دور الإخصائى الاجتماعى فى المؤسسات التعليمية
مقدمة:
تعتبر الخدمة الاجتماعية إحدى المهن الاجتماعية التي ظهرت كاستجابة لمجموعة من العوامل الملحة.و تتبنى معاهد وكليات الخدمه الاجتماعيه اعداد الاخصائيين الاجتماعيين نظريا وميدانيا بالاسلوب الذي يؤهلهم لاكتساب الخبره والمعرفه والمهاره لكي يستطعوا ممارسة ادوارهمالمهنيه في مجالات الخدمه الاجتماعيه ومن ضمنها المجال المدرسي ولكن نجاح الاخصائي الاجتماعي في اداء دوره المهني المتمثل في مساعدة التلاميذ للاستفاده بالعمليه التعليميه ومساعدة المدرسه على تحقيق وظيفتها. وتعتبر بداية ظهور الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تسببت مجموعة من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية في بناء المجتمع الأمريكي إلى إيجاد مجموعة من الاحتياجات والتي نتيجة لعدم إشباعها تطورت لتتكون المشكلات، ومن هنا يبدأ دور الخدمة الاجتماعية في معالجة هذه المشكلات. ونتيجة لنجاح هذه المهنة في أداء دورها في المجتمع الأمريكي بدأت تنتقل إلى سائر أنحاء دول العالم، بل وأخذت تجتاح معظم القطاعات في المجتمعات مثل المجال الطبي والمجال الأسري والمجال التعليمي..الخ..و دور الأخصائي الاجتماعي يختلف عن دور المدرس ، فدوره لا بداية له ولا نهاية ، لا يتقيد بجدول المدرسة الرسمي ، إنما عمله في معالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية والنفسية وغيرها للتلاميذ ، داخل المدرسة وخارجها ومتابعتها باستمرار طول مدة العام الدراسي ، والعام الذي يليه وهكذا ، ومفهوم الخدمة الاجتماعية هو تقديم خدمات معينة لمساعدة الأفراد والتلاميذ أما بمفردهم أو داخل جماعات ليتكيفوا على المشاكل والصعوبات الاجتماعية والنفسية الخاصة والتي تقف أمامهم وتؤثر في قيامهم بالمساهمة بمجهود فعال في الحياة وفي المجتمع ، وهي كذلك تساعدهم على إشباع حاجاتهم الضرورية وإحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك التلاميذ وتساعدهم على تحقيق أفضل تكيف يمكن للإنسان مع نفسه ومع بيئته الاجتماعية التي يترتب عليها رفع مستوى معيشته من النواحي الاجتماعية والسياسية.
الوظيفة الاجتماعية للمدرسة:
تعتبر المدرسة أحد المؤسسات الاجتماعية التي أنشأها المجتمع من أجل أداء بعض الوظائف الاجتماعية والتي بدورها تؤدي إلى إشباع بعض الاحتياجات الضرورية في المجتمع. وتحددت وظائف المدرسة نتيجة للتغيرات التي تحدث في البناء المجتمعي، حيث تتفاعل المدرسة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع وتتساند معها تساندا وظيفيا. حيث نرى إن المدرسة كانت في بداية ظهورها عبارة عن مؤسسة تعليمية بحتة ولكن بسبب تخلي بعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع عن أداء وظائفها تزايدت مهام المدرسة. فعلى سبيل المثال كانت الأسرة هي المؤسسة التي تهتم بالتنشئة الاجتماعية إلا إنه بسبب تحلل بعض القيم المجتمعية وتشعب متطلبات المجتمع المعاصر بدأت الأسرة تتخلى عن هذه الوظيفة لتتبناها المدرسة.ومن هنا نرى إن المدرسة لم تعد فقط مؤسسة تعليمية بل وأخذت على عاتقها مجموعة من الوظائف الأخرى مثل الوظائف التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن هنا ومع تعاظم دور المدرسة بدأت الخدمة الاجتماعية بالتغلغل إلى وسط هذا البناء الاجتماعي من أجل مساعدة الطلاب على رفع مستوى وأداء قدراتهم الطبيعية ومساعدتهم على التكيف مع أبنية المدرسة المادية منها والمعنوية، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب على تجاوز الصعوبات التي تحول عن استغلالهم لموارد المدرسة وحتى لا تتحول هذه الصعوبات إلى مشكلات. ويتم هذا بأكمله عن طريق البرامج التي يصممها الأخصائي الاجتماعي في المدرسة باعتباره الشخص المؤهل لأداء هذا الدور.
مفهوم الأخصائي الاجتماعي المدرسي:
يعرف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بأنه" ذلك الشخص الفني والمهني الذي يمارس عمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية ، وعلى أساس فلسفتها ملتزماً بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية ، هادفاً إلى مساعدة التلاميذ الذين يتعثرون في تعليمهم ، ومساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لإعداد أبنائها للمستقبل".كما يعرف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بأنه: ذلك الشخص الفني والمهني المؤهل ليمارس عمله بالمجال المدرسي ، هادفاً إلى مساعدة التلاميذ في جميع النواحي ليستطيع التكيف والتأقلم البيئة المدرسية والبيئة المجتمعية المحيطة به .
طرق الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي:
كما أشرنا سابقا إلى إن الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي تعتمد على معارف ونظريات وطرق الخدمة الاجتماعية، لذا نرى إن الأخصائي الاجتماعي في المدرسة يستخدم طرق الخدمة الاجتماعية في عملية المساعدة. وسأحاول أن أعطي نبذة لكيفية عمل الأخصائي في المدرسة مستخدما طريقة خدمة الجماعة وتنظيم المجتمع وسأتوسع قليلا في شرح دور الأخصائي في استخدام طريقة خدمة الفرد في حل مشكلة دراسية.
أولا: طريقة خدمة الجماعة:
ان المدرسه هي المؤسسه الاجتماعيه التي تتحمل العبء الاكبر في تنشئة الطلاب التنشئه الاجتماعيه السليمه واعدادهم للمستقبل. ومادامت الجماعات المدرسيه هي الاداه التي تؤدي الى التأثير في نمو الطلاب وتساهم في اكسابهم مقومات الشخصيه السويه فمن الضروري تنظيم اساليب الحياه في المدرسه سواء في جماعة الفصل أو جماعة النشاط حتى تستطيع أن تحقق الغرض منها . و تتكون داخل المدرسة مجموعة من الجماعات المدرسية، وهي عبارة عن مجموعة من التلاميذ لهم ميل مشترك لمزاولة هواية معينة وهم يسعون إلى إشباع هذا الميل في نشاطهم ويكمن دور الأخصائي الاجتماعي في استغلال هذه الجماعة في تنمية خبرات أعضائها وتشجيع هوايتهم وتدريبهم على السلوك الاجتماعي الذي يتطلبه المجتمع.ويتحقق هذا عندما يقوم الأخصائي بإيجاد نوع من التجانس والتنظيم بين أعضاء الجماعة ومساعدتهم على وضع برنامج يحقق أهدافهم واختيار قائد كفء لقيادة الجماعة ويمكن تلخيص دور الاخصائي الاجتماعي لخدمة الجماعه في المجال المدرسي كما يلي:-
1. التخطيط والتنظيم لتكوين جماعات النشاط بالمدرسه
2. تحديد الموارد والامكانيات اللازمه لكل جماعه.
3. نشر الدعوه بين التلاميذ للانضمام الى الجماعات التي يرغب أن ينضم اليها الطالب .
4. الاشراف على انتخاب مجلس اداره لكل جماعه كالرئيس ونائب الرئيس والسيكرتير وأمين الصندوق ....... إلخ .
5. تعميم نماذج من السجلات الخاصه بنشاط الجماعه .
6. اختيار رائد مناسب من بين مدرسي المدرسه لكل جماعه ماعدا الانشطه الاجتماعيه فهي يقوم بها الاخصائي الاجتماعي (خدمه عامه, نادي مدرسي, خدمة بيئيه).
7. مساعدة رواد الجماعات عن طريق تزويدهم بالمعلومات .
8. اعداد سجل عام يحصر فيه بيانات اجماليه عن جماعات النشاط بالمدرسه .
9. جمع المعلومات الخاصه بكل جماعه في نهاية العام الدراسي .
ثانيا: طريقة تنظيم المجتمع:
يقوم الأخصائي باستخدام طريقة تنظيم المجتمع داخل المدرسة على اعتبار إن المدرسة مجتمع محلي داخل المجتمع الأكبر، ويتجلى دور الأخصائي الاجتماعي في محاولة تنسيق العلاقة بين المدرسة والمجتمع. وهي من أجل ذلك تسعى إلى العمل مع التنظيمات المختلفة مثل مجالس الآباء والمعلمين و الخدمة العامة المدرسية واتحاد الطلاب...إلخ.
ويقوم دور الاخصائي على ما يلي:
1. المساعده في تكوين تنظيمات على مستوى المدرسه للإنطلاق من خلالها .
2. المساعده في وضع برامج هذه التنظيمات والعمل على نموها وتطورها.
3. العمل على تدريب القاده المسئولين عن هذه التنظيمات .
4. توضيح وتحديد مسئولية هذه التننظيمات.
5. العمل مع مجلس الاباء والمعلمين بتنظيم اجتماعاته والاعداد لها
6. العمل مع مجلس الرواد أو النشاط بالمدرسه.
7. القيام برئاسة مركز الخدمه العامه بالمدرسه وعليه ان يعد خطة عمل هويضعها موضع التنفيذ ومن ثم فهو المسئول عن مشروعات الخدمه العامه ومشروعات الخدمه الاجتماعيه التي تقوم المدرسه بتنفيذها لخدمة سكان المجتمع .
8. وضع وتنفيذ خطه لتنظيم تبادل الخدمات الاجتماعيه بين المدرسه وهيئات ومؤسسات وتنظيمات المجتمع .
9. العمل على تقوية الروابط والصلات بين المدرسه والبيت والمجتمع.
أ) خدمة الفرد:
يستخدم الأخصائي الاجتماعي طريقة خدمة الفرد لمحاولة مساعدة الأفراد الذين يعانون من مشكلات تعوق من استفادتهم من البرامج والخدمات المدرسية. لذا فهو يسعى للعمل مع الحالات التي لها تأثير مباشر على تحقيق الوظيفة الاجتماعية للمدرسة. ومن هنا تتحدد مجموعة من المشكلات التي ترتبط بإعاقة وظيفة المدرسة ومنها الغياب المتكرر والتأخر في الصباح والمشكلات السلوكية وهي طريقه اساسية لمهنة الخدمه الاجتماعيه تهدف الى مساعدة الطالب الذي يواجه موقفا عسيرا ولايمكنه الاستمرار فيه ويمكن تلخيص أهم الخدمات الفرديه التي يستطيع تقديمها الاخصائي الاجتماعي نتيجة لتطبيق خدمة الفرد فيما يلي:-
- بحث الحالات التي تحتاج الى معونات اقتصاديه
- بحث المشكلات الاجتماعيه والنفسيه والدينيه والسلوكيه والاخلاقيه والتعليميه والصحيه
- تحويل الحالات التي تعجز امكانيات المدرسه عن علاجها الى الهيئات والمؤسسات والتنظيمات المختصه ومتابعتها.
- تقديم التوجيه والارشاد والمعونه في المواقف السريعه التي يستقبلها الاخصائي الاجتماعي
- تزويد رواد الفصول من المدرسين بالبيانات والارشادات التي تساعدهم على التعامل مع الطلاب.
ادوار الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي:
يتمثل الدور الرئيس للأخصائي الاجتماعي المدرسي في العمل على تحقيق أمرين:
أولهما: تحقيق توافق الطالب مع واقع الحياة والبيئة المدرسية.
ثانيهما: وضع البرامج التي من شأنها تنمية الطالب اجتماعياً وسلوكياً.
ويتحقق توافق الطالب من خلال عدة أُسس، نذكر منها: استثمار طرق الخدمة الاجتماعية (فرد، جماعة، تنسيق) فيما يحقق تأهيل الطالب بما يمكنه من مواجهة معركة الحياة المعاصرة، وبما يهيئه لتوجيه قدراته وإمكاناته الشخصية والبيئية للحيلولة دون تردّيه في مهاوي التخلف الدراسي والاجتماعي. ويستدعي ذلك تطوير برامج الخدمة الاجتماعية المدرسية حتى يمكن تحقيق ما هو مطلوب منها، ويتمثل هذا في إمكانية توفير سبل الرعاية الاجتماعية التي يمكن من خلالها المساهمة في حل مشكلات التوافق وصعوبات التعلُّم والظروف البيئية التي تعوق مسيرة الطالب العلمية وتوفيه من التردي في العلل والأمراض الاجتماعية وإرشاده لما يمكنه من تحسين نمط وأسلوب الحياة العامة وبما يتوافق مع مستجدات الواقع المعاصر. مع الوضع في الاعتبار أن العلل والأمراض الاجتماعية تؤدي إلى صعوبة في التحصيل العلمي الواجب، وتؤثر في مسيرة التقدم الدراسي، وتحول دون التوافق الاجتماعي والتفاعل السوي مع علاقات التواصل الاجتماعي مع المكونات البيئية؛ مما يؤثر بالسلب في عوامل الصحة النفسية لدى الطالب وفي طرائق تحسين الأحوال الاجتماعية. ويتوجب حينئذ على الإخصائي الاجتماعي أن يدعم - من خلال برامجه الخدمية - قيم التوافق والمعايير الاجتماعية لدى الطالب، وذلك لما لها من أثر فعال في مواجهة احتياجات الطالب النفسية والاجتماعية والتربوية الأساسية.
ومما يجدر ذكره أن المهام الأساسية للإخصائي الاجتماعي المدرسي تتمثل في:
- المشاركة في العمل البرامجي لتنمية قدرات الطالب بما يعينه على الاستفادة من الإمكانات المتوافرة لدى الطالب والبيئة معاً.
- تذليل أية صعوبات قد تعترض طريقه الأكاديمي والعلاقي.
- التوجيه لجهات تقديم العون المادي لمن تتطلب حالته من الطلاب مثل هذا العون.
- تقديم العون المعنوي الذي يعين الطالب على إمكانية الاستفادة من قدراته التي تمكنه من خدمة نفسه بنفسه، وذلك عن طريق التأثير في أفكاره واتجاهاته وقيمه، ودعم مفهومه لذاته حتى يكون مفهوماً إيجابياً (الوعي بالذات والسمو بها).
- تقديم العون البيئي للتمكن من الاستفادة من الموارد البيئية المتاحة والممكنة والعمل على التعديل فيها لصالحه.
وهذا يدعو القائمين على جهاز الخدمة الاجتماعية المدرسية إلى أن يقوموا بتحديد أسس ومبادئ وأخلاقيات ومواصفات لدور الإخصائي الاجتماعي المدرسي مع الوضع في الاعتبار أن دور الإخصائي الاجتماعي دور مهاري تطبيقي، ولم يكن دوراً روتينياً تقليدياً؛ فهو ينهض على مجموعة من القواعد المدروسة والمصمّمة على أسس علمية تستند إلى مهارة وخبرة مبنية على الاستعداد والرغبة في ممارسة المهنة التي يمكن صقلها بالتأهيل والتدريب.
وهذا ما حدا بالمسئولين عن قطاع التعليم أن يقوموا بتحويل معاهد الخدمة الاجتماعية سابقاً إلى كليات جامعية لها سياساتها التربوية واستراتيجياتها ومناهجها وبرامجها التنفيذية المخططة تخطيطاً علمياً راقياً؛ فهي ترمي لا لبذل جهود وأعمال استهلاكية، بل لها دلالتها ونتائجها الاقتصادية؛ مما يحيلها عاملاً مهماً من عوامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المهمة؛ حيث إنها تزيد من تدعيم الطاقة الفاعلة في المجتمع وعلى الرغم من هذا الجهد الصادق المبذول في تأهيل الأخصائي الاجتماعي من خلال تطوير المؤسسات العلمية التي تُعنى بتأهيله الأكاديمي والتطبيقي - ولعله لا يوجد فجوة بينهما - فقد سبقتنا دول كثيرة حققت إنجازات كبيرة في هذا الميدان، المهم أننا قادمون للحاق بركب التقدم في هذا الميدان الخدمي، المهم أن نعرف طريقنا ونصحّح مسيرتنا أولاً بأول، وأن نسدّ الثغرات ونحدّد نقاط الانطلاق إلى تحقيق الأهداف المرسومة لهذا المجال الخدمي. ويأتي ذلك من خلال أمرين:
- الأول : أن نقتنع بأهمية الخدمة الاجتماعية المدرسية.
- والثاني: زيادة نسبة الإنفاق المخصصة لمجال الخدمة الاجتماعية، فلا سلامة لهذا المجال إلا بالاهتمام به، وزيادة عوامل النجاح فيه، والارتفاع بجودة هذا المجال الخدمي مما يطلبه الأفضلية والتفوق لعلاقته بمستويات التحصيل المدرسي والنجاح فيه؛ فالتفوق في مجال الخدمة الاجتماعية المدرسية لا يخلق نجاحاً مدرسياً ملحوظاً بنسبة عالية. وهذا يوضح بجلاء أهمية الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي، وأهمية الدور الذي يضطلع به وفقاً لما ذكر من مهام، تبرز أولاها في المساهمة الفاعلة في صقل قدرات الطالب، وتوجيه استجاباته، وتهذيب دوافعه، وشحذ طاقاته، وتنظيم تفاعلاته، ودعم معاييره القيمة المرغوب فيها.. وغيرها من مهام ذات صلة بمكوّن الشخصية. ولذا فنحن نهيب بالإدارة المدرسية عدم التقليل من أهمية المهنية والتجاوز فيها، وألا يغرقوا الأخصائي الاجتماعي بأعمال إدارية تخرج عن نطاق الوظيفة، وتباعد بينها وبين إبداعات الدور وما ينتج عنه من سلوكيات؛ مما يدخله في صعوبات ومشكلات وتوترات تؤثر بالسلب في طبيعة المهنة وما يُحاط بها؛ مما يدفع البعض للعزوف عن الانتماء إليها أو الارتباط بها، وذلك لعدم الاستبصار بأهمية المهنة ومتطلباتها وأبعادها، والسعي الحثيث للتمييز بينها وبين مهامّ وواجبات الإشراف الفني والتربوي والإداري والإرشاد الطلابي؛ فلكلّ استراتيجيته والتأهل الأكاديمي له. ويتوجب علينا أن نرفع صيحة: أعيدوا للمهنة رونقها وهيبتها، كما يستشعر الأخصائي الاجتماعي بأهميته فيتحقق له الرضي الوظيفي، واستقامة المقصد، واستشراف المستقبل، والإخلاص في الأداء، والأخذ بالمبادرة التي تحقق الأمل وتدفع إلى المشاركة الفاعلة في بناء صرح النهضة المأمولة.
اختصاصات الأخصائي الاجتماعي في المدارس:
ومن خلال الممارسة الفنية والواقع العملي وتطور الواجبات والمستجدات على اختصاصات الأخصائي الاجتماعي في المدارس نجدها محددة فيما يأتي :
إعداد الخطة والبرنامج الزمني لأعمال التربية الاجتماعية بالمدرسة وفقاً للإمكانات المتاحة مع تميزها باستحداث وابتكار البرامج .
إعداد السجلات المنظمة لأعمال التربية الاجتماعية والتي من أهمها :
- سجل الحالات الفردية .
- سجل الأخصائي الاجتماعي .
- سجل اجتماعات المجالس المدرسية .
- سجل البرامج العامة .
- سجل الجماعات الاجتماعية التي يشرف عليها .
- سجل متابعة التأخر الدراسي .
- سجل المواقف الفردية السريعة .
- سجل الإرشاد والتوجيه الجمعي .
معوقات الممارسة المهنية للأخصائي الاجتماعي في المدرسة:
من خلال احدي الدراسات الميدانية :
كشفت الدراسة الميدانية عن العدد كبير من المعوقات التي تحد من دور الأخصائي الاجتماعي وتضعف من إنتاجية وتعود هذه المعوقات الي عوامل شخصية تعود للأخصائي نفسه وتتمثل في : الأخطاء المهنية التي يرتكبها الأخصائي الاجتماعي في بعض الأوقات وتعود هذه المعوقات أيضا الي عوامل اجتماعية وهي لا تعود لذات الأخصائي الاجتماعي بل تتمثل في الصعوبات المحيطة به والتي يتعرض لها الأخصائي الاجتماعي فلا يستطيع حياتها القيام بدوره المهني كما يراد ، وفيها يلي استعراض لأهم المعوقات التي أظهرنها الدراسة .
عوامل شخصية : وتشمل عدد من الموافق يبدو حيالها تقصير الأخصائي الاجتماعي المهني وهي :
أولا : صعوبة مقابلة الطلاب للأخصائي الاجتماعي :
حول هذا الموقف صمم تساؤل عام لعينية البحث من الطلاب لمعرفة عما كانوا لا يستطيعون مقابلة الأخصائي لاجتماعي في المدرسة إذا ما أرادوا وأتضح أن معظم عينية البث من الطلاب لا يواجهوا مشاكل في حالة رغبتهم في مقابلة الأخصائي والجلوس معه لشرح ظروفهم الخاصة ومناقشة مشاكلهم التي قد يساعدهم علي التخلص منها في حين أن بعض الطلبة وقد بلغت نسبتهم 17% من العينية يفقدون أنهم لا يستطيعون مقابلة الأخصائي الاجتماعي عندما يردون ذلك هذه النسبة لا يستهان بها حيث ستشكل رأيا قريبا قويا كلما زاد حجم العينة ويفترض علي الضوء عينة فرصة مقابلة الأخصائي كل 200 طالب 34 طالبا لا تتاح لهم فرصة مقابلة الأخصائي للاستفادة منه في الاستشارة والمساعدة للتغلب علي بعض المواقف وقد أشار عدد من الطلاب من عينة البحث بلغ مجموعهم 82 طالبا وهم الذين أفادوا بأنهم لا يجدون الوقت الكافي لعرض مشاكلهم الشخصية علي الأخصائي الاجتماعي أو أن هناك أسبابا أخري تقف أمامهم فلا يتمكنون من مقابلة الأخصائي اجتماعي أو أن هناك أسبابا أخري تقف تلك وقد أشارات هذه المجموعة من طلاب عينة البحث – الي عدة أسباب نرتبها تنازليا حسب حجم العينة التي أشارات الي ذلك.
1- انشغال الأخصائي الاجتماعي ببعض الأعمال الإدارية التي يكلفه بها مدير أو وكيل المدرسة الأمر الذي يجعل الطلبة لا يستطيعون مقابلة والجلوس معه وقت الكافي لأنه معظم الأوقات غير متواجد بالمدرسة وإذا ما اتيحت فرصة للطالب للجلوس معه يفاجأ بأوامر إدارية لاتجازها الأمر الذي يجعله يتخلي عن الطالب ولكون الأخصائيون جميعهم متعاقدين فانه من الصب أن ينتفع المدير بأهمية جلوسه مع الطالب بالنسبة لأي تكليف أخر
2- اعتذار الأخصائي الاجتماعي من الطالب حينما يخبره أنه محتاج للجلوس معه في الوقت الراهن وإعطائه مواعدا أخر قد ينتهي بالتدخل أيضا مما يجعل الطالب يشعر بالملل من هذا الأسلوب وقد عدم رغبته في العمل أو وجود مشاكل شخصية تزعجه ولا تتيح له الاستقرار النفسي ليتمكن من الجلوس مع الطالب ومناقشة مواقفه وأيا أحد الأسباب السابقة فأن دور الأخصائي الاجتماعي لا شك معطل نسبيا.
3- وضوح عدم الاهتمام بمشاكل الطلبة وقد استنتج الطلبة ذلك من خلال إعراض الأخصائي الاجتماعي من مقابلتهم وعدم الوفاء بالمواعيد أحيانا أخري ثم أنه قد يبدو من الأخصائي الاجتماعي المبالاة حينما يري موقف من المواقف لأي طالب قد يستحق الاهتمام والتتبع وقد تعود الأسباب عدم الاهتمام الأخصائي الاجتماعي الي اقتحامه بالأعمال الإدارية الأمر الذي لا يجعل في وسعه تنازل مشاكل كل الطلاب ودراستها وبالتالي اعتقد الطلاب أن الأخصائي لا يرد أن يتهم بمشاكلهم وهذا في الموقع قد يكون خلاف شعوره نحو هذا الواجب المنهي .
4- كما أن من عينة البحث المشار إليها أنفا إفادات أنه يوجد بينها وبين الأخصائي مشاكل شخصية تجعله لا تتيح لهم فرصة الجلوس معه ومناقشة مشاكلهم وهذا لا يليق بالمهنة لأنه من المفروض أن يخضع الأخصائي نفسه موقف الموجه والمرشد لا موقف المتسلط الأمر الناهي فإن التسلط وعملية العقاب ليست من مهام الأخصائي فقد تخلق موقف معادية عند الطلاب ضده وبالتالي تصعب عملية قيام العلاقة المهنية التي يتسم بها العمل الاجتماعي وإذا ما حاول الأخصائي الاجتماعي الالتزام بمبادئ وقيم الخدمة الاجتماعية فأن بذلك يكتسب المواقف الايجابية مع الطلبة وأي عميل أخر .
5- هذا بالإضافة الي أن نسبة محدودة من عينة البحث أفادوا بعدة أسباب نوجزها فيما يلي:
أ- أن الأخصائي لا يكلم إلا الطلبة الذين يعرفهم وله علاقة صداقة معهم .
ب- أنه لا يستطيع أن يفهم الطلبة أو يقنعهم بالأسلوب الصحيح .
ت- تحديد وقت مقابلة في الفسحة وهو وقت محدود لا يتمكن الطلبة من خلاله مناقشة احتياجيهم .
ث- العنف في المعاملة وعدم انبساط الوجه مما يجعل الطلبة يهابون مقابلة ولا يتجلون إلا نادرا.
ثانيا :- التساهل بمبدأ السرية :
وقد جري الاستفتاء حول مدي التزام الأخصائي الاجتماعي بمبدأ السرية - أهم مبادئ الخدمة الاجتماعية - والذي يعتبر التساهل به من الأسباب التي تفقد الطالب الثقة في أمانة الأخصائي الاجتماعي وبالتالي لا يتقبل علي طلب مساعدته ولا استشارته في أي أمر من الأمور وقد أتضح من معالجة البيانات الأخصائية أن نسبة 5 ,70% من عينة البحث تفيد أن الأخصائي يقابلهم في مكتب مستقل بعيدا عن مسامع الآخرين وقد تتحقق تطبيق مبدأ السرية من خلال وجهة النظر هذه وعلي الرغم من أن هذه النسبة تشكل رأي الأغلبية إلا أن النسبة ذات الرأي المخالف في حجم لا يمكن الاستهانة به وذلك إذا ما قسمت لحجم عينة البحث ككل وقد أتت هذه النسبة بآراء مختلفة يفهم منها أن الأخصائي الاجتماعي يقابلهم في مكان أخر وليس في مكتب خاص كما هو الحال بالنسبة للرأي الأول وتأتي التفصيلات كما يلي : البعض يفقد أن الأخصائي الاجتماعي يقابلهم في غرفة المدير وبينما آخرون يذكرون أن الأخصائي يقابلهم في فناء المدرسة وآخرون يقولون إنه يقابلهم عن مشاكلهم في غرفة المشرفين في حين أن الآخرين يفيدون أنه يقابلهم في أماكن مثل ممرات الفصول – الأسباب – أو خارج المدرسة أو في الفصول أو في غرفة المدارسين وسواء هذا أو ذاك فالقابلة خارج الأخصائي خطا منهي يهدد انهيار مبدأ السرية وسيكون ذلك سبب قوي للإحجام الطلاب عن طلب مساعدة الأخصائي وهذا السلوك يتعارض يعارض الأصول الفنية والمهنية للخدمة الاجتماعية التي تشير الي الالتزام بمبدأ السرية حيث يجب أن تتم العملاء في مأمن من الرقباء ومسترقي السمع.
ثالثا :- تبصير الأخصائي الاجتماعي في التعريف بدوره المنهي
1- علي مستوي المدرسة :
أتضح فيها سبق أن عدد الطلاب الذين يعانون من مشاكل مدرسية يساوي : 99 طالبا وحتي يكشف النقاب عن مدي إدراك الطلاب وبوجود الأخصائي طرح تساؤلات لمعرفة الشخص الذي يلجأ إليه الطلاب في حالة تعرضهم لمشاكل سواء كانت ذاتية أو بيئية ولم تطلب غابة هذا التساؤل من جميع عينة البحث من الطلاب لأن الطلاب الذين لا يعانون من مشاكل قد لا يكون هناك داع للاتصال بالأخصائي رغم من الضرورة بمكان أن يكون جميع الطلاب يعرف الأخصائي الاجتماعي لموافقة الواضحة ومشاركته الفعلية مع جميع الطلاب إذا كان علي مستوي القيام بالدور والأمانة المهنية واتضح من خلال التحليل الأخصائي أن 26 , 26 % من الطلاب الذين حصل لهم مشاكل اجتماعية قد قاموا بعرض مشاكلهم تلك علي الأخصائي الاجتماعي وهي نسبة غير مرضية إذا المفروض أن تكون النسبة أكثر من 90 % حتي نستطيع أن نعرف أن لدي الطلاب إدراك جيد بدور الاجتماعي لأنه المتخلص الوحيد في المدرسة لمقالة تلك الاحتياجات ونستوحي من هذه النتيجة أن إدراك الطلاب بدور الأخصائي الاجتماعي ضعيف حيث أن نسبة 74 , 73 % من هؤلاء الطلاب يعرضون مشاكلهم علي أشخاص آخرين غير متخصصين في المجال الاجتماعي ولا نتوقع حلولا مجدية لهم من أولئك ويفيد التحليل الأخصائي التوزيع الآتي :
21 , 21% من الطلبة يتجهون الي أحد الأساتذة لعرض مشاكلهم ومساعدهم علي علاجها وليس من المهم أن نعرف نوع تخصصه لأن المهم أنه غير مفروض أن يون عارفا لدور الأخصائي ويصبح بذلك جهة تحويل ولكن هناك احتمالين إما جهله بذلك أو أن الطالب يرفض أن يتوجه الي الأخصائي الاجتماعي لأسباب أخري .
19 , 19% من الطلاب يتوجهون الي مدير المدرسة حينما يتعرض لمشاكل شخصية مهما كان نوعها وهناك أيضا احتمالين إما أن يكون المدير يخاف من عقدة النقض فلا يفضل أن يتخلص من الطلاب بتحويلهم الي الأخصائي الاجتماعي الذي لا نشك في معرفة المدير بدوره ومهمته ولكي لا يشعر أحد أن المدير حينما يتخذ إجراء مع الطلبة لا يستطيع الأخصائي معارضة وإن كان غير مهني لموقف السلطة والخوف من الحزازات والاحتمال الثاني أن المدير لا يري أن هذا الأخصائي الاجتماعي كفء للقيام بهذه الوظيفة مما يجعله يضطر لمعالجة الموقف هو بنفسه . والواقع أنها احتمالين أحلاهما مر فالاحتمال الأول يوحي بأنه لا يدرك أهمية توزيع المسئولية وهذه عقبة تشكيل معوقا صعبا أمام الأخصائي الاجتماعي لأن المدير يعتبر من أهم مصادر التحويل إذا كان مدركا لدوره الإداري ولدور الأخصائي المهني ومدي التعاون في سبيل مصلحة الطالب وتغلبه علي مشاكله أما الاحتمال الثاني فيعود لسببين أو أحدهما علي الأقل :
أ- أن المدير غير متعرف بما يسمي الخدمة الاجتماعية وضرورتها في مساعدة الطلبة للتغلب علي مشاكلهم المدرسية .
ب- أن الأخصائي الاجتماعي ضعيف العطاء وقليل النشاط الأمر الذي أدي بمدير المدرسة الي أن ينظر إليه هذه النظرة الدونية وللتغلب علي كل من هذين السببين يتطلب الأمر نوعية الطرف السلبي من قبل الطرف الايجابي ليحصل التعاون والتفاهم في سبيل مقابلتهم احتياطيا الطلاب الاجتماعية والنفسية .
12 . 12 % من الطلاب يتجهون الي وكيل المدرسة لطلب المساعدة في أي مشكلة تعترض سبيلهم كما أن نسبة 09 ,9% منهم يتجهون الي أشخاص آخرين كالصديق أو الأخ الأكبر أو أحد الزملاء بينما نسبة 05, 5% منهم يحتجون الي رواد فصلوهم في حين أن 04 ,4% يستشرون المشرف الرياضي في علاج المواقف الاجتماعية التي تقابلهم ويطلبون منه المساعدة.
يفهم مما سبق أن عموم الطلبة الذين يطلبون المساعدة الاجتماعية من غير الأخصائي الاجتماعي لا يعون فعلا دوره المهني ولا يدركون رسالته المهنية التي يجب أن يقوم بها في المدرسة وقد يعود ذلك الي عدم قيام الأخصائي الاجتماعي بتعريف كثرة للطلبة أو الي عدم محاولته مساعدتهم في حالة احتياجهم لها أو الي كثرة انشغاله فلا يتمكن من مقبلتهم وهم لا يتمكنون من مقبلته وبالتالي يلجأون الي مصادر أخري يردون فيها استعداد لمساعدتهم وبالتالي تلعب أدورا مختلفة في التدخل لحل مشكلات الطلاب وقد تفلح أحيانا وتفشل أحيانا أخري وتقل مظاهر الفشل كلما تمت الاستعانة بالخبرات الاجتماعية في هذا الميدان من الأفضل أن تكون هذه الفئات مصادر تحويل جيدة للحالات التي تتطلب مساعدة الخدمة الاجتماعية كما يستحسن أن تكون عناصر معينة في عملية العلاج للمواقف المختلفة التي قد يتعرض لها الطلبة وهذا يتطلب جهدا كبيرا من الأخصائي الاجتماعي للتعريف بدوره المهني لمدير المدرسة والأساتذة الآخرون وطلب المساعدة منهم لاكتشاف المشاكل الطلابية ليتمكن من مساعدتهم علي اجتياز أي صعوبات وهو علي استعداد لمشاركتهم الرأي في سبيل تدعيم مواقفهم والأخذ بأيديهم الي طريق النجاح .
2- علي مستوي أولياء أمور الطلبة :
ويتجلى دور الأخصائي الاجتماعي لأولياء أمور الطلبة من خلال اتجاههم الي مكتب الأخصائي ومناقشة في مشاكل أبنائهم والتعاون معه في سبيل التغلب علي المواقف التي قد تعترض طريق أبنائهم الطلبة ويتضح ذلك في حالتين :
الأولي : عندما يريد ولي أمر الطالب أن يناقش مشكلة ما لابنه
الثانية : حينما يستدعي للحضور للمدرسة لأمر يخص ابنه أيضا
فان كان ولي أمر الطالب في هاتين الحالتين يتوجه الي مكتب الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة فهو إذا مدرك لدور الأخصائي في المدرسة والتصاقه بالطلبة أكثر من غيره وإن اتجه الي مصدر أخر غير الأخصائي الاجتماعي فهذا دليل واضح علي عدم معرفته لدور الأخصائي المهني وليقاس ذلك جري التحليل الأخصائي لنتائج الإجابة علي التساؤل الذي طرح استمارة البحث للحصول علي هذه المعلومات وقد تبين أن نسبة 67%من العينة مجتمع البحث من الطلاب أفادوه أن أولياء أمورهم يتجهون الي مدير المدرسة عندما يريدون أن يناقشوا مسائل تخص أبنائهم .
في حين أن نسبة 5 , 47% من العينة نفسها تقول أولياءهم يتجهون الي مدير المدرسة حينما يستدعيهم الأخصائي الاجتماعي ولا يتجهون مطلقا الي الأخصائي الاجتماعي وهاتان النسبتان توضحان عدم وضوح دور الأخصائي الاجتماعي لدي أولياء أمورهم وهذا المستوي من الفهم لدي أولياء قد يخلق بعض العقبات في وجه الممارسة المهنية كما أن نسبة 18% من العينة – مجتمع البحث – من الطلاب تفيد أن أولياء أمورهم يتجهون الي الأخصائي في حين أن نسبة 11% من العينة تفيد بذلك أيضا وذلك عندما يريد أولياؤهم مناقشة مشاكل أبنائهم وبدون دعوة مسبقة من المدرسة لحضورهم وهاتان النسبتان تبينان وضوح دور الأخصائيون الاجتماعي لدي أولياء أمور الطلبة لكن هاتين النسبتين بسيطتان إذا ما قورنتا بالنسبتين السابقتين اللتان تفيدان عدم وضوح الدور بالنسبة لأولياء الأمور أما نسبة 5 , 9% من العينة فتقول إن أولياء أمور الطلبة يكتفون بالمكالمة التليفونية حينما يستدعيهم الأخصائي الاجتماعي للحضور لمقابلتهم ومناقشة مشاكل أبنائهم معهم ونسبة 9% من العينة تفيد أيضا أن أولياء أمورهم لا يهتمون بالأمر حينما يطلب الأخصائي مقابلتهم في حين أن نسبة 5 , 8% من العينة تفيد أن أولياء أمورهم يتجهون الي مدير المدرسة ثم الي الأخصائي الاجتماعي سواء تلقوا دعوة من الأخصائي أم أتوا الي المدرية من تلقاء أنفسه ونسبة 8% ن العينة تذكر أن أولياء أمورهم يتجهون الي أحد الأساتذة عندما يريدون أن يناقشوا مشاكل أبنائه أما نسبة 6% من العينة فتذكر أوليائهم يتجهون الي وكيل المدرسة عندما الأخصائي في حين أن نسبة 5 ,3% من العينة فتقول إنهم يتجهون الي وكيل المدرية والأخصائي في حين أن نسبة 5 ,1% تفيد أنهم يذهبون الي أحد الأساتذة عندما يطلب مقابلتهم . وعلي أية حال فإن هذه الدلالات تبين عدم وضوح دور الأخصائي بالنسبة لأولياء الأمور ، وهذا يتطلب من الأخصائي الاجتماعي توطيد العلاقة بينة وبين أولياء الأمور لكي يتم التعاون بين المدرسة والمنزل لتحقيق الوظيفة الاجتماعية للمدرسة . ويجب أن توجه الخطابات لولي أمر الطالب للحضور للمدرسة لمناقشة موقف معين لولده والاستعانة به في عملية العلاج الاجتماعي .
رابعا : تواضع دوره المهني :
علي الرغم من أن التحليل الأخصائي أثبت تفرغ الأخصائي الاجتماعي التام لممارسة دورة المهني إلا أنه لم يبدو هناك اكتمال للأنشطة الاجتماعية علي مستوي المدرسة وعلي مستوي المجتمع المحلي وقد أتضح من خلال استعراض الأنشطة التي تتوافر بالمدرسة أن تتجاوز 69% من العينة وهي التي تشير إلي المسابقات الثقافية بينما بقية الأنشطة لم تحصل علي تأيد قوي من قبل عينة البحث من الطلاب وعلي مستوي خدمة المجتمع لم يبدو هناك اهتمام كبير من قبل الأخصائي الاجتماعي بالأنشطة والمشروعات التي يجب أن تساهم بها المدرسة لخدمة المجتمع المحلي إذ لم تتجاوز النسب المؤيدة لهذه الجهود 68% وتنص هذه النسبة علي أسبوع تنظيف المساجد أما بقية الأنشطة فقد حظيت باهتمام أقل من ذلك وبشكل قد يكون ملتفا للنظر الأمر الذي جعل المدارس والأخصائيين - عينة البحث - مكانا للاتهام بالتساهل واللامبالاة بهذه الأنشطة مع أهميتها بالنسبة للطلاب والمدرسة والمجتمع .
عوامل اجتماعية أخري :
وهي الظروف التي يعرض لها الأخصائي الاجتماعي سواء كانت داخلية - داخل المدرسة - أو خارجية - من خارج المدرسة - ويقف حيالها عاجزا عن التغلب عليها وبالتالي تضعف من جهده المهني وأداء دوره المفروض في المدرسة والمجتمع المحلي