كتب رفعت فياض
للمرة العاشرة أراهن وأؤكد أنه لن يكون هناك ثانوية عامة جديدة 3 سنوات بدءا من العام الدراسي في شهر سبتمبر القادم كما أعلن د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم قبل ذلك، وكما أكد لي أيضا د.جمال شيحة رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب، ونشرته في هذه الصفحة علي لسانه، وكذلك د.ماجدة نصر عضو لجنة التعليم ونائب رئيس جامعة المنصورة السابق لأن الوزير لم يقدم للجنة حتي الآن وعلي مدي 5 جلسات حضرها بلجنة التعليم خطة واضحة لكيفية تنفيذ النظام الجديد، وكيفية الحصول علي التمويل اللازم لتنفيذه خاصة أنه يقضي بإلغاء الكتاب المدرسي والاعتماد علي التابلت والامتحانات الإلكترونية دون أن يوضح من أين سيأتي بالأموال التي توفر له 750 ألف تابلت بعدد طلاب الثانوية العامة في الصف الأول العام القادم، ودون أن يتم التدريب عليها، ودون أن يوفر شبكة اتصالات قوية جدا علي مستوي كل قري ونجوع مصر التي مازال طلابها في المرحلة الثانوية لايجدون مقاعد يجلسون عليها . ولم يقدم الوزير حتي الآن مشروع القانون الجديد الذي من المفترض أن تناقشه لجنة التعليم بالبرلمان ويحدث توافق مجتمعي عليه ثم يناقش في الجلسة العامة ويتم إقراره في حالة الموافقة عليه، وكل هذا يحتاج إلي سبعة شهور علي الأقل .
لقد سبق للوزير أن صرح بأنه سيعلن عن النظام الجديد للثانوية العامة في مؤتمر صحفي نهاية شهر فبراير الماضي، ومضي الشهر دون أن يحدث شيئ، وفجأة أعلن البرلمان أنه سيعلق جلساته حتي الأسبوع الأول من شهر إبريل القادم بسبب الانتخابات الرئاسية، فمتي سيقدم الوزير مشروع القانون الجديد ليجعل الثانوية العامة 3 سنوات بدءا من شهر سبتمبر القادم ؟ وكيف سيعد المدارس لتطبيق النظام الجديد الذي يجد رفضا من مختلف قطاعات المجتمع بسبب التخوف المتوقع من أنه سيزيد الدروس الخصوصية في الثانوية الي 3 أضعاف ماهي عليه الآن ؟
وأخيرا أهمس في أذن د.طارق شوقي : إذا كنت مازلت مصراً علي تطبيق هذا النظام الجديد للثانوية العامة الذي فكرت فيه وحدك دون أن تستشير أحدا من عمداء أو أساتذة التربية وخبرائها ـ فلماذا أصدرت منذ أيام قليلة في السر أمرا بطبع كتب العام الدراسي الجديد ؟ أليس لديك الشجاعة أن تخرج وتعلن تأجيل تطبيق النظام لما بعد ذلك بدلا من أن يأتيك الأمر بالتأجيل لإستحالة التنفيذ وخطورة التعجل في التطبيق ؟ بأمانة أقول لك: افعلها ولاتخف.. لأن البديل سيكون أسوأ ـ تحياتي .
