مدرس اون لايندخول

ننشر الذى لايعرفة احد عن العملاق "جمال حمدان" صاحب "شخصية مصر وعبقرية المكان"

ننشر الذى لايعرفة احد عن العملاق "جمال حمدان" صاحب "شخصية مصر وعبقرية المكان" %D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%89-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%89--570x310
يستعيد كتاب توثيقي بالصور حياة المفكر المصري الراحل جمال حمدان بإلقاء أضواء جديدة على مواهبه في الرسم وإجادته فنون الخط العربي وآرائه التي تتجاوز تخصصه في الجغرافيا إلى مستقبل مصر بل إن بعضها يجيب عن أسئلة الحاضر.

ففي فصل خاص بمخطوطات كتبها حمدان بخط الرقعة يقول “أعظم سياسة خارجية ممكنة لمصر اليوم هي البناء الداخلي. كل ما عدا ذلك عاد بلا جدوى. ابن قوتك داخليا أولا ثم انطلق. حتى الدول العربية لن تقبل عليك وتعترف بك حقا إلا من موضع القوة… مصر ليست قلعة المصريين ولكن قلعة العرب بمعنى أنها ليست منطوية على نفسها ولا انفصالية ولكنها على العكس حصن الوحدة والعروبة.”

ويقول في ورقة أخرى “الشعب فاعل والحكم مفعول به وليس العكس. قل لي ما هو هذا الحاكم أقل لك من هو هذا الشعب. فإذا كان الحاكم… يخشى الشعب ويرتعد أمامه فهذا شعب حقا أما إذا كان العكس فليس هذا بشعب وإنما قطيع.”

ويضيف حمدان (1928-1993) في السطر التالي “الطغيان لا يصنعه الطاغية وإنما الشعب هو الذي يصنع الطاغية والطغيان معا… مصر أعرق دولة سياسية في التاريخ ولكن واأسفاه أعرق دولة في الدكتاتورية أيضا.”

ويقول إن شخصية مصر تغيرت “في كل شيء إلا شيئا واحدا هو نظام الحكم… لم يبق.. سوى الثورة الشعبية فقط وبعدها يتم انتقال مصر برمتها انتقالا تاريخيا من شخصية إلى شخصية. الوطن والمواطنة..”

وكتاب (جمال حمدان وعبقرية المكان) الذي أعده محمد محمود غنيمة وأيمن منصور يقع في 153 صفحة من القطع الكبير جدا وأصدره بيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية بغلاف يحمل صورة حمدان شابا نظرا لندرة صوره في سن متأخرة بسبب عزلته الشديدة.
وحمدان الذي يحظى باحترام الأوساط العلمية والثقافية رحل في ظروف غامضة في ابريل نيسان 1993 بعد أن عاش وحيدا معتزلا الحياة العامة منذ استقال من الجامعة عام 1963.

ولحمدان نحو 20 كتابا منها (جغرافيا المدن) و(أنماط من البيئات) 1958 و(الاستعمار والتحرير في العالم العربي) و(بترول العرب) و(أفريقيا الجديدة) و(المدينة العربية) 1964 و(اليهود أنثروبولوجيا) 1967 و(استراتيجية الاستعمار والتحرير) 1968 أما عمله الأبرز فهو (شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان) الذي نشر للمرة الأولى عام 1967 في كتاب تحول إلى موسوعة صدرت مجلداتها الأربعة بين عامي 1980 و1984. ولا تقتصر الموسوعة على الجغرافيا وإنما تتضمن قراءة متعمقة في ماضي البلاد ومستقبلها.

ونال حمدان من مصر جائزتين هما جائزة الدولة التشجيعية عام 1959 عن كتابه (دراسات في العالم العربي) الذي صدر عام 1958. ثم جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1985 عن مجمل أعماله وكانت أرفع جائزة مصرية آنذاك ولكنه رفض تسلمها ثم تسلمتها عائلته بعد وفاته.

وفي عام 2006 صدر طابع بريد تذكاري باسمه في مصر.

وفاز حمدان عام 1986 بجائزة التقدم العلمي من الكويت وزاره مبعوث كويتي في بيته وأعطاه قيمتها المادية (11 ألف دولار) وفي اليوم التالي وزعها حمدان على شقيقاته وأبنائهن.

ويبدأ كتاب (جمال حمدان وعبقرية المكان) بفصل (محطات على الطريق) عن طفولة حمدان ثم دراسته الثانوية حيث كان من زملائه في المدرسة رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب ورئيس مجلس الشورى الأسبق صبحي عبد الحكيم. ثم تخرج حمدان في قسم الجرافيا بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا) عام 1948 وهو دون العشرين وسافر إلى بريطانيا في بعثة علمية للحصول على الدكتوراه.

ويضم الكتاب صورة غلاف نسخة من كتاب (النيل) تأليف أستاذ الجغرافيا محمد عوض محمد حيث صمم حمدان الغلاف بثلاثة خطوط هي الديواني والفارسي والرقعة وكتب اسمه أسفل الغلاف هكذا “جمال محمود حمدان. جامعة فؤاد الأول. ليسانس جغرافية”.

وفي فصل عنوانه (ثلاثون عاما من العزلة) يسجل الكتاب على لسان عبد الحميد شقيق حمدان أنه استقال من الجامعة “احتجاجا على تخطيه في الترقية” بعد أن سطا زميل له على محاضراته فاختار العزلة لإدراكه “أنه لن يقوى على الوقوف أمام هؤلاء الديناصورات.. وأنه لا سبيل أمامه إلا بمحاربتهم بسلاحه الوحيد وهو العلم” موضحا أن قرار العزلة كان صعبا ولكنه أصر عليه.

ويقول الكتاب إن الجغرافي في مفهوم حمدان “فيلسوف” حيث عرف حمدان علم الجغرافيا بقوله “العلم نثر شعره الجغرافيا… الجغرافيا ذلك العلم المستحيل. والجغرافي هذا العالم المجنون… لا يكون الجغرافي جغرافيا إلا إذا كان فيلسوفا.”

ولكن حمدان في أوراقه المخطوطة يكتب “علم الجغرافيا بائس. إذا تعمق غرق وإن طفا تسطح.”

وتتطرق الأوراق المخطوطة التي يضمها الكتاب قضايا ما زالت ساخنة منها علاقة مصر بإسرائيل والعالم العربي فيقول إن اتخاذ مصر موقف الحياد لم يعد ممكنا اليوم وإن هذا الحياد لو كان المقصود به أمريكا وروسيا “فأهلا. لنبتعد عن التبعية لأمريكا. أما لو كان المقصود الحياد بين إسرائيل والعرب فهذه هي الخيانة العظمى.”

ويضم الكتاب أربعة بورتريهات “من روائع إبداعات جمال حمدان”.
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى