عقدت لجنة التعليم بمجلس النواب، برئاسة الدكتور جمال شيحة، جلسة استماع امس السبت، لمناقشة خطة الوزارة بشأن تطوير منظومة التعليم الفني، بحضور الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، ونائب الوزير لشئون التعليم الفني.

أكد الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، أن الحكومة منذ تشكيلها أعلنت خطة 2030، وكان من بينها وضع استراتيجية لتطوير التعليم بشكل عام، والتعليم الفني على وجه الخصوص.
وقال: "لو حد سألني على مستوى الرضا عن التعليم الفني، هقول كلام مش هايكون كويس، علشان لو التعليم الفني كويس مش هنكون محتاجين نقعد القعدة دي".

وأشار إلى أن إصلاح التعليم الفني، يبدأ من خلال ربطه بسوق العمل، قائلا: "علشان الخريج يطلع من المدرسة يلاقي شغلانة"، لافتا إلى أن خطة التطوير تبدأ من خلال ربط التعليم الفني بسوق العمل والإنتاج.
وأوضح الوزير أن خطة التطوير يحتاج لتغيير النظرة المجتمعية لهذا النوع من التعليم، قائلا: "معروف إن اللي بيروح تعليم فني من الطبقات محدودة الدخل، بما يجعل كثيرين يحجمون عن الالتحاق به".

وقال الدكتور الهلالي الشربيني: "نستهدف تطوير التعليم الفني خلال 4 سنوات بنسبة 60% بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني، وكذلك عدد من الجهات الدولية مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا".
وأشار الوزير إلى أنه حتى يكون هناك أثر لتطوير التعليم، فإننا نحتاج لما لا يقل عن عامين، لتظهر نتيجة هذا التطوير.

وكشف الدكتور الهلالي الشربيني، قيام الوزارة بخطة تطوير المناهج الدراسية للتعليم الفني بمبدأ "محاكاة المهنة"، مؤكدا أنه تم تطوير التعليم الفني بنسبة من 12 إلى 13% من بين الخطة التي تستهدفها الوزارة.
واعترف خلال الاجتماع أن نظام التعليم الفني القائم حاليا "مضيعة للوقت"، مشيرا إلى أنه لا يؤهل الطالب لسوق العمل.
وقال الوزير: "كنت في زيارة لإحدى مدارس التعليم الفني ووجدت أن اللمبات لا تعمل فسألت عما إذا كان هناك قسم للكهرباء بالمدرسة، فأكد القائمون عليها وجود القسم، وعندما سألت الطلبة بقسم كهرباء السيارات عما إذا كان يعمل بالصيف جاءت ردود الطلبة بأن أحدهم يعمل على سيارة فول، وآخر يعمل على سيارة كبدة".
وتابع: "أتعجب من عدم قيام الطلبة بالتدريب أو العمل في ورش".

فيما قال الدكتور أحمد الجيوشي، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني: "هدفنا في الوزارة الوصول بمستوى التعليم الفني إلى المستويات العالمية"، مؤكدا أن هدف الوزارة تجهيز الطالب ليس للعمل في السوق المحلي فقط، وإنما للعمل في السوق الخارجي.

وأوضح أن الوزارة تشرف على 1200 مدرسة للتعليم الفني، بالإضافة إلى 800 فصل ملحق، مشيرا إلى أن تقسيم التعليم الفني في مصر على النحو التالي "50% صناعي، و35% تجاري، و10 زراعي، و5% فندقي".

وأكد أن مصر وفقا للبنك الدولي، يتم تصنيف التعليم الفني فيها ضمن بند "الناشئ"، بينما تعد المغرب من أفضل الدول العربية، وفقا لهذا التقييم، مشيرا إلى أن دولة سنغافورة هي الأفضل في هذا التقييم، وتقدمت في مجال التعليم الفني.

وأعلن افتتاح المدرسة الفنية في الضبعة العام الدراسي المقبل، موضحًا أن الوزارة تعمل على إنشاء مدرسة طاقة رياح في البحر الأحمر، ومدرسة طاقة شمسية في أسوان.

الأزمة
وقال نائب الوزير، "مشكلة التعليم الفني في مصر، يتمثل في أن أغلبه في المدرسة، إلا من رحم ربي".

وتوقع أنه في حالة ربط التعليم الفني بسوق العمل والإنتاج سيكون هذا النوع من التعليم رقم واحد في مصر، قائلا: "الناس كلها هتجري عليه"، مشيرا إلى أنه سيتم الانتهاء من خطة التطوير بالنسبة للتعليم الفني، خلال 5 سنوات.