مدرس اون لايندخول

"التعليم في الطين" “التربية” غابت.. فحضر التحرش والتاتو والسجائر.. و الوزارة: المسؤولية مشتركة

 "التعليم في الطين" “التربية” غابت.. فحضر التحرش والتاتو والسجائر.. و الوزارة: المسؤولية مشتركة 496
“التربية” غابت.. فحضر التحرش والتاتو والسجائر.. ووكيل الوزارة: المسؤولية مشتركة

” اللي عايز يأخذ درس عندي ده رقمي” هكذا يستقبل المعلم تلامذة المرحلة الإعدادية داخل المدرسة، بالتسويق لاسمه طمعًا في الحصول على أكبر نسبة من الطلاب، أما في حال تغيير مواعيد الدروس فإن التنسيق أيضًا يحدث داخل الفصول- بحسب ما قالت بوسي علاء الدين، الطالبة بالمرحلة الإعدادية، لتتوسط المعلمة الفصل وتقول: “اللي بيأخذ عندي درس يوم الأحد يقوم يقف” لتقتطع جزءا من الحصة للتنسيق بينهم.

وتضيف أن الطالبات اللاتي لا يحصلن لدى معلم الفصل على دروس خصوصية يطالبهن بالاشتراك من أجل الحصول على مجموعة مدرسية قيمتها 25 جنيه شهريًا بحجة ضعف مستواهن، وذلك ليس إلا لتحقيق أكبر نفع ممكن من أولياء الأمور، مشيرة إلى أن بعضهن يخفض من درجات الطالب الذي لا يستجيب لمحاولاتهم المستميتة في الحصول على دروس خصوصية.

وتعتبر علاء الدين أن من ضمن الأمور التي تهتم بها المدرسة، تزيين الفصل من خلال أوراق الحائط والبالونات التي تشترك الطالبات في شرائها، فتظل في انتظار المشرفة التي تمنح الفصل الأجمل هدية متمثلة في كتاب سلاح التلميذ أو مسطرة أو مصحف، وذلك يقتصر فقط على “الزينة”.

غياب “التربية” كشق أول في دور الوزارة إلى جانب إهمالها من بعض الأسر أدى إلى تدني السلوك الأخلاقي، وتشير علاء الدين إلى بعض الفتيات اللاتي يدخن السجائر داخل المدارس وبين جدران الفصول دون علم من الإدارة أو المعلمين لكثرة النوافذ والتهوية، وعلى مرأى ومسمع من زميلاتهن اللاتي يتعرضن إلى الضرب أو السب بألفاظ خارجة خارج أسوار المدرسة في حال الإفصاح عن تلك الأفعال المشينة.

وأضافت: “بروح وبرجع كل يوم بتاكسي بسبب الأولاد اللي بيقفوا عند المدرسة “محملة بعض الفتيات في تلك المرحلة جانب كبير من انتشار ظاهرة التحرش بينهن، فبحسب شهادتها قالت إن طالبة حرضت صديقتها على دفعها نحو أحد الصبية المصطفين أمام المدرسة، ولكنه لم يتجاوب معها وأبدى استنكاره، ثم سبها، وبالرغم من شدة تمسكها بعدم الرحيل إلا بحصولها على رقم هاتفه.

أما هؤلاء الصبية فتقول عنهم علاء الدين إن بعضهم يستخدم الثعابين الجلدية لترويع الفتيات، وفي أحيان أخرى يعرضون عليهن السجائر، ويلقين في بعض الأحيان تجاوب وفي أخرى سباب وتوبيخ شديد ممن ترفضن الاختلاط بهم.

وتشير أيضًا إلى أن بعض الطالبات في المدرسة الإعدادية التجارية المجاورة للمدرسة التي تتبعها يضعن الماكياج و”التاتو” قبل الذهاب للمدرسة دون إبداء أي اعتراض من قبل المعلمات أو مدير المدرسة.

وحمل مصطفى بكري، طالب بالمرحلة الثانوية، المدارس الحكومية سبب فشله، قائلا: “السنوات الثلاثة التي قضيتها في المدرسة الحكومية بالمرحلة الإعدادية دمرتني، كانوا يأخذوا منا فلوس، ولو أخذنا دروس بننجح من غير ما نذاكر ومن غير ما يشرحوا ويدخلوا يغششونا” مشيرًا إلى أن من بين أسباب عدم انتظامه في المدرسة أيضًا انتشار السلوكيات الخاطئة بين الطلاب، فالمجتهد ذو الخلق الحميد إذا وجد من يشاركونه في الفصل جميعهم يدخنون السجائر ويهربون من المدرسة فإنه حتى وإن قاوم لفترة لكنه سيرضخ لهم في النهاية ويتبعهم في سلوكياتهم.

واقترح بكري زيادة أعداد الرحلات التي تقوم بها المدرسة من أجل التنفيس عن الطلاب وإتاحة الفرصة لهم لمقابلة أصدقائهم في الفصول الأخرى، مضيفًا: “عشان بعد المدرسة عندنا دروس”.

من جانبها قالت نور الهدى، إحدى أولياء الأمور، إن وزارة التربية والتعليم في حاجة إلى إعادة هيكلة للحد من كثافة الطلاب داخل الفصول، والتخلص من أسلوب “حشو المناهج” والاعتماد على الحفظ فقط، أما فيما يتعلق بالمعلم فإن ما يحصل عليه من دخل يجعله يعيش في مستوى أدنى من أن يحقق له حياة كريمة، ما يضطره إلى الدروس الخصوصية.

وفيما يتعلق بالأمطار الغزيرة التي شهدتها الإسكندرية خلال الأسابيع الماضية، قالت نور إنها أدت إلى الغياب وتأخر المناهج الدراسية، خاصة وأن امتحانات الفصل الدراسي الأول أشرفت على الاقتراب، فضلاً عن خطورة المياه المتخلفة عن الأمطار في تعريض حياة الطلاب للخطر، معتبرة أن الحل أبسط ما يمكن وهو تغيير شبكة الصرف الصحي.

واستنكر أحمد فيتو، عدم تغيير المناهج منذ ما يزيد عن 15 سنة، بالإضافة إلى غياب الدور الثقافي والتربوي عن المدارس، ما يسفر عن جيل يفتقد للثقافة الحقيقية.

من جانبه قال جمعة ذكري، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، إنه يتم التخلص من المياه التي أغرقت المدارس، وذلك من خلال مدرائها أو لجنة إدارة الأزمات المشكلة داخل كل مدرسة على حدى، أو من خلال الأحياء، ولجان الصيانة بالمدارس، كما تباشر هيئات الأغذية بالمدارس دورها في متابعة سير الأمور بها.

وأضاف في تصريح لـ”البديل” إن وكالة الوزارة تجري استعداداتها، فقد منحت الطلاب إجازة خلال اليومين الماضيين وهو ما ستتبعه في حال تشكيل خطورة عليهم.

وفيما يتعلق بتدني المستوى التعليمي، قال ذكري، إن المشكلة ليست في جانب وزارة التربية والتعليم وحدها، لكن المسؤولية تقع على المدارس التابعة لها، والمناهج التعليمية، والمجتمع، وثقافة أولياء الأمور، والإعلام، وقوانين القبول للجامعات.

وتابع وكيل الوزارة: ولي الأمر بيحجز لابنه الدروس قبل الدراسة بسنة، ومن غير ما يعرف مين هيدرس له أو عنده كثافة طلابية في الفصل أو لا، وبيجعل المدرسين يتوسطوا للمدارس من أجل قبولهم، لو الطالب غايب والدنيا مشروحة هيروح المدرسة ليه؟ هيروح يعمل شغب”.

وأوضح أن عدد مدارس الإسكندرية بمراحل التعليم المختلفة بلغت 2300 مدرسة، موضحًا أن المناهج شهدت العام الجاري تغييرا في المناهج الدراسية بنسبة 30% ومن المقرر أن تشهد تطوير كامل في كافة المناهج مع حلول عام 2017.

«التعليم في الطين».. فناء المدرسة في الغربية «بسين» والإجازة بـ«الإكراه»
برك ومستنقعات بفناء كل مدرسة

عمت حالة من القلق بين طلاب وأولياء الأمور بمدينة سمنود بعد غرق مدرستى ميت هاشم الثانوية المشتركة وميت هاشم الإعدادية المشتركة بمياة الأمطار ومياه  الصرف الصحي، مطالبين المسؤولين بالاستجابة حرصا على مصلحة الأبناء قبل أن يقع عليهم أى ضرر.

وقال صادق  يونس، مدير مدرسة ميت هاشم الثانوية بأنة أبلغ الإدارة التعليمية بسمنود والوحدة المحلية بغرق المدرسة فى المياه لسرعة التحرك وعلاج المشكلة، ولكن دون جدوى من أي جهة.

وكشف مدير المدرسة بأن مدير الإدارة التعليمية شاهد تلك الواقعة ولكن حتى الآن الوضع كما هو نقوم بنشل المياه عن طريق ميكنة لشفط المياه ولكنها تعود بشكل متواصل.

كما تسبب الطقس السيئ بتوقف الدراسة بمدرسة قرية محلة أبو على  التابعة لإدارة شرق المحلة التعليمية نتيجة تراكم المياه في الفصول وفناء المجمع جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة.

اتهام المسؤولين بالتقصير

واتهم عبد الفتاح عوكل، المتحدث الإعلامي لاتحاد معلمي الغربية ضد الفساد، المسؤولين بمديرية التعليم بالتقصير فى تصريف مياه الأمطار والمجارى التي حولت معظم مدارس المحافظة لبرك من الوحل فمازال تلاميذ المدارس يعانون من آثار الأمطار، مشيرا إلى أن مسؤولى المديرية  والعمال لا يزالون يستخدمون وسائل بدائية من دون تأمين معدات جدية  وتدعى وكيلة الوزارة أنها تقوم بواجبها في حين تترك بعض الموظفين والعمال يصارعون عوامل الطبيعة بدافعهم الوطني والإنساني.

وأضاف أن محافظ الغربية قرر إعطاء أجازة إجبارية لجميع المدارس الخميس الماضى بسبب غرقها بمياه الأمطار لافتا إلى أن بعض المدارس تعانى طوال العام من الإهمال بسبب تفاقم مياه الصرف الصحى التى  تمنع الطلبة من الدخول والخروج دون أن يلتفت إليهم أحد من المسؤولين.

وضربت الأمطار مدارس قرية الجعفرية  بمركز السنطة  والمعاهد الأزهرية بالقرية، وتجمعت مياه الأمطار بأفنية بعض المدارس لانخفاضها عن الشارع، وتم التواصل مع مجلس المدينة  لإنهاء الأزمة حفاظا على سلامة الطلاب وتم رفع المياه عن طريق سيارة الشفط.

مشكلات إدارية

أكد أحمد عز، ‏موجه ثانوي‏ بإدارة غرب المحلة التعليمية،‏ أن مشكلات المدارس تنحصر أولا  فى مشكلات إدارية وفنية ومنها عدم كفاية الموارد المالية اللازمة للإنفاق على العملية التعليمية بالمدرسة من صيانة وحماية  وسجلات وأدوات كتابية وأجور عمال ونقل ووسائل تعليمية، مع حاجة المدرسة إلى عمال نظافة، مضيفا أن كثيرا من المدارس ليس بها بلاعات لصرف مياه الأمطار أو مياه الصرف الصحى.

من جانبها أكدت فريدة مجاهد، وكيلة وزارة التربية والتعليم بالغربية، إنه جار حل مشاكل المدارس التى تعانى من تراكم مياه الأمطار بالتنسيق مع شركة المياه والصرف الصحى، مشيرة إلى أن الأمطار التي شهدتها محافظة الغربية كانت غير متوقعة وفوق الإمكانيات.

وأضافت أنها  توجهت إلى مدرسة كفر الزيات الثانوية بنين ولاحظت تراكم  مياه أمطار بفناء المدرسة الرئيسي، فأصدرت قرارها بتغيير كل من مدير المدرسة والوكلاء ومحاسبة إدارة التعليم الثانوي بالإدارة لإهمالها في المتابعة الجادة للمدرسة.

«التعليم في الطين»..مدارس البحيرة تنهار على رؤوس الطلاب
مدارس البحيرة تنهار على رؤوس الطلاب

المدارس بلا صرف والأسوار متهالكة

التعليم الأزهري يرفض منح الأجازة.. وأولياء الأمور يصرخون خوفا على أبناءهم

قال رضا محمد، ولى أمر مريم، الطالبة بإحدى مدارس مركز حوش عيسى، إن جميع مدارس المركز غرقت تمامًا وتحولت ملاعبها إلى بحيرات من المياه، بسبب عدم وجود مصارف فى تلك المدارس، كما غرقت الأدوار الأرضية بالمدارس تماما ودخول المياه إلى الفصول ودورات المياه، حتى أصبحت العملية التعليمية مستحيلة.

ولا يختلف الوضع فى مركز أبو المطامير، حيث انهار عدد من أسوار المدارس في قرى المركز، وأصبح من المستحيل دخول المدرسة، كما أن الأهالي يخشون إرسال أبنائهم للمدارس رغم جهود الدولة لاحتواء الأزمة.

وفى مركز وادى النطرون، والمتعرض لأعنف موجه طقس وسيول عنيفة لم تعد المدارس صالحة تماما للعمل بها، وهو ما أكده  محمد معوض، أحد أولياء الأمور، مبررًا موقفه بأن المياه ملأت كافه المدارس.

وقد شهدت مدينة دمنهور انهيار جزئى فى مدرسه التحرير الابتدائية، وانهار الدور الثالث من المدرسة والمكون من ثلاثة فصول أنشأت حديثا، وأنقذت العناية الإلهية تلاميذ المدرسة بسبب الأجازة التى حصلوا عليها أيام الخميس والسبت.

ومن جانبه قال وهدان السيد، المتحدث الرسمى باسم محافظة البحيرة، إن مسؤولي التربية والتعليم يقومون بحصر شامل وواقعى للمدارس المتضررة خلال الأيام الماضية، ورفع تقرير مفصل للمحافظ ووزير التربية والتعليم لاتخاذ خطوات سريعة وآمنة لأجل عودة العمل في أسرع وقت لتلك المدارس.

وقال مصطفى غيات، مدير إدارة دمنهور التعليمية، إن مسؤولي التعليم يحصرون كافة الأضرار اللاحقة بالأبنية وتحديد المطلوب بشكل عاجل لاستئناف العملية التعليمية بأقصى درجات الأمان لكل العاملين، مشيرا إلى وجود عدد كبير من المدارس غرقت في مياه الأمطار وجاري صيانتها في أسرع وقت.

وفي السياق ذاته، فقد سادت حالة من الغضب بين أولياء الأمور فى التعليم الأزهرى بعد رفض مسؤولى الأزهر منح أبنائهم أجازة برغم سوء الأحوال الجوية.

وانتقد حسنى نعيم، ولى أمر، رفض المسؤولين بمعهد دمنهور الأزهري منح التلاميذ أجازة، رغم أن المبنى تتخلله الشقوق ومعرض للانهيار في أي لحظة، مضيفًا أن أولياء الأمور يرفضون ذهاب أبنائهم إلى المعهد وتعريضهم لمخاطر تهدد حياتهم ويلجئون للإجازات المرضية.

«التعليم فى الطين»..طلاب المنيا يهربون لـ«النت» و«البلاي ستيشن»
الفقر والموقع الجغرافي وراء تسرب الطلاب

«التعليم الزراعى» .. موجهون لا يفرقون بين الملوخية والجرجير

«البرشا» بدون معلمي اللغة العربية

شهرا ونصف الشهر مرت على بداية العام الدراسي الحالي، ولا تزال عقبات العملية التعليمية تلقي بظلالها وتبعاتها وتراكماتها على محاورها الثلاثة: المعلمين والمنشآت التعليمية، والطلاب وهم الأكثر تضررا، بعد أن باتوا ضحية الإهمال الإداري بمحافظة المنيا.

وتعددت صور المشكلات التي يواجها مليون ومائتي ألف طالب منياوي بمختلف مراحلهم التعليمية، وفي شتى الإدارات التعليمية بالمحافظة، أصبحوا كارهين للعملية التعليمية، حيث الهروب خارج أسوار المدارس أقرب من الانتظام بداخلها.

كره الطلاب للمدارس أوضحه هروبهم وتسللهم إلى محال «الإنترنت»، وكورنيش النيل، بجانب ارتفاع نسبة الغياب، ونسب الرسوب الأعوام الماضية، إضافة لانخفاض درجات الطلاب بمختلف المراحل التعليمية وخاصة الثانوي العام، وذلك بحسب مسؤولين بتعليم المنيا.

ضبطت أجهزة الأمن بالمحافظة خلال الأسبوع الأول من بداية الدراسة 74 طالبا هاربا من اليوم الدراسي، ومتواجدين في محال الإنترنت، وتم إخطار الإدارات التعليمية والمدارس، في حين اقتصر تعامل الإدارات التعليمية على استدعاء أولياء الأمور، وأخذ تعهدات كتابية عليهم بعدم تكرار الواقعة، وقال وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، رمضان عبد الحميد: المدارس لا تملك إلا أن تسجل الطلاب الهاربين غيابا من اليوم الدراسي حتى ترفع المسؤولية عنها، وأن تفصل نهائيا الطالب الذي تنفذ مدة غيابه، ولا يسمح له بدخول الامتحانات.

مدير التعليم الفني بالمنيا، زينب عبدالله، قالت لـ«البديل»: نسبة كبيرة جدا من الطلاب يتسربون من التعليم نهائيا، ونسبة أكبر تعتمد على نظام المنازل، ولا يذهبون لمدارسهم سوى أيام الامتحانات، وأضافت: أسباب تسرب الطلاب إلى خارج أسوار المدرسة تأتي لاعتمادهم على الدروس الخصوصية وذلك بالنسبة لطلاب المرحلتين الإعدادي والثانوي العام، أو لخروجهم للعمل نظرا لفقر حال أسرهم وذلك بالنسبة لطلاب التعليم الفني خاصة.

بُعد المدارس عن منازل الطلاب، نتيجة افتقار معظم القرى للمدارس الثانوي العام والفني والأزهري، والإعدادي أيضا، سبب رئيس في تحويل عدد كبير من الطلاب إلى النظام المنزلي برعاية أولياء أمورهم، ومع عدم صلاحية شبكة الطرق الداخلية بمعظم القرى، لكونها ترابية، وضيقة، لا تسمح بمرور السيارات لنقل الطلاب إلى القرى المجاورة، انتشرت ظاهرة التسرب إلى المنازل أو التسرب نهائيا من التعليم.

قال ممدوح عبد المحسن، مزارع بقرية الحواصلية، إنه اضطر لتسريب الإناث، وتحويل أولاده الثلاث الذكور لنظام المنزلي، توفيرا لنفقات الانتقال، وتوفيرا للوقت والجهد.

وذكر مروان عبد الحافظ، موظف بصحة المنيا، أن لديه 6 أبناء بمراحل التعليم الإعدادي والابتدائي والثانوي الفني، واضطر لتحويل نجليه بالتعليم الفني إلى نظام المنازل لكونهم يعملون بالمحاجر لمساعدة الأسرة في نفقاتها، ولأن المدرسة لم تعد كما كانت عليه في الماضي، فمعظم المدرسين يوفرون جهودهم للدروس الخصوصية.

ومن جانبه، أكدت مدير التعليم الفني، زينب عبدالله، أن معظم المعلمين لا يعرفون شيئا في الجانب العملي داخل المدارس الفنية، ويفتقرون للتأهيل والخبرة بما فيهم موجهين ومدرسين أوائل، وأضافت: هناك موجهين زراعة لا يفرقون بين الملوخية، والجرجير وسبق ونظمنا دورات تأهيلية لهم، واضطررنا في النهاية للاستعانة بآخرين خرجوا على المعاش.

وقدمت قرية «البرشا» مركز ملوي، نموذجا هاما رسخ إشكاليات العملية التعليمية كافة، عندما رفع أولياء الأمور شعار «لا للدروس الخصوصية»، ما تسبب في فراغ مدرستان تضمان 4 آلاف طالبا وطالبة، في مادة اللغة العربية، واضطرت إدارتي المدرستين للاستعانة بمدرسي العلوم والجغرافيا والحساب إلى التدخل لتدريس اللغة العربية لسد العجز، بعدما أصبح الشعار طاردا للمدرسين.

