مدرس اون لايندخول

خواطر مدرس مطحون

خواطر مدرس مطحون 99
كتب أ.علي عطيه
منذ زمن تراودني الكتابة عن هموم ومشاكل المعلمين التي ألامسها من خلال عملي كمدرس مصري، فخبرتي المتواضعة وعملي لسنوات قضيت منها أكثر من خمسة سنوات موزعة ما بين مدرس بالحصة ومن ثم عقد محافظة إلى أن منًّ الله علي بعد جهد عصيب بالتثبيت على كادر وزارة التربية والتعليم المصرية.
كنت في السابق أعلل معاناتي واحصرها بالتثبيت وان جميع المشاكل المادية والنفسية ستنتهي بمجد استلام العقد الوزاري أمنية كل الشباب من جيلي !!!
والآن وبعد أن استلمت العقد وأصبحت أتقاضى راتب مثل باقي المدرسين التعساء نعم التعساء فمهنة التدريس في بلدنا أصبحت عنوانا للفقر والحاجة والعيش على الفتات، كونه يتبع وزارة خدماتية لا تدخل أموالا لخزينة الدولة.
"المدرس الله يكون في عونه راتب البعض منهم لا يكفي لشراء بنطالون"، رد الرئيس عبد الفتاح السيسي في احد اللقاءات الصحفية عقب احتفالية لأحد المشتكين من الدروس الخصوصية التي تنهك جيب المواطنين، و أصبحت عبئا ثقيلا عليهم نعم الراتب لا يكفي لشراء بنطالون ومطلوب من المدرس أن يسدد الإيجار الشهر للمسكن ويؤمن المأكل والمشرب والملبس، ناهيك عن فواتير الكهرباء والماء والانترنت والتلفون أن وجدوا، ويحرم أسرته من الترفيهات وشراء الألعاب والحلويات لصغاره.
بجميع دول العالم للمدرس هيبته ومازال يحتفظ بشخصيته القيمة أما هنا في بلدنا فالمدرس انحصرت صورته في البهدلة والمذلة وهو يمتهن الدروس الخصوصية، فماذا تتخيلون من مدرس راتبه لا يكفي لسد الرمق،؟ من الطبيعي أن يحاول أن يجد الحلول والبدائل للعمل على زيادة راتبه لكي يستطيع العيش في ظل الغلاء الفاحش الذي نعاني منه نعم لا سبيل للمدرس إلا العمل بالدروس الخصوصية تلك الحلول والبدائل التي كسرت حاجز الرهبة بين المدرس والطالب حينما يطلب المدرس من طالبه ثمن الحصة فكيف ستتكون صورة المدرس في مخيلة الطالب وهو يدفع للمدرس أجرته، من الطبيعي أن تنكسر شخصية المدرس أمام طالبه ويتعالى الطالب عليه، نعم هذا ما وصلنا إليه يا وزارة التربية والتعليم في بلد "أم الدنيا".
قبل أيام كنت اشاهد التلفاز و لفت نظري مقطع سينمائي من الفيلم المصري "جاءنا البيان التالي" "حينما سال مذيع احد المواطنين عن أمنيته في ليلة رأس السنة رد عليه صارخا ومستهزأ من وضعه المعيشي "مفيش زواج مفيش شغل مفيش أي حاجة" نعم الحالة التي شاهدناها في الفيلم هي جزء مصغر من الحالة التي يعيشها المدرس المصري الراتب لا يكفي للسكن والزواج وتربية الأطفال ....!!!
الجميع يتهجم على المدرس ويتهمه بالتقصير والإهمال متناسين أن المدرس بشر عليه أعباء ولا احد يهتم به أو يرصد معاناته، البرامج التلفزيونية تسلط الضوء على مشاكل المدرس مع الطالب، فنشاهد برنامج يرصد اعتداء مدرس على طالب، أو مدرس يحل أسئلة الامتحانات للطلبة، أو مدرس يرقص مع طالباته، ويتصيدون الأخطاء البسيطة ويتجاهلون أعظم الأخطاء وهو إعدام المدرس وتعريضه للاهانة وهو يمتهن في ملهى ليلي لكي يستطيع أن يسدد ما عليه من التزامات، يتجاهلون إعدام أحلام ملايين المدرسين عندما لا يجدون في جيبهم ما يفرح أطفالهم وردهم خائبين عند طلبهم للعبة لايملكون ثمنها، يتجاهلون مذلة المدرس أمام موظف يتقاضى آلاف الجنيهات في مثل سنه وتعاليه عليه على الرغم أن الموظف الأخر لا يملك شهادة الثانوية العامة ولكنه أغنى منه فقط لكونه موظف في وزارة تدخل أموالا للدولة!!!!.
الكثير والكثير من المعاناة سأقوم بطرحها بشكل دوري لعلي افرغ ما بنفسي من هموم لكي لا أصاب بالإحباط واليأس.
الوزير الهلالي الشربيني من أوائل الوزراء الذين تملكون من المحافظة على وجوده في مجلس الوزراء، لكونه يتمتع بشخصية أهلته للاحتفاظ بمنصبه، ولكن هناك سؤال يحتل تفكيري ولا أجد إجابة له ماذا سيخسر وزير التربية والتعليم عندما يطالب مجلس الوزراء ويقدم طلب رفع أجور المدرسين؟!!، ماذا يمنع الوزير الهلالي بان يطالب مجلس النواب بوضع قانون والتصديق عليه لكي تُرفع هيبة المدرس ويتمكن من تعزيز من مكانته بزيادة راتبه ومساواته بباقي موظفي الدولة؟! وان كان هناك ما يمنعه من ذلك أرجو ممن يعرف المانع أن يريح عقلي وفكري ، ويريح ملايين من المدرسين والمواطنين المصريين.
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى