مدرس اون لايندخول

أكبر عملية أسر واستسلام في التاريخ.. معركة بربروسا و أسر حوالي نصف مليون جندي

الوسم بريطانيا على المنتدى مدرس اون لاين Gplus-10
أكبر عملية أسر واستسلام في التاريخ وقعت للجيش السوفياتي انها معركة بربروسا حيث اسر حوالي نصف مليون جندي إليكم التفاصيل

منذ عشرينيات القرن الماضي، لم يتردد الحزب النازي في إبراز معاداته للتيار الشيوعي، حيث شهدت شوارع #ميونخ أثناء تلك الفترة صراعات عديدة بين كتيبة العاصفة، الذراع المسلحة للحزب النازي، والشيوعيين الألمان. ولم يخف القائد النازي، أدولف #هتلر، منذ البداية، رغبته في تدمير #الاتحاد_السوفيتي عن طريق الحل العسكري وضم أراضيه للممتلكات الألمانية، من أجل خلق ما يعرف بالمجال الحيوي الألماني اعتماداً على الموارد الطبيعية والغذائية التي امتلكتها الشعوب السوفيتية والتي صنفت بدورها كأعراق دنيئة من قبل النازيين.

ومع صعوده عام 1933، وحصوله على منصب المستشار، ودمجه لصلاحيات الرئيس مع صلاحيات المستشار، عقب وفاة الرئيس فون هيندنبورغ سنة 1934، لم يتردد هتلر في بدء العمل من أجل تحقيق حلمه بتدمير الاتحاد السوفيتي.

وفي يوم الثالث والعشرين من آب/أغسطس 1939، وقعت كل من #ألمانيا والاتحاد السوفيتي اتفاقية عدم اعتداء. كما اتفق الطرفان على تقاسم أراضي #بولندا وتسليم المعارضين والمطلوبين. وسمحت هذه الاتفاقية للألمان بالتركيز على الجبهة الغربية وغزو #فرنسا خلال حرب خاطفة دون الخوف من هجوم سوفيتي محتمل.

وساد الحذر على العلاقات الألمانية السوفيتية، حيث تخوف الطرفان من هجوم مباغت.

إلا أن الاتفاقية لم تصمد طويلاً. فمع بداية الغزو السوفيتي لمناطق بيسارابيا وبوكوفينا الشمالية الرومانية أواخر حزيران/يونيو 1940، أحست ألمانيا بتهديد لمصالحها بالبلقان ليأمر هتلر عقب ذلك القيادة العسكرية الألمانية بإعداد خطة لغزو الاتحاد السوفيتي، ضمن ما عرف بأكبر عملية غزو عرفها التاريخ.

وفي مطلع كانون الأول/ديسمبر 1940، عرض الجنرالات الألمان على القائد النازي خطة غزو الاتحاد السوفيتي، والتي حملت اسم "أوتو". غير أنها لم ترق لأدولف هتلر، والذي أمر بناءً على قرار صادر في الثامن عشر من نفس الشهر ببدء العمل على خطة جديدة حملت اسم "بربروسا"، نسبة إلى القائد التاريخي للإمبراطورية الرومانية المقدسة، فريدريك بربروسا.

وخلال تلك الفترة، تخوف عدد من كبار القادة بالحزب النازي من فكرة مهاجمة الاتحاد السوفيتي، حيث لوح هؤلاء إلى مخاطر فتح جبهة ثانية بالتزامن مع الحرب المستعرة ضد البريطانيين. لكن أدولف هتلر طمأن الجميع، مؤكداً أن احتلال الاتحاد السوفيتي سيوفر لألمانيا موارد طبيعية ضخمة وكمية حبوب هائلة ويد عاملة مجانية للعمل بالمصانع الألمانية، التي كانت تفتقر للعمالة، مما سيجبر #بريطانيا على الاستسلام لاحقاً.

وفي الثاني والعشرين من حزيران/يونيو 1941، انهارت اتفاقية عدم الاعتداء الألمانية السوفيتية بعد أقل من سنتين على توقيعها. ففي حدود الساعة الثالثة والربع صباحاً من ذلك اليوم، أطلقت ألمانيا العنان لعملية "بربروسا"، حيث هاجمت 154 فرقة عسكرية ألمانية الأراضي السوفيتية دون إعلان حرب رسمي.

ومع بداية الهجوم، بلغ عدد الجنود الألمان المشاركين في الغزو ثلاثة ملايين جندي، مدعومين بحوالي 700 ألف جندي أجنبي من رومانيا وفنلندا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمجر. كذلك استعانت ألمانيا، أثناء عبور قواتها للحدود السوفيتية، بنحو 600 ألف عربة عسكرية و4 آلاف دبابة و7 آلاف مدفع، إضافة إلى 3 آلاف طائرة حربية، ليشهد العالم عقب ذلك بداية أكبر عملية غزو على مر التاريخ البشري.

وتمكن سلاح الجو الألماني، في اليوم الأول من العملية، من تدمير أكثر من ألف طائرة سوفيتية رابضة بالمطارات، إضافة إلى نحو 300 أخرى في الجو، حيث عانى الجيش السوفيتي من حالة ذهول.

أسر الألمان أكثر من 400 ألف جندي سوفيتي بعد أن أجبروا جيوشها على التراجع لنحو 300 ميل في الأيام الأولى من العملية.

وقبل عملية "بربروسا" بنحو 142 سنة ويوم واحد، قاد الإمبراطور الفرنسي، نابليون #بونابرت، حملة عسكرية على #روسيا. وبعد مجموعة من الانتصارات المذهلة، خسر بونابرت الحرب بعد أقل من ستة أشهر على بدايتها، ليعرف، عقب ذلك، نهاية حكمه بشكل تدريجي.

وإذا بالتاريخ يعيد نفسه مجدداً لتلقى ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية نفس مصير فرنسا خلال عهد بونابرت.

المصدر العربية نت