مدرس اون لايندخول

مذيع "العاصمة" يهين كل المعلّمين ويصفهم بأنهم "مقضينها دروس خصوصية وما بيشرحوش"

مذيع "العاصمة" يهين كل المعلّمين ويصفهم بأنهم "مقضينها دروس خصوصية وما بيشرحوش" 10201510
كتب: أحمد حمدي
مرة أخرى.. وفي ظل غياب أي دور لنقابة المعلمين، أو وزير التربية والتعليم، في الدفاع عن المعلّم، أو الارتقاء به، ورعايته، نسمع تطاولا جديدًا، وامتهانًا جديدًا في حقّ المعلمين.
خيل الحكومة
بالأمس القريب كانت إهانة العضو هاني أباظة، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشعب واصفًا معلمي التعليم الفنّي بأنهم مثل “خيل الحكومة عايزين يضربوا بالنار”.
ولم نسمع عن خروج أي مسئول يرد على هذا التطاول والإهانة التي خرجت من شخص مسئول عن لجنة التعليم في مجلس الشعب، وهو الذي كان من المفترض أن يعلي من شأن المعلم، ويعمل على الارتقاء به من جميع النواحي، فلا نقيب ظهر، ولا وزير ردّ.. صمت مطبق، ونتيجة لذلك التجاهل والإهمال لمكانة المعلم، نجد اليوم امتهانًا جديدًا.
مقضيينها دروس خصوصية وما بتشرحوش
هذه المرة يتم توجيه الإهانة للمعلمين في أحد الدكاكين الفضائية بأنهم لا يشرحون داخل الفصول، وأنّهم “مقضيينها دروس خصوصيّة ومجموعات تقوية”، وكما يقول المذيع المحترم: “أنتم ما بتشرحوش، بطلتوا تشرحوا، وبتضغطوا على الطالب بوسيلة أو بأخرى، ومفيش تعليم في المدارس، ومفيش استخدام للكتاب”، ويضيف “يبقى الأولى ألا نطبع الكتاب” كلمات بنصّها جاءت على لسانه، معممًا الكلام على كافّة المدرسين، بدون أن يحترز فيقول بعضًا، أو حتّى كثير.. لا نفى العمل وأداء الواجب عن عموم المعلمين هكذا.. وما أسهلها في ظلّ غياب ظهر يحمي المعلّم!
تصدر الإهانة هذه المرة من واحد ممن يجلسون أمام الكاميرات لساعاتٍ طوال، واحد من قائمة طويلة تتكلم في الأمر العام، وياليتهم كانوا يفيدون المواطن بشيء، اللهم إلا ملء أوقاتهم بالجدل وافتعال الشجار، والحواديت، وقضايا الجن والعفاريت، والإلحاد، وأخبار ومشاكل الفنانين، و”اللت والعجن”.
الهرم المقلوب
والعجيب أن الأستاذ “المحترم” قال في كلامه أن الهرم في مصر مقلوبٌ، وأن المعلّم يستحق أن يتقاضى أكثر من القاضي، وأن ينظر له المجتمع نظرة احترام وتقدير، بينما الذي يحدث العكس، وتعمل وسائل الإعلام والمسلسلات والأفلام على التقليل من شأن المعلم على حد قول المذيع، والعجيب أننا نجده في نفس الحلقة يمتهن المعلمين بعد أن كان انتقد من يقللون من شأنهم.
نجد هذا “الإعلامي” لا يجد حلًا لمشاكل الدولار، الذي نتج عنه ارتفاع أسعار الورق مما شكّل صعوبة لوزارة التربية والتعليم في طباعة الكتب الدراسية، إلا أن تتوقّف الدولة عن طباعة الكتب الدراسية، وتستعيض عن ذلك بالفكرة التي يطرحها المذيع، وكأنها جديدة، وهي تسليم الطالب كتابه المدرسي في نهاية العام لمن يأتي بعده من الطلاب، توفيرًا للملايين التي تُنفق على طباعة الكُتب.
وهذه الفكرة بغض النظر عن فاعليتها أو أنها قديمة لا اعتراض على طرحها، لكن ما الداعي للربط بين عدم طباعة الكتب بغرض التوفير على الدولة، وبين أن المدرسين لا يشرحون في الفصول، وأنّهم لا يستخدمون الكتب المدرسية، فبالتالي لا جدوى من طباعتها، ألكي تؤكد فكرتك بعدم طباعة الدولة للكتب الدراسية توصم عموم مدرسي الوطن بأنهم يأكلون سُحتًا؟! فهم لا يؤدّون واجبهم، ولا يشرحون في مدارسهم، وبالتالي فأنت تساهم أيضًا في تشويه هذه الفئة التي تعترف أنها مظلومة و”مهضومة”، وتصورهم كلّهم بأنهم بلا ضمير، بلا قيم أو مبادئ، فهم يضغطون على الطلاب حتى يأخذوا الدروس الخصوصية.
جعجعة بلا طحن
يا حضرة المذيع، تحدّثت وأسهبت.. وفي النهاية حصرت مشكلة التعليم في تقصير المعلمين وغياب ضمائرهم، وأن الحل أيضًا عندهم، وتجاهلت كل شيء من ضعف ميزانيّة التعليم في الدولة، ومن كثافة الأعداد في الفصول، وضعف إمكانيّات المدارس، ومن انعدام لاحترام آدمية المعلم بدءًا من حرمانه من راتب يكفيه، أو رعاية صحية، أو رعاية اجتماعيّة، أو مزايا نقابية، أو معاش محترم، أو مكافأة نهاية خدمة مساوية حتّى لعمّال المياه أو الكهرباء،كل ذلك مع غياب لتقدير المعلم، أو العلم في حد ذاته.
يا من تمتهنون مهنة الكلام أمام الكاميرات، اجلسوا واسترخوا في مقاعدِكم الوثيرة، وفي “استديوهاتكم” المكيّفة، وابحثوا عن جذب أكثر للإعلانات، ولكن عندما تنوون الكلام ذاكروا قليلًا الموضوع الذي ستطرحونه للمناقشة، أو ستدلون فيه بدَلوكم، وأحيطوا بكل جوانبه، قبل أن تفتحوا أفواهكم، وتحركوا به ألسنتكم.. وأنصحكم..فلتقولوا خيرًا، أو اصمتوا.
شاهد الفيديو
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى