مقدمات الحملة :
تعد الحملة الفرنسية على مصر والشام ( 1798 - 1801 ) بقيادة نابليون بونابرت جزءا من التنافس الاستعماري بين انجلترا وفرنسا على المستعمرات ، وقد بدأ هذا التنافس في القرن السابع عشر الميلادي ، واستمر طوال القرن الثامن عشر ، حتى أرسل القنصل الفرنسي في مصر تقارير تفيد بسوء الأوضاع السياسية والداخلية فى مصر ويحث فيها حكومة الثورة الفرنسية على إرسال حملة عسكرية على مصر .
بم تفسر مجئ الحملة الفرنسية إلى مصر ؟
أسباب الحملة الفرنسية على مصر :
1ـ تعويض فرنسا عن فقدان مستعمراتها
2ـ قطع الطريق بين انجلترا ومستعمراتها في الهند
3ـ إنشاء مستعمرة فرنسية فى الشرق تكون قاعدتها مصر
الإعداد للحملة :
أعد نابليون بونابرت جيشا سرا ، واصطحب معه مجموعة من العلماء في مختلف
العلوم والفنون ( لماذا ) لدراسة أحوال مصر من جميع النواحي ، وكيفية استغلال مواردها
حمل معه مطبعه عربية وأخرى فرنسية لطبع المنشورات للأهالي
خط سير الحملة :
كانت مصر ولاية عثمانية ولكن لضعف الدولة العثمانية كان الحكم الفعلى للمماليك
أبحرت الحملة من ميناء طولون سرا ثم أصدر نابليون أوامره بأن تتجه الحملة نحـو
مصر
وصلت الحملة إلى الإســكندرية وقبل أن تصل قوات المماليك من القاهـــرة لملاقاة
الفرنسيين ، كان أهالي الإسكندرية بزعامة السيد / محمد كريم حاكم المدينة قد واجهوا قوات الحملة ، ولهذا
اعتقلته القوات الفرنسية ثم اعدم رميا بالرصاص في سبتمبر 1798م
واصلت القوات الفرنسية زحفها في طريقها إلى القاهــرة ، فالتقت بقوات المماليك بالقرب من شبراخيت
في البحيرة
موقعة شبراخيت :
تاريخها : ( يوليو 1798م )
أطرافها : الفرنسيين بقيادة نابليون ضد المماليك بقيادة مراد بك
نتائحها : هزيمة المماليك وتقهقر قواتهم جنوبا إلى إمبابة للدفاع عن القاهرة .
موقعة إمبابة :
تاريخها : ( يوليو 1798م )
أطرافها : الفرنسيين بقيادة نابليون ضد المماليك بقيادة مراد بك وإبراهيم بك
نتائحها : انهزم المماليك وفر مراد بك إلى الصعيد وهرب إبراهيم بك ومعه الوالي العثماني إلى الشام
بم تفسر : هزيمة المماليك أمام الحملة الفرنسية فى شبراخيت وإمبابة ؟
- بسبب اعتماد المماليك على الفروسية بينما كان الفرنسيون يستخدمون المدافع والمعدات الحديثة
دخول القاهرة : (يوليو 1798م)
دخل نابليون بونابرت القاهرة في 24 يوليو 1798 م ، بعد أن أمن العلماء والمشايخ على الارواح
والاموال
موقعة أبوقير البحرية :
تاريخها : أغسطس 1798م
أطرافها : الاسطول الانجليزي بقيادة نلسون ضد الاسطول الفرنسي
نتائجها :
1- تحطيم الأسطول الفرنسى وإغراقه فى خليج أبى قير
2- حاصر الأسطول البريطانى شواطىء مصر الشمالية مما أدى إلى :
- القضاء على آمال فرنسا في السيطرة على سواحل البحرالمتوسط
- حرمان الحملة في مصر من إمدادات فرنسا لها
- شعر الجنود الفرنسيون بأنهم محاصرون داخل مصر مما أدى لضعف روحهم المعنوية
- توقفت حركة التجارة الخارجية بالنسبة لمصر
مقاومة الشعب المصري للاحتلال الفرنسي :
مقاومة أبناء الصعيد :
فشلت القوات الفرنسية في إخضاع أهالي الصعيد لأنهم اتبعوا حرب المناوشات
والمعارك المتفرقة ، والتي أنهكت قوة الفرنسيين نظرا لطول الوادي
أدى ذلك إلى تعاظم الشعور الوطني ونمو الوعي القومي تجاه الاحتلال الفرنسي
ثورة القاهرة الأولى ( اكتوبر 1798م )
بم تفسر : قيام ثورة القاهرة الاولى ؟ ( الأسباب )
