مدرس اون لايندخول

ساحة رأي.. لا تظلموا وزير التعليم

 ساحة رأي..  لا تظلموا وزير التعليم 0211113
صدى البلد:

كتب: علاء عبد الحسيب

لا اعتقد أن للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم ذنبًا في أن يحلم كغيره من ذوى المسئولية بنجاح تجربة حقيقية لتطوير قطاع التعليم في مصر كتجربة «التابلت».. باعتباره تقنية حديثة موجودة في كل دول العالم المتقدم ممن تحرص فعلًا علي بناء مواطنيها بشكل حضاري، إيمانًا منها بأن التعليم هو أحد أهم الركائز الأساسية للنهوض بالمجتمعات.. ولا اعتقد أنه من العدل أن يُلاقي هذا الوزير كل هذا الكم من الهجوم في بداية عمر تطبيق هذه المنظومة.

وهنا اسأل.. ما ذنب وزير التعليم في انعدام ضمائر بعض المعلمين الذين صدّروا كمًا هائلا من الطاقات السلبية للطلاب بداية المنظومة دون أن يضعوا أمامهم الحقائق والنجاحات التي حققها هذا الجهاز في اليابان وأمريكا علي سبيل المثال وأهميته التي كانت سببًا في النهوض بالحركة التعليمية في كل المجتمعات.. وقد كان طبيعيًا أن يخلق هذا الشعور حالة من الإحباط وعدم الرضا ضد منظومة «التابلت»، ربما وصلت بعقلية الطلاب إلى درجة كبيرة من الإيمان بالفشل.. وقد كان ما حدث أمس أمام مقر وزارة التربية والتعليم من تظاهرات وفوضى نتاجًا طبيعيًا لذلك؟

اسأل أيضًا.. ما ذنب وزير التعليم في حجم الخلل الذي يضرب المؤسسات المسئولة عن انتظام سرعات وشبكات الإنترنت.. فكيف تنجح المنظومة دون أن يكون هناك تعاونًا تامًا بين كافة المؤسسات المعنية المسئولة عن ذلك؟.. وهنا علينا أن نتفهم ونقتنع بأن الصدفة وحدها هي التي تضمن مرور أي منظومة جديدة دون تحديات أو صعوبات لا الفشل كما يروج البعض.. في حين أن العقل يقول إنه من الطبيعي أن تكون هناك صعوبات وتحديات في أي منظومة جديدة، خاصة وإن كانت مرتبطة بالشبكة الأكثر تعقيدًا في العالم وهي «الإنترنت».. هنا علينا أن نفهم أننا نتعامل مع برامج وشبكات معرضة للمشكلات لا محال ..

ما ذنب الوزير أيضًا في تجاوز فردًا من أفراد الشرطة أثناء فض تجمع لطلاب الثانوية العامة أمام مقر الوزارة فهنا السيئة تخص.. بل ما ذنب وزير الداخلية نفسه في هذا التصرف؟.. فقد قرر إخلاء سبيل جميع المحتجزين من الطلاب حفاظًا على مستقبلهم وأمر بفتح تحقيق عاجل عن هذه التجاوزات ومحاسبة كل من يثبت تجاوزه في حق هؤلاء الطلاب.. لأن كل ذنبهم هو أنهم عبروا عن خوفهم من مستقبلهم بهذا الشكل..

يظل التمسك بتطبيق نظام «التابلت» علي الشكل الصحيح ضمانة حقيقية للارتقاء بمنظومة التعليم في مصر، وبناء جيل حقيقي من الطلاب علي قدر عال من الوعي والقدرة علي الابتكار.. يظل دعم المنظومة الجديدة - كل حسب دوره - هو قمة التحرر من الجهل الذي عانينا منه طويلًا علي مر العصور، لأن تطوير منظومة التعليم في أي دولة بداية للنهوض الفكري والتنموي بها.. بل ويظل مساندة وزير التعليم فرض عين علينا جميعًا بدءًا من المواطن وحتى رئيس الجمهورية لحين الانتهاء من تطبيق تجربة «التابلت» بنجاح بل وتعميمها بكافة المراحل التعليمية.
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى