الأخطار التي واجهت الدولة الإسلامية في المدينة النبوية
الاخطار التي واجهت الدولة الاسلامية بالمدينة المنورة
اولا:- الاخطار الداخلية:-
- تلك التي سعت لتفكيك الدولة والتحالف مع الاعداء للقضاء علي الدولة وتمثلت في اليهود والمنافقين.
1- المنافقون:- وتزعمهم عبد الله بن سبا بن ابي بن سلول  وهو احد زعماء الخزرج وكان مشركا ودخل في الاسلام هو وبعض أنصاره بعد غزوة بدر 2هـ بعدما شعروا بضعف مكانتهم فاظهروا اسلامهم وابطنوا الكفر لزعزعة استقرار الدولة واثارة الفتن واستخدموا عده طرق لذلك منها:-
 محاولة شق الصف الاسلامي:-وظهر جليا بعد هزيمة المسلمين يوم احد حينما طالب المنافقون بالعوده الي دينهم والاتصال بقريش لطلب العفو كما حاولوا الوقيعه بين المهاجرين والانصار .
- نشر الشائعات والافتراءات :-بالطعن في اعراض المسلمين كالسيدة خديجة فيما يعرف بحادث الافك التي براها القرآن منه.
- بناء مسجد ضرار :- بعيدا عن مسجد الرسول وكان مركزا للتآمر والتحريض ضد المسلمين وامر الرسول بإحراقه.

 التحالف مع اعداء الاسلام:-  ومن مظاهر ذلك:-
- تخاذل المنافقين في غزوة احد وعودة عبد الله بن ابي سلول بثلثي الجيش.
- تحريض المنافقين لبني النضير علي قتال محمد وتشجيعهم لذلك بمشاركتهم قتال محمد
- تراجع المنافقين في غزوة الاحزاب 5 ه اثناء الحصار والعودة للمدينة تاركين النبي والصحابة.
- رفض المنافقين الخروج لغزوة تبوك 9ه بحجج واهية مخافة لقاء الروم.
موقف النبي من المنافقين:-
- رفض قتلهم حتي لا يقال انه يقتل أصحابه.
- عمل علي تفتيت تجمعاتهم وتحذيرهم من عذاب الله لهم في الدنيا والاخرة.
ونتيجة لذلك تراجع كثير من المنافقين واعتذروا للرسول وأصحابه بعدما نزلت آيات القرآن الكريم كاشفة لهم ، وبعد وفاة عبد الله بن ابي سلول تراجعت حركة النفاق بالمدينة واصبح حضورهم ضعيف وذلك بالعام العاشر من الهجرة.
2- اليهود:- وقد وضع الرسول بصحيفة المدينة اسس التعامل مع اليهود ولكن لم يلتزم اليهود بتلك الاسس  بل عملوا علي :-
أ‌- تشوية صورة الرسول والاسلام:- ليبعدوا الناس عن الاسلام ولخطورة تهديد الاسلام لمصالحهم وعقيدتهم غير الصحيحة فتعدوا علي حرمات الاسلام كما في غزوة بني قينقاع  بتعديهم علي المرأة المسلمة.
ب‌- التحالف مع المشركين:- حيث:-
- حرض يهود بني النضير مشركي مكة علي قتال المسلمين وغزو مكة.
- قض يهود بني قريظة مع المسلمين وتحالفهم مع المشركين في غزوة الاحزاب.
- حشد يهود خيبر لقريش والاعراب ضد المسلمين ودعمهم لهم بالمال.
ت‌- محاولة شق الصف العربي:- من خلال تقطيع اواصر المحبة بين المسلمين وبعضهم (الاوس والخزرج) .
ث‌- محاولة اغتيال النبي:- حينما خرج النبي مع بعض أصحابه ليهود بني النضير فاستقبلوه في بشاشة ثم تشاوروا في قتلة واتفقوا علي القاء صخرة علية من فوق جدار كان يجلس بالقرب منه فجاءة خبر من السماء بما عزموا علي فعله فعاد النبي للمدينة واعد جيشا غزا به بني النضير    4 ه ، كما حاولوا دس السم له في شاة ليأكل منه فيسمم.
مواجهه النبي لليهود:-
يهود بني قينقاع:- غزا الرسول بني قينقاع بعد غزوة بدر الكبرى 2ه وذلك بسبب:-
- اظهار اليهود عداوتهم للرسول ولم يفوا بالتزاماتهم كما حددتها الصحيفة .
- عندما التقي بهم الرسول بسوق بني قينقاع حذرهم من مصير قريش ولكنهم تحدوه وهددوه.
- اما السبب المباشر فتمثل في:-
• ان احدي النساء المسلمات تبيع وتشتري بسوق بني قينقاع بجوار صائغ يهودي فراودها لكشف وجهها فأبت فعمد لطرف ثوبها فعقده لظهرها دون ان تعرف فلما قامت انكشفت سوءتها فضحك اليهود عليها فصاحت فوثب احد المسلمين علي اليهودي وقتلة فاجتمع علية اليهود وقتلوه.
احداث الغزوة:-
- نفذ صبر الرسول من يهود بني قينقاع فخرج لقتالهم وجعل لواء القيادة في يد حمزة بن عبد المطلب.
- علم اليهود بقدوم الرسول فتحصنوا بحصونهم وحاصرهم الرسول 25 يوما دون اي مدد لهم فاستسلموا.
نتائج الغزوة:-
- امر الرسول بربطهم وتوثيقهم وكانوا 700 رجلا وتدخل راس المنافقين عبد الله بن سلول وطلب من النبي العفو عنهم فعفي النبي عنهم واجلاهم عن المدينة فخرجوا للشام.
ثانيا :- الاخطار الخارجية:-
وضمت المشركين من القبائل والاعراب بقيادة قريش الي جانب الروم وحلفائهم من عرب الشام.
1- تحالف المشركين بقيادة قريش:-
- ادرك النبي ان الصدام مع قريش قادم لا محالة حيث زاد حقدها بعد انشاء الدولة الاسلامية بالمدينة .
- كما انها ارسلت رسائل عده تؤكد عداوتها للدولة الجديدة وتهديدها بإعلان الحرب علي الاسلام من خلال رسالتين واحدة لعبد الله بن سلول باعتباره احد زعماء المدينة والأخرى للمهاجرين .
- لذا ادرك الرسول انه لابد للاستعداد لمواجهه خطر قريش في مكة فارسل الرسول 4 غزوات واربع سرايا قبل غزوة بدر الكبرى لجمع المعلومات ومعرفة طرق قريش التجارية لإضعافها اقتصاديا والرد علي تهديداتها.
- وقد مرت مرحلة حروب النبي مع قريش بمرحلتين هما:-
• المرحلة الاولي:- هدفها الدفاع وحماية المدينة وكيان الدولة وتبدا من 2ه حتي غزوة الاحزاب 5ه
• المرحلة الثانية:-هدفها الهجوم وانهاء تحالف المشركين نهائيا وتبدا من 6ه : 8 ه حيث فتح مكة والطائف.
فتح مكة 8هـ:-
الاسباب:-
- كان من شروط صلح الحديبية6ه انه من اراد ان يدخل في حلف محمد فليدخل ومن اراد ان يدخل في حلف قريش فليدخل.
- دخلت قبيلة خزاعه في عهد الرسول بينما قبيلة بكر فدخلت في حلف قريش.
- قبيلة قريش تساعد قبيلة بكر في العدوان علي قبيلة خزاعه وقتلوا منهم الكثير.
- خشيت قريش من نتائج العدوان فارسل ابا سفيان للرسول ليعتذر الية رسميا ورفض الرسول .
خط سير الجيش لمكة:-
- قرر الرسول السير لمكة ولم يعلم الناس بجهه الغزوة حتي يأتي لمكة فجأة.
- دخل الرسول مكة وطاف بالبيت الحرام وهدم الاصنام ثم صلي وقام بلال واذن فبكي الرسول وأصحابه .
- عفي الرسول عن اهل مكة ولم يقتل منهم احد فكان ذلك سببا لدخول كثير منهم في الاسلام.
2- الروم:-
- بعد صلح الحديبية 6ه وانطلاق الدعوه الاسلامية وصلت كتب المسلمين للملوك والامراء يدعوهم للدخول في الاسلام ومنهم ملوك الشام التابعين لحكم الروم.
- شعر الروم وحلفائهم بالشام بخطر المسلمين فاظهروا عدائهم للمسلمين من خلال:-
• محاولة عرب الشام فرض حصار اقتصادي بمهاجمة التجار الذين يحملون البضائع للمدينة.
• الاعتداء علي بعثة الرسول الذين كانوا يدعون القري للإسلام.
• قيام شرحبيل بن عمرو الغساني حاكم بصري بقتل مبعوث الرسول 6 ه.
• تهدي الحارث بن ابي شمر الغساني حاكم دمشق بإعلان الحرب علي المدينة.
• الاعتداء علي معتنقي الاسلام بالشام فقتلوا والي مدينة معان بعد اسلامة.
نتيجة تلك المواقف اتخذ الرسول مجموعه من الاجراءات لتحقيق أهدافه وهي:-
• فر هيبة الدولة الاسلامية لمنع تكرار حالات العدوان.
• تامين الدعاه الي الاسلام.
• تامين التجارة بين الشام والمدينة.
وقد حدثت معارك حربية بين المسلمين والروم ومنها سرية مؤتة 8ه وغزوة تبوك 9 ه .
غزوة مؤتة:-
- وقعت في جمادي الاول 8 ه وهي اعظم حرب دامية في عهد الرسول واظهر فيها قادة الحرب شجاعه منقطعه النظير وخطط خالد بن الوليد اكثر عمليات التاريخ العسكري مهارة ونجاح.
الاسباب:-
- قيام شرحبيل بم عمو الغساني حاكم بصري بقتل مبعوث الرسول الحارث بن عمير 6ه وهو ما معناها اعلان الحرب فكان لابد من تجهيز الجيش
تجهيز الجيش:-
- وكان قوام الجيش 3000 جندي وقادة زيد بن حارثة وبعد مقتلة جعفر ابن ابي طالي ومن بعده عبد الله بن رواحة.
تحرك الجيش:-
- تحرك الجيش للشام واجتمع قادته برئاسة زيد بن حارثة في معان (محافظة بالأردن) لمناقشة الوضع العسكري حيث ان المسلمين لم يكن بحسبانهم مقابلة جيش بهذه الضخامة فكان هناك رايان هما:-
• اعلام الرسول بالمدينة لطلب المدد وانتظار الرد من الرسول.
• ملاقاة العدو لأنه لن يمهلهم انتظار الرد والعودة غير محسوبة.
احداث الغزوة:-
- تحصن المسلمون في مدينة مؤتة بجنوب الكرك وظن الرومان ان القضاء علي المسلمين وابادتهم لن تستغرق ساعه ولكن استمرت المعركة سبعه ايام عانوا فيها من الاهوال من المسلمين.
- فشل الروم في اقتحام مواقع المسلمين وقتل منهم الكثير وقد استشهد زيد ابن حارثة في اليوم السادس فتولي جعفر وحينما استشهد تولي عبد الله بن رواحة وحينما استشهد لما يعد هنا قائد حيث اوصي الرسول بهؤلاء الثلاثة فقط.
- اعطي المسلمون لخالد بن الوليد الراية ولم يكن قد مضي علي اسلامة سوي 3 شهور لأنه اصلح من يقود الجيش ، فادرك انه في حالة لمكيدة حربية تلقي في قلوب الروم الرعب لينجو بجيشة باقل خسائر.
خطة خالد بن الوليد:-  اراد خداع الروم ليتمكن بالانسحاب بجيشة دون خسائر او باقل خسائر ممكنة فقام بـ:-
- اخرج بعض كتائب الفرسان بعيدا عن مؤتة اثناء الليل.
- غير اوضاع الجنوب فالميسرة ميمنة والعكس ومقدمة الجيش بالمؤخرة .
- طلب من المسلمين الصمود والهجوم السريع المتتالي.
تنفيذ الخطة:-
- تم الهجوم علي الرومان في هجمات سريعه متتالية ودخلت كتائب الفرسان من خارج مؤتة كما راي العدو تغير الرايات ووجوه المقاتلين وعنف الهجوم فايقن بمجيء مساعدات للمسلمين فتقاعس الرومان وتراجعوا في اليوم السابع من المعركة.
- في الليل بدا خالد بن الوليد في الانسحاب في شكل كتائب يحمي بعضها البعض خوفا من مطاردة الرومان الذي ظنوا ان الانسحاب ما هو الا كمين محكم عليهم للقضاء عليهم ان طاردوا المسلمين
- وبالتالي استطاع خالد بن الوليد ان يعود بالجيش دون خسائر جديدة .
- قتل من المسلمين عدد قليل جدا عكس الرومان الذين قتل منهم عدد لا يحصي.
نتائج غزوة مؤتة:-
- اول معركة كبري بين المسلمين والروم وحلفائهم من العرب.
- تعرف المسلمون حقيقة القوات الرومانية واساليب قتالهم.
- كانت مقدمة لفتح الشام وتحريرها من الرومان في عصر الخلفاء الراشدين.
- زعزعه هيبة الرومان عند العرب ورفعت من معنويات المسلمين للقاء الرومان مرة اخري وهذا ما حدث في غزوة تبوك.
وفاة النبي:-
- اسس الرسول دعائم الدولة الاسلامية وربي أصحابه لقيادة تلك الامة ونجح في تذليل كل المشكلات ووضع الحلول لها ، ولم يتنازل عن مبادئ دينة رغم التنكيل به وانتهي بنصر عزيز وتمكين علي المشركين واليهود .
- كما جاءته وفود لعرب والعجم يدخلون في دين الله افواجا .
- ولما استقرت الدولة واكتملت اركان الدين وادي النبي رسالته جاءه الموت فتوفي في 12 ربيع الاول 11ه / 632م .
- ودفن الرسول بالمدينة المنورة وبعد وفاته استكمل المسلمون من بعده الفتوحات لنشر الاسلام حتي وصلت الدولة الاسلامية لحدود الصين شرقا والمحيط الاطلسي غربا.