1- فرض نابليون بونابرت ضرائب فادحة
2- قيام قوات الاحتلال الفرنسي بتفتيش البيوت واقتحام الحوانيت بحثا عن الاموال
3- هدم أبواب الحارات والدروب لمطاردة عناصر المقاومة
4- هدم كثير من المباني والاثار والمساجد بحجة تحصين القاهرة
أحداث الثورة :
اصبح الأزهر الشريف مقرا لقيادة الثورة وازدادت شدة المقاومة وامتدت الثورة الى الاقاليم المجاورة
قتل حاكم مدينة القاهرة الفرنسي ، واستخدمت قوات الاحتلال الفرنسية سياسة القمع والارهاب لاخماد
الثورة
دخلو الفرنسيون الجامع الازهر بخيولهم مما أثار الشعور الديني لدى المصريين
ما النتائج المترتبة على ثورة القاهرة الاولى ؟ ( النتائج )
1- أعدم الفرنسيون الكثير من الاهالي والثوار
2- فرضت الغرامات المالية على التجار والعلماء
3- شرعت القوات الفرنسية في تحصين مدينة القاهرة
الحملة الفرنسية على الشام : ( مارس 1799م )
تحالفت الدولة العثمانية مع انجلترا وروسيا لاخراج الفرنسيين بالقوة العسكرية ، فأعدوا حملة بحرية في
جزيرة رودس لغزو مصر من الشمال وحملة برية لغزو مصر من الشرق عن طريق الشام .
أسبابها :
1- رغبة نابليون فى القضاء على الجيش العثمانى قبل وصولة مصر
2- رغبة نابليون السيطرة على موانى الشام وفك الحصار على الشواطىء
أحداثها :
تحرك نابليون بونابرت بقواته الى الشام من جهة العريش وذلك في ( مارس 1799م ) ، واستولى في
طريقه على العريش وغزة ، وحاصر يافا حصارا شديدا
وبعد استيلائه على يافا أعدم جميع أفراد حاميتها البالغ عددهم أربعة الاف مقاتل رغم تامينه على أرواحهم ، مرتكبا جريمه بشعه والتي سميت باسم مذبحة يافا البشرية ، مما أدى إلى مقاومة واستبسال أهالى عكا عن مدينتهم بقيادة أحمد باشا الجزار ، وبمساعدة الاسطول البريطاني وامداده للمدينة بالمؤن والذخائر
نتائجها :
1- فشل الحملة الفرنسية على الشام
2- اضطر نابليون بونابرت للعودة إلى مصر
بم تفسر : فشل الحملة الفرنسية على الشام ؟
1- استبسال جنود عكا فى الدفاع عن مدينتهم بقيادة احمد باشا الجزار
2- مساعدة الاسطول البريطاني وامداده لمدينة عكا بالمؤن والذخائر
موقعة أبوقير البرية : ( يوليه 1799م )
وصل الاسطول العثماني عند أبي قير في يوليه 1799م مما أدى إلى اشتباك قوات الحملة الفرنسية بقيادة
نابليون بونابرت مع قوات الاسطول العثماني وهزيمة القوات العثمانية
رحيل نابليون :
في تلك الاثناء وصلت رسالة لنابليون توضح المتاعب التي تواجهها فرنسا على أثر قيام
حرب تحالفت فيها أوربا ضد فرنسا ، فقرر العودة سرا تاركا أمر الحملة لنائبه كليبر
كليبر والحملة :
كان كليبر من أنصار الجلاء عن مصر لأن الأخطار تهدد الحملة الفرنسـية من كل جانب
فالجيش في تناقص عددي بسبب المعارك والحروب الداخلية والخارجية ، والدولة العثمانية
أرسلت حملة أخرى إلى العـريش ودمياط ، والمماليك عادوا للمقاومة ، وتجددت ثورات المصريين في
الشرقية وإمتدت إلى وسط الدلتا وغربها ، مما أدى إلى إتجاه كليبر للتفاوض مع الدولة العثمانية ( إتفاقية
العريش1800م )
شروطها : خروج الحملة الفرنسية بجنودها إلى فرنسا على نفقة الدولة العثمانية
نتائجها :
1- بدأت القوات العثمانية في التقدم نحو القاهرة
2- رفضت الحكومة البريطانية الاتفاق ، وطلبت استسلام الجيش الفرنسى كأسرى حرب فرفض كليبر
3- هاجم كليبر القوات العثمانية وأعادها متقهقرة الى الشام مرة أخرى .
ثورة القاهرة الثانية ( مارس 1800م )
بم تفسر : قيام ثورة القاهرة الثانية ؟
1- استغلال المصريون خروج كليبر لمطاردة الأتراك بالشام
2- ضيق الزعماء المصريين بالوجود الفرنسى بعد فشل معاهدة العريش
3- تدهور الأحوال الاقتصادية بسبب فرض الضرائب
أحداث الثورة :
قام المصريون بثورة عارمة بزعامة السـيد عمـر مكـرم نقيب الأشراف ضد قوات الاحتلال الفرنسي ،
واشتدت الثورة خاصة فى حى بولاق
ما النتائج المترتبة على ثورة القاهرة الثانية ؟
1- نجحت القوات الفرنسية فى إخماد الثورة سريعا
2- دمر الفرنسيون حي بولاق
3- اشتد كليبر في فرض المزيد من الغرامات ومصادرة الاموال
قتل كليبر في ( يونيه 1800م ) على يد سليمان الحلبي أحد طلاب الازهر ،
وتولى ( مينو ) أمر الحملة
مينو و جلاء الحملة :
كان مينو ينوى الإقامة في مصر وتحويلها إلى مستعمرة فرنسية كبرى ، وتحقيقا
لذلك قام بوضع خطة اصلاحية في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والصحة
والنظام القضائي ( مشروع مينو العظيم )
أرسلت إنجلترا أسطولا حربيا إلى أبي قير ( فبراير 1801م ) وانضم إليه الجيش
العثماني ، ولم تستطع القوات الفرنسية المقاومة ،واستسلمت وغادرت الحملة الفرنسية
مصر في ( سبتمبر 1801م )
نتائج الحملة الفرنسية :
لم تكن الحملة الفرنسية على مصر مجرد حملة عسكرية تقليدية للغزو والاحتلال ، حيث
اصطحب نابليون بونابرت مع الحملة مجموعة كبيرة من العلماء في مختلف المجالات
، ولهذا تركت الحملة نتائج بعيده المدى تمثلت فيما يلي :
أولا : نمو الروح القومية :
أيقظت الحملة الفرنسية الروح القومية لدى المصريين ، حيث تمسك المصريون بعد خروج الحملة الفرنسية بحقهم في الحرية وفي تقرير مستقبل بلادهم ، واختيار حاكمهم .
ثانيا : الاعمال التي قام بها علماء الحملة الفرنسية : ( النتائج العلمية )
محاولة شق قناة تربط بين البحرين الاحمر والمتوسط ، ولكن لم تنجح الفكرة بسبب خطأ في حسابات مستوى مياه البحرين .
إنشاء المجمع العلمى المصرى
تأليف كتاب ( وصف مصر )
اكتشاف الضابط الفرنسي ( بوشار) حجر رشيد في يوليو 1799م ، وما ترتب على ذلك
من التعرف على التاريخ المصري القديم
ثالثا : توجيه أنظار الدول الاوربية إلى أهمية موقع مصـر الجغرافي :
وجهت الحملة أنظار الدول الاوربية عامة وإنجلترا خاصة لأهمية موقع مصر الجغرافي والاستراتيجي ، فكان حرص بريطانيا على السيطرة عليها ، وقد تحقق لها ذلك باحتلالها مصر عام 1882م . ( بذلك تعتبر الحملة الفرنسية فاتحة الإستعمار الأوربى لمصر )
رابعا : نظم الحكم والإدارة :
أنشأ نابليون بونابرت الديوان العام ودواوين الاقاليم وديوان القاهرة
وهدفت تلك الدواوين إلى تدريب الأعيان والعلماء المصريين على نظام مجالس الشورى من حيث الإستشارة وتلقي الأراء ، فيما يعود على الاهالي بالنفع العام
خامسا : الآثار الإقتصادية والإجتماعية :
وضعت الحملة الفرنسية بعض المشروعات للاصلاح الاقتصادي وخاصة في عهد مينو ( مشروع مينو العظيم ) والذي تمثل في :
الزراعة : تنويع المحاصيل الزراعية والإهتمام بمشاريع الري .
الصناعة : إنشاء مصانع للنسيج وبعض الصناعات الدقيقة والدباغة وصناعة حروف الطباعة .
التجارة : فتح أسواقا لمصر في بلاد البحر الاحمر ودارفور في السودان والحبشة وبلاد شمال افريقيا .
الصحة العامة : إنشاء المحاجر الصحية في القاهرة والعديد من المدن الاخرى .