مدرس اون لايندخول

مذاهب الحرية - فلسفة 3 ثانوى نظام حديث

مذاهب الحرية
الحرية الفردية وأدلة وجودها
(أ) تعريف الحرية:-
1. إختلف البعض حول تعريفها حتى قال البعض أننا لا نستطيع تعريفها فنحن نعيشها ونمارسها فقط.
2. ومن أشهر تعريفات الحرية "الإرادة الفردية التي تختار الفعل وتميزه عن روية وتدبر مع إمكان عدم إختيار الفعل أو القدرة على إختيار نقيضه".
(ب) أدلة وجود الحرية:-
الدليل الجسمي الدليل النفسي الدليل الإجتماعي
1. الدوافع الفطرية مثل العطش والأفعال اللاإرادية المنعكسة لا يمكن للإنسان السيطرة عليها أو التدخل بها.
2. ولكن هناك مجموعة أخرى من الأفعال الجسمية يمكن السيطرة عليها مثل تحريك أعضاء الجسم أو القدرة على علاج  الكثيرمن الأمراض دون الخضوع له. 1. إن الإنسان يشعر داخله بأنه يسيطر على أفعاله ويوجهها حسب رغباته وبأنه يملك إرادة حرة تجعله يختار هذا ولا يختار ذاك. وهذا الشعور الداخلي لا يمكن إنكاره لأنه بديهية واضحة ولا تحتاج لبرهان.
2. أيضاً حين ننسب كل فعل لصاحبه ونحمله مسؤليته فهذا أكبر دليل على الحرية. إن وسائل الضبط المنتشرة في المجتمع سواء كانت (العرفية أو الرسمية.) تفترض حرية الفرد لأنها تحدد جزاءات الأفعال التي لا تتفق مع تقاليد وعادات المجتمع بالعقاب كما تحدد مكافآت الأفعال وهذا دليل على أن الإنسان حر لأنه لو كان مجبر فلماذا وضعت هذه القوانين والعقوبات.
1- مذاهب الحرية في العصر الحديث (روسو)
(أ) نبذة عن "روسو "(1712-1778+)
 هو (جان جاك روسو) فرنسي كان فيلسوفاًو سياسياً ومربياً ونظريته في الحرية ساعدت على قيام الثورة الفرنسية.
(ب) أسباب دعوة "روسو" للحرية:-
(1-التمرد على رذائل وقيود التقدم الحضاري:-
1. يرى "روسو" أن تقدم العلوم والفنون وإزدهار الحضارة أدى إلى إنتشار الترف والذي أدى الى فساد الأخلاق وإنحلال المجتمع وقد ينتهي الأمر بدكتاتورية الأثرياء وسيطرتهم على أفراد المجتمع.
2. يرى  أن الإنسان في المجتمعات البدائية يعيش بحرية كاملة ويمارس الفضيلة لذلك لم تفسد أخلاقه.
3. فيدعو روسو الى الرجوع الى الحالة الإنسانية البدائية حتى نستعيد شعورنا بالحرية والسعادة و نتحرر من قيود المجتمع
2- الثورة على الحكم المستبد والحق الإلهي المقدس-
1. كان الحكم الملكي في أوروبا حكماً مستبداً وكان الملوك يبررون إستبدادهم من خلال (نظرية الحق الإلهي المقدس)
(فكان الملك يعتقد أنه خليفة الله في الأرض وأنه مفوض من الله في حكم شعبه في دولته الخاصة ولا يحق للشعب التمرد على ممثل الله وتكون أوامر ونواهي الملك مستمدة من وحي الله وتُنفذ دون إعتراض)
2. أدت هذه الفكرة الى قوة الحكم الملكي الدكتاتوري وإنحسار الحرية الفردية للمواطنين.
3- تأكيد أهمية العقد الإجتماعي والديمقراطية في الحكم:-
1. أراد روسو محاربة الأفكار السابقة ولكن بطريقة مختلفة؛ فأعاد النظر في طبيعة الحكم وتحديد العلاقة بين الحاكم والمحكومين وبحث في الطريقة الصحيحة التي أدت الى ظهور نظام الحكم في أي مجتمع إنساني وكانت في نظره تدور حول فكرة ((( العقد الإجتماعي)))
2. ومفهوم فكرة العقد الإجتماعي هو:
أ- كان الإنسان البدائي في حياته الأولى يعيش حراً معتمداً على نفسه.
ب- أجبرته الظروف الطبيعية على العيش مع الآخرين للتعاون في الصيد ومقاومة الحيوانات المتوحشة.
جـ- ومع تحول المجتمع من الصيد إلى الزراعة زاد التعاون.
ء- ومع الانتقال من الزراعة إلى الصناعة زادت الحاجة إلى التعاون والارتباط.
3. أهم شروط العقد الإجتماعي:
يرى روسو أن البشر إتفقوا على نوع من الإتحاد ينص على :-
1. إختيار بعض الأفراد منهم لتولي حكم الجماعة.
2. أن يوفر الحكام المختارين الحرية لأفراد المجتمع لإن الإنسان ولد حراً في رأي روسو.
3. هذا الإتحاد يكون من شأنه تسخير قوة المجتمع لحماية الحرية الشخصية لأعضاء المجتمع.
4. على كل فرد عندما يتحد مع الآخرين إنما يطيع إرادة نفسه الحره ولا يكون محبراً على هذا الإتحاد.
5. التنازل عن بعض الحقوق بإرادتنا مقابل أن يحافظ لنا على حريتنا.
في حالة خروج الحاكم وإنحرافه وإعتدائه على الحريات الأساسية للفرد فيحق للشعب خلعه وإختيار حاكم آخر بدلاً منه.
(جـ) وسيلتا إصلاح المجتمع عند "روسو":
1. تساءل روسو ما هو الطريق الى إصلاح المجتمع الحديث من مفاسده الأخلاقية والسياسية؟
وكيف يمكن أن ندعم الشعور بالحرية عند الفرد؟ لذلك حدد "روسو" وسيلتين لتحقيق هذا الإصلاح هما:
التربية: وهي تمحو  رذائل الحضارة وترجع بالإنسان الى حريته الفطرية.
الديمقراطية: تمحو مساوئ ديكتاتورية الحكم وإستعادة حرية الفرد. وذلك كاتالي:-
أولاً: التربية ودعم الحرية والأخلاق الطبيعية
1. يرى روسو أن التربية هي الوسيلة الأولى لتدعيم الحرية عند الفرد والقضاء على مفاسد الأخلاق.
2. لأن الأخلاق الإنسانية بطبيعتها خيرة وطيبة والتحضر أفسدها.
3. ووظيفة التربية هي إعادة تكوين الأفراد من جديد في نفس الجو الطبيعي الذي عاش فيه الإنسان البدائي
4. وقد نادى روسو في مذهبة التربوي بتأكيد حرية الطفل في ممارسة السلوك وإكتساب الخبرات.
5. فدعا الى تربية الطفل في مراحله الأولى في جو طبيعي بعيداً عن تأثير الصناعه أما في المراحل التالية فيجب تعويد الطفل الإعتماد على نفسه لنخلق مواطن يشعر بحريته شعوراً حقيقياً.
ثانياً: الديمقراطية والحكم وفقاً لمبادئ العقد الاجتماعي
1. يرى روسو أن الديمقراطية هي الوسيلة الثانية للإصلاح وتتصل بالجانب السياسي.
2. وهدف الديمقراطية تحقيق الحرية لكل أفراد الشعب لأن الديكتاتورية تسلب الأفراد حريتهم
3. كما يرى إن الحكام جاءوا من خلال العقد الإجتماعي ويمكن عزلهم إذا خرجوا عن إرادة الشعب.
4. ويقول أن الديمقراطية بمعناها الكامل و الصحيح لن تتحقق بسبب بعض مساوئ الديمقارطية مثل كثرة تغير الحكومات وكذلك كثرة الحروب الأهلية.
5. ورغم هذه المساويء الا انه ً يرى أنه بالرغم من مساوئ الديقراطية فهو يفضلها قائلاً:
"إنني أفضل الحرية مع الخطر عن العبودية مع السلم"

2- مذاهب الحرية في القرن العشرين (سارتر)
(أ) عوامل وظروف نشأة وجودية (سارتر)
(1905-1980)

العامل الأول: التقدم العلمي وسيطرة الآلية على الإنسان:
1. إهتم المفكرون بدراسة الأسلوب العلمي و العالم المادي وأهملوا دراسة العالم الإنساني بسبب التقدم العلمي والإعتقاد بأن العلم وحده أساس التقدم.
2. فجاء سارتر بوجوديته وأعاد الأنظار الى أهمية دراسة الوجود الإنساني بدلا من العالم المادي فقط.
3. وسبب ظهور الوجودية أيضاً هو إنتشار الآلية الصناعية التي جعلت الإنسان عبارة عن آلة تؤدي عملها اليومي بملل يقتل حيوية الفرد وشعوره بحريته.
4. وايضاً كمحاولة للعودة بالإنسان الى حيويته وحريته التي كاد أن يفقدها بسبب إنتشار الآلة وتحكمها في مختلف جوانب الحياة.

العامل الثاني: الحرب العالمية الثانية وتخريب الإنسان:
1. أدت الحرب العالمية الثانية إلى إنقسام العالم الى فريقين متحاربين وإلى هزيمة فرنسا وإحتلالها من ألمانيا.
2. فتحول الشعب الفرنسي الى محاربين في المقاومة الشعبية وأصبح الفكر موجهاً الى خدمة الحرب.
3. إنضم سارتر مع زملاؤه الى المقاومة وظلوا يكافحون حتى تحقق النصر لفرنسا.
4. في هذه الفترة تحولت الفلسفة من البحث في عالم "الميتافيزيقا" الى البحث  في عالم الإنسان ومصيره.
5. وتحول إهتمام "سارتر" الى دراسة الوجود الإنساني من حيث حدود حرية الفرد وماهيتها بهدف تحديد مسؤلية الإنسان عن هذه الحرب وما نتج عنها من دمار أضر البشرية.
العامل الثالث: بداية الإنهيار التدريجي للحضارة الغربية:
1. إن إزدياد نضج الحضارة الغربية المعاصرة وإستنفاذها لكل طاقاتها يحمل في داخله بذور إنهيارها.
2. وإرتبط بإستنفاذ الطاقة الدعوة الى اللامعقولية وإنتشار العبث واللامبالاة فظهرت وجودية "سارتر" لتعبر عن تلك السمات في صورة فلسفية ولكي تؤكد أهمية الوجود الفردي للإنسان وتدعوه الى التمرد على سيطرة المجتمع في محاولة لإشعار الإنسان بكيانه المستقل.

(ب) خلاصة راي سارتر في الحرية:
 يتلخص رأي "سارتر" في مشكلة الحرية في ثلاث قضايا هم:
القضية الأولى: الإنسان حر لإن وجوده أسبق من ماهيته:
1. يقصد "سارتر" بالماهية: أنها الصفات الأساسية الخاصة التي تميز شخصية كل فرد والتي يختاراها بإرادته الحرة مثل أن يكون (شجاع أم جبان) أو (كريم أم بخيل).
2. يقرر سارتر أن الإنسان بطيعته حر ، فهو الذي يختار ماهيته وصفاته المميزة دون إجبار. لذلك يقول سارتر
"أن الإنسان يولد أولاً وبعد ذلك يختار ماهيته وخصائصه التي يصنعها بنفسه ويختارها بإرادته الحرة"
ومن هنا جاء إسم الوجودية لإن وجود الإنسان عنده سابق على ماهيته.
3. وبذلك يكون سارتر قلب العلاقة بين الإنسان والوجود كالتالي:-
في الفلسفة التقليدية: ماهية الإنسان أسبق من وجوده فالإنسان لا يختار ماهيته بنفسه.
في الفلسفة الوجودية: وجود الإنسان أسبق من ماهيته فالإنسان يختار ماهيته بنفسه.
4. وهكذا يصنع الإنسان ماهيته بنفسه وحسب إرادته دون أن يكون للظروف أو أي قوة خارجية أي تأثير.
5. والذي دفع سارتر بهذا القول هو رغبة سارتر في تحميل الشعب الفرنسي مسؤلية الهزيمة أمام المانيا لأنهم كان بإمكانهم أن يختاروا النصر بدلاً من الهزيمة.

القضية الثانية: الإنسان مسؤل عن أفعاله ويتحمل نتائجها:
 ترتبط هذه القضية بالقضية الأولى كالآتي:
1. مادام الإنسان حر ويختار أفعاله فيترتب على  ذلك نتيجة منطقية وهي "تحمل الإنسان المسؤلية الكاملة عن كل افعاله"
لإن الحرية الفردية إذا كانت بدون مسؤلية فإنها تؤدي الى الفوضى ودمار المجتمع.
2. فيقول "سارتر" (إذا كان الوجود أسبق من الماهية فالإنسان يصبح مسؤلاً عما هو عليه )
وبذلك يكون أول آثار الوجودية المترتبة على هذا المبدأ هو وضعها كل فرد وصي على نفسه
ومسؤل عن أفعاله مسؤلية كاملة.

القضية الثالثة: مسؤلية الإختيار تولد القلق عند الإنسان:
1. إن حرية إختيار الفرد لفعل معين وما يرتبط بذلك من تحمل للمسؤلية يؤدي عادة الى تولد القلق والخوف من نتائج هذا الإختيار وتلك المسؤلية.
2. مثال: القائد الذي يصدر أمر بالهجوم بكامل حريته فهو يتحمل نتيجة هذا القرار والتي تتمثل في النصر أو الهزيمة لذلك يكون القلق مصاحباً للمسؤلية ولكن بدرجات مختلفه.
3. لذلك يفرق سارتر بين نوعين من القلق:
قلق بسيط وطبيعي: يعرفه كل من يتحمل المسؤلية.
قلق مرضي: يؤدي الى الإستكانة والخمول.
4. فيقول "سارتر" (مادام الإنسان حر ويتحمل مسؤلية إختياره، إذن الإنسان يظل طوال حياته يعيش في قلق دائم)
5. إن القلق العادي الذي يقصده "سارتر" والذي يرتبط بتحمل المسؤلية  تحول الى قلق مرضي وإنتشر في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
6. فدمرت نفوس الشباب وادت إلى تفكك المجتمع الغربي وإنتشار الللامعقولية واللامبالاة وغيرها من الحركات الغربية الشاذة من أجل تحاشي هذا القلق وذلك حتى الآن.
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
جزاك الله خيرااااااا
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى