مدرس اون لايندخول

موشح محي الدين بن عربي - 2 ث

موشح محي الدين بن عربي
التعريف بالشاعر :
ابن عربي هو محمد بن علي بن محمد أبو بكر الحاتمي ، الطائي الأندلسي شاعر و فيلسوف ولد بمرسية في الأندلس عام (560 هـ - 1165 م) ، وانتقل لإشبيلية ، وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز و مصر ، واستقر في دمشق حتى توفي فيها سنة (638 هـ - 1124 م). له نحو أربعمائة كتاب ورسالة .

معنى الموشح :
الموشح من ابتكار شعراء الأندلس في القرن الثالث ، وهو عبارة عن تجديد في شكل القصيدة العربية بتنويع القوافي، وقد سمي بذلك نسبة للوشاح وهو نسيج عريض تشده المرأة بين كتفها الأيمن وجنبها الأيسر.

تكوين الموشحة :
تتكون الموشحة من عدة أدوار، حيث تبدأ بمطلع يأتي بعده دور يتكون من :
* غصن، وهو مجموعة من الأبيات متفقة الوزن والقافية و تختلف عن المطلع،
* قفل يتفق مع المطلع في القافية وهو الذي ينتهي به الدور.
* الفرق بين الموشحة وبين الشعر العربي :
* أن الشعر العربي يقوم على وحدة الوزن والقافية وله بحور محددة
* الموشحات متنوعة القوافي، وأوزانها كثيرة لا تحصى ـ وتتكون من مطالع وأدوار و فيها أغصان وأقفال .

أسباب ظهورها :
1- طبيعة الأندلس الساحرة .
2- الرغبة في الخروج عن الأوزان التقليدية .
3- ميل الأندلسيين للغناء .
4- تأثر العرب بالأغاني الشعبية الأندلسية .
5- التحرر الذي أتيح للشعراء بالأندلس .
6- ميل الشعراء إلى الدعابة والمرح .

جو النص :
سيطرت على الشاعر حالة من تصوف و الروحانية عاش فيها هائماً ، وتخيل النعيم الدائم في الآخرة ، و توجه بقلبه ومشاعره إلى الكعبة المشرفة تائباً مخلصاً لله ، يطلب الصفح و المغفرة ممن ليس لنا إلا سواه ، و يتمنى ألا تضيع شكواه ، فانفعل بما تخيله ، وعبر عنه في الموشح التالي .

س1: ما الغرض الشعري الذي ينتمي إليه هذا الموشح ؟ و بماذا يسمى ؟ و ما شروطه ؟
الزهد ، ويسمى بـ "المُكفِّر " أي مكفر للذنوب ومطهر للنفس من السيئات .
شروط الموشح "المُكفِّر" : أن يكون على وزن موشح معروف ملتزماً بقوافي مطلعه وأقْفاله ، ولذا فهو على نظام موشح " ابنِ زُهْر الإشبيلى " الذي مطلعه : أيُّها الساقي إليك المُشتَكَى قد دعوْناك وإن لمْ تَسْمع


الدور الأول : إخلاص النية شرْط قبول التوبة :
1- عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي
2- أيها البيتُ العتيقُ المُـشـرِفُ
3- جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4- عَينُهُ بالدِّمْـــع دومًا تَذْرِفُ
5- فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَعِ

اللغويات :
* لاح : ظهر× غاب ، اختفى - المُتَّكا: المُتَّكأُ هو ما يجلس عليه للاتكاء كالكرسي ، و قد حذفت الهمزة للتسهيل ج متكآت ، مادته : وكأ - الذي كان معي : الذي ملأ قلبي من نعيم أهل الجنة
- البيتُ العتيقُ : الكعْبة ، وجمع (عتيق) : عُتُق - المُشْرف : العالي المرتفع
- العبْدُ الضعيفُ : يقصد نفسه- المُسرِف : أي المخطئ المذنب × المقتر أو البخيل
- دوماً : دائماً - تذرِف : تسيل و يجرى دمعها× يجمد ، و مصدر تَذرف : ذَرْفا ، ذُرُوفا ، ذَرِيفا ، تَذْرَافا - فِرْية : كذب ج فِرًى × صدق - مكْر : خداع - ليس محموداً: أي لا قيمة له - محمودًا: مقبولاً × مذموماً .

الشرح :
س1 : اشرح الأبيات بأسلوبك، موضحا ما فيها من ألفاظ موحية.
جـ : عندما انطلق الشاعر مع خواطره فرأى نعيم الجنة وأهلها متكئون على الأرائك ذابت نفسه شوقا إلى هذا النعيم المقيم الذي استحضر صورته في قلبه ولكن كيف له أن يحصل علي هذا النعيم وهو مذنب و جبال الذنوب تحيط به !! فاتجه بقلبه خاشعاً إلى الكعبة المشرفة معلنا عبوديته لله مقرا بكثرة ذنوبه تغلبه دموع الندم والحسرة على ما فرط في حق الله معلناً التوبة النصوح ؛ فما فائدة البكاء إذا لم تكن التوبة صادقة نصوحاً فيها إخلاص النية وصحة العزم.
س2 : إلام يتشوق الشاعر؟
جـ : يتشوق إلى نعيم الجنة.
س 3: لماذا يبكي الشاعر ؟ وما دلالة ذلك؟
جـ : يبكي الشاعر شوقا إلى ذلك الفيض الصوفي الذي لا ينساه عندما سرح بخواطره إلى حيث النعيم المقيم.

س 1: عبر الشاعر عن عاطفته باللفظ، والعبارة الموحية. وضح ذلك.
جـ : عبر الشاعر عن عاطفته باللفظ والعبارة الموحية مثل كلمة "المتكا" وما تحمله من إيحاءات روحانية تجسم أمامه مشاهد أهل الجنة الرائعة ، ومثل عبارة : "جاءك العبد الضعيف المسرف" التي تمثل الضعف الإنساني الشديد أمام عفو الله سبحانه ورحمته، ومثل : (عينه بالدمع دوما تذرف) التي تشعرنا بالندم الصادق


الصورة البيانية :
* ذبْتَ شوقا : صورة بيانية ، نوعها استعارة مكنية  ، تصور نفسه شيئا ماديا يذوب من شدة الشوق إلى النعيم وسر جمالها التجسيم ، وهي صورة مبتكرة تدل على سيطرة الشوق عليه .
* أيها البيت العتيق : صورة بيانية نوعها استعارة مكنية صورة البيت العتيق بإنسان يناديه وسر جمالها التشخيص .
* عينُه بالدمع دَوماً تذرفُ :  كناية عن الندم والشعور بالذنب و الرغبة الشديدة في قبول التوبة .
* جاءك العبدُ الضعيفُ المسرفُ : كناية عن الندم و الأمل في العفو .

المحسنات البديعية :
* المشْرِف ـ والمسْرف : جناس ناقص له تأثير موسيقى وفيه تحريك للذهن

الأساليب :
* لاح لعيني المتكأ : أسلوب خبري يوحي باستغراقه الشديد في الخواطر و اندماجه، فرأى الجنة وأهلها متكئين فيها على الأرائك، فدفعه ذلك إلى الأمل أن يكون مثلهم في النعيم الذي كان معه في خواطره وهو في هذا متأثر بقول الله تعالى في وصف حال أهل الجنة : (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيرا .
* أيها البيتُ العتيقُ : أسلوب إنشائي نوعه نداء للتعظيم حذفت أداته (يا) للدلالة على قرب البيت من نفسه
* العتيق : تدل على الأصالة والعراقة، ووصف العتيق «بالمشِرَفِ» يدل على تقديسه وتعظيمه للكعبة المشرفة .

س2 : لماذا وصف البيت بالعتيق المشرف ؟
جـ : لأنه يحبه ويحترمه ويعظمه.

* جاءك العبدُ الضعيفُ المسرفُ : أسلوب خبري لإظهار الندم على ما وقع منه نتيجة لضعفه الإنساني أمام إغراءات الحياة الزائلة، وعن أمله في عفو الله .
* المسرفُ : دليل كثرة الذنوب و الأخطاء .

س3 : علامَ يدل وصف العبد بالضعيف المسرف ؟
جـ : وصف العبد بالضعيف المسرف يدل على انكساره وحاجته للعطف والعفو .

* دَوْمًا : تدل على استمرار البكاء لاستمرار الندم.
* فريةٌ منه ومكرٌ : تعبير يدل على احتقاره لنفسه إذا اكتفى بالدموع الكاذبة الخادعة، فالتوبة النصوح أساسها العودة إلى الحق بعزم وإصرار ، وفيه إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (هذه) وقد حذف المبتدأ للاهتمام بالخبر، والرغبة في عدم تقديم شيء عليه .
* فالبُكا ليسَ مَحْمودًا إذا لم ينفَع : تعليل فلا قيمة للبكاء ما لم تكن التوبة صادقة .


الدور الثاني : أمل في عفو الله :
6- أيُّها السَّاقِي اسْقِنـي لا تَأْتَلِ
7- فلقَدْ أتْعَبَ فِكْـــرى عُذَّلِي
8- ولقد أُنشِدُه ما قـــيلَ لِي
9- أيُّها السَّاقِي إليكَ المشتكَى ضَـاعَتِ الشَّكْـوَى إذا لم تَنْفَعِ

اللغويات :
- الساقِي : رمز لله – عز وجل - عند الصوفية ج السقاة- اسْقنى : أي املأ قلبي بحبك الإلهي
- لا تأْتلِ : لا تحْلف وتقسم بحرماني من رحمتك – عُذلِى : اللائمون لي في هذا العشقِ الإلهي م عاذِل
- أنشدُه : أقول له ،والهاء ضمير عائد على فكره وعقله - ما قِيل لي : ما سمعته
- المُشتكَى : الملجأ لإزالة الشكوى - ضاعتِ الشكوى : فقدت قيمتها .

الشرح :
س1 : اشرح الأبيات موضحا ما فيها من رموز صوفية.
جـ : يتحدث ابن عربي عن أمله في عفو خالقه فيقول:
إلهي أنت أعلم بحالي فأنا أتضاءل أمام عفوك فلا تتخلَ عن وتتركني يا مولاي فلقد تركني الأصدقاء و هجرني الرفاق ولساني يردد دائما شكواي إليك يارب ، وليتك تشملها بعنايتك كي لا تضيع فأضيع.
- من الرموز الصوفية : الساقي الذي هو رمز لله سبحانه و تعالى .
س2 : متى تضيع الشكوى ؟ وممَ يشكو؟
جـ : تضيع الشكوى إذا لم تُستَجَب - ويشكو من كثرة ذنوبه.

الصورة البيانية :
* وضاعتِ الشكوى إذا لم تنفَع :استعارة مكنية فيها تصوير للشكوى بشيء مادي يضيع و تعليل لما قبلها
* الساقي : كناية عن الله سبحانه و تعالى .
الأساليب :
* أيُّها الساقي : أسلوب إنشائي / نداء للتعظيم والتوسل .
* اسقِنى : أسلوب إنشائي / أمر غرضه : الدعاء والتوسل .
* ولا تأتِل : أسلوب إنشائي / نهى غرضه : الدعاء.
* فلقد أتعبَ فكرى عذَّلى : البيت كله تعليل لما قبله ، والأسلوب خبري مؤكد بوسيلتين هما (اللام ـ وقد) ليوحي بحيرته وخوفه من غضب الله عليه، وحرمانه من نعيمه، بسبب أقوال لائميه الذين دفعوه لليأس من عفو الله حتى أتعبوا فكره
* عُذَّلي : جمع يدل على كثرة لائميه، وإضافته لياء المتكلم للتخصيص ؛ لأن لومهم موجه للشاعر وحده
* ولقد أنشِدُه ما قيل لي :أسلوب مؤكد بـ(لقد) والهاء في (أنشدهُ) تعود على فكره، وذلك يوحي بأنه يردد بكثرة في خاطره ما سمعه من عذاله فكاد أن يصدقهم .
* قيلَ : إيجاز بحذف الفاعل و بناء الفعل للمجهول يدل على تعدد قائليه أو عدم معرفته لهم
* أيُّها الساقي : أسلوب إنشائي / نداء للتعظيمِ والتوسل حذفت أداته لقربه منه .
* إليك المشتكى : أسلوب قصر بتقديم الخبر شبه الجملة وسر جماله التخصيص والتوكيد
التعليق :
أسلوب النص :
تنوع بين الخبر و الإنشاء ، و قد كان الخبر لإظهار الندم ، و الإنشاء للتعظيم .
س1 : علام يدل هذا النص من ملامح شخصية الشاعر ؟
1- من شعراء التصوف والزهد .
2- مشتاق إلى نعيم الآخرة في الجنة .
3- نادم على كثرة ذنوبه .
4- حائر قلق بين عوامل اليأس والأمل ولكنه يلجأ إلى عطف الله.

س2 : ما الخصائص الفنية لأسلوب للشاعر ؟
1- وضوح الألفاظ إلا ما كان منها رمزًا.
2- الاعتماد على إيحاءات الألفاظ في التعبير عن العاطفة.
3- قلة الصور والزهد في المحسنات البديعية.
4- ترابط الأفكار وتعميقها بالتحليل والتعليل .

س3 : في الأبيات إشارات إلى آية من القرآن الكريم وإشارات صوفية وضح هذه الإشارات .
جـ : الإشارة إلى قوله تعالى في سورة الإنسان عن أهل الجنة (متكئينَ فيها على الأرائكِ لا يرَوْنَ فيها شمسًا ولا زمهرِيرا) والإشارة الصوفية الرمز بالساقي إلى الله .

أثر البيئة في النص :
1- تأثُّر العرب في موشحاتهم بالأغاني الأسبانية المتنوعة الأوزان والقوافي
2- انتشار فلسفة التصوف و الزهد في الأندلس كرد فعل لكثرة اللهو هناك.
3- الحرية التي شعر بها العرب هناك بعيداً عن وطنهم الأصلي في الشرق.
4- قوة المشاعر الدينية تجاه الأماكن المقدسة عند عرب الأندلس .


تدريبات :
الدور الأول 1995 م
1- عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي
2- أيها البيتُ العتيقُ المُـشـرِفُ
3- جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4- عَينُهُ بالدِّمْـــع دومًا تَذْرِفُ
5- فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَعِ
( أ ) هات ما يأتي في جملتين مفيدتين : " جمع "  فرية "  - مرادف " تذرف "
( ب ) اشرح الأبيات بأسلوبك ، موضحاً ما فيها من ألفاظ موحية .
( ج ) استخرج من الأبيات
- أسلوباً إنشائياً ، وبين الغرض منه

- جناساً ناقصاً ، وبين قيمته الفنية



الدور الثاني 1997 م
1- عِنْدما لاَحَ لعَيْنى المتَّكا ذُبْتُ شوقا للذي كانَ مَـعي
2- أيها البيتُ العتيقُ المُـشـرِفُ
3- جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4- عَينُهُ بالدِّمْـــع دومًا تَذْرِفُ
5- فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَعِ

( أ ) ضع مرادف " المسرف" ومضاد " فرية" في جملتين من تعبيرك.


( ب ) عبر الشاعر عن عاطفته باللفظ ، والعبارة الموحية ، وضح ذلك .


( ج ) "أيها البيت" حدد نوع الأسلوب ، وغرضه ، والصورة البيانية وقيمتها الفنية .


الدور الأول 2004 م
2- أيها البيتُ العتيقُ المُـشـرِفُ
3- جَاءكَ العبدُ الضَّعيفُ المُسْرِفُ
4- عَينُهُ بالدِّمْـــع دومًا تَذْرِفُ
5- فِرْيةٌ منْهُ و مَكْرٌ ؛ فالبُكَا لَيْسَ محمودًا إذا لم يَنْفَعِ

( أ ) في ضوء فهمك لمعاني الكلمات في سياقها أجب :
مرادف " المشرف " : ( الظاهر – الرائع – العالي )
مقـابل " تـذرف " : ( تضحك – تجمد – تضعف )
( ب ) بمَ وصف الشاعر البيت العتيق ؟ وبم وصف نفسه ؟


( ج ) استخرج من الأبيات ( استعارة )  وبين أثرها في المعنى


( د ) لماذا يمثل هذا الدور بعض خصائص الموشحات ؟
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى