مدرس اون لايندخول

الأفعال الخمسة وأحكامها

الأفعال الخمسة
أ-
العاقل يتكلم بعد تفكير.
لن يتكلمَ العاقل مسرعاً.
لم يتكلمْ عاقل فيما لا يَعنيه.

(1)
أنتما تتكلمان بخير.
أنتما لن تتكلما إلا بخير.
أنتما لم تتكلما إلا بالخير.

(2)
الحكيمان يتكلمان بخير.
الحكيمان لن يتلكما إلا بخير.
الحكيمان لم يتكلما إلا بالخير.

ب-

(3)
أنتم تساعدون المحتاج.
أنتم لن تساعدوا المحتال.
أنتم لم تساعدوا المحتال.

(4)
الأغنياء يشاركون فى النفع.
الأغنياء لن يتأخروا عن المساعدة.
الأغنياء لم يشاركوا فى إساءة.

(5)
أنت - يا فاطمة - تعملين بجد.
أنت لن تعملى بتوانٍ.
أنت لم تعملى بتوان.

إذا
كان المضارع صحيح الآخر، وغير مختوم بضمير بارز، فإنه يعرب بالحركات
الأصلية الظاهرة (الضمة فى حالة الرفع، والفتحة فى حالة النصب إذا سبقه
ناصب، والسكون فى حالة الجزم إذا سبقه جازم). كأمثلة القسم "ا".


أما
إذا اتصل بآخره ألف اثنين (وله معها صورتان. إحداهما أن يكون مبدوءًا بتاء
المخاطب، والأخرى أن يكون مبدوءًا بياء الغائب، كأمثلة 1، 2 من القسم
"ب".) أو اتصل بآخره واو الجماعة، (وله معها صورتان كذلك: أن يكون مبدوءًا
بتاء المخاطب أو ياء الغائب، كأمثلة 3 و 4 من "ب") أو اتصل آخره بياء
المخاطبة، (كأمثلة القسم الخامس من "ب") - فإنه فى هذه الصورة الخمس التى
يسميها النحاة الأفعال الخمسة - يرفع بثبوت النون فى حالة الرفع، نيابة عن
الضمة، وينصب فى حالة النصب بحذفها نيابة عن الفتحة، ويجزم فى حالة الجزم
بحذفها أيضًا نيابة عن السكون. (أمثلة، 2، 3، 4، 5).
وهذا معنى قولهم: الأفعال الخمسة هى: "كل مضارع اتصل بآخره ألف اثنين، أو واو جماعة، أو ياء مخاطبة".
وحكمها:
أنها ترفع بثبوت النون، وتنصب وتجزم بحذفها. مع ملاحظة أن تلك النون عند
ظهورها تكون مكسورة بعد ألف الاثنين، مفتوحة فى باقى الصور.
"ملاحظة":
إذا كان المضارع معتل الآخر بغير إسناد لضمير رفع بارز - فحكمه سيجىء فى
مكانه الخاص. فإن كان مسنداً لضمير رفع بارز وجب أن تلحقه تغيرات مختلفة؛
بيانها وتفصيلُ أحكامها فى الباب المعدّ لذلك، وهو باب: إسناد المضارع
والأمر إلى ضمائر الرفع البارزة؛ بتوكيد، وغير توكيد،
زيادة وتفصيل:


2-
إذا قلت: النساء لن يَعْفُونَ عن المسىء؛ فالنون هنا نون النسوة؛ وليست
نون الرفع التى تلحق بآخر الأفعال الخمسة. كما أن الواو واو أصلية، لأنها
لام الفعل؛ إذا أصله: "عفا" "يعفو" تقول: النساء يَعْفون؛ "يعفو" فعل مضارع
مبنى على السكون الذى على الواو. لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة فاعل
مبنى على الفتح فى محل رفع. وتقول "النساء لن يعفُون": "يعفو": فعل مضارع،
مبنى على السكون لاتصاله بنون النسوة؛ فى محل نصب بلن، والنون فاعل... وفى
النساء لم يعْفُون: "يَعْفُو" فعل مضارع مبنى على السكون لاتصاله بنون
النسوة، فى محل جزم بـ"لم"، ونون النسوة فاعل...
بخلاف قولك: الرجال
يَعْفُون؛ فإن النون هنا علامة للرفع، والواو ضمير الجمع، فاعل، مبنى على
السكون فى محل رفع. وأصله: الرجال يعفُوُون (على وزن: يفْعُلُون)؛ استثقلت
الضمة على الواو الأولى (التى هى حرف علة، ولام الفعل أيضًا) فحذفت الضمة؛
فالتقى ساكنان، هما: الواوان. حذفت الواو الأولى؛ لأنها حرف علة، ولم تحذف
الواو الثانية: لأنها كلمة تامة. إذ هى ضميرٌ، فاعل، يحتاج إليها الفعل،
فصار الكلام: "الرجال يعْفُون" على وزن: "يَفْعُون"، وعند وجود ناصب أو
جازم تحذف النون، نقول: الرجال لن يعْفُوا (على وزن يَفْعُوا) ومن قوله
تعالى: {وأن تَعْفُوا أقربُ للتقوى} والرجال لم يعْفُوا، فحذفت نون الرفع؛
لوجود أحدهما، بخلاف نون النسوة، فإنها لا تحذف - كما سبق.
(ب) عرفنا أن
نون الرفع تحذف وجوبًا للناصب أو الجازم؛ كحذفها فى قوله تعالى {لن
تَنالُوا الْبِرَّ حَتى تنفقُوا مما تُحِبّون}، وقول الشاعر المصرى:
*لا تقْربوا النيل إنْ لم تعملوا عملاً * فماؤهُ العذبُ لم يخلَق لكسْلان*


وقد
تحذف لغير ناصب أو جازم، وجوبًا أو جوازًا؛ فتحذف وجوبًا إذا جاء بعدها
نون التوكيد الثقيلة؛ مثل: أنتما - يا صاحباى - لا تقصرانّ فى الواجب،
وأنتم - يا رجال - لا تهملُنّ فى العمل، وأنت - يا قادرة - لا تتأخَرنِّ عن
معاونة البائس، فحذفت نون الرفع فى الجميع؛ لتوالى الأمثال (أى: لتوالى
ثلاثة أحرف متماثلة زائدة؛ هى: النونات الثلاث...) وحذفت معها أيضًا واو
الجماعة، وياء المخاطبة دون ألف الاثنين، ولكن عند إعراب المضارع المرفوع
نقول: مرفوع بالنون المقدرة، كما سبق بيان سببه وتفصيله.
وتحذف جوازًا
عند اتصالها بنون الوقاية، مثل: الصديقان يُكْرمانِنى، أو: يُكْرِمَانِى،
والأصدقاء يكرمُوننى، أو: يكرمونى، وأنت تكرميننى، أو: تكرِمينِّى.
فتلخص
من هذا أن نون الأفعال الخمسة لها ثلاثة أحوال عند اتصالها بنون الوقاية:
الحذف، أو الإدغام فى نون الوقاية، أو الفك مع إبقاء النونين.
وهناك لغة
تحذف نون الرفع (أى: نون الأفعال الخمسة) فى غير ما سبق؛ وبها جاء الحديث
الشريف "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تَحَابُّوا"، أى: لا
تدخلون الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنون حتى تتحابوا. وقوله أيضًا: "كما
تكونوا يولَّى عليكم" فى بعض الآراء، وليس من السائغ اتباع هذه اللغة فى
عصرنا، ولا محاكاتها، وإنما ذكرناها لنفهم ما ورد بها فى النصوص القديمة.


(حـ)
يجوز أن تقول: "هما تفعلان" و "هما يفعلان" عند الكلام على مؤنثتين
غائبتين؛ ففى الحالة الأولى تؤنث مراعيًا أنك تقول فى المفردة: هى تفعل؛
بوجود التاء أول المضارع. فكأن الأصل - مثلا - زينب تفعل؛ لأن الضمير
بمنزلة الظاهر المؤنث الذى بمعناه. فإذا قلت: "هما تفعلان" فقد أدخلت فى
اعتبارك الحالة السابقة. وإذا قلت: "هما يفعلان" فقد أدخلت فى اعتبارك
مراعاة لفظ الضمير الحالى الذى للمشى الغائب، والأول أكثر وأشهر، وفيه
بُعْد عن اللّبس، فوق ما فيه من مسايرة لقاعدة هامة؛ هى: أن الفعل يجب
تأنيثه إذا كان مسندًا. لضمير يعود على مؤنث...
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
مشكور يا غالى وجزاك الله خير
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى