كأنها كانت فى كابوس وأفاقت منه فى ثوانٍ قليلة، هكذا مرت على الأستاذة منى رئيسة قسم اللغة العربية بمدرسة التحرير الإعدادية بالمطرية، حادثة تلقيها صفعة على وجهها من أحد الطلاب، لتدخل بعدها فى بكاء هستيرى، حيث "صعب عليها" أن ينتهى تاريخها الذى شرف على الانتهاء كمعلمة، ربت خلاله أجيالًا، بهذه المهانة وضياع كرامتها، فى ظل منظومة تعليمية ومجتمعية ضاعت فيها الأخلاق، وغابت فيها التربية والتعليم معًا.

كشفت الأستاذة القديرة منى التى قضت 30 عاما فى التعليم، وتعمل حاليًا رئيسة لقسم اللغة العربية بمدرسة التحرير الإعدادية بنين التابعة لإدارة المطرية التعليمية بمديرية القاهرة، لـ"اليوم السابع" تفاصيل التعدى عليها من قبل طالب بالصف الأول الإعدادى، صاحب الـ14 عاما، وصفعها على وجهها.

أكدت المعلمة أنها أثناء مرورها أمام الفصول خلال اليوم الدراسى للإشراف، شاهدت الطالب "ع م" يعتدى على أحد زملائه فى "الطرقة"، حيث قام بطرحه أرضًا وضربه، فتدخلت للفصل بينهما وإنهاء الخلاف، حتى تفاجأت برد فعل الطالب المعتدى على زميله يقول لها: "أنا بكلمك لحد دلوقتى.. ومش عايز أمد أيدى عليكى"، ووجه لها عبارات سب وقذف، ولم تشعر إلا بيد الطالب على وجهها.

وأشارت المدرسة إلى أنها أصيبت بحالة من البكاء الهستيرى، عقب صفعها على وجهها، حيث حضر المعلمون من الفصول، وهموا بضرب الطالب، ولكنها رفضت أن يضربه أحد حتى لا يقال إنه تم التعدى عليه، واصطحبت الطالب إلى مدير المدرسة الذى حاول أن ينهى الأمر بشكل ودى، إلا أنها أصرت على أن تأخذ حقها بالقانون، وتم استدعاء النجدة واصطحبت "المتعدى عليها" إلى قسم الشرطة، وتحرر محضر بالواقعة حمل رقم 1652 جنح أحداث المطرية.

وأفادت "الأستاذة منى" أن ما فعله الطالب بسبها وصفعها على وجهها لم يحرك لديه ساكنًا، حيث وجه حديثه لها قائلًا: "إنتى مكبرة الموضوع ليه؟.. إيه يا أبلة، إحنا فى المطرية إنتى فاكرة نفسك فى مدينة نصر".

وأوضحت المعلمة أن هناك حالة عدم انضباط فى المدرسة وضعف فى القيادة، وقال وعيناها تمتلئ بالدموع: "إزاى وأنا بقالى 30 سنة معلمة وربيت أجيال وفى الأخر طالب أصغر من سن أبنائى يضربنى؟".

واستنكرت المدرسة موقف ولى أمر الطالب، الذى حضر للمدرسة وطالبها بالتنازل عن المحضر، وقال لها: "ابنى حدث ومش هياخد حاجة ومش هيتحبس، وكمان بيدفع كل شهر 500 جنيه للمدرسة ولازم تستحملوه" على حد قول المعلمة.

وانتقدت رئيسة قسم اللغة العربية عدم وقوف وزارة التربية والتعليم فى صفها، واكتفائها فقط بإحالة الواقعة للتحقيق، كما أن مدير إدارة المطرية اكتفى بأن أجرى بها قال خلاله "القلم اللى اضربلك ده اضربلى أنا شخصيا وإهانة لينا كلنا وخدى حقك كامل"، مشيرة إلى أن نقابة المعلمين أيضا لم تكلف نفسها بتوكيل محامى النقابة للدفاع عن القضية باعتبارها تمس كل معلم.

وطالبت المعلمة بفرض عقوبة رادعة على الطالب، وتساءلت: "لو الطالب هو الذى تم التعدى عليه من قبل المعلم لقامت الدنيا ولم تقعد فلماذا يتم تجاهل التعدى على المعلمين بهذه الطريقة المهينة؟".

ودعت الأستاذة منى لتفعيل حصص التربية الدينية، بحيث تكون إلزامية من أجل إعادة ترسيخ الأخلاق والفضائل لدى الطلاب، وعلى رأسها احترام المعلم، مؤكدة أنه لا أحد يعلم شيئا عن تطبيق لائحة الانضباط المدرسى، كما تدعى وزارة التربية والتعليم.

من جانبه أكد بهجت وليم مدير مدرسة التحرير لـ"اليوم السابع"، "إنه تم اتخاذ الاجراءات القانونية ضد الطالب، حيث فصل مدة تصل إلى 3 أسابيع، واتخذت إجراءات نقلة إلى مدرسة أخرى بناءً على رغبة ولى الأمر".

وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت فى بيان لها خلال الأيام الماضية تعدى طالب على مدرسة بصفعها على وجهها بالقلم وإحالة الواقعة للتحقيق.