مدرس اون لايندخول

شيخ الأزهر: ألقاب باشا و بيه خيلت لأصحابها أنهم ينتمون لطبقة أعلى وأنهم نخبة متميزة وأن أبناءهم ليسوا كبقية أبناء الناس

شيخ الأزهر: ألقاب باشا و بيه خيلت لأصحابها أنهم ينتمون لطبقة أعلى وأنهم نخبة متميزة وأن أبناءهم ليسوا كبقية أبناء الناس E45c5b10
إطلاق لفظ «باشا» على شخص دفعه للتصور أنه مميز وله حق في توريث الوظائف والمناصب


قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن إطلاق لفظ باشا، أو بيه، أو صاحب السعادة، أو صاحب المعالي، أو صاحب الفضيلة أو غيرها، على شخص دفعه للتصور أنه مميز وله حق في توريث الوظائف والمناصب.
وأضاف الطيب، خلال الحلقة العشرين من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» اليوم الأربعاء، أن الكثيرين في مجتمعاتنا تعودوا على ضرورة اقتران الاسم باللقب أثناء المخاطبات العامة في الدواوين والوزارات والجامعات والمكاتب وغيرها، مثل: باشا، أو بيه، أو صاحب السعادة، أو صاحب المعالي، أو صاحب الفضيلة أو غيرها.
وأوضح أن هذه الألقاب قد خيلت لأصحابها، أنهم ينتمون لطبقة أعلى وأسمى منزلة من طبقات الآخرين، وأنهم نخبة متميزة، وأن أبناءهم ليسوا كبقية أبناء الناس، ومن حقهم أن يتميزوا باستثناءات في الوظائف والمناصب يسبقون بها أصحاب الكفاءات العالية من أبناء وبنات الطبقات المغمورة في المجتمع، وأن من حقهم أن يورثوا أبناءهم وظائفهم وكراسيهم التي يجلسون عليها.
وذكر أن «الترفع» على الفقراء، والتأفف من البسطاء، والنظرة الدونية لمن يعمل في أعمال أو حرف متواضعة، ليس من الإسلام ولا من مكارم الأخلاق، كما أن تصنيف العائلات إلى طبقات، بعضها فوق بعض، وامتناع عائلات من تزويج بناتها من عائلات أخرى كبرا وتعاليا، ليس من الإسلام ولا من التحضر.
وأشار إلى أنه من المؤلم أن تكون فضيلتي التواضع والمساواة في بلاد غير المسلمين أظهر وأكثر انتشارا منها في بلاد المسلمين، وذلك مثل ما نلاحظه في بلادنا من حرص شديد على ذكر الألقاب في كل مرة يخاطب فيها صاحب اللقب، بخلاف الدوائر الخاصة التي تقتضي طبيعة عملها الالتزام بتراتبية الألقاب المحددة بلوائح وقوانين خاصة.
وأكد الإمام الأكبر أن هذا السلوك الذي تشقى به شريحة عريضة من الشباب أساسه التنكر لخليقة «التواضع» ومبدأ المساواة، والانزلاق -اللاشعوري المتدرج- في هاوية "الكبر والاستعلاء" والتصنيف الزائف للناس على أساس المال والجاه، وليس على أساس العمل الصالح والخلق الحسن.
وأوضح أن التأسيس الفلسفي لخلق التواضع في الإسلام هو أنه يأتي نتيجة حتمية لمبدأ "المساواة"، الذي أصله الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وكذا مبدأ رجوع الناس جميعا في أصلهم إلى أب واحد وأم واحدة، متسائلا: "لماذا الاستكبار إذن بين المتساوين؟!"
ويذاع برنامج "الإمام الطيب" يوميا على عدد من القنوات في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية للإمام الأكبر على "فيسبوك" وقناته الرسمية على اليوتيوب، والصفحات الرسمية للأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي.
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى