حاول الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني منذ توليه الوزارة أن يكون على صلة مباشرة مع أولياء الأمور وأن يستغني عن التعقيدات في التعامل المعتاد بين الوزراء والمعلمين، أولياء الأمور أو الطلاب حتي بدأ الوزير في التحدث معهم عبر تعليقات الفيس بوك وعبر جروبات الواتس آب ليكون قريب من الميدان ويفهم ما يحتاجه جميع أطراف العملية التعليمية، ولكن يبدو أن الأمر أصبح شئ سئ حتي أصبح أولياء الأمور يتدخلون فى كل صغيرة وكبيرة عكس جميع الأمهات خلال السنوات الماضية وهو ما أزعج وزير التربية والتعليم حتي قال في أحد تصريحاته الموجهة لأولياء الامور :" لو سابوا فيس بوك وربوا الأولاد يبقى أحسن".
الهاشتاج هو أسرع وسيلة يتعامل بها أولياء الأمور مع وزارة التربية والتعليم، فكثير منهم يبدأ فى بث الحملات علي موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك من أجل تحقيق مطالبهم وذلك مثل هاشتاج "حذف الوحدة الأخيرة"،"خروج الكمبيوتر من المجموع"،"الغاء شهادة الصف السادس الابتدائي".
خلال الفترة الماضية شعر أولياء الأمور أنه يوجد حالة من التهميش لهم داخل وزارة التربية والتعليم، وهذا ما جعل أحد الإئتلافات وهو "تحيا مصر بالتعليم" تصدر بيان صحفي علي "فيس بوك" يطالبون بعدم تهميشهم، وقال الائتلاف إنه قطاع كبير من أولياء الأمور والخبراء ومن يهتمون بالعملية التعليمية بمصر استاءوا مما تنتهجة الوزارة من أسلوب لتمرير منظومة التطوير الجديدة دون عرضها ومناقشتها فى مؤتمر قومى يحضره كل من يهتم بالشأن التعليمى، وعلي رأس هذا المشروع التعليمي الجديد والثانوية العامة التراكمية، وأكد الائتلاف أن الوزارة لم تفعل حوار مجتمعي حول هذا، رغم أن الوزير دائما كان يتبادل التعليقات معهم حول هذا النظام.
وقال الإئتلاف :"نعلم جيدآ أن الوزارة تريد إحداث نقلة تكنولوجية بتعليمنا المصرى لأجل أولادنا ولكنها أحيانآ تنسى إنهم من يدفعون ثمن تلك الأفكار والمقترحات والخطط التى هى غالبآ تتعارض مع قدرات وطموحات ومستوى الكثيرين والذى يعتمدون إعتمادآ كليآ على التعليم الحكومى المجانى، لأنه بمنتهى البساطة حق دستورى لكل طالب ومواطن مصرى".
قال عبد الناصر إسماعيل أحد خبراء التربية والتعليم أن العملية التعليمية في الفترة الأخيرة تحولت الي "سوق" بسبب التعامل بين اولياء الامور والوزارة، وأضاف أنه يوجد مشكلة حقيقة في هذا الأمر، وأكد أن تدخل أولياء الأمور المعتاد من حيث حذف الوحدة الأخيرة وحذف المناهج مثير للسخرية.
وأشار عبد الناصر إلى أن هذا الأمر اذا استمر على هذا الحال سيكون الأمر سئ للغاية قائلا:" كدة أولياء الامور يحكموا الوزارة والوزارة وأساتذة التربية يقعدوا في البيت"، وأضاف إسماعيل أن دور أولياء الامور مقتصر في رد الفعل فقط علي القرارات، وليس دورهم هو ما يجب أن يتم فعله وما لا يجب أن يتم فعله.
