كلمة طابور الصباح فى المدارس احتفالا بنصر اكتوبر المجيد

مع بداية إحتفالنا بنصر أكتوبر المجيد في عيدة الثالث والأربعين .. نقدم خالص التهنئة
لشعب مصر العظيم ولقواتة المسلحة ونؤكد أن هذا النصر العظيم الذي لا تزال أثارة مدوية في أرجاء العالم، هو أعظم إنتصار فى أى حرب من حروب التحرير في الثلث الأخير من القرن العشرين .
أن حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، لم تكن مجرد صدام بين جيوش محترفة أو عدوان على الأخرين، ولكنها كانت حرب تحرير شرعية،
أشتعلت عندما لم يكن هناك وسائل أخرى وأستنفذت مصر كل الوسائل السياسية والدبلوماسية لإستعادة الأرض التى أحتلت عام ١٩٦٧ في غفلة من الزمن .
في نفس السياق فإن حرب أكتوبر ، كانت ضرورة لإستعادة الكرامة العربية والتأكيد على قدرة العسكرية المصرية فى الحفاظ على كل حبة رمل من أرض مصر المحروسة وهو التزام تاريخى أقسمت علية كل جيوش مصر منذ تكوينها من العصر الفرعونى وحتى الآن.
وعندما نبحث في جذور وأسباب النصر ، يأتى فى مقدمة الأسباب وقوف شعب مصر العظيم خلف قواتة المسلحة ، والتضحيات الهائلة التي قدمها الشعب لكى يوفر كل المتطلبات لتحقيق النصر ، ثم يأتى بعد ذلك أبناء القوات المسلحة ، وهم أبناء الشعب أيضا .
الذين وضعوا عقيدة النصر خيارا رئيسيا واحدا ، ولا مكان لأى إنتكاسة مهما كانت الأسباب وتسلحوا بروح أكتوبر التي تأسست على الإيمان، والإلتزام والتخطيط الجيد والجراءة في إتخاذ القرار وتنفيذة والأكثر ن ذلك أن أبناء القوات المسلحة في مرحلة الإعداد للحرب ، وعلى مدى أكثر من ست سنوات اثروا البقاء جنودا
حتى يتحقق النصر ، وتباروا فى الإعداد المادي والمعنوى وحققو أعلى درجة من الأحتراف
في مجال الأعمال القتالية ، وأخر الأسباب هو التضامن العربي ، و الدعم الإفريقي لمصر
وإحساس العالم بشرعية القضية و حق مصر فى تحرير كل شبر من أرضها ، ولذلك جاءت الحرب شرعية عادلة من منطلق مفهوم القانون الدولي .
وكما كانت مصر طوال تاريخها سباقة لتحقيق السلام تؤمن بالعدل وحقوق الشعوب بالعيش في الأمن والأمان ، لذلك كانت حرب أكتوبر حربا من أجل السلام ولتتوقف سلسلة الحروب التي أمتدت لربع قرن من الزمان فى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي
وعندما شعرت إسرائيل بقوة مصر وإنها الدولة التى لا يمكن قهرها أو النيل منها أضطرت إلى إتخاذ مسار السلام والتخلى عن عقيدتها بأنها دولة تتخذ الحرب عقيدة لبقائها . ولنصر أكتوبر دروس عظيمة يجب أن تبقى فى أذهاننا بإستمرار نستشرفها دائما في تعاملاتنا وفي منهجنا في الحياة .
أولا : ان مصر دولة عظيمة حافظ شعبها عليها على مدى سبعة الاف عام وسيحافظ عليها أمد الدهر ، ان مصر فى قلوبنا جميعا والتضحية من اجلها واجب قومي وديني وأدبي. وليكن ذلك عقيدتنا في الحياة.
..
ثانيا : ان النصر لا يأتى صدفة ، ولكن بجهود ضخمة . وعندما نريد ان ننتصر فعلينا اتقان العمل والمزيد من العلم ، والتعاون البناء، وأن يكون لكل منا هدف فى الحياة.
ثالثا : أن أى أزمة تمر بها مصر يكون لها مخرج تصنعة ايادى أبنائها وبالتالي ، فان العقول و الأيادي يجب أن تكون حاضرة.
و أخيرا فإن مصر الحديثة حاليا سيجني ثمارها شباب مصر العظيم مستقبلا لذلك فإن عليكم
الجد والاجتهاد والمتابعة والمشاركة بقدر إستطاعتكم من خلال التفوق و بناء الافكار.
حفظ الله مصر وطننا العظيم ، و رحم الله شهداء النصر العظيم بارواحهم و يضحون في الحرب على الإرهاب حاليا .