مدرس اون لايندخول

الهدم و البناء (قراءة اولى ثانوى المطور ترم 2)

. الهدم و البناء
1. حياة الإنسان تنحصر في الهدم و البناء .
إذا أردنا أن نلخص تاريخ الإنسان منذ نشأته إلى اليوم و إلى الغد في كلمة قلنا : إن كل اعماله تنحصر في الهدم و البناء و إذا نحن أردنا مقياسا بسيطا سهلا نقيس به الافراد و الامم فما علينا إلا ان نجمع عمل الفرد و الأمة في البناء و نطرح منه عملهما في الهدم فباقيالطرح هو مقياسهما و إذا أردنا أن نقارن بين شخصين او امتين نظرنا إلى مقدار باقي الطرح في كليهما فما زاد فهو أرقى .
2. التقدير الدقيق لرقي الأمم و تحضرها    
و إذا أحببنا الدقة في التقدير لم نكتف بتقدير الكمية في البناء و الهدم بل حسبنا في ذلك نوع ما يبنى و يهدم فإن قيم البناء و قيم الهدم تختلف اختلافا كبيرا بحسب نوعهما و صفاتهما و كيفياتهما كالذي نفعله في البناء الحسي فلسنا نقدر البناء بحجمه و مساحته فقط بل نقدره كذلك بنوع هندسته و ما إلى ذلك من أمور لا تخفى .
3.الهدم قد يكون مقدمة البناء .
و قد أكثر الكتاب من القول في البناء فالوعظ الدينيون و رجال الأخلاق و المصلحون و نحوهم إنما يتكلمون في البناء و يحذرون من الهدم فلنأخذ نحن الآن جانب الهدم فننيره فكثيرا ما يكون الهدم مقدمة البناء بل ربما كان خير بناء ما سبقه الهدم التام .
4. ما يهدم بناء المجتمع .
فيمكننا أن نقول : إن الرذائل الخلقية من كذب و ظلم و الجرائم القانونية من
قتل و سرقة لم تعد رزائل و لا جرائم إلا لأنها هدم لمرتكب الرزيلة و الجريمة و
إما هدم للمعتدي عليه و إما هدم لبناء المجتمع و نحن إذا نظرنا للرزائل و الجرائم من حيث هي هدم أفادنا هذا النظر فائدة جديدة في تقويم الرزائل و الجرائم فما كان منها أشد هدما كان أكبر جرما و لذلك كان القتل أفظع من السرقة لأن القتل يهدم النفس و السرقة تهدم الملكية و قد يؤدي بنا هذا النظر إلى تعديل الحكومة مجرمة إذا حصلت من الأهالى مالا لا تستحقه و لا تعد مجرمة إذا لم تمد قرية بالماء الصحي مع علمها أنها تشرب سما زعافا يقضي على عدد كثير من الأرواح و يذهب في سبيله كثير من الضحايا ؟ ليس هذا من المعقول في شيء لأننا إن اقررنا علمها قومنا حق الملكية بأكثر من حق الحياة  و عددنا هدم الملكية مقدما على هدم النفوس و ليس ذلك بحق و أمثلة ذلك كثيرة .
5. الهدم المادي و أضراره .
فهناك هدم مادي لكل أمة يجتاح مقدارا كبيرا من ثرواتها فحوادث الطريق حوادث هدم و الأمة التي لا تحتاط لها تترك أعمال الهدم و التخريب في ساحتها و كذلك كل أعمال القوى الطبيعية العنيفة الهادمة كالسيل و الفيضان العالي و الصواعق و الرياح و العواصف و كلما كانت الأمة أرقى كانت أكثر  احتياطا و توفيقا في منع أعمال الهدم الطبيعية و توقيها .
6. الهدم السلبي عامل تأخر الأمم .
و هناك هدم سلبي ليس أقل خطرا من الهدم الإيجابي و أعني بالهدم السلبي عدم الإنتاج مع القدرة عليه فالأمة التي تترك أرضا واسعة من أرضها بورا قائمة بعمل الهدم السلبي و مثل ذلك ما إذا كان لديها مناجم لا تستغلها أو قوى طبيعية لتوليد الكهرباء لا تستخدمها أو نحو ذلك فكل هذه الأعمال هدم سلبية لا
فرق في الضرر و الأضرار بينها و بين الهدم الإيجابي .
7. الهدم المعنوي يؤدي إلى تخريب مزدوج .
فإذا نحن ارتقينا من الماديات إلى المعنويات رأينا الأمر على هذا المنوال فمن طرائق الهدم أن تكون النظم الاجتماعية في أمة مضيعة لكفايات أفرادها كان تعطي المناصب لذوي الحسب و النسب او ذوي الملق و المداهنة أو نحو ذلك ثم تنحى عنها ذوي الكفايات ممن ليس لهم سلاح إلا علمهم و خلقهم فهذا – من غير شك – عمل من أعمال التخريب المزدوج لأن من شغلوا هذه المناصب لا يمكن أن ينتجوا لعجزهم الطبيعي و لأن من أبعدوا عنها لا يمكنهم أن ينتجوا و قد حيل بينهم و بين الإنتاج .
8. مقاومة الهدم بعيدا عن العنف .
الآن بعد أن تعرفت خطورة الأضرار التي تنتج عن الهدم فهل لديك الرغبة في مقاومة جميع أنواع الهدم التي يتعرض لها وطننا بأساليب بناءة تخلو من العنف ؟
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
ما الفرق بين االبناء الحسى والبناء المعنوى؟؟؟؟؟؟؟؟
avatar
مشكووووووووور
avatar
مجهود رائع جداً
avatar
جزاكم الله كل خير
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى