نشر الأسئلة على مواقع التواصل بعد بدء الامتحانات غير مقبول
السجن مصير من يتورط في أعمال الغش الإلكتروني
نحتاج 40 مليار جنيه للقضاء على مشاكل الكثافة
الواقع في التعليم ليس سيئًا بالصورة التي يصورها البعض
الوزارة تمتلك أصولا غير مستغلة وتمثل عبئا
بدأنا في تشكيل لجنة قومية لتطوير المناهج
جزء كبير من مشاكل المدارس سببها المدير أو الوكيل
ما فعله مدير «القومية بالعجوزة» يؤكد أنه لا يصلح
الكتب الدراسية في مخزن المدرسة منذ شهرين ولم يسلموها للطلاب
تعيين رئيس جديد لإدارة مدارس الإخوان على مستوى الجمهورية
ندرس إنشاء مدارس بنظام الشراكة مع المستثمرين لتقديم تعليم عالي الجودة
اعترف الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم الفني، بسلبيات العملية التعليمية، مؤكدًا أن الوزارة اتخذت عدة تدابير وإجراءات من أجل القضاء على تلك السلبيات، لافتًا إلى أنه غير راضٍ عن الامتحانات التي تجريها الوزارة، مؤكدًا أن المتورطين في أعمال الغش الإلكتروني يتحدون إرادة الدولة، وأن مصير كل من يتورط في عملية الغش من العام الجاري سيكون السجن والغرامة بمبلغ لا يقل عن 50 ألف جنيه.
وأضاف وزير التعليم، خلال حواره مع "فيتو"، أن الوزارة تحتاج إلى 40 مليار جنيه للقضاء على مشاكل الكثافة الطلابية في الفصول، وأن الأصول غير المستغلة والمملوكة للوزارة يمكنها أن توفر 2 مليار جنيه سنويًا.. وإلى نص الحوار:
*كيف ترى الوضع الحالي للتعليم ومستقبل التعليم المصري؟
الواقع في التعليم ليس سيئًا بالصورة التي يصورها البعض، فهناك سلبيات ومشاكل تعاني منها المنظومة التعليمية بالفعل، وقد كنت على دراية بهذه المشكلات قبل أن أتولى المسئولية؛ فبحكم عملي كأستاذ للتربية ومتخصص في التخطيط، وبحكم عملي السابق كوكيل لوزارة التعليم العالي، كنت أعلم بالمشاكل التي تعاني منها المدارس، والمشاكل التي تمر بها وزارة التربية والتعليم، ولكن بعد أن توليت المسئولية اكتشفت أن حجم المشكلات في بعض الأمور أكبر مما كنت أتصور، فالوزارة تمتلك أصولا غير مستغلة، وهذه الأصول بدلا من أن تنفق على نفسها، وعلى الوزارة فإنها تمثل عبئا لعدم استغلالها ومن ذلك مثلا القرية الكونية بمدينة السادس من أكتوبر، وقد شكلت لجنة لحصر تلك الأصول ودراسة كيفية استغلالها بما يضخ عائدا للوزارة.
كذلك كنت أعلم بوجود مشكلة في ارتفاع الكثافات، لكن لم أكن أتصور أن المشكلة بهذا الحجم في عدد من المدارس، وأؤكد لك أن هناك إدارات ومديريات لا تعاني مشكلات الكثافة، ومن ذلك مدارس السويس لا تعاني مشاكل في الكثافات، ورغم السلبيات والمشكلات التي تعاني منها المدارس والمنظومة التعليمية فإن هناك العديد من النقاط المضيئة التي يمكن البناء عليها، من ذلك أن التعليم الفني قد حقق خلال الفترة الماضية جزءًا من التطوير يمكن استغلاله والبناء عليه، ورغم أن هذا التطوير لم يتجاوز نسبة الـ10% من حجم المدارس الفنية إلا أنه يمكن البناء على ذلك، كذلك فمن النقاط المضيئة في التعليم المصري تجربة مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، وهي مدارس تقدم تعليمًا على مستوى عالٍ، وهناك 9 مدارس للمتفوقين على مستوى الجمهورية منها 6 مدارس تعمل بالفعل، و3 مدارس أخرى تعاني بعض المشكلات.
*وماذا عن مشكلات المناهج الدراسية؟
نعمل حاليًا على الارتقاء بالمناهج التعليمية، وتطويرها بطريقة علمية مختلفة، فقد سألنا أنفسنا أين نقف من الدول المتقدمة تعليميا في مجال العلوم والرياضيات، وانتهينا إلى ضرورة دراسة مناهج العلوم والرياضيات للطلاب في أكثر الدول تقدمًا في هذا المجال، ووجدنا أن أكثر الدول تقدمًا في هذا المجال هي فرنسا وإنجلترا، وفنلندا وألمانيا، وقد بدأنا في تشكيل لجنة قومية لتطوير المناهج لتكون هي المسئولة أمام كافة طوائف المجتمع، وهذه اللجنة ستضم في عضويتها أساتذة جامعات متخصصين في مجالي العلوم والرياضيات، وأساتذة متخصصين في مجال مناهج وطرق تدريس هذه المواد، وأساتذة تربويين، وممثلين من مركز تطوير المناهج، بالإضافة إلى مستشاري المواد، وهذه اللجنة ستقوم بدراسة مناهج العلوم والرياضيات الواردة من الدول الأربعة التي ذكرتها، وتقارنها بالمناهج المصرية التي تدرس للطلاب، وتقدم مناهجًا مطورة وفقًا لذلك، وفي حالة وجود أي قصور في مناهج هذه المواد ستسأل تلك اللجنة عن ذلك، وتشكيل هذه اللجنة لا يتم وفقًا لهوى الوزير بل هي لجنة قومية تضم خبراء قوميين في تخصصاتهم.
أما فيما يتعلق بمناهج المواد الثقافية فسيتم تطويرها وفقًا للثقافة المصرية، لأنها مناهج دراسية مرتبطة بثقافة وتقاليد الشعب المصري، ومورثاته، ومن تلك المناهج الدراسات الاجتماعية والتربية القومية واللغة العربية ومواد التربية الدينية، وبذلك تكون المناهج الدراسية قد تخلصت من مشاكلها، وتم وضعها عن طريق لجنة قومية.
*ذكرت أن هناك مشاكل تعاني منها 3 مدارس من مدارس المتفوقين فما هي هذه المشكلات؟
هذه المشكلات تتمثل في أن هذه المدارس تحتاج إلى تجهيزات معامل على مستوى معين، وبعض الأجهزة التي تستخدم في تلك المعامل تأتي من الخارج، ولذلك تم الاعتماد وتشغيل المدارس الجاهزة وبدء الدراسة في المدارس التي تحتاج إلى بعض التجهيزات، واستكمالها أثناء الدراسة، وفور أن توليت المسئولية وجدت أن بعض مدارس المتفوقين بلا مسكن ملائم للطلاب فتم مخاطبة المحافظين، وحل هذه المشكلات، وتوفير الوجبات الغذائية اللازمة للطلاب والطالبات، ونعمل حاليًا على استكمال تجهيز المعامل وإنهاء مشكلات تلك المدارس.
*ما الذي تم في مشروع التنمية المهنية للمعلمين؟
المشروع يسير بخطوات جيدة، ونستهدف تدريب 150 ألف معلم في كل عام، كما نستهدف تدريب 20 ألف مدير مدرسة عن طريق الأكاديمية المهنية للمعلمين، وعن طريق عدد من البرامج التدريبية مع جهات أخرى، ولقد انتهينا من تدريب 4300 متدرب عن طريق " التعليم أولًا"، وكذلك تم تدريب 108 آخرين في مدارس اللغات، ونستهدف تدريب 600 مدير مدرسة على التنمية البشرية، ولقد انتهينا بالفعل من تدريب 160 منهم، وهذا محور واحد من محاور الاهتمام والارتقاء بالإدارة المدرسية.
*هل يعني هذا أن المدارس تعاني من مشاكل في إداراتها؟
بالتأكيد هناك مشاكل في الإدارات المدرسية، ولذلك نولي الإدارة المدرسية اهتمامًا كبيرًا، وجزء كبير من المشاكل التي تواجهها المدارس تتعلق بالمدير أو الوكيل، ولذلك فإنه كلما كان مدير المدرسة قويًا وناجحًا فسينعكس هذا على المدرسة نفسها.
*ما تعليقك على رد فعل مدير المدرسة القومية بالعجوزة على قرار استبعاده؟
ما فعله مدير المدرسة القومية بالعجوزة يؤكد أنه لا يصلح مديرًا للمدرسة، ومن على شاكلته أيضًا لا يصلح مديرًا لأي مدرسة، وقد استبعدت هذا المدير أثناء زيارة ميدانية للمدرسة، وبهذه المناسبة فإن زياراتي الميدانية للمدارس لا تكون مرتبة أو محددة؛ بل تكون عشوائية وغير معدة من قبل، فعندما تصلني تقارير عن مدارس تعاني من مشاكل أو قصور أقوم بزيارة مفاجئة لتلك المدرسة، وعندما وصلت إلى المدرسة القومية بالعجوزة وجدتها تعاني من الفوضى في تنظيم طابور الصباح، بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من الغياب في صفوف النقل، وأخبرني أحد أعضاء المتابعة ممن كانوا برفقتي في الجولة أن الطلاب لم يتسلموا 9 كتب، فما كان مني إلا أن قلت لمدير المدرسة بصوت ودود:" يا راجل يا طيب الطلبة ليه ما استلموش الكتب"، فقال " كتب إيه؟" فأجابه عضو المتابعة:" كتب كذا وكذا".
والحقيقة لقد صدمتني إجابة أمين العهدة بالمدرسة، حيث قال لي الكتب موجودة يا فندم في مخزن المدرسة؛ فسألته:" طيب الكتب موجودة سايبها في المخزن ليه ولماذا لم تسلم للطلاب؟" فتخيل أنه مضي شهران من العام الدراسي والكتب الدراسية في مخزن المدرسة ولم يسلموها للطلاب، والمدير غايب عن كل هذا، فكيف أترك مديرًا هذا مستوى أدائه، وللعلم فإن مبدأ الثواب والعقاب يتم تطبيقه على الجميع، والدليل على ذلك أنني كرمت الطالبة التي بادرت لتنظيم طابور المدرسة ذاتها، وغنت أغنية وطنية جعلت جميع الطلاب ينصتون وينتظمون في الطابور، كما كرمت معلمة الموسيقى بالمدرسة ذاتها بعد أن تأكدت من أنها تبذل جهدًا كبيرًا في عملها، وقد تم استبعاد مدير مدرسة القومية بالعجوزة، وقد طلبت من رئيس مجلس إدارة المعاهد القومية أن يرشح لي بديلًا لهذا المدير وبالفعل رشح لي مديرًا، وسيتم اختيار مدير جديد للمدرسة خلال الأيام القليلة القادمة.
*من سيتولى رئاسة مجلس إدارة مجموعة 30 يونيو التي تدير مدارس الإخوان بعد استقالة محمود وهدان؟
خلال الأيام القليلة القادمة، سيتم تعيين رئيس جديد لمدارس 30 يونيو، التي تدير مدارس الإخوان على مستوى الجمهورية، وأعضاء مجموعة 30 يونيو يعملون بشكل مؤسسي من أجل تقديم خدمة تعليمية جيدة للطلاب المقيدين في تلك المدارس؛ لأنهم مصلحتهم هي الأهم بالنسبة للوزارة.
*كيف يمكن القضاء على مشاكل ارتفاع الكثافات داخل الفصول؟
" إذا قلت لك إنني أستطيع حل جميع مشاكل التعليم في الصباح فستكون مبالغة غير مقبولة"، والتعليم يعاني من مشاكل بعضها يحل بطرق عادية وبعضها الآخر يحتاج إلى طرق غير تقليدية لحلها، ومن ذلك مشكلة الكثافة الطلابية داخل الفصول، فهي مشكلة كبيرة تحتاج إلى حلول غير تقليدية لحلها، فمن أجل حل مشكلة الكثافة وتخفيض كثافة الفصول إلى 40 – 45 طالبا في الفصل الواحد، فإننا بحاجة إلى 52 ألف فصل بتكلفة تصل إلى 15 مليار جنيه، ولكي يمكننا تحويل كل المدارس للعمل بنظام الفترة الواحدة وإلغاء نظام الفترتين فإننا بحاجة إلى 52 ألف فصل آخرين بتكلفة 15 مليار جنيه أيضا، ولتغطية المناطق المحرومة من المدارس نحتاج إلى 33 ألف فصل بتكلفة نحو 10 مليارات جنيه، ما يعني أن الاحتياج الفعلي لكي تصل إلى مستوى جيد من الكثافات هو 137 ألف فصل بتكلفة نحو 40 مليار جنيه.
ويمكننا خلال العامين القادمين إنشاء 52 ألف فصل والوصول بالكثافات إلى 40-45 طالبا في الفصل الواحد بشرط أن توفر الدولة التمويل اللازم لإنشاء ثلثي هذا الرقم، بحيث تنشأ الدولة 19 ألف فصل في العام وتستطيع الوزارة توفير التمويل اللازم لإنشاء 7 آلاف فصل بتكلفة تصل إلى 2 مليار و100 مليون جنيه، وهذا التمويل يمكن توفيره من خلال استغلال الأصول التابعة للوزارة بالشكل الأمثل.
ولإيجاد حلول غير تقليدية لحل هذه المشكلة، كلفت الهيئة العامة للأبنية التعليمية تقديم مقترحاتها لإنشاء نماذج جديدة من المدارس، كذلك ندرس الاعتماد في التوسع في إنشاء المدارس على نظام الشراكة مع المستثمرين لتقديم تعليم عالي الجودي وليس عالي التكلفة، وهذه الشركة قد تكون من خلال توفير الأرض من قبل الوزارة وأن يقوم المستثمر بالإنشاءات والتجهيزات، وتكون رسوم دخول هذه المدارس مخفضة، لأن الوزارة ستننازل عن نصيبها في الأرباح مقابل أن تنخفض تكلفة دخول الطلاب، وبذلك يستفيد الطلاب بهذه النوع من المدارس.
*هل أنت راضٍ عن منظومة الامتحانات؟
لست راضيًا عن منظومة الامتحانات، وأؤمن أنك إذا أردت تعليمًا متطورًا فلابد أن يكون لديك عملية تعليمية منضبطة، وهذا يشترط أن تكون العملية الامتحانية منضبطة، وما يحدث في الامتحانات التي كانت تجرى الأعوام الماضية ونشر أوراق الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد 10 دقائق أو ربع ساعة من بدء الامتحان أمر غير مقبول، ويعد تحديًا للوزارة وللدولة ككل، ولمواجهة تلك المشكلة، كلفنا المركز القومي للامتحانات أن يقدم مقترحاته لمواجهة تلك المشكلة، وبالفعل قدم المركز مقترحات عدة لمواجهة تلك المشكلة؛ ولكن بعضها غير قابل للتنفيذ لأنها ستكون مرهقة جدًا، ومن ذلك مقترح بأن تكون أوراق الأسئلة مختلفة وأن تقدم لكل طالب ورقة أسئلة مختلفة عن زميله؛ ولكن تنفيذ هذا المقترح مرهق جدًا ويحتاج إلى دقة وتنفيذه في نفس التوقيت في كافة اللجان، وهذا الأمر صعب للغاية بسبب أعمال نقل الأسئلة للجان البعيدة، وقد عقدنا اجتماعًا مع مسئولي وزارة الاتصالات من أجل وضع حلول لهذه المشكلة، واجتمع خبراء الوزارة، مع مسئولين من الاتصالات ووصلوا إلى مجموعة من التصورات ولكن لم يتم بلورتها في شكلها النهائي.
*هل تعتقد أن هذه الإجراءات كفيلة بالقضاء على أعمال الغش في الامتحانات؟
هناك نص قانوني صدر منذ شهرين، ينص على أن يعاقب بالسجن لمدة عام وغرامة 50 ألف جنيه، كل من يساهم بشكل أو بآخر في أعمال الغش سواء كان من العاملين بالتربية والتعليم أو خارجها، وهذا القانون سيتم تفعيله خلال الامتحانات القادمة، بالإضافة إلى الحلول التكنولوجية التي توصل إليها خبراء التعليم والاتصالات من أجل مواجهة تلك الظاهرة.