محمد على ( 1805 – 1848 م )    سياسة محمد على الداخلية فى مصر
  بعد أن تولى محمد على حكم مصر أخذ يرسم سياسة مصر الداخلية والخارجية ليبنى مصر الحديثة على النسق الفرنسى الذى كان مثالاً يحتذى به .
تتمثل السياسة الداخلية لمحمد على فى ( التنظيم الإدارى – السياسة الإقتصادية – و التعليم والثقافة – و الجيش والبحرية ).
حيث انه استعان بالخبراء الفرنسيين الذين كانت لهم الخبرة بأحوال مصر أثناء الحملة الفرنسية.
أولاً : التنظيم الإدارى
 أقام محمد على تنظيما إداريا يكفل له السيطرة الكاملة على البلاد.
فقد قام بتقسيم البلاد إلى سبع مديريات ، كل مديرية تضم عددا من المراكز ، وكل مركز يضم عدة قرى .
على راس هذا النظام الإدارى ، توجد الحكومة المركزية فى القاهرة التى تصدر جميع الأوامر .
أنشأ  عدة مجالس ودواوين لتعاونه فى نظام الحكم مثل الديوان العالى و مقره ( القلعة ) .

ثانياً : السياسة الإقتصادية
رأى محمد على أن الإستقلال السياسى لمصر يتحقق بالإستقلال الإقتصادى  فقد اعتمد على سياسة الإكتفاء الذاتي التى تقوم على
    -  زيادة موارد الدولة الزراعية والصناعية.     -  و جعل صادرات مصر أكثر من وارداتها .
( أ) أهتم بالتنمية  الزراعية  :
1 -  فقد ادخل أنواعا جديدة من القطن حتى أصبح القطن المصري منافسًا للأقطان العالمية  ، وأساسا للثروة الزراعية فى مصر.
2 - كما أهتم بغرس أشجار التوت لتربية دودة القز لإنتاج الحرير .
3 - اهتم بزراعة أشجار الزيتون وقصب السكر إلى جانب الخضروات والفواكه والنخيل .
4 -  اهتم بزراعة الأنواع المهمة والمعروفة من الحبوب  مثل الذرة والشعير و القمح الأرز و الفول وغيرها .
5 -  اهتم بمشروعات الري وشق الترع والقنوات مثل ترعة ( المحمودية) .
6  -  كما أنشا الترع والجسور على النيل والتى من أهمها مشروع القناطر الخيرية .
 ( ب) أهتم بالتنمية  الصناعية :
 - أقام صناعات تعتمد على المواد  الخام المصرية مثل  ( صناعة الغزل والنسيج – ومصانع الصوف والحرير – و ومصانع ألواح  
    النحاس  –  و معمل سبك الحديد – و معامل السكر فى الوجه القبلي ) .
 -  ارتبطت النهضة الصناعية بالجيش، فأام محمد على العديد من المصانع لسد حاجات الجيش من الملابس و الأسلحة  وغيرها .
 (جـ) التجارة  :
   رواجت التجارة الداخلية والخارجية فى عهد محمد على بسبب النهوض بالزراعة و الصناعة وما تمتعت به مصر من استقرار داخلى .
(د) العمران والعمارة :
اهتم محمد على بالعمران بتنمية المدن والقرى وتطويرها و إنشاء العديد من القصور مثل قصر الجوهرة بالقلعة  ومسجده بالقلعة -  وقصر شبرا – و الدفترخانة بالقلعة ( دار المحفوظات الآن ).

رابعاً : الجيش و البحرية
 أدرك محمد على أن نجاح المشروعات الداخلية والخارجية يرتبط بالإهتمام بالجيش والحربية فقام بـ
1-  أفام جيشاً قوى منظم ومدرب على أحدث الأساليب الأوروبية  وزوده بالأسلحة الحديثة .  2- قام بإحياء الأسطول الحربي وأنشأ ترسانة لصناعة السفن بالإسكندرية .
3- أنشأ العديد من المدارس الحربية مثل المشاة والمدفعية و الفرسان .     4- أنشأ مصانع ومخازن للأسلحة.

سياسة محمد على الخارجية فى مصر
خاض محمد على حروباً خارجية فى الجزيرة العربية والسودان و بلاد الشام والمورة لتدعيم استقلال مصر .
خاض محمد على العديد من الحروب من أجل طموحاته السياسية وتحقيق الوحدة العربية ومن أهمها :
 1) الحروب الوهابية فى شبه الجزيرة العربية .  2)  حملات محمد على لضم السودان .         3) حروب الشام .
أدت تلك السياسة التوسعية الى الصدام مع الدول الإستعمارية فى المنطقة مثل انجلترا و فرنسا .
فرضت  انجلترا و فرنسا معاهدة لندن عام 1840 م على محمد على التى نص على  :
أ - إعادة بلاد الشام والجزيرة العربية إلى سيطرة السلطان العثماني .
ب- تثبيت محمد على فى حكم مصر  ، وإعلان خضوعه للباب العالى .
كانت معاهدة لندن عاملاً مؤثراً على تقلص مشروعات محمد على الإصلاحية .
فى يونيه 1841 م أصدر السلطان العثمانى فرمانا يقضي بحق وراثة الحكم لأكبر أبناء محمد على الذكور سنًا إلى جانب  حكم السودان .

 خلفاء محمد على :
( إبراهيم باشا  )  تولى ابن محمد على الحكم من بعده .
ثم تولى ( عباس الأول ) من ( 1848 – 1853 ).
 ثم تولى ( محمد سعيد باشا ) ، الذى أعطى امتياز حفر قناة السويس للمهندس الفرنسي ( فرديناند ديليسبس ) فى نوفمبر 1854 م .
 ثم تولى الحكم ( إسماعيل باشا ) عام 1863 م – 1879م )     الذى لجأ للإستدانة من الدول الأوروبية مما أدى إلى :
 1)  زيادة التدخل الأجنبى فى مصر.
 2)  زيادة حدة الأزمة المالية  وتدخل انجلترا بالضغط على السلطان العثمانى لإصدار فرمان بعزل سعيد وتولية ابنه توفيق الحكم عام 1879 م .