شهدت مدارس “عمر بن الخطاب – أحمد عبده – الأربعين – الشهيد إبراهيم سليمان – سعيد البشتلي” بمحافظة السويس اقتحام العشرات لها، وقذفها بالحجارة واقتحام الغرف وإشعال النيران فى أوراق الامتحانات والملفات الخاصة بهذه المدارس، مستخدمين الهراوات والحجارة وزجاجات المولوتوف، وذلك عقب انتهاء امتحانات الشهادتين الابتدائية والإعدادية، للفصل الدراسي الثاني، بعد أن اختتم تلاميذ الشهادة الابتدائية امتحاناتهم بمادة اللغة الأجنبية، فيما اختتم طلاب الشهادة الإعدادية امتحاناتهم بمادة العلوم دون ورود أي شكاوى رسمية من الأسئلة، ولكنها انتهت بكارثة على هذه اللجان..
وقال أحمد رجب، أحد العاملين بمدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية، إنهم فوجئوا بقذف المدرسة بالحجارة وتحطيم نوافذها، وبعدها بلحظات قام العشرات باقتحام اللجان وهم ممسكون بالعصي والشوم وزجاجات المولوتوف، وعندما حاول اثنان من زملائنا التصدي لهم، قامو بالاعتداء عليهما بالضرب، وتم نقلهما إلى المستشفي متأثرين بإصابتهما.
وأضاف: كانوا يحطمون الأثاث والمكاتب بطريقة هيستيرية وجنونية، وبعدها أشعلوا النيران فيها، وحاولنا الاتصال بشرطة النجدة، ولم تستجب، وعندما رد أخيرًا، طرحوا العديد من الأسئلة، وأغلقوا الخط.
وتابع أن المدرسة شهدت قيام الطلاب بالقفز على الأسوار بعد انتهائهم من النصف الأول للوقت المسموح به للامتحانات، ورفضت الإدارة فتح الأبواب إلا بعد انتهاء الوقت المخصص بالكامل، وخرج الطلاب إلى ذويهم يشتكون صعوبة الامتحان ومنعهم من الخروج، مدعين أنهم تم معاملتهم معاملة سيئة؛ مما دفع أولياء الأمور للتعدي على اللجان.
وقال عبد الحافظ وحيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالسويس، إن عددًا من الطلاب وأولياء الأمور اعتدوا على لجان امتحانات الشهادة الإعدادية، وحطموا الأثاث المدرسي، وأبواب الفصول، وأحرقوا ما تحتويه من كتب ومذكرات، وشوهوا واجهات تلك المدارس، وزاد الأمر بتهديدهم لأعضاء لجان الامتحانات والاعتداء على البعض منهم.
وأكد وحيد أن هذه السلوكيات العدوانية توضح دور الأسرة في المنزل، خاصة وأن البعض كان يعتدي على المدرسة يصحبة والده أو ولي أمره، وكانوا يحطمون المدرسة، ويحرقونها سويًّا، مرددًا “ما هو المنتظر من هؤلاء الطلاب؟ وبماذا سيفيد بلده بعد أن فعل هذا في مدرستة بصحبة ولي أمره؟!”، مؤكدًا استياءه الشديد لما آلت إليه سلوكيات بعض الطلاب، وبلوغها منحدرًا مخيفًا، يُنذر بتخريج أجيال لا تملك من أمرها غير لغة البلطجة.
ووجه وكيل وزارة التربية والتعليم حديثه إلى الطلاب ببعض اللجان، موضحًا أن المعلم هو خط أحمر، لا يجب بأي حال تجاوزه، مهما تكن الأسباب، وقال إنه لن يسمح بإهانة أي معلم بالمحافظة، موجهًا الشكر لكل أعضاء لجان الامتحانات، الذين قاموا بأداء واجبهم الوطني، داخل اللجان على الوجه الأكمل، حتى اليوم الأخير للامتحانات.
وحمّل وحيد أولياء الأمور مسؤولية ما حدث بالامتحانات، وعليهم إصلاح ما أفسده وأتلفه أولادهم وإعادة الشيء داخل المدرسة إلى أصله، داعيًا كل أفراد الأسرة إلى مشاركة المؤسسة التعليمية في تحمل أعبائها بالوقوف الإيجابي والداعم خلف مجلس الأمناء الممثل القانوني لكل أولياء أمور المدرسة؛ لكي تتمكن المؤسسة التعليمية من أداء رسالتها بما يحقق الأهداف الوطنية للعملية التعليمية بمصر.
ومن جانبه قال اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، إنه أحال واقعة الاعتداء على اللجان بالمدارس الإعدادية إلى النيابة، كما تم فتح تحقيق داخلي بهذه المدارس؛ تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات التأديبية حيال الطلاب المخالفين، وأعلن المحافظ استياءه مما حدث، وقرر تشكيل لجنة لمخاطبة الطلاب وتعديل سلوكهم.