مدرس اون لايندخول

في اليوم العالمي للمعلم.. "ميس منى" معلمة بدرجة أم

في اليوم العالمي للمعلم.. "ميس منى" معلمة بدرجة أم 458
كتبت: شيماء سمير
"طفلة هادئة وخجولة ولكن لديها من الكبرياء ما يمكن أن يدفعها لفعل أى شيء من أجل الحفاظ عليه" تلك الصفات التى يمكن أن تلخص طفولتى ببساطة، فلم أكن طفلة تعترف بمشاعر الخوف فى أى وقت من حياتها، بل كنت أتمتع بشخصية خجولة ممزوجة بالكبرياء والجرأة التى تجعل منى شخصية مغامرة رغم الخجل الظاهر، ولكننى كنت أرهبها وأترقب اليوم الذى ستأتى إلى فيه لتدريسى فى المنزل، فقد كانت شخصية عصبية بدرجة كبيرة ولكنها ممزوجة بالحنان فى نفس الوقت تلك التركيبة الغريبة التى كانت تدفعها لعقاب من يقع فى الخطأ، ثم ضمه لحضنها من أجل التخفيف عنه، إنها الأستاذ منى أو "ميس منى" كما نطلق عليها حتى الآن.

كانت معلمتى فى مرحلة الـ "كى جى" وطلبت منها والدتى أن تساعدنى فى المذاكرة وتعلم اللغة الإنجليزية بشكل جيد، ومنذ هذه اللحظة وأصبحت بمثابة "المعلم الرسمى للعائلة والجيران" حتى أصبحت فرد من أفراد العائلة، فكانت تعلمنى وأخوتى وصديقاتى من الجيران أيضاً، وكانت رغم قسوتها فى العقاب عند التقصير تمتلك قدرة على تعليمنا الدروس بشكل كبير.

لا أعلم السبب ولكن "ميس منى" كانت تفكر كثيراً قبل أن تعاقبنى مثل باقى الطلاب، وكانت ومازالت تلقبنى بـ "البرنسيسة" فقد كنت طفلة متفوقة إلى حد ما، وكنت أحرص على مذاكرة دروسى حتى لا أتعرض للتوبيخ ولو بنظرة صغيرة منها، لذا كانت تتراجع كثيراً قبل معاقبتى على تقصيرى أحياناً فى المذاكرة، لتستخدم أسلوب مختلف يتمثل فى النصح والتحدث بهدوء ممزوج بقدر من العصبية كنوع من العتاب على التقصير غير المعهود منى، ولقد ظللت أقدر لها هذا الأمر طوال سنوات دراستى معها وحتى الآن لذا كنت أحبها وأخافها فى آن واحد.

أتذكرها دائماً مع الأيام الأولى لبدء الدراسة كل عام، تلك المعلمة التى أفنت عمرها فى تعليم جيل كبير من الشباب ممن وصلوا للعديد من النجاحات، فأصبح طلابها مهندسين ومعلمين وأطباء ومحاسبين ومحامين وكذلك إعلاميين، الأمر الذى يدفعها للفخر قائلة فى كل مناسبة "أنا ولادى وصلوا لأعلى المناصب وفخورة بيهم."

أكتب هذا المقال رغبة منى فى تقديم رسالة شكر واعتزاز إليها، لأقول لها من خلاله "أستاذتى العزيزة وأمى الصغيرة شكراً على كل شيء قدمتيه ومازلتِ تقدميه إلى من تشجيع ودعم ومساندة من أجل تحقيق أحلامى حتى الآن، وأتمنى النظر إلى عينيكِ أثناء قراءتك لتلك الكلمات التى طالما أردت أن أخبرك بها طوال الأعوام الطويلة التى حرصتِ فيها على مساندتى ودفعى للنجاح وفخرك بما وصلت إليه فى حياتى، ودعواتك لى دائماً بتحقيق كل أحلامى"، أطال الله لى فى عمرك وأدام وجودك إلى جانبى لتشجيعى، وسأظل أذكرك بالخير طوال عمرى.
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى