مدرس اون لايندخول

القراءة المتعددة 2 ثانوى 2015 - إعمال العقل

القراءة المتعددة
1/ إعمال العقل
زكي نجيب محمود
الموضوع
لقد قامت حضارات المسلمين ، كما قام غيرها على واقع ، وعلى علم بذلك الواقع . وهاهو أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب ، وقد همّ بالخروج للقتال ، فجاءه منجم يدّعي القدرة على حساب الغيب ، ونصحه بألا يسير إلى القتال في تلك الساعة ، وبأن يجعل سيره على ثلاث ساعات مضين من النهار قائلا له : " إنك إن سرت في هذه الساعة ، أصابك وأصحابك أذى وضرّ شديد ، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ، ظفرت وظهرت ، وأصبت ما طلبت " فما كان من الإمام عليّ – كرّم الله وجهه – إلا أن أعرض عن المنجم ، بعد أن عنّفه تعنيفا شديدا ، ومضى فيما كان ماضيا فيه ، وانتصر ، فقال لأصحابه ساعة النصر : لو سرنا في الساعة التي حددها لنا المنجم ، وانتصرنا ، لقال الناس : أن النصر إنما تحقق بفضل ذلك المنجم ونبوءته ، " أما إنه ما كان لمحمد -  - منجم ، ولا لنا بعده ، حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر " .
إنه لمن أعجب ما يلفت النظر في طبيعة الإنسان ، أن الناس إذا اختلف بعضهم مع بعض على شيء تولاه العقل بالتحليل والحساب ، لم يغضب أحد منهم من أحد ، بل إنهم ليراجعون  تحليلهم وحسابهم مرة أخرى ، حتي يذعن المخطئ للمصيب ، أما إذا اختلفوا على شيء في غير ميدان العقل ، شيء تولته العواطف والأهواء ، فلا أمل عندئذ في إقناع او اقتناع ، وقد تمتد بينهم الخصومة إلى حد القتال ، فكأنما يسهل عليهم أن يتنازلوا عن الرأي الذي يرونه بعقولهم ، ولا يسهل عليهم أن يفرطوا في ميل مالت بهم إليه عواطفهم ، مع أن رؤية العقل هي مجال اليقين ، وأما ميل العاطفة فطريق معبأ بالضباب .

على أنه لا جدوى من أن نردد كلمة " العقل " بألسنتنا دون أن نعني بها كل ما تعنيه تلك الكلمة ، أو ما يجب أن تعنيه ، إذ العقل – آخر الأمر – هو التخطيط المدروس ، ولا يكون للتخطيط المدروس معنى إلا أن يكون هناك أهداف واضحة مقصودة ، وأن يكون هناك مسح إحصائي للواقع كما هو قائم ، ثمّ يجيء ذلك التخطيط المدروس الذي هو " عقل " فيطوع هذا الواقع الذي رسمته لنا البحوث الإحصائية تطويعا يحقق تلك الأهداف التي قصدنا إلى تحقيقها .
إنه إذا قيل لنا : أين نقطة البدء التي بدأ منها تقدمنا فيهذا العصر ؟ لكان الجواب الصحيح هو : كانت البداية حين دعا الدعاة إلى صحوة " العقل " في وجه الموجة العاتية التي غمرتنا بطوفانها ، فإنها من خرافات . وما الخرافة ؟ هي قبل كلّ شيء ، وبعد كلّ شيء ربط المسببات بغير أسبابها .
أقول : إن تقدمنا قد بدأ ، عندما دعا الداعون إلى يقظة العقل ، لترتبط النتائج بأسبابها الصحيحة ، وكان من أبرز هؤلاء الداعين إلى حكم العقل هو إمامنا الشيخ محمد عبده ، الذي إذا طرحت من حصيلته تلك الدعوة إلى تحكيم العقل ، لم يبق منه إلا واحد كسائر الآحاد ، فلقد أخذ - بكل جهده – يوضح المبادئ الأساسية في الإسلام ، توضيحا يبين استنادها إلى منطق العقل ، فجعل الأصل الأهم لهذا الدين هو " النظر العقلي " ، وعنده أن النظر العقلي هو وحده وسيلة الإيمان الصحيح .

اللغـــــــويات
الكلمة المعنى الكلمة المعنى الكلمة المعنى
واقع × خيال ها للتنبيه هم نهض
يدعي يزعم ×يصدق القدرة الاستطاعة× العجز حساب معرفة
× جهل
مضين مرت النهار ج أنهر نهر ظفرت انتصرت
ظهرت تفوقت أصبت حققت أعرض رفض
يلفت يجذب تولاه قام به يذعن يخضع
ميدان مجال
ك ميد الأهواء الرغبات م الهوى يفرطوا يضيعوا
× يتمسك
العاتية الشديدة غمرتنا شملتنا أبرز أشهر
طرحت قدمت
× أخفى استناد اعتماد
× تواكل طوفان القوة / الشدة
جدوى نفع مسح جمع صحوة × غفلة

المناقشة
س1/ علام قامت حضارة المسلمين ؟
ج/ لقد قامت حضارات المسلمين ، كما قام غيرها على واقع ، وعلى علم بذلك الواقع .

س2/ ماذا حدث مع الإمام علي عندما هم بالخروج للقتال ؟ و ما موقفه ؟
وهاهو أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب ، وقد همّ بالخروج للقتال ، فجاءه منجم يدّعي القدرة على حساب الغيب ، ونصحه بألا يسير إلى القتال في تلك الساعة ، وبأن يجعل سيره على ثلاث ساعات مضين من النهار قائلا له : " إنك إن سرت في هذه الساعة ، أصابك وأصحابك أذى وضرّ شديد ، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ، ظفرت وظهرت ، وأصبت ما طلبت " فما كان من الإمام عليّ – كرّم الله وجهه – إلا أن أعرض عن المنجم ، بعد أن عنّفه تعنيفا شديدا ، ومضى فيما كان ماضيا فيه ، وانتصر

س3/ بم برر الإمام علي تصرفه ؟ و ما الدرس المستفاد ؟
فقال لأصحابه ساعة النصر : لو سرنا في الساعة التي حددها لنا المنجم ، وانتصرنا ، لقال الناس : أن النصر إنما تحقق بفضل ذلك المنجم ونبوءته ، " أما إنه ما كان لمحمد -  - منجم ، ولا لنا بعده ، حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر " .
* الدرس المستفاد هو : لا نعتمد في حياتنا إلا على الله و تحكيم العقل .

س4/ ما موقف الناس عند الاختلاف في أمر من أمور العقل ؟
الناس إذا اختلف بعضهم مع بعض على شيء تولاه العقل بالتحليل والحساب ، لم يغضب أحد منهم من أحد ، بل إنهم ليراجعون  تحليلهم وحسابهم مرة أخرى ، حتي يذعن المخطئ للمصيب

س5/ ماذا يحدث عند الخلاف في أمر من أمور الأهواء و العواطف ؟
إذا اختلفوا على شيء في غير ميدان العقل ، شيء تولته العواطف والأهواء ، فلا أمل عندئذ في إقناع او اقتناع ، وقد تمتد بينهم الخصومة إلى حد القتال

س6/ ماذا نستفيد من اختلاف الناس في حالة العقل عنها في حالة العواطف ؟
فكأنما يسهل عليهم أن يتنازلوا عن الرأي الذي يرونه بعقولهم ، ولا يسهل عليهم أن يفرطوا في ميل مالت بهم إليه عواطفهم ، مع أن رؤية العقل هي مجال اليقين ، وأما ميل العاطفة فطريق معبأ بالضباب .
س7/ كيف يمكن الاستفادة من ذكر كلمة ( العقل ) ؟
على أنه لا جدوى من أن نردد كلمة " العقل " بألسنتنا دون أن نعني بها كل ما تعنيه تلك الكلمة ، أو ما يجب أن تعنيه ، إذ العقل – آخر الأمر – هو التخطيط المدروس

س8/ علام يعتمد التخطيط المدروس ؟
ولا يكون للتخطيط المدروس معنى إلا أن يكون هناك أهداف واضحة مقصودة ، وأن يكون هناك مسح إحصائي للواقع كما هو قائم ، ثمّ يجيء ذلك التخطيط المدروس الذي هو " عقل " فيطوع هذا الواقع الذي رسمته لنا البحوث الإحصائية تطويعا يحقق تلك الأهداف التي قصدنا إلى تحقيقها .

س9/ متى كانت نقطة البداية في الحضارة الإسلامية ؟
كانت البداية حين دعا الدعاة إلى صحوة " العقل " في وجه الموجة العاتية التي غمرتنا بطوفانها ، فإنها من خرافات .

س10/ ما المقصود بالخرافة في حياتنا ؟
هي قبل كلّ شيء ، وبعد كلّ شيء ربط المسببات بغير أسبابها .

س11/ متى بدأ تقدمنا – كما يري الكاتب - ؟
أقول : إن تقدمنا قد بدأ ، عندما دعا الداعون إلى يقظة العقل ، لترتبط النتائج بأسبابها الصحيحة.

س12/ ما النموذج الذي قدمه الكاتب ليدلل على صحة كلامه ؟
وكان من أبرز هؤلاء الداعين إلى حكم العقل هو إمامنا الشيخ محمد عبده ، الذي إذا طرحت من حصيلته تلك الدعوة إلى تحكيم العقل ، لم يبق منه إلا واحد كسائر الآحاد ، فلقد أخذ - بكل جهده – يوضح المبادئ الأساسية في الإسلام ، توضيحا يبين استنادها إلى منطق العقل ، فجعل الأصل الأهم لهذا الدين هو " النظر العقلي " ، وعنده أن النظر العقلي هو وحده وسيلة الإيمان الصحيح .

س13/ بم تمييزت دعوة الشيخ محمد عبده ؟
فلقد أخذ - بكل جهده – يوضح المبادئ الأساسية في الإسلام ، توضيحا يبين استنادها إلى منطق العقل ، فجعل الأصل الأهم لهذا الدين هو " النظر العقلي " ، وعنده أن النظر العقلي هو وحده وسيلة الإيمان الصحيح .

س14/ ما الدروس المستفادة من الموضوع ؟
الدروس هي:
1. تحكيم العقل و البعد عن الكذب و التخرص .
2. الأخذ بالأسباب و ترك النتائج على الله .
3. الإفادة من تجارب الآخرين .
4. البعد عن الخرافة و الشعوذة .
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
جزاك الله خيرا
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى