مدرس اون لايندخول

8 وزراء تربية وتعليم فى 9 سنوات ولم نأخذ منهم غير "الكلام"

8 وزراء تربية وتعليم فى 9 سنوات ولم نأخذ منهم غير "الكلام" %25D9%25831
ثماني سنوات مرت عليّ وأنا "محررة صحفية مسئولة عن تغطية وزارة التربية والتعليم" ، منذ عام 2008 وحتى الان ، عاصرت خلالها 8 وزراء تربية وتعليم وهم الدكتور يسري الجمل ، والدكتور أحمد زكي بدر، والدكتور أحمد جمال الدين موسى، وجمال العربي ، والدكتور إبراهيم غنيم ، والدكتور محمود أبو النصر، والدكتور محب الرافعي ، وأخيراً الدكتور الهلالي الشربيني.

هؤلاء الوزراء تولوا مناصبهم في ظروف سياسية مختلفة ، فمنهم من تولى وقت حكم مبارك ، ومنهم من تولى بعد ثورة 25 يناير ، ومنهم من تولى في عهد الاخوان، ومنهم من تولى بعد إسقاط الاخوان ، ورغم ذلك تساوى حال التعليم في عهود كل هؤلاء الوزراء، فمن خلال متابعتي لأوضاع التعليم والمدارس والمعلمين في مصر ، طوال هذه السنوات، يمكنني أن أقول بضمير مرتاح "تعدد الوزراء والتعليم فاشل".

نعم .. فاشل .. فطوال هذه السنوات ، وجدت أن كل وزير يتولى امر الوزارة ، يكتفي فقط بتطوير التعليم بخطط واستراتيجيات نظرية "بالكلام"، ويتعامل مع الازمات بالشجب والادانة عبر التصريحات الاعلامية "بالكلام" ، ويحارب الفساد والمفسدين "بالكلام" ، ويكرم المعلمين ويرفع من شأنهم "بالكلام" ، ويتحدث عن ضرورة تطوير المناهج وتحسين حال المدارس "بالكلام" ، ثم يرحل عن الوزارة تاركاً وراءه عدة قرارات وزارية كلها على الورق مجرد "كلام".

كلام و كلام و كلام .. أصبحت آفة التعليم في مصر هي "الكلام" ، فلم أرَ حتى الآن أي وزير عمل على تحويل هذا الكلام الى افعال ، فكل وزير يتحدث كثيراً عن اصلاح التعليم ، دون ان يترك اثراً فعلياً يحسب له في سبيل الاصلاح قبل أن يترك منصبه.

فحتى يومنا هذا – بعد تعاقب الـ 8 وزراء الذين عاصرتهم في هذه الوزارة – مازلنا نعاني من سوء أحوال المدارس وتهالكها ، وكثافة فصولها التي صرنا نرى أكثر من 100 طالب بها.

ومازال المعلم مقهور مادياً بسبب ضعف راتبه ، بل ومازال مقهورا معنوياً بسبب ما يتعرض له من اهانات من طلابه، ومازال هناك طلاب يموتون في المدارس بسبب الاهمال ، ومازال هناك طلاب مظلومين دراسياً وتعليمياً بسبب عدم تلقيهم التعليم المناسب في مدارسهم أيضاً بسبب الاهمال، ومازالت ظاهرة الدروس الخصوصية مستوحشة في مصر تأكل الاخضر واليابس من رواتب الاسر المصرية ، ومازال هناك بعبع الثانوية العامة الذي يرعب البيوت المصرية ، ومازال هناك تقصير من هيئة الابنية التعليمية.

ومازال هناك غش في الامتحانات ، ومازال هناك فساد في الكنترولات والادارات والمديريات ، ومازال هناك تجبر من اصحاب المدارس الخاصة الذين يتلاعبون بشكل غير قانوني في مستوى المصروفات ، ومازال في ديوان الوزارة صراع بين القيادات ، ومازال هناك مظاهرات واحتجاجات وهتافات وانتقادات دائماً ما يقابلها المسئولون بـ"شوية تصريحات".

نعم يا سادة .. 8 وزراء تعاقبوا على وزارة التربية والتعليم أمام عيني، ومازال التعليم "محلك سر"، ولكن في رأيي .. اللوم هنا ليس على الوزير فقط أياً كان اسمه ، فمشكلة التعليم ليست مشكلة الوزير فقط ، فكل الاحترام لجميع من تولوا منصب وزير التربية والتعليم حتى الان ، حيث كان منهم من كان حقاً لديه رؤية لإصلاح التعليم في مصر ، لكن رؤية الوزير وحدها ليست كافية ، فالتعليم في مصر لن ينصلح حاله بالوزير وحده ، ولكنه لابد أن يكون قضية قومية تعمل من أجل رفعتها كافة أجهزة الدولة ومواردها وميزانياتها وخططها بجهود شعبها ومسئوليها، التعليم يحتاج لاهتمام حقيقي ويحتاج للاستماع الى أصوات جميع التربويين المتخصصين.

إصلاح حال التعليم في مصر يحتاج إلى إرادة حقيقية ، نابعة من نزعة وطنية حباً في تحقيق نهضة حقيقية لهذا البلد، فيا مسئولي مصر .. دعونا ننقذ التعليم المصري بالافعال وليس بالاقوال فقط ، دعونا نتعلم من تجارب الدول المتقدمة التي وضعت التعليم في قمة الاولويات، دعونا نرتقي ونتقدم بدلاً من ثبوتنا لسنوات طويلة في ذيل التصنيفات العالمية التي تقيم التعليم في بلدان العالم... دعونا نرفع رأسنا من الرمال ونعترف بأننا قصرنا لسنوات طويلة في حق التعليم المصري ، فآن الأوان أن نعالج التعليم من غيبوبته "علشان مصر تبقى أد الدنيا".
بقلم: ياسمين بدوي
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى