كتب: محمد عادل العجمي
ما يحدث فى التعليم جريمة بكل المقاييس، ولن تنهض مصر اقتصادياً إلا بالاهتمام بجودة التعليم، ومخرجاته، والعمل على تحسين مستوى المدرسين، وإحداث نقلة نوعية فى المناهج الدراسية، وتعليم اللغات والحاسب الآلى بطرق تفاعلية، واقعية، وليس بطريقة الحفظ والتلقين.
 وأعلنت الحكومة مؤخراً عن زيادة مخصصات التعليم بنحو 1.1 مليار جنيه، ليرتفع من 99.3 مليار جنيه إلى 104 مليارات جنيه، ولن نتحدث عن مدى تدنى المخصصات الخاصة بالتعليم، وإنما سنتحدث عن حال التعليم الأساسى فى العاصمة (القاهرة) خاصة المدارس التجريبية، وإذا كان هذا الحالة فى العاصمة فما بال الحال بالمحافظات الأخرى، وفى المدارس الأخرى غير التجريبية.

وجاء التفكير فى المدارس التجريبية من أجل رفع جودة التعليم الأساسى، وتحمل الأسر جزءاً من تكلفة التعليم، بهدف تقديم تجربة نموذجية للعملية التعليمية، ولكن على أرض الواقع الحال أسوأ مما يتصوره البعض، ففى القاهرة نجد أن المدارس التجريبية تعانى من نقص حاد فى المدرسين، وهناك مواد أساسية للطلبة ويمتحن فيها دون أن يكون لها مدرس، وهناك لغات أخرى يختارها الطلبة، مثل الألمانية ولا يوجد بها مدرسون، وهناك مدارس تم تأسيسها وقبول الأطفال ولا يوجد مدرسون، وهناك مدرسة تستغنى عن مدرسين بها لعدم توافر الموارد المالية، وهناك مدرسون يعملون سُخرة منذ أكثر من خمس سنوات على أمل التعيين فى وزارة التربية والتعليم، أمام هذا الحال كيف نخرج جيلاً قادراً على تحقيق النهضة الاقتصادية، والسياسية وتقدم مصر. ونضرب أمثلة: مدرسة السيدة خديجة التجريبية لغات بزهراء المعادى بها نقص فى مدرسى اللغة العربية والإنجليزية والألمانية، والتربية الرياضية، والإخصائيات الاجتماعيات، ولا يوجد مدرس للموسيقى، يأتى ذلك فى الوقت الذى تم الاستغناء عن ثلاث مدرسات فى رياض أطفال بحجة عدم وجودهن على قوائم المدرسة، بعد سنوات من العمل، والكثير من المدرسين بها يعملون دون أجر، وفى مدرسة صقر قريش التجريبية تم تشييد مبنى، وتجهيزه بكافة الإمكانيات والديكورات المبهرة وقبول ما يقرب من 500 طفل فى رياض الأطفال، ولا يوجد مدرسون، ولا يختلف الحال فى كثير من المدارس التجريبية بالقاهرة، فالفوضى، والعجز الشديد فى المدرسين هو عنوان التعليم الأساسى بمحافظة القاهرة. فى عصر مبارك كان البعض يعتقد أنها مؤامرة لتدمير الأجيال القادمة من أجل بقاء النظام الفاسد، ولكن ماذا نقول الآن؟