مدرس اون لايندخول

وائل السمرى: مسيرة وزير التعليم فى شرم الشيخ لـ"الشو الاعلامي"

وائل السمرى: مسيرة وزير التعليم فى شرم الشيخ لـ"الشو الاعلامي" 362_n
لو سألت أى «عاقل» فى مصر أو خارجها عن سبب هلاك الأمم أو تقدمها سيقول لك قولا واحدا: «التعليم»، فالتعليم هو المسؤول الأول عن بناء شخصية الإنسان ووجدانه وانتماءاته، وهو المسؤول أيضا عن تشكيل الوعى وضبط آليات التفكير، وتحسين المهارات العقلية، وللأسف فإن وزارة التربية والتعليم فى مصر «غالبا» لا يأتى ذكرها فى الأخبار إلا مقرونة بالحوادث المؤلمة، فأى مستقبل ننتظر وأى أمل نريده أن يتحقق؟
 انظر تلك الواقعة المرعبة التى حدثت فى أسيوط لتعرف إلى أى منحدر هبطنا وإلى أن مستقبل نتطلع، ففى تلك المحافظة المهمة قتل طالبان زميلهما لأنه صورهما أثناء ممارسة الشذوذ مع بعضهما البعض، وفى الجيزة تداول البعض تسجيلا مصورا لأب يتهم معلمة بمدرسة عين طالبة بفقء عين ابنته، وغير هذه من الحوادث المخجلة الكثير، وإذا أضفت على هذا مستوى المناهج المتردى فستعلم أن هناك «كارثة» بوزارة التربية والتعليم، وأن تلك الوزارة التى من المنتظر أن تقود مصر فى الفترة المقبلة نحو الأفضل بحاجة ماسة إلى أن توضع تحت المنظار.
 فى وسط هذا العبث التعليمى حاولت أن أستكشف ما الذى يفعله الدكتور الهلالى الشربينى الهلالى، وزير التربية والتعليم، فوجدت أن غالبية الصحف تناولت أخبارا تتعلق بمسيرة نظمها سيادته لـ2000 من المعلمين من أجل دعم السياحة فى شرم الشيخ، وهنا حاولت أن أسأل نفسى: ما الذى يمكن أن تفعله مسيرة مكونة من آلاف المدرسين فى مجال دعم السياحة؟ وهل من الأجدى لمصر وشرم الشيخ أن يتعلم الأطفال تعليما حقيقيا فيصبحوا خير واجهة لمصر وخير عاملين فى السياحة وغيرها من المجالات فتتحقق النهضة المأمولة؟ أم أن الأجدى أن يتظاهر الوزير بصحبة 2000 من المدرسين ليقولوا للسائحين بإنجليزية بائسة come to Egypt؟

 كان من الممكن أن أفهم تلك الرحلة الألفية لوزارة التربية والتعليم لو أنها جاءت ضمن خطة للوزارة من أجل الترفيه عن المعلمين المجتهدين وتثقيفهم ومنحهم فرصة لالتقاط الأنفاس بعد عناء فصل دراسى شاق، وكان من الممكن أيضا أن يختار وزير التربية والتعليم شرم الشيخ ليعلن من خلالها الحرب على التطرف والانغلاق والتردى فى مناهجنا التعليمية دون حشد أو بهرجة، لكن للأسف يفضل بعض المسؤولين أن يتركوا مهماتهم الأساسية فى مواقع مسؤوليتهم بحثا عن الكاميرات ليحلوا أينما تحل، ولو فكر الدكتور الهلالى الشربينى مرة واحدة قبل أن يترك وزارته ويتجه إلى شرم الشيخ فى المهمة الأساسية التى من المنتظر أن يقوم بها لما ترك طلابه غارقين فى الدماء منزلقين فى الدرك الأسفل من مستنقع الرذائل ليذهب إلى شرم الشيخ من أجل «حفنة كاميرات».
وائل السمرى
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى