مصر في عصري الأيوبيين والمماليك
– ضعف الخلافة العباسية فى بغداد :-
فلم تكن قادرة فى سيطرتها على مقدرات حكم الولايات التابعة لها بالإضافة إلى عدم وجود جيش قوى تحت قيادة الخليفة يمكنه الوقوف فى وجه الزحف الصليبى .
2 – الانقسامات السياسية :-
انقسم الشرق الأدنى وتفككت القوى السياسية به والتى تمثلت فى :-
- الدولة الفاطمية الشيعية فى القاهرة
- والإمارات السلجوقية فى بلاد الشام
مما سهل للصليبيين احراز النصر فى حملاتهم الأولى
3 – الحروب الصليبية على العالم الإسلامى :-
فى وسط مظاهر تفكك القوى الإسلامية فى العصور الوسطى نشبت الحروب الصليبية وكانت أولى حملاتهم على بلاد الشام وقادها مسيحيو غرب أوربا على المسلمين فى الشرق لانتزاع الأراضى المقدسة المسيحية من أيديهم واعتبروها حرب مقدسة وكانت هناك عدة أسباب أدت إلى الحروب الصليبية .
1 – سياسية - تتمثل فى رغبة الأمراء بأوروبا فى إنشاء إمارات مستقلة لهم فى الشرق .
2 – دينية - تتمثل فى رغبة الباباوات بالغرب فى الإستيلاء على الأراضى المقدسة فى الشرق .
3 – اقتصادية - تتمثل فى رغبة النبلاء والفرسان بأوربا فى الحصول على خيرات الشرق وممتلكاته .
4 – اجتماعية - تتمثل فى رغبة العبيد فى الخروج من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة فى أوربا .
 وقد نجح البابا " أوربان الثانى " فى إثارة شعوب أوروبا بعد لجوء الأمبراطور البيزنطى للباباوية على أثر هزيمته فى معركة " مانزكرت " وشن حملات صليبية ضد العالم الإسلامى وقد جاءت ابتداء من سنة 490 هـ / 1096 م مستغلة حالة الضعف والانقسام التى كانت تعانى منها الدولة الإسلامية آنذاك .

* أسباب انتصار الصليبيين على المسلمين عند قدومهم إلى بلاد الشرق :-
1 – تفوق جيوشهم فى العدد
2 – انعدام المقاومة المنظمة فى إمارات الشام
3 – الحروب الداخلية بين الأمراء السلاجقة
وقد نجحت الحملة الصليبية الأولى فى إقامة ثلاث إمارات ومملكة لهم فى الشرق هما " إمارة الرها – إمارة أنطاكية – إمارة طرابلس – مملكة بيت المقدس "
قسوة محتل

ذكر كاهن أبوس " ريموند داجيل " واصفا دخول الصليبيين بيت المقدس
( لقد أفرطنا قومنا فى سفك الدماء فى هيكل سليمان وكانت جثث
القتلىى تعوم فى الساحة هنا وهناك وكانت الأيدى المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها ولم يكتف الفرسان الصليبيون بذلك فعقدوا مؤتمرا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى – الذين كان عددهم 60 ألفا – فأفنوهم عن
بكرة أبيهم فى 8 أيام ولم يستبقوا منهم إمراة ولا ولدا ولا شيخا )

الدولة الزنكية
- هو ما قام به عماد الدين زنكى ثم أبنه نور الدين محمود. - وهو ما قام به البيت الأيوبى وعلى رأسه صلاح الدين الأيوبى وخلفائه من بعده . - هو ما قام به بيبرس وقلاوون والأشرف خليل بن قلاوون .
**أ – دور الدولة الزنكية:--
 كان أميرا للموصل
 أدرك أن الوحدة السبيل الوحيد لطرد الصليبيين
 ضم حمص وحلب وحماة إليه
تمكن من استرداد إمارة الرها عام 539 هـ / 1144 م ثم أخذ يزحف على سائر معاقل الصليبيين
 استشهد على يد أحد مماليكه عام 541 هـ / 1147 م

 أدرك نور الدين محمود أهمية موقع مصر وإمكاناتها المادية والبشرية
 بدأ يتطلع إلى ضم مصر واستغل فرصة النزاع بين الوزيرين " شاور وضرغام "
 استنجد " شاور " به فأرسل شيركوه ومعه صلاح الدين الذى نجح فى إعادة مصر إلى الخلافة السنية واسقاط الخلافة الفاطمية
 وبوفاة " نور الدين محمود " أصبح ( صلاح الدين الأيوبى ) هو السلطان الفعلى لمصر وأخذ على عاتقه مواصلة الكفاح ضد الصليبيين .
**ب– دور الدولة الأيوبية:--
صلاح الدين
 واصل جهوده من أجل إقامة الدولة الأيوبية وتوحيد الجبهة الإسلامية بين ( مصر والشام والعراق والجزيرة ) لطرد الصليبيين المحتلين لبلاد الشام وقد مر ذلك بدورين أساسين هما :-
أ – الدور الدفاعى ضد الصليبيين :- لمعرفة قدراتهم وأمكاناتهم وقد اشتبك معهم فى معارك محدودة فى الكرك والشوبك وتأمين طريق القوافل بين مصر والشام وتأمين طريق الحج وعقد هدنة مع ملك بيت المقدس الصليبى مدتها خمس سنوات ليتفرغ لتوحيد القوى الإسلامية تحت زعامته .
ب – الدور الهجومى ضد الصليبيين :- يمتد من عام ( 582 – 588 هـ / 1186 – 1192 م ) أخذ صلاح الدين يتأهب لمعركة حاسمة مع الصليبيين وهى
 " حطين "
 أعلن صلاح الدين الجهاد ضد القوى الصليبية وقام بحركة تعبئة شاملة لجميع قوى المسلمين وكافة مواردهم المادية والبشرية والمعنوية .
 السبب المباشر للمعركة :-
 قيام أرناط ( ريودى شاتيو ) أمير حصن الكرك باتباع سياسة استفزازية جعلت صلاح الدين يتخذ قرارات حاسمة ضد الوجود الصليبى فى بلاد الشام .
 كان ( بلدوين الرابع ) ملك بيت المقدس عقد هدنة مع صلاح الدين 576 هـ / 1180 م غير أن أرناط خرق الهدنة أخذ يهاجم قوافل المسلمين وكان ينوى الاستيلاء على مكة والمدينة فأثار هذا السلوك صلاح الدين فأرسل إليه بأن يرد ما استولى عليه من مال المسلمين واطلاق سراح الأسرى فامتنع وأصر على عصيانه فنذر السلطان واقسم أن يريق دمه بيده .
التخطيط للمعركة :-
تقدم صلاح الدين بجيشه نحو نهر الأردن واستولى على بحيرة طبرية قاطعا على عدوه طريقه للماء .
وعندما قامت قوات الجيش الصليبى بقيادة ( ريموند الثالث ) باجتياز الدرب الواقع عند مرتفعات حطين أوقفهم ومنعهم من الوصول لماء البحيرة فاشتد بهم الظمأ وفرغ ما معهم من ماء وأخذتهم سهام المسلمين وأكثروا فيهم الجرح وال*** .
وقع ملك بيت المقدس ( جاى لوزجنان ) وكبار الأمراء والفرسان أسرى بما فيهم أرناط فعفى صلاح الدين عن ملك بيت المقدس وقتل أرناط وفاءا للنذر وجزءا له على مكروه وغدره بالحجاج المسلمين .
تمكن صلاح الدين من فتح بيت المقدس يوم الجمعة 27 رجب 583 هـ / 1187 م .فعفى عن الصليبيين وأمنهم على أموالهم وأرواحهم وأعفى كلا من ( الشيوخ – النساء – الأطفال ) من دفع الجزية .
 نـتـائـج معركة حطين :-
 هزيمة الصليبيين واسترداد المسلمين لبيت المقدس
 رفع الروح المعنوية للمسلمين ورد اعتبار الشرق الإسلامى من جديد
 أصبح الصليبيون فى موقف الدفاع بدلا من الهجوم واستحال بقائهم فى بلاد الشام
 أظهرت أهمية الوحدة بين المسلمين وقدرات صلاح الدين العسكرية والقيادية
الحملة الصليبية الثالثة
 أسبابها :- محاولة الصليبيين السيطرة على بيت المقدس مرة أخرى
 قادة الحملة :- " ريتشارد قلب الأسد " ملك انجلترا – " فليب أغسطس " ملك فرنسا – " فردريك بربروسا " امبراطور المانيا
نتائجها :- فشلت بفضل مقاومة صلاح الدين الأيوبى – انتهت بعقد " صلح الرملة " بين الطرفين عام 588 هـ / 1192 م . الذى نص على ( احتفاظ المسلمين ببيت المقدس مقابل ان يكون للصليبيين الحق فى تأدية الحج إلى بيت المقدس )
بعد الصلح عاد ريتشارد إلى بلاده وتوفى صلاح الدين عام 589 هـ / 1193 م وهو فى الخامسة والسبعون من عمره تقريبا .

 ورث الملك العادل شقيق صلاح الدين الدولة الأيوبية فى الوقت الذى أدرك فيه الصليبيون أن مصر هى ترسانة العالم الإسلامى وقلعة التصدى لطموحاتهم فى الاستيلاء على بيت المقدس والشرق .
 لذلك جاءت الحملة الصليبية الخامسة إلى مصر عام 615 هـ / 1218 م وحاصرت مدينة دمياط واستولت عليها وعلى الفور جاء الملك العادل من الشام لصد الحملة لكنه توفى فى الطريق قرب دمشق فتولى من بعده ابنه " الكامل " .
 أبدى الملك " الكامل " تساهلا مع الصليبيين وعرض عليهم تسليم بيت المقدس مقابل الانسحاب من دمياط لكنهم رفضوا وتقدموا فى الدلتا باتجاه القاهرة فلجأ المصريون إلى فتح السدود والترع وإغراق الأرض بالمياه مما عزل الصليبيين عن قاعدتهم العسكرية بدمياط فاضطروا إلى الجلاء وسمح لهم الكامل بالرحيل عام 618 هـ / 1221 م دون قيد أو شرط وعقد معهم هدنة مدتها 8 سنوات .
 أدى الخلاف الذى حدث فى البيت الأيوبى إلى استعانة ( المعظم عيسى ) ملك حلب ودمشق بالخوارزمية والملك ( الكامل محمد ) بالإمبراطور الصقلى غير أن الأوضاع تبدلت بعد مقتل المعظم عيسى وأصبح الملك الكامل سلطانا على مصر والشام دون منازع .
 وعندما جاءت الحملة الصليبية السادسة إلى الشام بقيادة الإمبراطور الألمانى ( فردريك الثانى ) قام الملك الكامل بالتفاوض معه وأبرم معه معاهدة صلح عرفت باسم ( معاهدة يافا ) فى عام 626 هـ / 1229 م . مقابل تسليم بيت المقدس وبيت لحم للصليبيين ويبقى للمسلمين منطقة المسجد الأقصى
 أثارت هذه المعاهدة غضب المسلمين والمسيحيين على السواء وخرج الصليبيون من بيت المقدس عام 643 هـ / 1244 م فى عهد الملك ( الصالح نجم الدين أيوب ) ابن الملك الكامل على يد أنصاره الخوارزميين .

الحملة الصليبية السابعة
 أسبابها :- عودة بيت المقدس للمسلمين مرة أخرى
 قائدها :- لويس التاسع ملك فرنسا
 تاريخها :- 646 هـ / 1249 م
 أحداثها :- نزلت إلى دمياط فأسرع الملك ( الصالح نجم الدين أيوب ) بالقدوم من الشام لكنه توفى فقامت زوجته ( شجر الدر ) باخفاء خبر وفاته واستدعت ابنه ( توران شاه ) وكانت الاستعدادت تجرى على قدم وساق داخل المعسكر الإسلامى انتظارا لقدوم الصليبيين فأضحت المنصورة ساحة لحرب الشوارع وتولى قيادة المصريين القائد ( بيبرس البندقداري ) .
 نتائجها :- هزيمة لويس التاسع وأسر بعد معركة فارسكور ووضع فى السجن – عقد صلحا بين
( توران شاه ) والصليبيين وتم العفو عن لويس التاسع بعد دفع نصف الفدية .
ولم يلبث توران شاه أن قتل عام 648 هـ / 1250 م وترتب على مقتله سقوط دولة الأيوبيين وقيام دولة سلاطين المماليك فى مصر والشام والحجاز
وذلك بعدما أعلنت ( شجر الدر ) سلطانا على مصر والشام برضاء المماليك الناصرية ثم تنازلت عن السلطنة لزوجها ( عز الدين أيبك ) الذى تولى السلطة ولقب بالمعز .
ج– دور الدولة المملوكية:--
 استأنفت دولة المماليك بعصريها ( البحرية – البرجية ) الجهاد للمحافظة على مصر والمشرق الإسلامى من الأخطار الأستعمارية المحيطة بها .
سخرت مصر جميع امكاناتها المادية والبشرية لوقف هجوم المغول على العالم الإسلامى واستأنفت الجهاد ضد الصليبيين الموجودين فى بلاد الشام حتى استطاعوا ان يطهروا البلاد منهم واستطاعوا فيما بعد من اخضاع جزيرة قبرص فى حين دانت جزيرة رودس بالولاء والطاعة للمماليك عن طريق الاتفاقيات السلمية وقد تحقق لهم ذلك على يد كل من :-

عندما اضطربت الأحوال بمصر بعد مقتل ( عز الدين أيبك ) أسرع المماليك بتولية أبنه ليحل ظاهريا محل أيبه وذلك حتى تهدأ الأمور وتستقر الأحوال ولما كان عمر السلطان الملقب ( المنصور على بن أيبك ) صغيرا عين الأمير ( سيف الدين قطز ) أتابكا له ونائبا للسلطنة
 وفى تلك الأثناء تمكن المغول بقيادة ( هولاكو ) من دخول بغداد وتدميرها وقتل الخليفة
( المستعصم بالله ) العباسى عام 656 هـ/ 1258 م وتقدم جيش المغول نحو بلاد الشام فاستولى على حلب ثم دمشق وأخذ يستعد للزحف نحو مصر وتدميرها .
رسالة هولاكو إلى قطز

أرسل هولاكو زعيم المغول برسالة إلى السلطان قطز تحمل التهديدوالوعيد وتطلب سرعة الاستسلام والخضوع ومما جاء فيها( اتعظوابغيركم وأسلموا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء فتندموا ويعود عليكم الخطأ )
موقف قطز من تلك الرسالة :-
على الفور عقد قطز اجتماعا مع أمراء المماليك وعلماء الدين فى مصر لرفع الروح المعنوية لمواجهة المغول مهما كلف مصر من تضحيات وأمر قطز بقتل رسل المغول وتعليق رؤوسهم فى جهات متفرقة من القاهرة ونادى العلماء على المنابر بالخروج دفاعا عن البلاد وأخذ قطز برأي العز بن عبد السلام فى أمر جمع الأموال
لإعداد الجيش للجهاد فأقر بأخذها من الأمراء والأثرياء أولا ثم من الرعية والتحق بالجيش كل قادر على حمل السلاح ولم يهتز شعب مصر وجيشها بالحرب النفسية التى حاول المغول نشرها بل خرج لملاقاة العدو خارج حدود مصر عند عين جالوت .
عين جالوت
 خرج قطز على رأس جيش من مصر باتجاه الشام واتفق مع الصليبيين على التزام الحياد والسماح لقواته بالمرور فاتجه صوب عين جالوت فى فلسطين .
 وفى صباح يوم الجمعة 26 رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260 م التقى الجمعان : المغولى والإسلامى فى معركة عامة عند عين جالوت وانقض المغول على المصريين فى بادئ الأمر فاضطرب المسلمون وعند ذلك ألقى السلطان قطز خوذته عن رأسه إلى الأرض وصرخ بأعلى صوته ( اللهم انصر عبدك الفانى قطز ) " واسلاماه " وقاد الهجوم بنفسه على العدو والتفت حوله القوات المصرية وحملوا على المغول مما جعلهم يفقدون صوابهم ويتكبدون خسائر جسيمة فقد قتل معظم جيشهم وقائدهم ( كتبغا ) وهرب الباقون .
نتائج عين جالوت :-
1 – هزيمة المغول وقضت على أسطورة أن جيش المغول لا يقهر
2 – رفع الروح المعنوية للمسلمين ورد اعتبار الشرق الإسلامى بعد سقوط الخلافة
3 – أصبحت مصر والشام دولة واحدة تحت حكم المماليك وأعطتهم سمعة إسلامية كبيرة
4 – أنقذت الحضارة الإسلامية والإنسانية من الاندثار لأن المغول عناصر مخربة ومدمرة

بعد مقتل المك قطز وقع اختيار امراء المماليك على اختيار الظاهر بيبرس والذى استكمل الدور الحربى ضد الصليبيين فخرج على رأس جيشه إلى إمارة أنطاكية عام 666هـ / 1268 م والتى كانت تتحالف مع المغول واستولى على حصن الكرك وأرسوف ويافا ومهد للاستيلاء على طرابلس .
 وعلى الجانب الآخر حاول المغول الآخذ بثأرهم بعد عين جالوت فقام ( أبغا ) بالزحف على عدة مناطق مثل : الساجور وعين تاب إلا أن السلطان ردهم خائبين فتحالفوا مع السلاجقة ضد الظاهر بيبرس الذى لقيهم فى معركة ( الابلستين ) عام 676 هـ / 1277 م والحق بهم وبحلفائهم هزيمة ساحقة .

واصل السلطان قلاوون الحرب ضد الصليبيين فاستولى على حصن المرقب عام 684 هـ / 1285 م ثم دمر طرابلس 1289 م ومهد للاستيلاء على عكا .
 قام بالتصدى للمغول عندما خرج ( أبغا ) على رأس جيش كبير من التتار عام 680 هـ / 1281 م وقد تحالف مع المغول ( ليو الثالث ) ملك أرمينية الصغرى وانتصر عليهم السلطان فى معركة حمص .
الملك الأشرف خليل بن قلاوون
حاصر عكا واستولى عليها عام 690 هـ / 1291 م وبدأ الصليبيون فى الهروب إلى قبرص واتخذوها ملجأ لهم .
وبعد سقوط عكا توالت المدن الأخرى مثل صور وصيدا وطرطوس وبذلك انتهى الوجود الصليبى من بلاد الشام .
الناصر محمد بن قلاوون
 قاد جيوش مصر والشام فى معركة ( مرج الصفر ) عام 701 هـ / 1302 م وانتصر فيها السلطان على المغول ولم يستطيع المغول الاعتداء على ديار الإسلام وعقدوا صلحا مع السلطان الناصر .

 اتخذ الصليبيون من جزيرة قبرص مركزا جديدا للأغارة على السواحل العربية فهاجموا الاسكندرية عام 766 هـ / 1365 م أثناء صلاة الجمعة فدمروا البيوت والمساجد ونهبوا الأسواق واعتدوا على النساء والأطفال وقد أثارت هذه الأعمال غضب السلطان الأشرف برسباى فأرسل إلى قبرص حملات بحرية ونجح الجيش المصرى فى هزيمة ملك قبرص ( جانوس ) وأسر معه مئات من جنوده الذين نقلوا إلى مصر ليزفوا فى شوارع القاهرة .
 ولم يطلق سراح ملك قبرص إلا بعد أن دفع فدية كبيرة من المال وظلت قبرص تدفع الجزية للمماليك إلى أن دخل العثمانيون مصر عام 923 هـ / 1517 م وبهذا الدور تم القضاء على الخطرين المغولى والصليبى على المشرق الاسلامى .

1 – الدولة الأيوبية :-
 الحياة الاقتصادية :-
 أدخل الأيوبيون نظام الاقطاع الحربى حيث أعاد صلاح الدين النظر فى توزيع الأراضى على كبار القواد وكان على المقطتعين أن يؤدوا خدمات اقطاعية مثل الضرائب والزكاة وخدمات مدنية مثل رعاية الفلاح والعناية بالأراضى والجسور .
 ازدهرت عدة صناعات منها النسيج وخاصة الحريرى وصناعة الزيوت من السمسم والكتان والصابون .
 نشطت التجارة الخارجية حيث أصبح هناك تبادل تجارى مع الشام والمدن الإيطالية مثل : بيزا وجنوا والبندقية
 نشطت مراكز التجارة الداخلية فبرز منها منفلوط وأبوتيج والقاهرة والقلزم .
 الحياة الاجتماعية :-
 اقتصروا فى أعيادهم على الأعياد الرسمية وألغوا ما كان يحتفل به فى العصر الفاطمى
 لم يظهر البذخ فى موائدهم السلطانية .
 المنشآت المعمارية :-
 بدت المنشآت الحربية الأكثر بروزا فى عمارة الأيوبيين فقد أمر صلاح الدين بإنشاء سور يحيط بالقاهرة ومصر ( الفسطاط والعسكر والقطائع ) وأمر بتشييد عدد من القلاع فضلا عن إقامة عدد من المدارس مثل : المدرسة الصلاحية والمدرسة القمحية .
الحياة الفكرية والعلمية :-
 اشتهر الأيوبيون بحبهم للعلم والعلماء
 اعتنى الأيوبيون بالمكتبات ونشروا المدارس فى القاهرة والإسكندرية
 ظهر عدد من الأدباء مثل : ابن سناء الملك وابن الحاجب

2 – الدولة المملوكية :-
 الحياة الاقتصادية :-
 اهتمت الدولة بشق الترع والمصارف والخلجان مثل الخليج الناصرى
قاموا بمسح الأراضى فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون
 اهتموا بالصناعات القائمة على الزراعات مثل صناعة السكر وصناعة النسيج
استطاعت الدولة أن تحل كوسيط تجارى مهم ما بين تجارة المشرق وأوروبا وأصبحت الإسكندرية ودمياط والقلزم أهم الموانئ التجارية فى العصر المملوكى
 المنشآت المعمارية :-
 شهدت مصر والشام والحجاز وأجزاء من العراق نهضة معمارية مهمة كما فى مصر مثل :مدرسة جامع السلطان حسن بحى الخليفة حاليا – المنشآت المعمارية فى شارع المعز لدين الله – قلعة قايتباى بالإسكندرية .

 الحياةالعلمية :-
 أصبحت مصر بعلمائها الذين برعوا فى العلوم والمعارف قبلة لطلاب العلم من كافة أنحاء العالم ومن أهم العلماء " عبد الرحمن بن خلدون " فى علم ابن خلدون و " ابن حجر العسقلانى " فى الحديث .