مدرس اون لايندخول

محمد زهران: التعليم ليس في حاجة لمديريات تعليمية

محمد زهران: التعليم ليس في حاجة لمديريات تعليمية %25D9%25831
بقلم الدكتور/ محمد زهران
الهيكل الإداري المترهل لوزارة التربية والتعليم هو سبب نكبتها ، فلدينا 27 مديرية تعليمية بها آلاف مؤلفة من الموظفين المركونين ، ولا عمل لهم إلا توصيل نشرة الوزارة للإدارات التعليمية ، والحصول على بيانات من الإدارات التعليمية لتوصيلها للوزارة !!! ، هذه هي المهمة التي تقوم بها المديريات التعليمي ، فقد تحولت المديريات التعليمية إلى مكتب بريد ، والقسم الوحيد الذي يعمل بكفاءة عالية في المديريات التعليمية هو الأرشيف !! ، فماذا تقدم المراحل الموجودة بمديريات التربية والتعليم للإدارات التعليمية ؟ !! غير أن مرحلة التعليم الابتدائي ترسل نشرات الوزارة للإدارات التعليمية وكذلك التعليم الإعدادي والثانوي والتوجيهات المختلفة ؟ !!! ، نفس الكلام ينطبق على جميع الإدارات داخل ديوان المديريات ، فهل إدارة التعليم الابتدائي بمديرية من المديريات التعليمية طرحت حلاً لمشكلة الأمية في مدارسها ، وحصرت أسباب المشكلة ، ووضعت خطة قصيرة المدى من خلال الإمكانيات المتاحة في المحافظة ؟ !! ، هل التخطيط الاستراتيجي في مديرية من المديريات التعليمية ، أعلن عن آلياته في تنفيذ الخطة الاستراتيجية للوزارة ، بعد حصر مشاكل وإمكانيات المديرية وكيفية مواجهة هذه العقبات في ضوء الخطة واقتراح الحلول البديلة ؟ !!! ، طبعاً – هذا لم يحدث لأنه لا توجد خطة استراتيجية واضحة للوزارة ، وكل وزير يضع خطة جديدة ، فماذا يفعل التخطيط الاستراتيجي في المديريات إذن ؟ !!! ، وماذا تفعل لجان المتابعة بالمديريات التعليمية ، والمشاكل هي هي لا حل لها ؛ لأن استمارة المتابعة التي يملأها المتابع هي استمارة حصرية فقط ، عن مدى صلاحية الحمامات ، وغياب العاملين والطلاب ، ومجموعات التقوية شغالة أم لا ؟ !! والتأكد من أن الرؤية والرسالة ملطوعة على حوائط المدارس ، ومتابعة تنفيذ نشرة الكانتين بضرورة عدم بيع الشيبسي وعدم بيع الحاجة الساقعة الزجاجية حتى لايصيب الطلاب بعضهم بعضاً ؟ !! ، فما الذي تقدمه المديريات التعليمية للعملية التعليمية ؟ !!! فالمديريات التعليمية مهمتها أن توقع على النشرات الواردة من الوزارة للإدارات التعليمية ، ويتسلم هذه النشرات مندوبان من كل إدارة تعليمية ليسلموها لأرشيف الإدارات التعليمية ، عدد هؤلاء المناديب : خمسمائة اثنين وخمسين مندوباً ( 552 ) بواقع اثنين لكل إدارة تعليمية .
فماذا لو تم الاستفادة بالعاملين بديوان الوزارة وهم بالآلاف والاستفادة من مناديب الإدارات التعليمية ؟ ، وبدلاً من أن ترسل الوزارة النشرات والقرارات بالفاكسات للمديريات التعليمية ، ترسلها مباشرة إلى الإدارات التعليمية ، والإدارات ترسل الإحصائيات والبيانات والتقارير للوزارة مباشرة دون الرجوع للمديريات التعليمية ؟ !!! ، أريد أن يخبرني أحد خبراء الفشل الإداري بالوزارة : ما المشكلة في أن يكون التعامل بين الوزارة والإدارات التعليمية مباشر دون وساطة من المديريات التعليمية ؟ !!! ، وفي هذه الحالة وزارة التربية والتعليم ستستغني عن هذه الجيوش التي تجلس بلاعمل في المديريات التعليمية غير أنها توقع على نشرات لتوصيلها للإدارات التعليمية ، وكان من نتيجة هذا الترهل الإداري ، أن أصبحت مصر في ذيل الترتيب العالمي من حيث مستوى التعليم وتحتل المركز الأخير بلامنازع !!! .
– ناهيكم عن أنه لو تم مراجعة خطط العاملين بدواوين المديريات فلن تجدوا رُبع العدد الفعلي !!! ، فأغلبهم ممن يعملون في هيئة ضمان الجودة كمراجعين خارجيين أو مدربين ، أو في الإدارة المركزية للتدريب ، أو في أحد المراكز البحثية التابعة للوزارة ، أو يعملون في الأكاديمية المهنية للمعلمين ، أو في أحد مشاريع المعونات والمنح الأجنبية ، أي أنهم مسكنون على الورق فقط في المديريات التعليمية !!! .
فلم نسمع أن مدير مديرية تعليمية قام بوضع خطة لمواجهة ومعالجة مشكلة العجز في المعلمين ، أو كثافات الفصول وكيفية حل هذه المشكلة في حدود الإمكانيات المتاحة وبالمشاركة المجتمعية ، أو قام بحصر الطلاب الأميين بالمدارس وووضع خطة علاجية لهم ، أو كيفية مواجهة مشكلة الاعتداء على المدرسين ، أو اقترح كيفية حل المشاكل المترتبة على الحالة الاقتصادية السيئة لأولياء الأمور وكيفية مساعدة هؤلاء الطلاب ليستمروا في التعليم ، وأصبحت مهمة مدير المديرية الرئيسية هي حركات النقل والندب والترقية لوكلاء ومديري الإدارات التعليمية ، لدرجة أن بعض مديري المديريات يصدرون أكثر من ثلاث حركات نقل في السنة الواحدة لوكلاء ومديري الإدارات التعليمية !!! .
فالمديريات التعليمية بهذا الهيكل الإداري المترهل ؛ هي السبب الرئيسي في فساد وفشل التعليم المصري ، فيجب أن يصدر قرار من رئيس الوزراء بإلغاء ما يسمى بالمديريات التعليمية ، وتوزيع العاملين بها على الإدارات والمدارس لسد العجز من ناحية ، وتوفير المليارات التي يتم إنفاقها على المديريات التعليمية من ناحية ، ومن ناحية أخرى إصلاح الهيكل الإداري لوزارة التربية والتعليم للنهوض بالعملية التعليمية .
ويتم الإبقاء على مدير المديرية ووكيل واحد فقط ، ومعهم عدد لا يتجاوز العشرة من الموظفين ، ليكونوا حلقة الوصل بين الإدارات التعليمية من ناحية والوزارة من ناحية أخرى ، وأن يكون مقرهم في ديوان المحافظة ، ويتم تسليم مباني المديريات التعليمية لهيئة الأبنية التعليمية لإعدادها مدارس تخدم الطلاب وتقلل من كثافة الفصول وتنهض بالعملية التعليمة .
دكتور محمد زهران – مؤسس تيار استقلال المعلمين …..
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى