التعريف بالكاتب :
علي بن حزم الأندلسي ، ولد سنة 384هـ/944 في قرطبة ، من أكبر علماء الأندلس والإسلام تصنيفا وتأليفا بعد الطبري، وهو إمام حافظ فقيه مجدد متكلم أديب وشاعر ناقد وصفه البعض بالفيلسوف ، سلك طريق نبذ التقليد والتحرر من الأتباع ، توفى سنة 456هـ/ 1064مـ والنص من كتابه (طوق الحمامة في الألفة والأُلاف)
" الحب - أعزك الله - دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف ، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة ، وقد اختلف الناس في ماهيته وقالوا وأطالوا ، والذي أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع فالمثل إلى مثله ساكن ، وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد ، والتنافر في الأضداد والموافقة في الأنداد ، والله عز وجل يقول : " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها " (الأعراف: 189) . |
أولاً المفردات :
الكلمة | معناها | الكلمة | معناها | الكلمة | معناها | |||
الحب | الوداد × البغض ، الكُره | المثل | النظير ، الشبيه | دقت معانيه | غمضت ، وخفيت× وضح / بان / ظهر | |||
جلالتها | عظمتها×حقارتها | تدرك | تفهم تعرف × تجهل | حقيقتها | جوهرها ، كنهها | |||
أذهب اليه | أراه | بمنكر | أي قبيح × جميل | عنصرها | أصلها وجنسها | |||
الشريعة | الدين و العقيدة ج شرائع | ماهيته | حقيقته ، أصله جوهره لبه ج ماهيات | أطالوا | أسهبوا ، توسعوا ، أطنبوا × أوجزوا ، اختصروا | |||
الخليقة | الناس ، البرية ج الخلائق/خليق | يسكن | يستأنِس يرتاح ×ينفر يعاني يشقى | أعزك الله | أحبك أكرمك وقواك× أذلك | |||
ساكن | مستأنِس ، مطمئن مرتاح ×متوحش مضطرب | مجانسة | مماثلة مشاكلة والمراد مشابهة × مخالفة | - التنافر | التخاصم الاختلاف التفاخر × التناغم الانسجام | |||
المعاناة | المشقة ،التعب المقاساة ، المكابدة | الأنداد | م الند ، وهو : المثل ، النظير | بمحظور | ممنوع ، محرّم × مباح ، مسموح | |||
الرفيع | الشريف/ السامي × الوضيع ، الحقير المنحط | الأضداد | م ضد وهو المخالف × المتشابهات | محوس | مدرك والمراد معلوم | |||
الموافقة | الملاءمة والاجتماع علي أمر واحد× المخالفة والتنافر | جعل | خلق | |||||
ثانياً الشرح :
6 |
ثالثاً مواطن الجمال:
م | التعبير | الجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال |
1 - | الألوان البيانية 1 - (الحب دقت معانيه) 2 - (الحب .. اختلف الناس في ماهيته قالوا وأطالوا) 3 - (أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة) 4- ( فالمثل إلى مثله ساكن ) 5 - (وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد ) 6 - (خلقكم من نفس واحدة ) 7 – ( أصل عنصرها الرفيع ) | : استعارة مكنية صور معاني الحب بشيء مادي دقيق للتجسيم : كناية عن كثرة الحديث عن الحب وتنوع الآراء فيه فلا يوجد تعريف محدد له التعبير بـ(اختلف) يدل على أن الاختلاف سنة كونية : استعارة مكنية ، فيها تصوير للنفوس بأشياء مادية مقسمة يحدث لها اتصال ، وسر جمال الصورة : التجسيم . : كناية عن الألفة والمودة . و تعليل لما قبلها . : استعارة مكنية صوّر المجانسة والتآلف بإنسان له عمل ذو تأثير واضح ، وتوحي بأثر الحب على المحبين . : كناية عن آدم عليه السلام : استعارة مكنية صور الأصل بشيء مادي للتجسيم |
2 - | المحسنات البديعية : 1 - (قالوا وأطالوا) 2 –الازدواج بين 3 - سجع وازدواج 4 - ( التنافر – الموافقة ) | : جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن . : (ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة) : ( التنافر في الأضداد – الموافقة في الأنداد) : طباق يوضح المعنى ويؤكده و جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً |
3 - | الأساليب : (أعزك الله) | جملة اعتراضية أسلوب خبري لفظاً إنشائي معنى ، غرضه : الدعاء . |
4 - | 1 - (فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة) 2 - (ليس بمنكر في الديانة ) 3 - قد اختلف الناس 4 -( أنّه اتصال بين أجزاء النفوس ) 5 - ( ليسكن إليها ) 6 – (وللمجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد) 7 – (الحب ) 8 – ( هو الذي خلقكم ) | : أسلوب قصر عن طريق النفي (لا) والاستثناء (إلا) : أسلوب مؤكد بحرف الجر الزائد الباء : أسلوب مؤكد بـ(قد) مع الفعل الماضي (اختلف) . أسلوب مؤكد بإنّ . : تعليل لما قبلها . : العطف أفاد التأكيد على قوة أثر الحب الذي يجعله ظاهراً للعيان : افتتاح النص بها موفق لما لها من وقع في القلوب والآذان يلفت الانتباه لما سيقال : أسلوب قصر بتعريف المبتدأ والخبر |
2 - (لوجب ألا يستحسن الأنقص من الصورة )
7 - (لا يساعده ولا يوافقه )
8 -(فعلمنا أنه شيء في ذات النفس)
: نتيجة لما قبلها .
: إطناب بالترادف .
: تكرار النفي للتوكيد .
أسلوب مؤكد بأنّ ونتيجة لما قبله
ج أسرار سِرار
ثانياً الشرح :
غرض النص : الأدب الاجتماعي ، فهو يتناول قضية اجتماعية هي الحب والعلاقة بين المحب والمحبوبة سمات أسلوب الكاتب : سهولة ودقة الألفاظ – وضوح وعمق الأفكار – النزعة الفلسفية – الاستشهاد بالقرآن الكريم
– قلة المحسنات والصور والأساليب الإنشائية – غلبة الأسلوب الخبري للوصف .
ملامح شخصية الكاتب :واسع الثقافة – عميق الفكر – جرئ في تناول هذا الموضوع الاجتماعي .
س1 : لِمَ آثر ابن حزم الأسلوب الخبري في النص ؟
جـ : لأنه يعرض حقائق واقعة لا مجال للشك فيها ، ولتقرير المعنى وتوضيحه ، والحديث عن ضروب الحب التي يقدمها ابن حزم يلائمها الأسلوب الخبري القائم على الإقناع وسوق الأدلة .
س2 : هل هناك علاقة بين مضمون النص والبيئة التي نشأ فيها ابن حزم الأندلسي ؟
جـ نعم فلطبيعة الأندلس الجميلة الساحرة ، وللرخاء الذي يعيش فيه الأدباء والمفكرون أكبر الأثر في حديثهم عن الحب
س3: أيهما أدق: (يستحسن الأنقص من الصورة) أم (يستحسن الناقص من الصورة) ؟ ولماذا ؟
جـ : استخدام اسم التفضيل (الأنقص) ؛ ليبين القلة الشديدة وبالتالي عدم منطقية المحبين في اختياراتهم مصداقاً لما يقال : (مرآة الحب عمياء) .
س4 : لماذا قدم ابن حزم الديانة على الشريعة ؟
جـ : قدم ابن حزم الديانة على الشريعة ؛ لأن الدين أعم واشمل من الشريعة التي هي أحكام الدين .
س5:هل تنكر الديانات أو الشرائع الحب ؟ أو فسّر قول ابن حزم "وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة "
حـ : لا تنكر أو ترفض الديانات أو الشرائع الحب الطاهر ؛ لأنه غريزة إنسانية خلقها الله فينا والدين والشرع لا يحرمان العواطف النبيلة ، على أن لا تتجاوز القيم الدينية والضوابط الأخلاقية .
س6 : علل : استخدام " منكر " مع " الديانة " ، و " محظور " مع " الشريعة " .
جـ : استخدام " منكر " مع " الديانة " ؛ لأن الأديان تحث على الحب بمفهومه الصحيح ؛ ولأنه فطرة نقية ومن يلوثها هم البشر .- و " محظور " مع " الشريعة " ؛ لأن الشريعة أحكام (أوامر ونواه) وتلك الأحكام لا تحظر الحب الشريف المشروع .
س7 : (الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف) . رواه البخاري ومسلم . ما المقصود بالحديث السابق ؟ ثم هات من النص ما يتوافق مع هذا الحديث .
جـ : هذا الحديث بيَّن فيه السول أن الأرواح مخلوقة على الائتلاف ، والاختلاف كالجنود المجندة إذا تقابلت وتواجهت ، وذلك على ما جعلها عليه من السعادة والشقاوة ، والأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف وتختلف ، فترى الإنسان البَر الخيِّر يحب مثله ويميل إليه ، والإنسان الفاجر يألف شكله ويميل إليه وينفر كل عن ضده .
- ما يتوافق مع الحديث: " وللمُجانسة عمل محسوس وتأثير مشاهد ، والتنافر في الأضداد والموافقة في الأنداد "
العلم والايمان2015-01-29, 10:58 am