كتبت: كواعب البراهمي
تلميذ يصفع معلمته على وجهها!!!!! تلك حادثة لا يجب أن تمر مرور الكرام، وهذه الحادثة المؤسفة حدثت في مدرسة التحرير بالحوامدية، ويجب أن نتنبه إلي أننا سننشئ جيلا لا يحترم أحدا لا قريبا ولا غريبا ولا مدرسا ولا أي شخص كبير السن، طبعا لو كان المدرس أو المدرسة هو من فعل ذلك ما كان أحد سيسكت وربما وصل العقاب لإحالة المدرس للتحقيق والخصم أو الوقف عن العمل.
ولكن العقوبة التي أخذها الطالب هي الفصل ثلاثة أسابيع، وذلك سوف ينتج عنه عدم احترام وعدم وجود هيبة للمدرسين، وبالتالي سوف تنعدم القيم – وسوف تزداد الأخلاق سوءا.
الحل الأمثل هو حرمان هذا التلميذ من الدراسة هذا العام وعرضه لبرنامج إصلاحي تأهيلي، ليعرف التلاميذ مدى خطأ زميلهم وليتعلم الأهل كيف يربون أولادهم.
ولا يجب أن نرفق به ونقول لا نضيع عليه سنه من عمره، فما فائدة أن يتخرج سريعا بلا أخلاق، وأعتقد أنه بهذه الصفات سوف يرسب عاما وأكثر، فأولى أن يعاقب ليكون هو وأسرته عبرة لمن يتطاول على مدرسه أو مدرسته.
أما من ناحية أخرى، فيجب أن يحترم المدرس نفسه ولا يتقارب بشكل يفقده هيبته، لأن البعض حاليا فعلا يتعامل ببساطة مع التلاميذ ويتعامل أمامهم مع زملائه من المدرسين بطريقة تشجع على التطاول عليه.
ولا أقصد بذلك أن يبتعد المدرس عن الطالب ويعامله بخشونة وقسوة، ولكن هناك حل وسط وأسلوب محترم بل وشكل محترم وهيئة محترمة وملبس محترم تجعل التلميذ يضع مدرسه في إطار معين من الاحترام والتقدير.
كما أنه إذا كانت وزارة التربية والتعليم منعت الضرب في المدارس فيجب أن تكون هناك عقوبات أخرى تبحثها وزارة التربية والتعليم – ولابد أن نؤمن بأنه لابد كما يوجد ثواب يوجد عقاب، فكيف يعلم التلميذ أن هناك عقوبة على أي فعل خطأ إن لم يعلم ذلك منذ بدء نشأته.
وهناك نقطة غاية في الأهمية وهي الأهل الذين يتحدثون عن مدرسي أولادهم بكل سوء، فمثلا الأب أو الأم يصف المدرس أو المدرسة بأنه كاذب أو بأنه حرامي ويريد أموالهم مقابل الدرس الخصوصي، أو عندما يشكو التلميذ من مدرس وبخه في المدرسه فيرد الأب بأنه "سوف يذهب للمدرسة غدا ويوري هذا المدرس شغله فكيف له يحرج ابنه أمام زملائه" وأشياء من هذا القبيل.
والخلاصة أننا إن لم نحترم المعلمين ولا نحترم المدرسة فإننا سوف نقضي على الخلق والمبادئ، فيكفي أن التعليم أساسا فقد رسالته في كثير من المدارس وأصبح التلاميذ وقد أنهوا المرحلة الابتدائية ولا يعرف كيف يكتب ولا كيف يقرأ.
التعليم هو مستقبل مصر ولدينا علماء كثيرون في التربية وعلم النفس والسلوك يجب أن يتم التعامل معهم في وزارة التربية والتعليم لنتخطى الخلل الموجود حاليا بالمدارس وإصلاح ما يجب إصلاحه.