وقال محمود سيد، مدرس بالقرية: إمكانيات الأسر المالية دفعتهم لرفع هذا الشعار، وعليه أصبحت القرية طاردة لمدرسي اللغة العربية، ورفض المدرسون استلام العمل نهائيًا بالقرية، برعاية إدارة ملوي التعليمية، وطالب أولياء الأمور وزير التربية والتعليم، حل المشكلة، وأوردوا في مذكرة لهم الخطأ الإداري، دون جدوى.

ومن بين 2850 مدرسة بالمنيا لا زالت مئات المدارس بحاجة إلى أعمال صيانة، وبعضها لا يصلح لأن يكون أحواشا للماشية كما في مدرسة بني خالد مركز سمالوط، إضافة لغياب المرافق، والأثاث المكهن.

زيارات وتصريحات المسؤولين بداية من وزير التعليم، ومحافظ المنيا، ووكيل الوزارة بالمحافظة، وردية، لا تقدم جديدا، ولم تضع حلولا جذرية للمشكلات الأساسية، ففي أول يوم دراسي 28 سبتمبر الماضي، اقتصرت جولة المحافظ على المدارس الكاملة البنيان والأساس، ومنها مدرسة الحديثة الإعدادية للبنات، حث الإدارة والمعلمين على وضع مصلحة الطالب في المقام الأول والتركيز علي الجوانب التربوية في التعليم، والانضباط في مواعيد العمل، والتركيز علي الأنشطة الدراسية واحترام الوقت، كما أعلن مواجهته مشكلة التكدس الطلابي من خلال الفصل المتنقل المنشأ حديثا بالمدرسة كتجربة جديدة، يضم الفصل 25 طالبة من المتفوقات.
remove_circleمواضيع مماثلة
Mr.Riad

الأبنية غير مجهزة لتصريف مياه الأمطار.. وإغلاق عدد منها للصيانة

مع أول سقوط للأمطار هذا الموسم، تحولت مدارس دمياط لبرك من المياه بعد عجز الإدارات عن تصريف الأمطار، ولم يكن لمجالس المدن والوحدات المحلية أي دور في السيطرة على مياه الأمطار والتعامل مع الأزمة.

أم عمر، والدة أربعة تلاميذ، بمدرسة الفاروق عمر بن الخطاب بميدان المعلمين، تقول إن الأمطار سقطت ثلاث مرات هذا العام فى عشرة أيام، إلا أن المدرسة تحولت في كل مرة إلى بركة من المياه مع صعوبة استمرار الدراسة وفى كل مرة تنتظر إدارة المدرسة العوامل الجوية لتجفيف المياه، لأن المدرسة غير مجهزة لتصريف الأمطار، فتظل المياه متراكمه في فناء المدرسة.

عشرات المدارس على مستوى المحافظة تعرضت لنفس الكارثة وخاصة مدارس قرية دقهلة التابعة لمركز الزرقا حيث غمرت مياه الأمطار عدد كبير من مدارس القرية والقرى المجاورة لها.

يقول، رشدي سالم، ولى أمر تلميذين بدقهلة، إن قرى ومدن غرب دمياط تعرضت لموجة أمطار عنيفة، يوم الأربعاء الماضي، وتراكمت كميات كبيرة من مياه الأمطار في  المدارس، وهو ما تسبب في تعطيل الدراسة لغياب العشرات من التلاميذ في الأيام التي تلت الأمطار، ولا يوجد أي آليه للتعامل مع الأزمات التي ستتكرر كثيرا طوال موسم الدراسة لدى الوزارة، و الأهالي لا يعلمون كيف سيتم التعامل مع القادم من الأمطار؟، لأن كل تصريحات المسؤولين عن استعداد المدارس لاستقبال العام الدراسي، اتضح كذبها وعدم صحتها، ، وذلك بعد دمج المدارس والعمل بنظام الفترتين وإغلاق الكثير من المدارس لحاجتها للصيانة.

ومن جانبه، قال الدكتور إبراهيم التداوي، وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط، إن مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، شكلت لجان على رأسها مدير كل مدرسة، لإدارة الأزمات وإزالة آثار الكوارث في كل مدرسة، ويتم متابعتها من المديرية، ومحاسبة المقصرين.

أكد محمد عادل، مدرس بإحدى المدارس الابتدائية، أن الحالة في كل مدارس المحافظة سيئة جدًا، وتشكيل اللجان هذا يتم على الأوراق ليتم صرف حوافز إضافية لأعضائها فقط، وليس لهم أي تواجد على أرض الواقع، واتهم عادل فريدة مجاهد وكيلة الوزارة السابقة بالإهمال، فهي من أعلنت أن المحافظة مستعدة لاستقبال الدراسة وأكثر من نصف مدارس المحافظة يعانى من عدم الصيانة.

جمال نورالدين، خبير تربوي، يقول إن مشكلة التعليم في مصر تراكمية تبدأ من مناهج الروضة وتتواصل في مناهج التعليم الأساسي حتى نهاية المرحلة الثانوية، فالمناهج تساهم في زيادة التفلت من التعليم في مراحله الأولية، لأن المناهج معقدة جدا ولا تتناسب أبدا مع المراحل العمرية للتلاميذ، فضلا عن الزحام وارتفاع كثافة الفصول، فلا يوجد دولة في العالم يزيد عدد التلاميذ فى الفصل الواحد عن  50 تلميذا، وفى بعض المدارس في دمياط تجاوز العدد فى الفصل 70 تلميذا، مما يسبب صعوبة كبيرة فى أداء المعلم داخل الفصل، إذ كيف له أن يسيطر على هذا العدد فضلا عن الشرح وتوصيل المعلومة، وهناك أيضا مشكلة كبيرة فى نظام الدراسة الذى يعطى الفرصة للكثير من المعلمين بالإهمال في الحصص والشرح فيها، ليجبر التلاميذ والطلاب على الدروس الخصوصية، وأصبح أصحابها يفتتحون مراكز تشبه المدارس ويعلنون عنها، وساهم عدم التأهيل الصحيح للمعلمين حديثي التخرج في زيادة اللامبالاة لدى الطلاب.

ويتفق أحمد سعدون، موجة عام رياضيات، مع جمال أن مشكلة التعليم سببها المناهج التعليمية المليئة بالحشو، والطالب يعتمد في الغالب على الحفظ حتى يستطيع الكتابة والنجاح في الامتحان،   المشكلة إذا تتمثل في أن معظم الطلاب فقدوا الأمل فى الحصول على وظيفة أو عمل بمؤهلهم، ولذلك ترى الحرص فى الحصول على المؤهل فقط دون السعي للتميز، والدولة هى أحد هذه الأسباب لأن توظيف الخريجين فى أماكن لا تتناسب مع مؤهلاتهم سبب هذه الحالة، فخريج كلية التجارة شعبة محاسبة يعمل في الشؤون الاجتماعية، وخريج فنادق وسياحة يعمل سكرتير في جامعة، هذه الممارسات الخاطئة فى التوظيف من الدولة ساهمت فى هذه الحالة، ويضيف فى دمياط كل الشباب يعملون فى الورش من صغرهم.

مدارس الدقهلية مغلقة للصيانة

استغاثات متواصلة أطلقها أهالي الطلاب بمركز أجا في محافظة الدقهلية، بعدما أغلقت المدارس للصيانة، مما أدى إلى زيادة الكثافة داخل الفصول، لتصل لأكثر من 40 طالبًا وطالبة، ما دفع  المدرسين إلى ضغط المنهج بسبب تقليص عدد الحصص، وعودة العمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية بالمدارس، مما يجعل الطالب يخرج صفر اليدين.

قال أحمد الشربيني، ولي أمر الطالب أمير بمدرسة النهضة، إننا توجهنا لإدارة أجا، وطالبنا بعدم دخول المدرسة الثانية للصيانة لحين الانتهاء من الأولى، وكان رد مدير الإدارة «الفلوس هتروح عليكم»، وبالتالي ضياع العام الدراسي على الطلاب، متسائلاً: لماذا يدفع الطلاب ثمن سوء التنظيم والتخطيط من المسئولين، الذي ساهم في انتعاش سوق الدروس الخصوصية ولا عزاء لولي الأمر؟
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى