مدرس اون لايندخول

د / جمال حمدان "شاعر الجغرافيا"

د / جمال حمدان  "شاعر الجغرافيا"  00210
د / جمال حمدان  "شاعر الجغرافيا" 
أشهر المفكرين في قائمة أغتيالات الموساد الإسرائيلي
1928- 1993م
-المفكر المصري الراحل يتربع وحده دون غيره على عرش قلة من عظماء المصريين الذين اتسموا بعمق التحليل، وشجاعة الطرح، وربما يأتي ذلك جراء امتلاكه عبقرية المزج ما بين الجغرافيا "العلم الحائر" وفق تعبيره - ومختلف فروع المعرفة الإنسانية "تاريخا وفلسفة، سياسة وثقافة، ديناً واجتماعا"، وتتجلى عبقرية المزج تلك في فكرته الجوهرية "عبقرية المكان"، من خلال كتابه "شخصية مصر" والتي تعد بمثابة ركيزة أساسية لمشروعه الفكري العملاق في كل ماتناوله من قضايا مصيرية في حياة المصريين.
-يوصف جمال حمدان بـ"شاعر الجغرافيا" لقدرته على تبسيط هذا العلم المتخصص وتقديمه بأسلوب شيق وسلس إلى عموم القرّاء، عبر ربطه الجغرافيا بالتاريخ والتحليلات الاستراتيجية. كما أن الكثيرين يلقبون العالم الراحل بالمفكر والفيلسوف، نظراً إلى تجاوز إنتاجه العلمي حدود المعلومات الجغرافية الجافة والانطلاق بها إلى التحليل والتفسير والربط بالتاريخ والأحداث واستشراف المستقبل.
-وُلد العالم الراحل في 4 فبراير عام 1928، في قرية ناي بمحافظة القليوبية ، وتخرج في كلية الآداب قسم الجغرافيا بجامعة فؤاد الأول "القاهرة"عام 1947، ، وتفوقه الدائم دفع الجامعة لإرساله في بعثة إلى جامعة ريدنج البريطانية عام 1949، ليحصل منها على الدكتوراه في فلسفة الجغرافيا عام 1953
-عُين بعد عودته، مدرساً في جامعة القاهرة بقسم الجغرافيا، ثم أصبح أستاذاً مساعداً، وخلال بضع سنوات لفت إليه الأنظار من خلال كتبه الثلاثة: جغرافيا المدن، والمظاهر الجغرافية لمجموعة مدينة الخرطوم "المدينة المثلثة"، ودراسات عن العالم العربي، حتى أنه منح عنها جائزة الدولة التشجيعية عام 1959.
-لم يدم ربيعه الجامعي طويلاً، ففي عام 1963 قدم استقالته احتجاجاً على الظلم الذي شعر به، عندما منح قسمه "أحد المحظوظين" رتبة الأستاذية دون اعتبار لأية كفاءة علمية؛ ولم تقبل الجامعة استقالته إلا بعد عامين حاولت خلالهما ثنيه عن قراره دون جدوى.
-في ظلّ هذا الواقع، اختار "أبو الجغرافيا العربية" الاعتكاف علمياً حتى آخر حياته في شقته المتواضعة في الدقي التي قضى فيها دون أن يتزوج، ليتفرغ للتأليف العلمي، فقدم 79 بحثاً ومقالة و29 مؤلفاً بأسلوبه الأدبي الرفيع منها: "المدينة العربية" 1964، "الاستعمار والتحرير في العالم العربي" 1964، "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر في عام 1967، والذى أثبت فيه بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية "الخزر التترية" التي قامت بين "بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو ما أكده بعد ذلك بعشر سنوات "آرثر كوستلر" مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1976.
-أهم مؤلفاته؛ بل الأهم عربياً في مجاله، فهو ملحمته العلمية "شخصية مصر" ، وقد استغرقه العمل به قرابة عشر سنوات؛ إذ أنجزه بصيغته الأولى عام 1967، ثم أصدره في أربعة مجلدات في الفترة ما بين 1981- 1984. وسعى فيه إلى أن ينفذ إلى "روح المكان"، ليستشف "عبقريته الذاتية" التي تحدد شخصيته الإقليمية الكامنة التي لا تقف عند وصف المكان، بل تتعداه إلى فلسفته.
-وعلى الرغم من كل مشاغله العلمية، كان بحسه المرهف يجد وقتاً لممارسة هواياته في الخط والرسم وكتابة الشعر، وكان إلى ذلك متذوقاً للموسيقى والغناء من الطراز الأول.
-حصل حمدان على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1986 لكنه رفض تسلمها، كما نال وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عن كتابه "شخصية مصر" عام 1988، أما جائزة التقدم العلمي من الكويت عام 1992 وكانت قيمتها 12500 دينار كويتي، فقد وزعها على معارفه.
-وقد رحل جمال حمدان إثر حريق بشقته في ظروف غامضة عام 1993؛ فعثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقاً، واعتقد الجميع أن د. حمدان مات متأثراً بالحروق، ولكن يوسف الجندي، مفتش الصحة بالجيزة وقتها، أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقاً بالغاز، كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته، لأنها لم تصل لدرجة أحداث الوفاة.
-اكتشف المقربون من د. جمال حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها  وعلى رأسها كتابة عن اليهودية والصهيونية و يقع في ألف صفحة و كان من المفروض أن يأخذه ناشره يوسف عبد الرحمن   والكتاب الثاني: العالم الإسلامي المعاصر وله كتاب قديم عن العالم الإسلامي كتبه سنة 1965 ثم عاد وأكمله وتوسع فيه بعد ذلك لدرجة أنه أصبح كتاباً جديداً. والكتاب الثالث: عن علم الجغرافيا، مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق د. حمدان، مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود.
-و مما يؤكد نظرية اغتياله ما رواه اشقائه عبد العظيم حمدان وفوزية حمدان أن الطباخ الذي كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه راح بلده ولم نعد نعرف له مكاناً. و أمر آخر أن جاره كانت تسكن في البيت الذي يسكن فيه جمال حمدان قالت إن هناك رجلاً وامرأة  اجانب سكنوا في الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله وقد فجّر رئيس المخابرات السابق أمين هويدي مفاجأة من العيار الثقيل  حول الكيفية التي مات بها جمال حمدان  وأكد هويدي أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل جمال  حمدان.
فسلاماً على العلماء المخلصين ورحم الله العالم الكبير الدكتور جمال حمدان  بقدر ما قدم من عطاء عظيم.
المصادر:-
https://ar.wikipedia.org/.../%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8...
https://www.sis.gov.eg/.../Dr.-Gamal-Hemdan--(1928-1993)...
https://www.youtube.com/watch?v=C5wxjQIxF08

remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى