض المجلس علي غير اتفاق فانتهز قطز فرصة خروج كبار الأمراء ذات يوم للصيد وقبض علي المنصور وأخيه قاقان وأمهما، واعتقلهم في برج قلعة الجبل وأعلن نفسه سلطاناً علي مصر ولُقِبَ بالملك المظفر.
● وهذا دليل علي وطنية قطز وإحساسه بالخطر الداهم الذي يتهدد مصر والعالم الإسلامي كله.
س2: (فحاول بيبرس أن يتنصل مما عُزِي إليه فبدره السلطان قائلاً: لا تنكر ذلك بالقول يا بيبرس ولكن أَنكِره بفعلك وأعلم أني لو أردت قتلك لما أعجزني ذلك ولكني أضن برجل مثلك أن يقتل في غير سبيل الله).
(أ ) هات مرادف (يتنصل) ، ومعني (عزي إليه) ، ومضاد (عجز) ؟
ج: مرادف يتنصل: يتبرأ ، معني عُزِي إليه: نسب إليه ، مضاد أعجز: أمكن.
(ب) ماذا صنع قطز لمواجهة الخطر التتري؟
ج: بدأ قطز في تدبير المال اللازم لتقوية الجيش المصري ولم يكن ببيت المال ما يكفي بهذا الأمر العظيم، ففكر في فرض ضريبة علي الأمة وأملاكها لجمع المال اللازم، فعقد مجلساً حضره العلماء والقضاة والأمراء والوزراء والأعيان وعلي رأسهم الشيخ ابن عبد السلام الذي أفتي بوجوب أخذ أموال الأمراء وأملاكهم حتى يساووا العامة في ملابسهم ونفقاتهم، وحينئذ يجوز الأخذ من أموال العامة ، أما قبل ذلك لا يجوز ، وتشدد الشيخ في فتواه ، وحاول قطز أن يشرح له صعوبة الأخذ من أموال الأمراء ولكنه أصر علي رأيه وقال له: "لا أرجع في فتواي لرأي ملك أو سلطان" ، فقبل قطز رأس الشيخ قائلاً: "بارك الله لنا ولمصر فيك ، إن الإسلام ليفتخر بعالم لا يخاف في الحق لومة لائم".
(ج) ما الأمر الذي حاول بيبرس أن يتنصل منه؟ وما دلالة ذلك علي شخصيته وأخلاقه؟ وعلام عزم؟
ج: ● تحريضه الأمراء بالثورة علي الملك المظفر وخلعه وإنذارهم بأن قطز سيجردهم من أملاكهم وأموالهم ويساويهم بالعامة ، وإن في ذلك إخلالاً بشرفهم وإسقاطاً لحقوقهم ، ولن تقوم لهم بعد ذلك قائمة.
وواجهه قطز بذلك وقال له اتق الله في دينك ووطنك وعلينا أن نتعاون جميعاً لصد هذا العدو، ولا يصح أن تفرقنا المطامع والأهواء.
● ويدل ذلك علي سوء أخلاق بيبرس ، وما طبع عليه من غدر وخيانة وحرص علي مصلحته الشخصية قبل مصلحة الدين والوطن.
● وقد عزم علي ألا يكون عوناً لقطز علي الأمراء ولا عوناً للأمراء علي قطز وأن يقاتل معه التتار.
(د ) لماذا كانت حجة الملك المظفر قوية أمام أمراء المماليك في وجوب جمع أموالهم وممتلكاتهم لتجهيز الجيش ؟ وكيف جعل من نفسه قدوة لهم يقتدون به؟
ج: كانت حجة الملك المظفر قوية لأنه ذكرهم بما كانوا عليه حين قدموا إلي مصر وما أصبحوا فيه من عز ورفاهية، ولابد من أن يردوا الفضل لمصر، ويتنازلوا عن جزء من أموالهم حتى يتساووا مع العامة.
وكان قطز قدوة للأمراء حين جمع حلي زوجته كلها وتنازل عنها للأمة، وضمها لبيت المال، وأقسم لهم بالله أنه لن يأخذ من مال البلاد إلا ما يكفيه ولن يزيد نصيبه علي نصيب أي فرد منهم وهذا يدل أيضاً علي دور (جلنار) البارز في الجهاد.
(هـ) مـا الطريقة التي جمـع بها قطز أموال أمراء المماليك ومجوهراتهم؟ وما رأي بيبرس حيالها؟
ج: ●  دعا قطز الأمراء إلي مجلس القلعة، وشرح لهم أن خزائنهم مملوءة بالأموال والعدو علي الأبواب فقال الأمراء: أمهلنا حتى نري ، فقال قطز: لن تخرجوا من هنا إلا علي شئ ثم غادر المكان وأغلق الأبواب عليهم وأمر رجاله فهاجموا بيوت الأمراء وجمعوا ما فيها من ذهب وفضة وجواهر ، ولما تم له ذلك قال لهم: انصرفوا إلي بيوتكم فقد نفذ الله فيكم ما أراد وقبض علي رؤساء القوم وترك الباقين ، ولما تبين له أن أموال الأمراء لا تكفي فرض ضريبة علي العامة، القادر منهم وكانت ديناراً فاستطاع أن يجمع ستمائة ألف دينار.
● وقد خوفه بيبرس في أول الأمر من عاقبة الأخذ من أموال الأمراء ، وكان غرضه أن يحمل قطز علي نقض ما أفني به العز بن عبد السلام ، فيغضب عليه الشيخ ، ولكنه لما رأي تمسك قطز برأي الشيخ، رجع عن رأيه ذلك ، وأوعز إلي قطز بضرورة التمسك برأي الشيخ وكان غرضه هنا أن يثور عليه الأمراء.
(و ) مـا الذي فعلـه الملك المظفر برسـل هولاكو إليه ؟ ولماذا حرص علي استبقاء الصبي التتري؟
ج: ● أرسل هولاكو إلي مصر بضعة عشر رجلاً بينهم من يحسنون اللسان العربي ومعهم صبي مراهق وكان فيهم رجال مخصصون للتجسس ليقفوا علي حقيقة استعداد مصر للتصدي لهم وقد جاءوا بكتاب من هولاكو إلي الملك المظفر ، فأمر باستقبالهم استقبالاً حسناً ، ورتب جماعة من عسكره ليقوموا بشئونهم وحاجاتهم ويصحبوهم إلي كل مكان يحبون الذهاب إليه إلا واحداً منهم عزله قطز في برج من أبراج القلعة حتى إذا قضوا ما أحبوا اعتقلهم قطز في برج آخر واعتقل الصبي التتري وحده ، واستشار السلطان الأمراء فيما يجيب التتار به ، فأشار معظمهم أن يرسلوا إلي هولاكو جواباً لطيفاً يتقون به شره ، ويتفقون معه علي مال يؤدونه جزية إليه كل سنة حتى لا يهجم علي بلادهم فغضب قطز غضبة شديدة وثار لدينه وأمر أن يركب رسل التتار جمالاً ووجوههم إلي أذيالها ، ما عدا واحداً منهم ليشهد ما يُفعَل بأصحابه، أما الصبي فقد أمر أن يكون من مماليكه وسارت جموع الناس حولهم يصيحون ويضحكون ويصفقون لهواً ومرحاً ، ثم قتل الرسل وعلقت رءوسهم علي باب زويلة.
● وأمر السلطان فأقيم عصر ذلك اليوم استعراض عظيم للجيش المصري شاهده الرسول التتري الذي بقي حياً والذي كان معزولاً منذ وصوله عن زملائه ، فقال له قطز أخبر مولاك اللعين بما شاهدته من بعض قواتنا، وقل له إن رجال مصر ليسوا كمن شاهدهم من الرجال قبلنا ، وقل لمولاك إننا استبقينا هذا الصبي عندنا لنملكه عليكم في بلادكم عندما نكسركم ونمزقكم كل ممزق.
(ز ) كيف استطاع الملك المظفر إقامة جبهة قوية أمام التتار؟
ج: ● أولاً: الجبهة الداخلية:
أمر (أتابكه أقطاي المستعرب) بأن يشرف علي تقوية الجيش المصري، وأوعز إلي الشيخ العز بإنشاء ديوان كبير للدعوة إلي الجهاد.
● ثانياً: الجبهة الخارجية:
كتب قطز إلي ملوك بلاد الشام وأمرائها يشرح لهم في رسائل أنه جاد في العزم علي قتال التتار، مصمم علي إنقاذ بلاد الإسلام منهم وأنه يعتبر بلاد الشام حصون مصر الأمامية وأن وقوعها في أيدي التتار يعرض سلامة مصر للخطر، ويؤكد لهم أنه لا مطمع له في ملك الشام وإنما غايته حفظها من السقوط في أيدي الكفرة الفجرة وأنه لن يسمح لأحد من ملوك الشام أن يستسلم للتتار أو يعينهم علي إخوانه المسلمين وأن مصر مفتوحة لتستقبل مَنْ لم يستطع الوقوف في وجه العدو وله فيها كل تكريم وحفاوة، ومن خان الأمانة فإنه يفقد بلاده ومُلكه عندما يتم إجلاء التتار عنها بسيوف المصريين، وسيّر قطز إلي بلاد الشام جماعة من الشاميين المقيمين بمصر ليحدثوا أهل بلادهم بما أعده الملك المظفر من الجيوش الإسلامية العظيمة لرد غارات التتار وإجلائهم عن بلاد المسلمين.
● ولما اشتدت هجمات التتار علي الشام لحق بمصر كثير من ملوكها، ليقاتلوا التتار مع قطز فأكرم السلطان قادتهم، وكان يستشيرهم في كبار الأمور، ويشركهم معه في تبعات الجهاد في سبيل الإسلام، وأمّر كلاً منهم علي مَنْ قَدِمَ معه من مماليكه وجنوده، وضم إليه عدداً من الجنود المصريين ، ولحق آخرون (ممَنْ كتب الله عليهم الذل في الدنيا والخزى في الآخرة) بهولاكو، حتى كان فيهم مَنْ أعانه وقاتل المسلمين معه.
remove_circleمواضيع مماثلة
العلم والايمان

الفصل الرابع عشر
(معركة عين جالوت)

س1: (وكانت زوجته وحبيبته السلطانة جلنار تشد أزره في ذلك كله وتشجعه علي المُضي في هذا السبيل الوعر فكانت تسهر الليل معه، وتشاطره همومه وآلامه وتمسح بيدها الرقيقة شكواه كلما ضاق صدره بتخاذل الأمراء عن طاعته، ونيلهم منه في مغيبه ونفاقهم له في مشهده وإلقائهم العواثير في طريقه).
(أ ) هات مفرد (العواثير) ، وبيّن إيحاء (ضاق صدره) ، ودلالة التعبير (تشد أزره)؟
ج: مفرد العواثير: العاثور ، ضاق صدره: تعبير يوحي بشدة حزنه وضيقه من تصرفات بعض أمراء المماليك ومعناها العقبات ، تشد أزره: ، تعبير يدل علي حرص جلنار علي جعل زوجها قوياً دائماً وحبها له.
(ب) تمثلت في جلنار كل ملامح الزوجة الوفية لزوجها. وضح ذلك؟
ج: وقفت جلنار إلي جانب زوجها تشجعه علي تحقيق أهدافه، تسهر معه، وتخفف من همومه، وتحنو عليه كلما ضاق صدره بتخاذل الأمراء عن طاعته وإلقائهم العثرات في طريقه، وتقدم له طعامه وشرابه بنفسها وتقوده إلي فراشه إذا أرهقه السهر ، وتبث الثقة بالفوز في قلبه.
(ج) ما الجهود التي كان لزاماً عليه أن يقوم بها ؟ وما العوامل التي هيأت له تحقيق ما أراد في وقت قصير؟
ج: ● من الجهود التي ملأ بها المظفر كل وقته:
1- كان عليه أن يوطـد (يثبت) أركان عرشه بين عواصف الفتن والمؤامرات التي تُدبَر ضده.
2- كان عليه أن يدبر ملكه، ويقضي علي عناصر الفوضى والاضطراب ، ويضرب علي أيدي المفسدين والدساسين ، ويعالج الأمـراء المماليك باللين تارة ، وبالشدة تارة أخري.
3- كان عليه أن يقويّ الجيش، ويضاعف عدده، وأسلحته ويجمع له المال اللازم لذلك.
4- كان عليه أن يطمئن القلوب المضطربة من قدوم التتار.
● والعوامل التي هيأت له تحقيق ما أراد في وقت قصير:
1- قوة البنية 2- متانة الأعصاب 3- مضاء العـزيمة.
4- صرامة الإرادة 5- صدق الإيمان     6- قوة العقيدة بأن الله أعده لكسر التتار.
(د ) علام صمَّمَت جلنار ؟ ولماذا حاول قطز إثناءها عما صمَّمَت عليه؟
ج: صممت جلنار علي أن تخرج مع الجيش إلي ميدان القتال لتري مصارع الأعداء بعينها فتشفي صدرها ، وقد حاول قطز إثناءها عما صممت عليه خوفاً عليها من سهام التتار ولم ينجح ، فقد خرجت مع الجيش وبقيت وراءه لتكون في مأمن من سهام التتار ومن أسرهم لها ، إلا أنها ظهرت في قلب المعركة ، وأبلت بلاءً حسناً ، ولقيت مصرعها شهيدة علي أثره.
(هـ) بم شعر الناس عندما نُودِيَ في القاهرة وسائر مدن القطر المصري وقراه بالخروج للجهاد ؟
ج: خالط الناس شعور عجيب لم يعهدوا مثله من قبل ، وأحسوا كأنهم خلق آخر غير ما كانوا ، وأنهم يعيشون في عصر غير عصرهم ، في عهد صدر الإسلام حيث كان الصحابة يلبون دعوة الجهاد ، راجين النصر أو الاستشهاد ، وسيطر هذا الشعور علي جميع الطبقات حتى كّـف الفسقة عن ارتكاب معاصيهم ، وامتنع المدمنون عن شرب الخمور وامتلأت المساجد بالمصلين ، ولم يبقَ للناس في كل مكان من حديث إلا حديث الجهاد.
(و ) كان لبعض أمراء المماليك رأي في التصدي لملاقاة التتار ولقطز رأي آخر. وضح كلا الرأيين؟
ج: ● رأي بعض أمـراء المماليك أن يبقوا بالصالحية حتى تأتي جموع التتار فيصـدوها عن البلاد.
● فغضب قطز وانفجر فيهم قائلاً: بئس الرأي الضعيف رأيكم ، أما والله ما حملكم علي هذا إلا الجبن والهلع من سيوف التتار أن تقطع رقابكم هذه التي سمنت من أموال الأمة ، ألم تعلموا يا أمراء السوء أنه ما غُـزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذلوا ؟ وما أَشْبَهكَمْ بأولئك المنافقين في عهد رسول الله () والله لأَتوجهن بمَنْ معي لقتال أعداء الله فمن اختار منكم الجهاد فليصحبني ومَنْ لم يشأ فليرجع إلي بيته غير مأمون عليه ، وتبعه حريم المسلمين في رقاب المتأخرين ، ثم أمر أتباعه أن يعتزلوا ناحية ويبايعوه علي السير لجهاد التتار فبايعوه علي ذلك حتى الموت فأسرع الباقون إلى الموافقة وبايعوه جميعاً.
(ز ) ضرب قطز أروع الأمثلة في ديمقراطية القيادة. وضح ذلك ؟
ج: ضرب قطز أروع الأمثلة في ديمقراطية القيادة حيث عقد مجلس الشورى الذي كان قد أعده لخوض المعركة وتشاور مع الجميع في رسم الخطط للهجوم علي العدو فكان يعرض الرأي فيناقشونه فيه ، فيستمع إلى اعتراضاتهم واقتراحاتهم بانتباه شديد ، ويتلقى آراءهم باحترام بالغ ، ثم يستخلص من ذلك كله الرأي الذي يصمم عليه ، بعدما أشعرهم جميعاً بأن الرأي رأيهم وليس رأيه وحده ، وكان مجلس الشورى يتكون من قطز وبيبرس والوزير يعقوب بن عبد الرفيع والأتابك أقطاي المستعرب.
(ح ) ما اللوم الذي وجهه إلي بيبرس أثناء حديثه مع أتابكه أقطاي المستعرب؟ وماذا كان اقتراح الأمير أقطاي علي سلطانه ؟ وما موقف السلطان منه؟
ج: ● اللوم الذي وجهه السلطان إلي بيبرس أثناء حديثه مع الأمير أقطاي المستعرب في خيمة السلطان بالصالحية هو موقفه السلبي من أمراء المماليك ، وسكوته المخزي ، وحياده فيما يقع منهم ، مما جعلهم يتجرءون علي العصيان والتمرد.
● وقد أقترح الأمير أقطاي المستعرب التخلص من بيبرس بقتله ولكن السلطان رفض ذلك لأنه لا يستغني عن بيبرس ولا يريد أن يحرم المسلمين شجاعة هذا الرجل وقوته ورغبته الصادقة في مقاتلة التتار ، ولعل الله ينصر به المسلمين نصراً مؤزراً.
س2: (وحينئذ دعا السلطان الأمير بيبرس ، وأمره أن يسير بكتيبة من العساكر ، ليكون طليعة له فصدع بيبرس بأمر السلطان وسار بكتيبته حتى لقي طلائع التتار فكتب إلي السلطان يعلمه بذلك وأخذ يناوشهم فتارة يقدم عليهم وتارة يحجم عنهم).
(أ ) هات مضاد (صدع) ، ومرادف (يقدم ، يحجم) ، وما معني (يناوشهم)؟
ج: مضاد صدع: تمرد ، ومرادف يقدم: يهجم ومرادف يحجم: يتراجع ، ومعني يناوشهم: ينازلهم دون مساس.
(ب) كيف خرج التتار من غزة ؟ وما موقف السلطان من عكا؟
ج: ● كان السلطان قد أمر بيبرس أن يتقدم في جمع من العسكر ليكون طليعة يعرف له أخبار التتار ، فسار بيبرس ومن معه حثيثاً حتى وصل غزة وبها طلائع التتار فبادلهم القتال فانهزموا ، ظناً منهم أن وراءه جيشاً عظيماً ، وتركوا له غزة فدخلها ونزل فيها وجنوده حتى وصل السلطان.
● ولاح للسلطان أن عكا بيد الفرنج وأنهم قد يغدرون بالمسلمين عندما يلقمون التتار فيطعنونهم من الخلف فرأي أن يقطع عليهم هذا السبيل فتوجه إلي عكا فقابله أهلها بالهدايا فقال لهم السلطان: " إنه لم يخرج لقتالهم ، وإنما خرج لقتال التتار وما عليهم إلا الحياد التام ، فأعربوا له عن ولائهم له وعرضوا عليه المساعدة فرفض ، ثم استحلفهم أن يكونوا لا له ولا عليه، وهددهم بالقتال إن نقضوا عهدهم معه، ولم يكتف قطز بوعدهم حتى شرط عليهم أن يبقي في الحصون القائمة علي منافذ عكا حاميات من عسكره ليضمن بذلك بقاءهم علي الحياد فوافقوا مكرهين.
(ج) ما الوقت الذي تشير إليه العبارة ؟ وما غاية بيبرس من مناوشة طلائع التتار؟
ج: بعد رحيل السلطان عن عكا جمع الأمراء والقواد وحثهم علي قتال العدو وذكرهم بما حل بأهل الأقاليم من قتل وأسر وحريق وخوفهم من وقوع مثل ذلك لهم ولبلادهم ثم حثهم علي استنقاذ بلاد الشام من أيدي التتار ونصرة الإسلام والمسلمين وحذرهم عقوبة الله وغضبة إن قصروا في جهادهم ، وتحالف الجميع علي الصدق والاجتهاد في قتال التتار، وحينئذ كلف السلطان قطز الأمير بيبرس بالمهمة المحددة له ، وهي الانطلاق بكتيبة حتى يلاقي طلائع التتار وهناك أخذ يناوشهم بغية مشاغلتهم وعدم الاشتباك معهم في معركة فاصلة حتى يصله السلطان وجيشه.
(د ) لماذا رحل هولاكو من حلب؟ ومَنْ الذي أناب عنه؟ وبم أمره؟
ج: رحل هولاكو من حلب لأخبار وصلت إليه بوفاة أخيه منكوخان ملك التتار ، وقد أناب عنه في قيادة عساكره قائده الكبير "كتبغا " وأمره بمواصلة الغزو إلي مصر.
(هـ) لم عدّل قطز خطته في المعركة فجعلها قبل انتهاء شهر رمضان؟ ولم فضل أن يكون الهجوم وقت الصلاة الجمعة ؟
ج: ● عدّل قطز خطته فجعلها قبل انتهاء شهر رمضان ، لأن حركات التتار صوب الديار المصرية كانت أسرع من أن تدع له انتظار شهر رمضان ينقضي فقد كانوا علي مقربة من غزة وبلد الخليل ، بل دخلوا وقتلوا وسرقوا ونهبوا واغتصبوا فلم يسع السلطان إلا العزم علي الإسراع لملاقاتهم والتعجيل بالخروج.
● وقد فضل قطز أن يكون الهجوم وقت صلاة الجمعة ، ليباشر جنوده قتال أعدائهم وخطباء المسلمين علي المنابر يدعون لهم بالتأييد والنصر.
(و) كانت سياسة قطز الخاصة بالصبي التتري خطـأً كبيراً. ناقش ذلك ؟ وبيّن كيف قتـل هذا الصبي؟
ج: كانت السياسة قطز مع الصبي التتري خطأ ، لأنه وثق به ونسي أنه من التتار ولابد أن يحن إليهم وينتظر الفرصة السانحة ليطعن السلطان ، وقد تأكد ذلك عندما تلاحم الجيشان حيث اندفع الصبي إلي صفوف التتار يضرب سيفه ويعود إلي صفوف المسلمين وكانت غايته أن يُعَرِف العدو بموقع السلطان ، ليتبعه فرسان منهم ، ويتيسر لهم قتله ، مما جعل السلطانة جلنار تشك في أمر الصبي ، وقد رأته يعود وخلفه خمسة من فرسان التتار اندفعوا جهة السلطان ، فتلقاهم بسيفه وصرع ثلاثة منه ، وإذا بالصبي التتري يرمي السلطان بسهم من الخلف فيخطئه وكاد فارس تتري يعلو السلطان بسيفه لو لم يبرز له فارس ملثم شغله عن ذلك فاختلفا ضربتين بالسيف فخرّا صريعين وصاح الفارس الملثم: صن نفسك يا سلطان المسلمين ، ها قد سبقتك إلي الجنة ، وكان هذا الفارس الملثم (جلنار) قد أطار رأس الصبي التتري قبل ذلك ، وأثناء التقاط أنفاسها الأخيرة  قال لها قطز: وا زوجاه! وا حبيبتاه ، فقالت: بل قل:  إسلاماه !
(ز ) كيـف نظـم قطز عساكره قبيل الالتحام مع التتـار في عين جالوت ؟ وعلي أي شئ يدل ذلك ؟
ج: عين قطز عساكره في مواقعهم ، فجعل بيبرس علي ميسرته وبهادر علي ميمنته ، وكان هو علي القلب وحوله جماعة من أبطاله ومماليكه ، بينهم الصبي التتري.
(ح) كيف قُتِل كتبغا ؟ وما أثر مصرعه في جيشه؟ وبم انتهت المعركة ؟ وكيف استقبل المسلمون قائدهم هذه النهاية؟
ج: تقدم الأمير "جمال الدين أقوش" إلي القائد التتري كتبغا ، وضرب بسيفه ذراع الطاغية ففصلها عن جسمه ، وضربه كتبغا بيده الأخرى فصرعه من علي فرسه ، ولكن الأمير أقواش كان قد زج برمحه في عنق الطاغية ، فلما سقط أقواش سقط معه الطاغية كتبغا والرمح ناشب في حلقه وأقواش قابض علي الرمح بيديه وكبّر الأمير السلطان ومَنْ حوله ، وأدخل الرعب في قلوب التتار بموت قائدهم فتقهقروا وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وهزيمة التتار في معركة عين جالوت ، فسجد قطز شكراً لله وخطب في المسلمين يشكرهم ويحذرهم من الزهو ، وترحم علي الشهداء الأبرار ، وذكر السلطانة فبكي معه الناس ودعوا لها بالرحمة ، وفرح المسلمين بهذا النصر العظيم وبالغنائم العظيمة.
س1: (وكان في هؤلاء الأسري ملك من ملوك آل أيوب انضم إلي التتار ، وقاتل معهم المسلمين يوم الغور قتالاً شديداً ، فأمر به السلطان فجئ به إليه يرسف في قيوده ، فقتله السلطان بيده جزاءً له علي خيانته وفسقه ؟ ليكون عبرة لغيره من الملوك الذين يتمالئون مع أعدائهم علي أمتهم ودينهم).
(أ ) ما المراد (بيوم الغور) ، وما معني (يرسف) ، ومرادف (يتمالئون) ؟ وما الفرق بين القيود والأغلال؟
ج: المراد بيوم الغور: هو يوم عين جالوت ، ومعني يرسف: يمشي رويداً ، ومرادف يتمالئون: يتعاونون أو يتحالفون ، والفرق بين القيود والأغلال: القيـود: تقيد الأرجل وتمنع من الحركة وتكون من جديد ، والأغـلال: تقيد الأيدي والأعناق وتكون من جلد أو حبال.
(ب) وضح موقف السلطان من محاكمة أسراه ؟ ثم بيّن مضمون الرسالة التي بعث بها إلي أهل دمشق؟
ج: ● كان قطز يسأل كل واحد من أسراه عن أسمه واسم أبيه واسم بلده ، وعن عمله وحاله من الفقر والغني ، ثم يسأله عن التتار وماذا يعتقد فيهم وما حمله علي القتال معهم ، فكانوا يجيبونه بأجوبة مختلفة ، فإذا تبين له من الكلام المسئول أنه لا عذر له من اضطرار أو إكراه أو جهل أمر به فضربت عنقه ، وإلا بين له سوء عمله واستتابه وضمه إلي جيشه بعد أعلمه أن حكمه القتل ، ولكنه عفا عنه لما يتوسم فيه من بقية خير.
● أخبر السلطان أهل دمشق بالفتح وكسر العدو ، ووعدهم بالوصول إليهم ونشر العدل فيهم وأنه سيولي عليهم خير من يرتضونه من ملوكهم وأمرائهم وأمرهم بالقبض علي أعوان التتار وأنصارهم من أهالي دمشق حتى يري رأيه فيهم.
(ج) الحب والوفاء جمعا بين قلبي ابن الزعيم وقطز. استدل علي ذلك؟
ج: كان ابن الزعيم يتنسم (يتتبع بشوق) أخبار مملوكه قطز منذ أن فارقه إلي مصر مع خادمه الحاج علي الفراش وكان يراسله ويشجعه علي تحقيق البشارة النبوة ، حتى إذا صار قطز سلطان البلاد هنأه وختم رسالته بهذا الإمضاء (من خادمكم المطيع ابن الزعيم) وكان ابن الزعيم يصف له في رسائله أحوال دمشق وغيرها من الشام وموقف ملوكها وأمرائها من معاداة التتار وموالاتهم فاسترشد السلطان بهذه الرسائل في تطهيره بلاد الشام من دسائس التتار ، وعندما وصل قطز إلي ظاهر دمشق في آخر يوم من رمضان التقي بابن الزعيم ، وتعانقا طويلاً ، وعيّد السلطان في ذلك الموضع ، وذبح الذبائح فأطعم الفقراء والمساكين وأشار علي ابن الزعيم فصلي به وبعساكره صلاة عيد الفطر ، وتمني كلاهما لو أن الشيخ العز بن عبد السلام كان حاضراً ذلك اليوم ليؤم الناس ، ثم دخل السلطان دمشق وقوبل بحفاوة بالغة.
(د ) وضح دور بيبرس في القضاء علي فلول التتار. ووضح وقع نبأ الهزيمة علي هولاكو؟
ج: ● بمجرد دخول قطز دمشق سير الأمير بيبرس بجيش كبير فطارد فلول (بقايا) التتار وقتل منهم خلقاً عظيماً ونازل حاميتهم الكبيرة بحمص حتى مزق شملهم واستولي علي حمص وقتل وأسر، وهرب مَنْ هرب في طريق الساحل فقضت عليه عامة المسلمين ولم ينج منهم أحد ، وكانت وقعة حمص هذه آخر أمر التتار ببلاد الشام فقد هربوا بعدها من حلب وغيرها ، وألقوا ما كان بأيديهم من أموال ومتاع ، ونجوا بأرواحهم فارين إلي بلادهم.
● ولما بلغ هولاكو وهو ببلاد فارس انهزام عسكره ، وقتْل نائبه الكبير كتيغا ، عظمت عليه المصيبة ، لأنه لم يُهْزَم له جيش قبل ذلك ، ولم يهدأ غضبه حتى قتل مَنْ لحق به من خونة ملوك الشام وأولادهم إلا واحداً منهم عشقته زوجته فشفعت له عنده فعاش طليق امرأةٍ كافرة ، ورحل طاغية التتار الأكبر ليومه بمَنْ بقي من جموعه إلي بلاده تشيعه لعنة الله ولعنات المسلمين.

الفصل السادس عشر
(نهاية قاهر التتار)


س1: (ما أحقر هذه الدنيا لذوي النفوس الشاغرة ، وما أهونها علي مَنْ ينظر في صميمها ، ولا ينخدع بزبرجها وباطل نعيمها ، لقد كتب الله عليها ألا يتم فيها شئ إلا لحقه النقصان ولا يربح فيها أمرؤ إلا أدركه الخسران).
(أ ) هات مذكر (الدنيا) ، وجمع (الشاغرة) ، ومرادف (الزخرف) ، ومقابل (نعيم) ، ومعني (بزَبْرجها).
ج: مذكر الدنيا: الأدنى ، جمع الشاغرة: شواغر وتعني الفارغة ، ومرادف الزخرف: الزينة ، ومقابل نعيم: شقاء ، ومعني الزَّبْرج: الزينة من وَشْيٍ وجواهر.
(ب) لا وقت للأحزان ، ولا صوت يعلو علي صوت المعركة. استدل علي صدق هذه العبارة من خلال دراستك لهذا الفصل؟
ج: مـر قطز بظروف صعبة وقاسية تمثلت في تحمله مسئولية محاربة التتار ، وصدهم عن العالم الإسلامي ، وفي أنه قد أصيب بفقد زوجته وحبيبته جلنار التي استشهدت في المعركة ، فملأه الحزن والأسى علي فقدها ، ولكنه خشي أن يؤثر هذا علي سير المعركة فتغلب علي أحزانه ، وتخطي هلعه وأساه أمام خطر التتار ورفع شعار: " لا وقت للأحزان ولا صوت يعلو علي صوت المعركة".
(ج) كان لاستشهاد جلنار أثر واضح في نظـرة قطز إلي الدنيـا وفي نظرته إلي الحكم. وضح ذلك؟
ج: أظلمت الدنيا في عينيه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت (اتسعت) ، وأصبح يائساً في الحياة يستثقل ظلها ويستطيل أمدها كما كان لاستشهادها أثر في نظرته إلي الحكم ، فقد ضاق به وعافه وفضّل أن يتخلى عن تحمل مسئوليته بعد ما أدي دوره في الدفاع عن الإسلام والمسلمين ليتفرغ لأحزانه ، وفاء لشريكة عمره التي استشهدت.
(د ) الحكم أمانة. فمَنْ اختار قطز لحمل هذه الأمانة من بعده ؟ ولماذا اختاره دون سواه؟
ج: ● اختار للحكم من بعده صديقه القديم ، وعدوه اللدود ونصيره في جهاد التتار بيبرس.
● لأنه أقوم الأمراء وأقدرهم علي مسئولية الحكم وهو أجدر الأمراء علي أن يسوق الناس بعصاه ، ويحملهم علي ما فيه استقامة أمرهم ، ودوام قوتهم وعزتهم ، وهو أقدرهم علي المحافظة علي هيبة الإسلام في صدر أعدائه.
(هـ) حرص قطز علي كتمان خبر تنازله عن السلطة. فمـا غايته من ذلك؟ وعلام يدل موقفه هذا؟
ج: ● كتم قطز خبر تنازله عن السلطة لبيبرس خوفاً من الفتنة ، وحشية من انقضاض الأمراء المماليك واختلافهم ، وخصوصاً المُعِزِّية منهم بأمر إذا سمعوا بأمر هذا التنازل ، لأنهم يعتبرون أنفسهم أولي من غيرهم بالحظوة (المكانة).
● ويدل هذا الموقف من قطز علي حكمته وتعقله وبعد نظره وحرصه علي مصلحة المسلمين.
س2: (ولما بلغ ذلك الأمير بيبرس غضب غضباً شديداً علي السلطان واضطرم حقداً عليه وأيقن أن السلطان إنما حسده علي ما أظهره هو من آيات البطولة في قتال التتار ومطاردتهم إلي أقاصي البلاد).
(أ ) هات مرادف (اضطرم) ، ومقابل (أقاصي) ، وبيّن المشـار إليه في (ولما بلغ ذلك الأمير بيبرس).
ج: مرادف اضطرم: اشتعل ، مقابل أقاصي: أداني ، والمشار إليه أن السلطان أعطي نيابة حلب لأحد ملوك الشام وكان بيبرس قد طلب من السلطان أن يعطيه إياها من قبل.
(ب) لم غضب بيبرس ؟ وهل كان محقاً في غضبه ؟ ولماذا؟
ج: ● كان بيبرس قد سأل السلطان أن يعطيه نيابة حلب وأعمالها ، فوعده بذلك ولما عزم علي النزول له عن الحكم ، وتوليته سلطنة مصر ، أعطي نيابة حلب لأحد ملوك الشام فغضب بيبرس وظن في الملك ظن السوء.
● لم يكن بيبرس محقاً في غضبه ؛ لأنه لو تنبه لكلام السلطان وحواره معه لعرف أنه سيقطعه ما هو خير من حلب ، وأنه سيكون سلطاناً علي مصر إلا أنه لم يعلم نية السلطان وإيحاءات كلامه.
(ج) ما الذي قام به الملك المظفر قبل مغادرته دمشق؟
ج: قام الملك المظفر – قبل مغادرته دمشق – برد المظالم إلي أصحابها ، وخرج من دمشق بعد أن ودع ابن الزعيم ، ورتب أحوال النواب والولاة ببلاد الشام.
(د ) كيف انتهت حياة الملك المظفر قاهر التتار؟ وبم علل بيبرس فعلته؟
ج: ● عزم السلطان العودة إلي مصر وسار بعساكره ، ولما قرب من الصالحية رأي أرنباً برياً فاندفع بجواده لصيده ، وأسرع خلفه بيبرس وستة من الأمراء ، وجذبه بيبرس وحمل عليه الباقون وقتلوه بعد أن انقضوا عليه وتعاوروه  بأسلحتهم (تناولوه متبادلين) وقد أشركوا معهم في هذا الأمر أثنين من الأمراء المعزية هما الأمير بهادر والأمير بدر الدين بكتوت ليكون ذلك أسهل في إرضاء المعزية إذا ثاروا لصاحبهم.
● علل بيبرس فعلته بقوله للسلطان: خشيت أن تقتلني فاتقيت ذلك.
(هـ) بم أوصي السلطان – وهو يحتضر – قائده بيبرس ؟ وعلام تدل هذه الوصية من شخصية صاحبها؟
ج: أوصي الملك المظفر قطز قائده بيبرس أن يقاتل أعداء الإسلام ، وتدل هذه الوصية علي أن قطز قوي الإيمان ، مخلص لدينه ووطنه ، متسامح ، غيور علي الإسلام والمسلمين ، حريص علي كسبٍ أحرزه.
(و ) ما حجة الملك المظفر لبيبرس في عدم تولية إمارة حلب؟ وبم طيب خاطره بعد ذلك؟
ج: حجة قطز لبيبرس في عدم توليته إمارة حلب ، خشيته أن تغره نفسه في ذلك الطرف البعيد عن مصر ، فيستقل بحكمها ، ويسعى لضم سائر البلاد إليه ، ويشق بذلك كلمة المسلمين.
وقد طيب خاطره بعد ذلك بقوله له: إنه حريص علي ألا يكون بعيداً عنه فهو بحاجة إلي مثله في مصر خشية أن يغلبه الحزن علي جلنار عن القيام بواجبه نحو رعيته ، ووعده بقلعة الجبل.
س3: (إنك يا بيبرس ما علمت شرس الطباع ، سريع البادرة ، ولعل الله جعل في ذلك خيراً للمسلمين فاجتهد ألا تستعمله في غير موضعه ، واعلم أني ما أردت بمحاجّتك إلا أن تثوب لرشدك).
(أ ) هات مضاد (شرس) ، ومرادف (البادرة ، رشد ، محاجتك).
ج: مضاد شرس: هادي ، مرادف البادرة: الانفعال ومرادف رشد: عقل ومرادف محاجتك: مجادلتك أو مناقشتك.
(ب) ما الذي قوي سوء ظن بيبرس بالملك المظفر؟ وكيف استغل الأمراء الصالحية استعداد بيبرس لسوء الظن في إيغار صدره عليه ؟
ج: ● قوي سوء ظن بيبرس بالملك المظفر عدة أمور منها:
1- طلبه نيابة حلب في أقصي الشام ليستقل بها ، وينافس السلطان بعد أن يستولي علي كل بلاد الشام ، ورفض السلطان هذا الطلب.
2- اعتقاده أن السلطان إنما يعاقبه لما حدث منه -سابقاً- من تحريضه الأمراء علي السلطان حين دعاهم للتنازل عن أملاكهم لبيت المال وأن السلطان قد عفا عنه لحاجته إليه في هذا الوقت وها هو الآن ينتقم منه.
3- ظن أن السلطان إنما حسده علي ما أظهره هو من آيات البطولة في قتال التتار ومطاردتهم إلي أقاص البلاد ، فخشي السلطان أن ينافسه في الحكم.
● وقد أوغر الأمراء الصالحية صدر بيبرس علي السلطان حين قالوا له: "لولاك ما صنع شيئاً ولما قدر علي هزيمة التتار وهو الآن يبخل عليك بولاية مدينة واحدة في أقصي الشام بينما يوزع الإمارات علي أمراء آخرين لم يؤدوا نفس دورك".
(ج) متي أدرك بيبرس هـول الخطأ الذي وقع فيه ؟ ومـاذا كان موقفـه من المتآمرين معه بعد ذلك؟
ج: ● أدرك بيبرس هول الخطأ الذي وقع فيه حينما رأي أن الملك المظفر لا يبدي حركة مقاومة وإنما ظل يردد (حسبي الله ونعم الوكيل).. أتقتلني يا صديقي بيبرس وأنا أريد أن أوليك سلطاناً مكاني ؟! ، ثم قال لمماليكه الذين أدركوه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة لما أرادوا الانتقام من بيبرس: "دعوا بيبرس ، لا تقتلوه ، إنه سلطانكم ، قد وليته عليكم فأطيعوه".
● وما أن أدرك بيبرس هول ما جري ، حتى استل سيفه ، ودفعه في وجوه الأمراء الستة المتآمرين معه ، وهو يهددهم ويتوعدهم ، بل ويَهُم بقتلهم ، ولكن السلطان منعه من ذلك خوفاً من الفتنة.
(د ) لماذا لم يستطع أقطاي المستعرب أن ينفذ حكم القصاص في بيبرس؟
ج: تنفيذاً لوصية السلطان لبيبرس في تعيينه سلطاناً علي المسلمين من بعده.
(هـ) رحم الله شبابه لو عاش طويلاً لجدد شباب الإسلام. مَنْ قائل هذه العبارة ؟ ومتي؟
ج: القائل: الشيخ ابن عبد السلام ، عندما بلغه موت تلميذه العظيم الملك المظفر قطز ، ومما قاله فيه أيضاً: " لله أبواه ! ما منعه من اختيار بيبرس بغض بيبرس له ، وما ولي أمر المسلمين بعد عمر بن عبد العزيز أحد يعادله صلاحاً وعدلاً ".
(ز ) ماذا فعل بيبرس بعد توليه السلطة ليرضي الناس؟
ج: قام بيبرس بإلغاء الضرائب ، وعمل بوصية الملك المظفر فقاتل الأعداء من التتار والصليبين حتى أذلهم ، ونهض بمصر وأعلي كلمتها.
(ح) كيف عرف بيبرس حقيقة قطز ؟ وماذا قال عندما عرف هذه الحقيقة؟
ج: كان الملك الظاهر بيبرس ذات يوم يقلب أوراق قطز ، فعثر علي رسالة من ابن الزعيم إلي قطز عرف منها أصل قطز وحقيقة جلنار ، وعرف أن قطز هو محمود بن ممدود ابن أخت السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه ، وأن جلنار هي ابنة خاله جلال الدين فقال والدموع في عينيه: "رحمة الله عليك يا صديقي قطز ، لشد ما أتعبني اقتفاء أثرك ، وما أراني بعد هذا الجهد الطويل أبلغ بعض ما بلغت".
علي رزق علي تويج
مدرس أول ثانوي
أسألكم الدعاء لي ولأبنائي و لأهل بيتي ولوالدي
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى