أخي المعلم .. أنت زميلي،ومنكم أساتذتي ،وما زلت أستفيد من خبراتكم الحياتية والتعليمية ، ونظرا لما نعيشه كلنا من وضع تعليمي غير راضين عنه ، سواء علي المستوى المهني، حيث المناهج المكدسة ، والتي ترهقنا كمعلمين وترهق أبناءنا كطلبه ، وكذلك علي المستوي الانساني من حيث امتهان حقوق المعلم لحد قد يصل أحيانا الي أمتهان كرامته .
 قد يعترض البعض ،ممن يحملون شعارات سنوات مضت ولا يعايشوها ، فقف أيها المعترض وأسأل نفسك سؤال بسيط : هل تتمني ان تري ابنك معلما ؟؟ معظمنا يري في ابنه حلم المكانة المفقودة ، فيتصوره دكتورا .. مهندسا ..مستشارا.. أو حتي ضابطا .. ويستعيذ بالله من الشيطان عندما يطوف بفكره كابوس ان يكون معلما .. وبعيدا عن الحقوق المادية المهدرة، والتي تجد ورائها ورائها ألسنة تنهشك من كل جانب .. انت اخدت نصابك كامل ، انت اديت عملك بضمير .. انت بتدي دروس خصوصية ..انت انت انت ........... كما تجد نفسك محاصرا بضغوط ، هي في الحقيقة من مسلمات الواقع التعليمي :
(1) إدارات أحادية النظرة : تنظر اليك بشكل محدد سلفا ، وكأنها تقرأ الطالع ، لا كما انت موجود ، فتري احكام ذاتية متعسفة ومتعجرفة أحيانا وكأنهم ليسوا جزء من المنظومة ..
(2) لجان التفتيش اليومية : تأتي متربصة ومتصيدة لاخطائك ، ومتغاضية عن حسناتك ، وعليك ان تصمت فأنت في موضع الضعف ( أنت معلم ، يعني الزم حدودك )
(3) الشللية المدرسية : وهو جزء من الوضع الثقافي العام ، فأما ان تكون معا ، والا فأنت ضد !!!!
(4) لوائح مدرسية عقيمة: طبعا في كل عام تعلق في فصلك لوائح الانضباط الخاصة بالطلبة ، فتخسر وقتك وجهدك ، وقد ينتهي الامر الي اصابتك بضغط الدم ، فبنودها خاصة بكوكب المريخ أو ان القائمين علي تطبيقها من كوكب اخر لا يجيدون التعامل مع سكان كوكب الارض "" فلو لم أكن معلما لتمنيت ان اكون طالبا """ هو من المؤكد شعار المرحلة!! لسنا ملائكة بالطبع ولكننا نريد ان نسمو لمنزلة الانسانية ، هل هذا مستحيل ؟!! فهم يريدونك : تسير في معيتهم وركابهم ، تهلل وتصفق .. أنت تريد : أن تحيا عزيزا في مناخ صحي .. أراعي الله في عملي ، ولكني أحتاج التقدير .. احتاج ان اكون انسان !!
بقلم
Sama Nagm‎‏