مدرس اون لايندخول

صناعة المستقبل (قراءة اولى ثانوى المطور ترم 2)

صناعة المستقبل
1. اختلاف النظرة للمستقبل .
كان موقف الإنسان من المستقبل دائما بالغ الغموض و الحيرة إذ تراوح بين التفاؤل و التشاؤم من ناحية و بين العجز و القدرة من ناحية أخرى و مع ذلك فإنه يبدو أن أحد مكتسبات العصر الحديث هو ثقة الإنسان في نفسه و في مستقبله و أنه بدأ يعمل من أجل المستقبل و يخطط له و هكذا فالمستقبل لم يعد قدرا محتوما أو كتابا مغلقا بقدر ما هو نتيجة للإعداد و الترتيب .
2. سبب اهتمام الإنسان بالمستقبل  .
و اهتمام الإنسان بالمستقبل راجع في جزء منه إلى زيادة قدرات الإنسان و بالتالي تأثيره على بيئته ففي الماضي البعيد وقف الإنسان عاجزا أمام قوى الطبيعة التي شكلت حياته و ظروفه و من هنا فقد كان التغيير محدودا فهو يخضع لناموس طبيعي قل أن يتغير و بالتالي فقد تغير نمط حياته على الظروف الجوية و اختلاف الفصول و طبيعة البيئة المحيطة به و التي قل أن تتغير ألا عندما تقع الكوارث الطبيعية من فيضانات او زلازل أو اعاصير أو امراض و هكذا .
3. النظرة القديمة للمستقبل .
فقد كانت نظرة الإنسان ألى المستقبل هي نظرة الخوف و الترقب من اهوال و مصائب الطبيعة اما ما عدا ذلك فإن العادة و التقاليد كفيلة بترتيب أمور الحياة من الرعي او الصيد أو في الزراعة فمع ركود المجتمعات و بطء التغيير لم تقم الحاجة إلى الإعداد إلى المستقبل الذي لم يخرج عن استمرار و تكرار للحاضر و الماضي فالوقت يمضي و الزمن لا يتغير .
4. الثورة االصناعية تغير النظرة للمستقبل .
و مع زيادة قدرة الإنسان على التاثير في البيئة خاصة مع الثورة الصناعية لم يعد المستقبل مجرد تكرار للماضي فتعدد و تنوع وسائل الإنتاج و اكتشاف الجديد من المناجم أو المعادن و التعرف على بلاد جديدة و اتساع قاعدة التجارة و المواصلات كل ذلك فتح باب التغيير فاختلف اليوم عن الأمس و لم يعد الغد مجرد صورة لليوم .
5. ضرورة الاهتمام بالمستقبل و التخطيط له .
و الاهتمام بالمستقبل هو تغبير عن إدراك قوى التغيير و التجديد فما حاجتنا إلى الإعداد للمستقبل إذا لم تكن هناك احتمالات للتغيير و هكذا بدا النظر إلى المستقبل نظرة جديدة مع التغيير المستمر في ظروف الحياة و قواعد الإنتاج و حاجات الأفراد و الجماعات .
6. التغيير سر الاهتمام بالمستقبل .
فالوعي بالمستقبل و الاهتمام به هو وليد التغير المستمر الناشئعن الزيادة المطردة في سيطرة الإنسان على بيئته و هكذا أدى تحرر الإنسان من ربقة و عبودية الطبيعة كما ساعدت سيطرته عليها و تسخيرها له إلى فتح آفاق متعددة للمستقبل مما اوجب الاهتمام به و الإعداد له .
الوعي بالمستقبل كحقيقة مستقلة إنما هو نتيجة للاعتراف بإمكانات التغيير فبدون تغيير لا معنى للمستقبل و لا قيمة للتاريخ و كل ما هناك هو صور متكررة و معادة لنفس القصة لا فرق بين ماضي و حاضر و مستقبل سوى مرور الوقت .
7. الإنسان كائن ذو حضارة و تاريخ .
و من هنا كان الإنسان ذا حضارة و تاريخ لأنه استخدم الوقت المتاح في إجراء الغييرات و التجديدات في ظروف حياته و نشاطه و لنفس السبب لم تعرف مملكة النحل أو النمل مثلا تاريخا أو حضارة لأنها رغم تنظيمها الاجتماعي المتقدم فإنها لم تعرف تغيرا أو تطورا و لنفس السبب فإنها ليست في حاجة إلى الإعداد للمستقبل او صناعة الحضارة و هذا شأن الجماعات .
و تثير قضية صناعة المستقبل مشكلة التخطيط و الإعداد للمستقبل فإذا كان من الصحيح – و هو صحيح – أننا نختار المستقبل بأفعالنا فإننا في حاجة دائمة و مستمرة للتخطيط و الإعداد للمستقبل .
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
العلم والايمان
بالتوفيق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى