مدرس اون لايندخول

شرح مذهب الحاسة الخلقية عند شافتسبري (فلسفة ثالثة ثانوى)

 شرح مذهب الحاسة الخلقية عند شافتسبري (فلسفة ثالثة ثانوى)
الاتجاه الوجداني
ظروف نشأة المذهب
كان لانتشار المادية التجريبية في أوروبا بعد عصر النهضة تأثير في تفسير الأخلاق تأثيراً مادياً حسياً يتنافى مع الطبيعة الإنسانية مما أدى إلى ظهور مذهب الاتجاه الوجداني الحسي ……. الذي قاوم المنهج التجريبي وأكد على الكيان الإنساني منفصلاً عن التجربة ، وردوا مظهر الإلزام الخلقي إلى الوجدان والعاطفة ، وجعلوا الحدس هو وسيلة الإدراك الصحيح وليس الحواس وهو وسيلة التمييز بين الخير والشر.
ومن أشهر رواد هذا المذهب “شافتسبرى” الذي رد مصدر الإلزام الخلقي إلى (الحاسة الخلقية) رفض شافتسبرى أن يرد الإلزام الخلقي إلى الحواس واحتياجات الجسم و ظروف المجتمع لأن الأخلاق أرقى من ذلك و أسمى من الخضوع للمحسوسات.
ورفض أيضا رد الأخلاق إلى الدين حتى لا يكون السلوك الأخلاقي في هيئة أوامر دينية خارجية مفروضة على الإنسان بوراثة الدين.

ما هي الحاسة الخلقية ؟
هي القوة الكامنة داخل الإنسان والتي من خلالها يدرك الخير والشر وتميز بينهم تلقائياً دون أي تبرير وتدفعه إلى عمل الخير تلقائياً.
خصائص الحاسة الخلقية
معنوية باطنية
فطرية عامة
يمكن تنميتها
مستقلة بذاتها
تلقائية في تمييز الخير
تحمل جزائها في باطنها
1 – معنوية باطنية:
فهي ليست مادية مثل حواس الإنسان الخمسة وإنما هي معنوية باطنية كامنة داخل الإنسان وأقرب شبهاً بالحاسة السادسة التي يقول بها بعض الناس … وأيضا تشبه الحاسة الجمالية عند الإنسان.
2 – فطرية عامة:
فهي فطرية وليست مكتسبة ، أي يولد الإنسان مزوداً بها ولذلك فأن أحكامها الأخلاقية عامة مطلقة وهى توجد في النوع الانسانى فقط ولا توجد فى الحيوانات.
3 – يمكن تنميتها:
فهي يمكن تنميتها عند الإنسان بالتربية الحسنة والبيئة الطيبة ويمكن أيضا القضاء عليها بسوء التربية وانحطاط البيئة.
4 – تلقائية في تمييز الخير:
إن الحاسة الخلقية تؤدى تلقائياً إلى الخير وتميزه عن الشر ، من خلال الحدس المباشر ودون أي تغير أو تبرير.
5 – مستقلة بذاتها:
مستقلة بذاتها دون أن ترتبط بأي مؤثرات خارجية مثل مصالحنا الخاصة ولا ترتبط بالعقل لأن طبيعتها وجدانية تقوم على الحدس المباشر لخيرية الفعل.
6 – تحمل جزائها في باطنها:
فهي تحمل في طياتها الباطنية الجزاء الأخلاقي لصاحبها.
مثال : إذا قمت بفعل أخلاقي يتوافق مع الحاسة الخلقية يحقق لي الشعور بالراحة النفسية والرضا الداخلي والعكس يسبب لي الضيق النفسي والألم الداخلي فالإنسان لا بد أن يكون شريفاً مهما كانت الفرصة أمامه ليكون دنيئاً ولو بعيداً عن الناس لأن طبيعته تدفعه إلى عمل ذلك تلقائياً.
العلاقة بين الحاسة الخلقية والحاسة الجمالية
يعتبر الاثنين متأصلين في طبائع البشر ، فالإنسان ينشر الخير وينفر من الشر وهما أيضا يتفقان في أنهما يقويان بالمران ويضعفان بالإهمال.
نقد مذهب الحاسة الخلقية
1 – الوجدان نسبى متغير
إن تأسيس الأخلاق على الوجدان والعاطفة يجعل الأخلاق فردية نسبية تختلف من فرد لآخر وعلى هذا تصبح الأحكام الخلقية فردية نسبية متغيرة ، لأن العاطفة نسبية والوجدان نسبى متغير لا يصلح لتأسيس قانون أخلاقي عام يتفق عليه كل البشر.
2 – من الخطأ فصل الأخلاق عن الدين:
فقد هاجم رجال الدين دعوة شافتسبرى إلى فصل الأخلاق عن الدين وكانت حجتهم في ذلك هو أن ترغيب الناس في الجنة وترهيبهم بالنار له فاعلية أخلاقية أكثر من تركهم لشعورهم الداخلي ، وإحساسهم الذاتي بالفضيلة بعيداً عن الدين.
3 – من الخطأ القول أن ممارسة الفضيلة لا تتطلب أي عناء:
الفضيلة في جواهرها إنكار للذات وهذا الإنكار يأتي بعد معاناة الإنسان والبعد عن أنانيته وهنا يصبح الإنسان أخلاقياً عن جداره لكن شافتسبرى قرر في مذهبه أن الإنسان بطبيعته فاضل ومن ثم فإنه يؤدى سلوكه الأخلاقي تلقائياً دون اى معاناة لذلك لا يكون للإنسان فضل على نفسه في ممارسة الخير بينما تقوم الأخلاق الحقيقية على الإرادة الإنسانية المقصودة والناتجة عن المعاناة.
remove_circleمواضيع مماثلة
ابو مصعب المصرى
جزاك الله خيرا
avatar
كل الشكر على المجهود الرائع
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى