مدرس اون لايندخول

حرب اكتوبر 73.. أسرار رحلة العبور والنصر من "كشكول الجمسي" لـ"عقيدة الشاذلي"

حرب اكتوبر 73..  أسرار رحلة العبور والنصر من "كشكول الجمسي" لـ"عقيدة الشاذلي" 40412
في إطلالة على رحلة العبور والنصر يوم السادس من أكتوبر تظهر لنا قصص وبطولات أذهلت العالم، وكانت كفيلة أن تحول انكسار النكسة، إلى أمجاد النصر.
وفي مرور سريع على قائدين من أبطال المعركة، جذبتنا قصتين من أروع القصص التي تستحق أن تروى للأجيال القادمة، وفي القصة الأولى نلقى نظرة على قصة الفلاح المصري البسيط الذي أصبح قائدا تاريخيا في حرب أكتوبر وكانت لخطته دور كبير في اجتياز دفاعات العدو، وهي باختصار قصة المشير محمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، وصاحب خطة "الكشكول" الهجومية للحرب، وفي القصة الثانية نتناول عن كثب قصة مهندس الحرب وصاحب خطة المآذن العالية، الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي ساهم بكل قوة في إنجاح معركة الكرامة المصرية.
كان الجمسي على موعد مع التاريخ بعد نجاحات كبيرة في صفوف العسكرية المصرية، تلك الجهود التي أتت به على رأس هيئة عمليات القوات المسلحة، حيث صدر في الأسبوع الأول من 1972 قرارا بتعيين الجمسي رئيسًا للهيئة المسئولة عن وضع خطط لمعركة الكرامة.
وكعادته اعتمد الجمسي على الاستفادة من دروس السابقين، وخلق خططا جديدة للعسكرية المصرية فبدأ من حيث انتهى من قبله في بناء الاستراتيجية العسكرية للجيش المصري.

«كشكول النصر»
ومنذ اللحظات الأولى عمد الجمسي على حساب كل شيء بدقة، ولحظة بلحظة بدأ الجمسي في بناء خطة متكاملة للحرب، اللافت في الأمر أنه ضمن خطة الخداع كتب المشير الجمسي خطة الهجوم كاملة بخط اليد في كشكول دراسي خاص بابنته الصغرى ولم يطلع عليه إلا الرئيس السادات والرئيس السوري حافظ الأسد، هذه الخطة التي وصفها المشير أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية المصري خلال حرب أكتوبر 1973 أنها "ستدخل التاريخ العلمي للحروب كنموذج من نماذج الدقة المتناهية والبحث الأمين".
الدقة المتناهية تمثلت حينما اشتملت خطة الجمسي على إحصاء جميع أيام العطلات الرسمية في إسرائيل بخلاف يوم السبت، وهو اليوم الذي وقع عليه الاختيار ليكون يوم المعركة، حيث يوافق يوم عيد الغفران يوم سبت، والأهم من ذلك هو اليوم الوحيد خلال العام الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث كجزء من تقاليد العيد، أي أن استدعاء قوات الاحتياطي بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدمة، ومن بعده وقع الاختيار على أكتوبر كأنسب الشهور، بعدما حددت دراسة "الكشكول" أنسب الشهور خلال عام 1973، وكان أنسبها هو مايو أو أغسطس أو سبتمبر أو أكتوبر، وكان أفضلها أكتوبر حيث أن ظروف الطقس والأحوال الجوية مناسبة للعبور وأن فترة الليل طويلة يصل الإظلام في بعض لياليه إلي ساعات طويلة، وحالة البحر مناسبة، والشهر يزدحم بثلاثة أعياد وتستعد فيه الدولة لانتخابات الكنيست، كما أن شهر رمضان يأتي خلال هذا الشهر بما له من تأثير معنوي على قواتنا ولا يتوقع العدو قيامنا بالهجوم خلال شهر الصيام، ومن هنا بدأت المعركة في يوم السبت 6 أكتوبر /10 رمضان وبادرت قواتنا بالهجوم المباغت يوم العيد الإسرائيلي، في تمام الثانية وخمس دقائق ظهرًا، وهو ما شكل مفاجأة للجميع فالوضع التقليدي لبدء الهجوم هو أن يبدأ في أول ضوء أو آخر ضوء من اليوم.
معركة السبق
أكد المشير الجمسي في مذكراته أن مصر باغتت الاحتلال الإسرائيلي بحرب أكتوبر، مشيرا إلى أن "إسرائيل خططت للحرب مع مصر قبل نشوب حرب أكتوبر، ففي الوقت الذي كنا نخطط فيه لتحرير أراضينا كانت إسرائيل تخطط لاحتلال المزيد من الأراضي.
فقد وضع ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في أوائل عام 1973 خطة عسكرية رسم خريطتها بنفسه وعرضها على الجنرال اليعازار رئيس الأركان أطلق عليها اسم "الحزام الأسود"، وكان تحقيقها يحتاج إلى عوامل أهمها أولا: ضم جنوب لبنان إلى إسرائيل، ثانيا: ضم أجزاء أخرى من سوريا، ثالثا: إنشاء خط محصن يشبه خط بارليف في غور الأردن لحماية المستعمرات ورابعا تحويل سيناء إلى مركز تجارب للمفاعلات الذرية".
"ولم تتواني إسرائيل في تنفيذ مخططها ففي الخامس من أكتوبر 1973، عقد اجتماع طارئ لمجلس رئاسة أركان الإسرائيلي بحضور مائير رئيسة وزراء إسرائيل شرح فيه ديان خطته وتوقيتاتها والهدف منها.. وكان ديان يقدر أن تتم العملية في الفترة من 22 إلى 25 أكتوبر 1973، لكن في ضوء الموقف الذي كان يناقشه مجلس الأركان سألت مائير ديان عن رأيه، فقال "سأجعل ضربتي مبكرة كثيرًا، ستكون ضربتي صباح الثامن من أكتوبر"، وبالفعل وافقت مائير على الخطة.
لكن يشاء الله سبحانه أن تكون لمصر المبادأة لأول مرة في تاريخ الحروب الإسرائيبلية العربية ليبدأ عبورنا المشرف يوم 6 أكتوبر أي قبل الهجوم الإسرائيلي بيومين فقط، هكذا حكى الجمسي كواليس الحرب في مذكراته التي دونها في كتاب "حرب أكتوبر 1973.

تطوير الهجوم سر إتمام المهمة
ولعل أبرز أدوار المشير الجمسي ظهر في اليوم الرابع للقتال 9 أكتوبر بعدما حقق الجيش المصري إنجازا عسكريا، فقد أنشأ كل من الجيشين الثاني والثالث رأس كوبري بعمق 12 –15 كم في سيناء تحطمت عليه كل هجمات إسرائيل المضادة، وكان لابد من استمرار الهجوم لتحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب وهو الوصول إلى خط المضايق.
كان ترك العدو بدون ضغط مستمر عليه معناه انتقال المبادأة له، ولا ينتظر أن تتخذ القوات الإسرائيلية أوضاعا دفاعية حتى نهاية الحرب بل أنها ستحاول اختراق أحد القطاعات بالجبهة حتى يكون دفاعها إيجابيا نشطا وقد تصل بعض قواتها إلى خط القناة.
لذلك يجب حرمان العدو من القيام بهذا العمل بتطوير الهجوم شرقا.
رأى الجمسي استغلال الموقف لتطوير الهجوم شرقا طبقا للخطة دون أن نتوقف طويلا حتى نحرم العدو من فرصة تدعيم مواقعه أمام قوات الجيش. وقد تناقش الجمسي مع الفريق أحمد إسماعيل في هذا الموضوع يوم 9 أكتوبر.. ووجد منه الحذر الشديد من سرعة التقدم شرقا، فكان يرى الانتظار لتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة، انتهت المناقشة باقتناع الفريق أول أحمد إسماعيل بضرورة عمل وقفة تعبوية ثم استئناف الهجوم شرقا، وكان توقيت تطوير الهجوم في سيناء من أهم عوامل نجاحه، وكان من الواضح أنه كلما طال وقت الانتظار بعد 9 أكتوبر كان لدى العدو فرصة تدعيم موقفه، إلا أن تقدم إسرائيل في جبهة الجولان يوم 10 أكتوبر أجبر الرئيس السادات على إصدار قرار يوم 12 أكتوبر بتطوير الهجوم شرقا لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، ثم تأجل الموعد ليكون الساعة 6.30 يوم 14 أكتوبر، ولكنه قوبل بتصدي من قبل العدو حيث دار في هذا اليوم أكبر وأعنف معارك الدبابات التي حدثت في الحرب، اشترك فيها من الطرفين حوالي 1500 دبابة تدعمها المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات في ظل نشاط جوي كثيف للطرفين، وكانت خسائرنا في هذا اليوم أعلى مما تكبده العدو وتوقف هجوم قواتنا بعد أن خسرنا 250 دبابة.

الشاذلي.. مهندس الحرب
هو صاحب الفضل الأكبر في رسم وتنسيق وتجميع خطط المعركة، ودمجها وترتيب أدوار كل جندي، وكان لخطته التي حملت "المآذن العالية" الدور الأكبر في حرب العاشر من رمضان، إنه الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي أعد بحنكة عسكرية غير مسبوقة خطة التحرير بكل تفاصيلها، فهو أستاذ التفاصيل وأهم أعلام العسكرية المعاصرة – بحسب ما وصفه خبراء العسكرية في العالم - الذي اكتسبها من سلاح المظلات الذي أسهم في تأسيسه مطلع خمسينيات القرن الماضي.
ولعل خطة الشاذلي التي أعدها منذ توليه مسئولية رئاسة أركان حرب القوات المسلحة المصرية في 16 مايو 1971 وحتى بدء المعركة كان كل جندي يعلم بدقة دوره في المعركة.
وتجلت حنكة الشاذلي العسكرية بوضوح أثناء الفوضى والارتباك في معركة 1967 "النكسة"، فبينما كان الجيش المصري ينسحب للخلف، دخل الشاذلي بقواته الأراضي الفلسطينية، كان برتبة لواء يقود مجموعة من 1500 ضابط وجندي وسط سيناء، انقطع الاتصال بينه وبين قيادة الجيش بعد ضرب المطارات وصدور الأمر بالانسحاب العشوائي، وكان عليه أن يتصرف، خاصة بعد أن رأى الطيران الإسرائيلي يسيطر على سيناء، فاتخذ قراره الجرىء وعبر بقواته شرقا، وتمركز داخل الأراضى الفلسطينية داخل النقب، وظل هناك لمدة يومين 6 و7 يونيو فى موقع بين جبلين لحماية قواته إلى أن تمكن من الاتصال بالقيادة التى أصدرت إليه الأمر بالانسحاب، فقام بعمل مناورة عسكرية وانسحب ليلا في ظروف صعبة بخسائر لا تذكر، مما أكسبه سمعة كبيرة فى صفوف الجيش، فتم تعيينه قائدا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وفي 16 مايو 1971 عينه الرئيس السادات رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة، ليبدأ منذ هذه اللحظة تخطيطه لحرب أكتوبر.

الحرب خدعة
واكتشف الشاذلي بمجرد تعيينه قائدا للأركان عدم وجود خطة هجومية بالقوات المسلحة، وإنما خطة دفاعية »الخطة 200«، وخطة أخرى "جرانيت" للقيام ببعض غارات على مواقع العدو، وبعدما درس إمكانات جيشنا، وضع خطة اعتمدت على تجنب المواجهة المباشرة مع قوات العدو الجوية، وأن تقوم قواتنا الجوية بضربات مفاجئة في الأوقات والأماكن التي نستبعد فيها تدخل قوات العدو الجوية.
ويقول الشاذلي في مذكراته عن حرب أكتوبر "كنت أريد للقوات البرية الإسرائيلية أن تتأثر نفسيًا بهجماتنا الجوية دون الدخول في معارك جوية، لأنني كنت مقتنعًا أننا إذا لم نستخدم طيراننا بحرص وذكاء قد نخسره للمرة الثالثة".

التفاصيل.. سر النجاح
ظهر بالفعل اهتمام الشاذلي بالتفاصيل بعد تقلده رئاسة الأركان، حيث اهتم بكل شيء للمقاتل بداية من زمزمية المياه مرورًا بالتدريب الجيد وانتهاء بالحالة النفسية والمعنوية، والتي يقول عنها "لقد تعلمت من اشتراكي في خمس معارك سابقة أن الحرب تعلم الحرب، وأن ميدان المعارك أنسب الأماكن لتدريب الرجال على فنون الحرب، فمهما بلغنا لا نستطيع أن نخلق الأثر النفسي للحرب الذي هو خليط من الشجاعة والكبرياء وحب البقاء.. أتوقع أن يلعب نجاحنا في هذه الحرب دورا مهما في رفع معنويات قواتنا المسلحة بعد ثلاث هزائم أمام إسرائيل خلال الـ25 سنة الماضية، كنت أرى الحرب مخاطرة محسوبة وليست مغامرة".
ترتيب الأدوار كانت مهمة صعبة أمام الشاذلي أيضًا، حيث كانت مهمة الوصول والسيطرة على قوات مسلحة قوامها حوالي مليون ضابط وجندي مسألة صعبة جدا، فعمل على تجميعها فى 14 قيادة (بحرية ـ طيران ـ دفاع جوى ـ جيش ثان.. الخ)، وكان يقوم بعمل لقاء شهري يحضره جميع القادة وعدد كبير من الضباط، وناقش خلال هذه اللقاءات كل مشكلات القوات المسلحة بطريقة علمية شفافة، كما أزال خلال هذه اللقاءات الخلافات بين ضباط الميدان وضباط أركان الحرب، وأصدر 53 توجيها للضباط والجنود لكيفية التعامل مع المواقف المختلفة أثناء القتال، وكان التوجيه 41 خاصًا بحرب أكتوبر، كما أصدر كتيبات صغيرة لعشرة آلاف قائد سرية، أسهمت بشكل ملحوظ في تغيير عقيدة القتال بصفوف الجيش المصري، ورفع الروح المعنوية والتي كان لها الفضل الأكبر في الخروج من روح النكسة إلى روح الانتصار.
وارتكزت خطة الشاذلي على الدقة التامة، فلا يوجد شيء للصدفة إمكانات فخطط لما بعد عبور القناة، حيث يقوم سلاح المهندسين بفتح 70 ثغرة فى الساتر الترابي، وإنشاء 10 كباري ثقيلة لعبور الدبابات، وخمسة كباري خفيفة حتى نتجنب نيران العدو، وتشغيل وتجهيز 35 معدية وتشغيل 720 قاربا مطاطيا لعبور المشاه، وجميع هذه المهام تتم تقريبا فى الوقت نفسه، ولذلك تم حساب كل شيء بالدقيقة والثانية، وحتى المسافة بين كل قارب وآخر كانت محددة بدقة، فكانت 25 مترا بين كل قارب وآخر داخل سرية المشاة، 200 متر بين كل سرية وأخرى، 400 متر بين كل كتيبة وأخرى، و800 مترا بين كل لواء، والمسافة بين كل فرقة مشاة وأخرى نحو 15 كيلو مترًا.
وكان العبور وتدمير خط بارليف كان بكل المقاييس العامل الأكبر في نجاح الحرب، وهو ما نفذه الشاذلي بذكاء، ضمن استراتسجية "المآذن العالية" والتي انتهى منها في عام 71، ولكن تأجل تنفيذها حتي عام 1972، بعدما وافق عليه وزير الحربية أحمد إسماعيل، والتي تغيرت في سبتمبر 1973 إلى الخطة بدر.
وعلى بعد 200 متر من العدو، زار الشاذلي الجبهة كعادته ولكن هذه المرة كانت يوم الجمعة 5 أكتوبر، حيث زار كلا من الجيشين الثانى والثالث، وجال بخاطره أن يلقى نظرة على مواقع العدو وهو نفس ما فعله وزير الدفاع الإسرائيلي صباح 6 أكتوبر، عندما ألقى نظرة على القوات المصرية واطمأن إلى استرخائها، تحرك الفريق الشاذلي ومعه اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني إلى نقطة قريبة من العدو بأقل من 200 متر، ليجد كل شيء هادئا تمامًا، ولا يوجد ما يدل أنهم شعروا باستعداداتنا.
وقال الشاذلي: مع بدء المعركة، في الساعة الثانية وخمس دقائق قامت قواتنا بتوجيه ضربتها لمطارات العدو ومراكز قيادته، واشترك في هذه الضربة أكثر من 200 طائرة عبرت القناة على ارتفاع منخفض ثم بدأت مدفعيتنا عملية القصف التحضيري المكثف 2000 مدفع هاون لكل منها واجب خاص وعدد الطلقات التى يطلقها على مواقع العدو، وفي الوقت نفسه تسللت عناصر المهندسين والصاعقة للتأكد من إغلاق المواسير التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، كما قامت بعض قوات الصاعقة باحتلال المصاطب خلف خط بارليف بـ2 كيلو.
وكان الجميع ينتظرون عبور المشاة لأنه هو الذي سيحدد مصير المعركة، وبينما كنا ننتظر كأن على رؤوسنا الطير كما يقول الشاذلي وصلت المعلومات بعبور الموجة الأولى فشعرنا بالفرحة، وبعد أن أطمأن الرئيس السادات انسحب هو أحمد إسماعيل وزير الحربية للراحة، ومن هنا ظهر دور العقل المدبر لمعركة العبور "الشاذلي"، حيث بدأت الموجة الأولى للمشاة بـ4000 رجل على 720 قاربًا مطاطيًا، كل قارب يحمل معه سلالم حبال، وتم تثبيت 1440 سلمًا على الساتر الترابي.
وبحلول الساعة الثامنة صباح يوم 7 أكتوبر أصبح لنا 5 فرق مشاة وألف دبابة على الضفة الأخرى وحققت قواتنا نجاحًا حاسمًا في معركة القناة ونجحت في عبور أصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة وهو رقم قياسي لم تحطمه أي عملية عبور في تاريخ البشرية. وخسر العدو 30 طائرة و300 دبابة وعدة آلاف من القتلى، بينما خسرنا 5 طائرات و20 دبابة 280 شهيدًا.

مناورة الدبابات
وأوضح: في يوم 8 أكتوبر كان لنا 1000 دبابة في الضفة الشرقية، وحشد العدو 960 دبابة ورغم تفوقنا العددي البسيط إلا أن دبابات العدو كانت أكثر تطورًا خاصة لو حدثت معركة بين الدبابات.
ولذلك حرص الفريق الشاذلي على أن يتحاشى الدخول مع العدو في مواجهة مباشرة بالدبابات، علاوة على أن دباباتنا كانت محدودة الحركة لأنها ضمن الهيكل التنظيمي لألوية المشاة، أما العدو فكان عنده حرية حركة وسرعة في المناورة.
ويقول الشاذلي إن ذلك لم يكن جهلا منا بأصول استخدام الدبابة ولكن بسبب ضعف تسليح دباباتنا وضعف قواتنا الجوية كانا يفرضان علينا أن نستخدم دباباتنا بأسلوب دفاعي دون دخول معارك دبابات كاملة.
وقد حقق هذا الأسلوب نتائج مبهرة، وعندما قمنا بتغيير هذا الأسلوب يوم 14 أكتوبر بناء على قرار سياسي تمكن العدو من تدمير 250 دبابة في أقل من ساعتين.
يوم 8 أكتوبر كان الشاذلي في قلب المعركة يقوم بزيارة الجبهة وبدأ بالجيش الثاني والتقى اللواء سعد مأمون ثم الفرقة الثانية مشاة ثم قيادة الجيش الثالث.
والتقى جنوده وضباطه وكان سعيدا بروحهم المعنوية العالية رغم عدم نومهم منذ 42 ساعة ثم قام بزيارة أحد مواقع خط بارليف، كان هو الموقع نفسه الذى نظر إليه يوم الجمعة قبل بدء العمليات بـ24 ساعة.
وكان موقعا منيعا سقط قبل زيارته بساعات.
المصدر: البوابة نيوز
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى