مدرس اون لايندخول

الاهتمام بالمعلم السبيل لتطوير التعليم الأزهري

الاهتمام بالمعلم السبيل لتطوير التعليم الأزهري 46نقلا عن الاهرام تحقيق‏:‏ محمد علي عنز
الأزهر هو أمل الأمة الإسلامية والسبيل للخروج من كبوتها واستعادة ريادتها
ومكانتها المفقودة‏,‏ ولن يحدث ذلك إلا إذا استعاد الأزهر قوته ومكانته‏,‏
والسبيل لذلك هو تطوير التعليم الأزهري والنهوض به‏.. وهو ما استبشرنا به
خيرا بقدوم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي يعمل
جاهدا للنهوض بالتعليم الأزهري‏,‏ وكان ذلك واضحا في إنشائه شعبة العلوم
الإسلامية الجديدة بالمرحلة الثانوية لتمد الكليات الشرعية بجامعة
الأزهر‏(‏ أصول دين‏,‏ شريعة وقانون‏,‏ لغة عربية‏),‏ وهذه خطوة نحو
استعادة التعليم الأزهري مكانته في تخريج جيل من العلماء قادر علي تحمل
المهمة الملقاة علي عاتقه في المستقبل‏,‏ ويستطيع أن يحمل لواء الإسلام
والدفاع عنه في كافة المحافل‏,‏ وينشر سماحة ووسطية الدين الإسلامي‏,‏
ولكن هذه خطوة تحتاج إلي مزيد من الخطوات‏,‏ وفي هذا التحقيق سنحاول أن
نرصد بعض المشكلات التي تواجه المعلم وطلاب المعاهد الأزهرية والتي تقف
عائقا أمام استكمال المسيرة العلمية‏,‏ لنضعها بين يد فضيلة الإمام الأكبر
حتي نستطيع أن نتداركها في المستقبل‏.‏
تأهيل المدرس
من السهل أن نبني مدرسة ونطور منهجا‏..‏ لكن التحدي الأكبر هو تأهيل
المعلم بحيث يكون قادرا علي تدريس هذا المنهج‏..‏ فهل مدرس التعليم
الأزهري الموجود حاليا مؤهل نفسيا وتربويا لتحمل مسئولية إعداد جيل من
العلماء يستطيع أن يحمل راية الإسلام ويدافع عنه في كل المحافل‏..‏ وهل
المعلمون مؤهلون لتربية أولادنا قبل تعليمهم؟‏.‏
الإجابة بالنفي كانت أول ما استهل به الدكتور نبيل السمالوطي عميد كلية
الدراسات الإنسانية السابق ـ جامعة الأزهر ـ كلامه وأرجع ذلك إلي أن
المعلمين في المعاهد الأزهرية ليسوا مؤهلين تربويا‏,‏ مشيرا إلي أن
التأهيل التربوي فن يجب أن يكون المعلم مزودا به‏,‏ فالمعلم لابد أن يجيد
عدة مهارات وقدرات من أهمها أن يكون متمكنا في مادته العلمية وهذا هو
الجانب العلمي أو المعرفي وأن يكون محبا للعطاء راغبا في إفادة الآخرين‏,‏
وهذا هو الجانب النفسي لأن المعلم لا يعطي معلومات وخبرات ومهارات للآخرين
فحسب لذلك لابد أن يكون لدي المعلم من الميول المهنية والنفسية ما يمكنه
من هذا العطاء‏,‏ كما يجب أن يكون علي دراية بالمهارات التربوية في تقديم
المادة العلمية‏,‏ وهذا هو الجانب التربوي‏..‏ فالمعلم لابد أن يكون
متمكنا من طرق التدريس وأساليب تقديم المادة العلمية بشكل بسيط يتقبله
ويستوعبه التلاميذ كل حسب قدراته الاستيعابية‏,‏ كما يجب أن يكون المعلم
قدوة حسنة يحتذي بها طلابه‏,‏ وهذا هو الجانب الاجتماعي لإعداد المعلم‏..‏
فالمعلم يقوم بدور المدرس والأب والموجه والمرشد‏..‏ وهذه الجوانب المهمة
في شخصية المدرس لا أظن أنها تتوافر لدي معلمي المعاهد الأزهرية أو خريج
جامعة الأزهر الآن‏.‏
وطالب بأن يتم إدماج المدرسين في دورات تربوية‏,‏ وأن يتم تكثيف هذه
الدورات‏,‏ وأن يكون هناك تقويم موضوعي للمدرسين يتم بناء عليه استمرارهم
في الوظيفة التربوية أو تحويلهم إلي وظيفة إدارية‏.‏
وأكد ضرورة وضع ضوابط لاختيار المدرسين الجدد فيجب أن يتم انتقاؤهم من
المتفوقين بجامعة الأزهر وذلك بعد عقد مقابلات شخصية لهم حتي نطمئن علي
قدرتهم علي ممارسة العملية التعليمية‏,‏ الأقدمية وحدها لا تكفي
ويضيف د‏.‏ نبيل السمالوطي قضية إدارة المعاهد الأزهرية عادة ما يكون مدير
المعهد هو أقدم المشايخ الموجودين داخل المعهد والأقدمية وحدها ليست هي
السبيل للإدارة الناجحة‏,‏ فالمدير الناجح يجب أن يكون لديه استعداد للعمل
الإداري والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب‏,‏ والتأهيل التربوي المناسب‏,‏
وأيضا التأهيل الاجتماعي لإدارة المدرسين والإداريين والطلاب بشكل ناجح‏,‏
وأن يكون قادرا علي متابعة العملية التعليمية والتربوية بنفسه وألا يقتصر
عمله علي الوجود بالمكتب وإصدار قرارات إدارية‏,‏ بل عليه أن يتابع
المدرسين في فصولهم أثناء قيامهم بعملهم التعليمي‏,‏ وقبل هذا كله يجب أن
يكون لديه رؤية واستبصار لكيفية تطوير العمل التربوي‏,‏ والتعليمي نحو
الأحسن والأفضل‏.‏
كما يجب أن يكون مديروا المعاهد والموجهون والمفتشون علي مستوي أكبر من
الوعي التربوي والاجتماعي والثقافي لا أقول بالنسبة للمواد الشرعية فقط
ولكن لكل المتغيرات الاجتماعية المعاصرة وما يواجهه مجتمعنا الإسلامي من
تحديات وأساليب مواجهتها‏,‏ وأن نواليهم بدورات صقل إداري كي يكونوا
مديرين ناجحين وأن يكون لديهم تقويم بصفة دورية لإبقائهم في الوظيفة أو
ترقيتهم لوظيفة أعلي أو تركهم لهذه الوظيفة أصلا‏.‏
الاهتمام بالجانب التربوي
ويضيف د‏.‏نبيل السمالوطي‏:‏ يجب أن ينقسم التعليم الأزهري إلي قسمين‏,‏
الأول وهو الأهم‏..‏ الجانب التربوي بمعني محاولة بناء وتنمية شخصية
التلميذ لكي يكون مسلما يتسم بالوسطية والفهم الصحيح للدين‏,‏ وأن يكون
عنصرا إيجابيا نافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه وأمته الإسلامية‏,‏ فبناء
الشخصية هي الوظيفة التربوية للمعاهد الأزهرية‏..‏والأمر الثاني وهو
الجانب المعرفي أو التعليمي يتعلق بتزويد الطلاب بالمعارف والمعلومات حسب
قدرتهم الاستيعابية وبما يتماشي مع العلوم الشرعية الصحيحة وبما يتماشي
أيضا مع أحدث المبتكرات التجريبية وتقدم العلوم في العالم كله في مجال
العلوم الطبيعية والبيولوجية والاجتماعية‏.‏
وأوضح أن بعض المعاهد الأزهرية في الواقع لا تمارس الوظيفة التربوية لعدم
وجود أنشطة وإمكانات كافية داخل المعاهد مثل الأنشطة الرياضية والثقافية
والرحلات والذهاب إلي المسجد وخدمة المجتمع المحلي المجاور للمعهد‏,‏
وأيضا لغياب المدرس القدوة في كثير من المعاهد الذي يقوم بأدوار متعددة
مثل دور المعلم والأب والموجه والمرشد الذي يتعرف علي مشكلات أبنائه
ويساعدهم في حلها‏,‏ أما بالنسبة للدور العلمي والمعرفي في المعاهد
الأزهرية فقد تراجع بشكل واضح‏,‏ فبعد أن كانت الدراسة في المرحلة
الإعدادية أربع سنوات أصبحت ثلاثا‏,‏ وبعد أن كانت الدراسة في المرحلة
الثانوية خمس سنوات أصبحت ثلاثا‏,‏ وانكمشت المقررات الدراسية بشكل كبير
فأصبح خريج المعاهد الأزهرية اليوم أقل في علمه وفهمه وقدراته وعطائه من
الطالب المتخرج من هذه المعاهد منذ عدة سنوات‏.‏
القدوة
إذا أردنا أن نخرج علماء كالشعراوي وجاد الحق وغيرهما من علماء المسلمين
فيجب أن يكون المعلم علي نفس المستوي‏..‏ فلذلك يجب أن يتم اختيار المدرس
بعناية فائقة فالمعلم هو نقطة البداية والنهاية لأي إصلاح‏..‏ فالمدرس لا
يعلم التلاميذ فحسب‏,‏ ولكنه يربيهم ويعلمهم الدين والأخلاق‏,‏ وفاقد
الشيء لا يعطيه‏..‏ ولقد اعتنت الدول الأوروبية بالمعلم وأولته الاهتمام
والرعاية‏,‏ وخاصة معلم الأطفال‏..‏ فهو قدوة لهم يؤثر في سلوكهم‏,‏
ودائما ما ينظر الأطفال إلي معلمهم علي أنه القدوة وعلي أنه الرجل الذي لا
يخطئ فإذا وجدوا منه حسن الخلق فإنهم سيقلدونه وسيكونون تلاميذ أصحاب
خلق‏..‏ أما إذا كان سييء الخلق فسيكون له تأثير سلبي عليهم لأنهم
سيحاولون أن يقلدوه أيضا‏.‏
كما يجب أن يتحلي المعلم بالصبر والحلم‏,‏ فالمدرس إذا لم يحلم ويصبر كان
ما يفسد أكثر مما يصلح‏..‏ فهو يتعامل مع تلاميذ صغار لابد أن تصدر منهم
الأخطاء والمخالفات‏,‏ فلابد أن يصبر ولا يضيق صدره ويوجه بشكل سليم‏..‏
فتعليمهم يحتاج إلي صبر‏..‏ وتهذيب أخلاقهم يحتاج إلي الحلم والرفق‏..‏
فالطالب لا يدرك معني العلم ومعني الاحترام إلا بقدر ما يرغبه أستاذه أو
يرهبه من ذلك‏.‏
مشاكل تعوق العمل
‏..‏ومن المشكلات التي تواجه التعليم الأزهري وجود عجز في المدرسين وعمل
عدد كبير منهم بنظام المكافأة‏..‏ إضافة إلي عدم تأهيل المدرسين بما
يتواكب مع مستجدات العصر ومع التطور في المناهج‏..‏ وخير دليل علي ذلك ما
حدث مع موجهي المكتبات بالإسكندرية الذين اضطروا للعودة لتدريس مادة اللغة
العربية بعد الابتعاد عن التدريس لأكثر من‏61‏ سنة هذا ما تؤكده صفاء عبد
البديع موجهة مكتبات بقطاع غرب إسكندرية الأزهري التي تقول‏:‏ تم تعييني
مدرسة لغة عربي عام‏7891,‏ وفي عام‏4991‏ تم الإعلان عن وجود فراغ في
وظيفة أمين عام مكتبات فتقدمت لشغل الوظيفة‏,‏ وتم انتدابي للعمل أمينة
مكتبات‏,‏ وتم نقلي عام‏7991,‏ وتدرجت في الوظيفة حتي ترقيت أمين أول
إعدادي وثانوي عام‏3002,‏ ثم موجهة مكتبات عام‏6002,‏ وبعد عمل لمدة‏61‏
سنة بالمكتبات فوجئت بخطاب من إدارة المعاهد الأزهرية يطالبني بالعودة
للعمل مدرسة لغة عربية‏,‏ ولا أعرف ماذا أدرس لهؤلاء التلاميذ وكيف أدرس
وقد نسيت اللغة العربية ولم أعد أعي منها شيئا‏,‏ واتفقت معها حنان محمد
عوض موجهة إعدادي مكتبات بتفتيش المنتزه التي تعاني من نفس المشكلة
وقالت‏:‏ بعد تركي تدريس اللغة العربية بـ‏51‏ سنة يريدون مني أن أدرس
الصرف والنحو لطلاب الثانوي العام والمنهج المقرر عليهم هو ألفية بن مالك
والمشكلة أنني لا أستطيع أن اقرأها أصلا فكيف استطيع أن أشرحها لهم‏..‏
مما أصابني بحالة نفسية صعبة لدرجة أنني عند دخول الفصل أفقد الكلام ولا
استطيع أن أتحدث إلي الطلبة‏,‏ وهؤلاء التلاميذ ضحية إدارة المعاهد التي
سمحت لي بتدريس اللغة العربية وأنا غير مؤهلة لذلك‏.‏
وأضافت سبب هذه المشكلة أننا في امتحان الكادر تم اختبارنا في مادة اللغة
العربية كمادة أساسية وعندما سألنا منسق الكادر هل نقوم بالامتحان في
اللغة العربية أو المكتبات قال امتحنوا في اللغة العربية‏..‏ التخصص شيء
والوظيفة شيء آخر وبعد عام من الحصول علي الكادر يريدون أن نبدأ السلم
الوظيفي من البداية والعمل مدرسة وإلغاء سنين الخبرة‏,‏ واستطردت إذا
أرادوا أن نعود إلي اللغة العربية فيجب أن نحتفظ بترقياتنا فنكون موجهين
لغة عربية لا أن نبدأ بالتدريس من جديد‏..‏ فكيف أتساوي مع مدرسين في سن
أبنائي كنت أدرس لهم‏,‏ لذا نناشد شيخ الأزهر التدخل لحل هذه المشكلة‏.‏
التوسع في إنشاء المعاهد
من المطالب الملحة بالنسبة لأولياء الأمور التوسع في إنشاء المعاهد
الأزهرية بحيث يكون المعهد الابتدائي قريبا من الإعدادي والثانوي‏,‏ وعن
ذلك يقول عامر محمد صبيح ولي أمر أحد الطلاب بمعهد خاتم المرسلين
بالعمرانية والذي يسكن بمدينة الرماية بالهرم‏:‏ بعد أن انتهي ابني من
المرحلة الابتدائية بمعهد الأشراف بنهاية فيصل تم تحويله إلي معهد خاتم
المرسلين الإعدادي بالعمرانية لعدم وجود معهد إعدادي ثانوي بنين يخدم
منطقة الرماية وهضبة الأهرام ونهاية شارع فيصل والهرم في حين يوجد أربعة
معاهد أزهرية إعدادي وثانوي مخصصة كلها للبنات‏.‏
وأضاف‏:‏ لا أعرف كيف آمن علي طفل لا يتعدي عمره‏21‏ عاما أن يركب أكثر من
وسيلة مواصلات للوصول من مدينة الرماية إلي العمرانية‏,‏ وتساءل لماذا لا
يتم تخصيص أحد معاهد البنات للبنين للتخفيف علي هؤلاء الأطفال وأسرهم التي
تعيش في حالة من القلق منذ خروج أبنائهم من المنزل في الصباح الباكر وحتي
العودة إلي المنزل في المساء‏.‏
واتفق معه مجدي أنور والد لأحد الطلبة علي ضرورة توفير معهد أزهري للمرحلة
الإعدادية والثانوية يخدم منطقة حدائق الأهرام والرماية‏,‏ خاصة أن هذه
المنطقة ذات كثافة سكانية عاليه ولا يوجد بها معهد إعدادي أو ثانوي‏,‏
الأمر الذي يدفع كثيرا من الآباء لتحويل مسار أبنائهم للتعليم العام بعد
حصولهم علي الشهادة الابتدائية حتي لا يعانون من مشقه المواصلات كل يوم
التي تستنزف طاقتهم‏.‏
وأضاف‏:‏ عندما يعود التلاميذ من المدرسة تكون طاقتهم قد أنهكت حيث إنهم
يأخذون ساعة ونصف ذهابا وساعتين إيابا لازدحام المواصلات ولا أعرف متي
يستطيع أبناؤنا أن يذاكروا دروسهم‏,‏ فهم يخرجون من السادسة صباحا ويعودون
في الخامسة مساء أي أنهم يقضون نصف اليوم خارج المنزل الأمر الذي لا
يستطيعون معه المذاكرة لأي مادة من المواد المقررة عليهم والبالغة حوالي
خمس عشرة مادة‏,‏ إضافة إلي أنهم لا يستطيعون عمل الواجبات المطلوبة
منهم‏,‏ وكل ما يفعله الأولاد هو الراحة والنوم استعدادا ليوم شاق جديد‏,‏
وهكذا يوما بعد يوم حتي ينتهي العام الدراسي دون أن يذاكروا دروسهم‏,‏
الأمر الذي أدي إلي تراجع مستوي أبنائنا فبعد أن كانوا من أوائل الشهادة
الابتدائية تراجع مستواهم لذا نناشد شيخ الأزهر السماح بإنشاء معاهد
أزهرية جديدة للتخفيف عن التلاميذ وأولياء أمورهم‏.‏
الامتحان بنظام التيرم
من المشكلات التي يعاني منها طلاب الشهادتين الابتدائية والإعدادية
امتحانهم امتحانا واحدا في نهاية العام علي الرغم من أنهم يدرسون منهج
التربية والتعليم الذي يمتحن فيه الطلاب بنظام التيرم‏..‏ وعن ذلك يقول
مهندس عمرو يوسف ولي أمر أحد الطلاب‏:‏ طلاب الشهادتين الابتدائية
والإعدادية الأزهرية يجدون أنفسهم في نهاية العام مثقلين بأعباء شتي فهم
مطالبون بالامتحان في كتابين في كل مادة في نهاية العام الدراسي وفي بعض
الأحيان يتم الامتحان في مادتين في اليوم الواحد أي أن التلميذ مطالب
بمراجعة أربعة كتب ليلة الامتحان أي ما يقرب من‏004‏ صفحة‏,‏ بالإضافة إلي
الامتحان في القرآن‏..‏ وهذا يمثل عبئا كبيرا علي طالب المعاهد
الأزهرية‏..‏ فهل يعقل هذا بالنسبة لطالب في الصف السادس الابتدائي‏.‏
وطالب بإعادة تقييم وضع الامتحانات بالأزهر للشهادات العامة فإما أن يكون
مثل نظيره بالتربية والتعليم بنظام التيرم‏,‏ أو أن يتم وضع منهج مستقل
بالتعليم الأزهري بحيث لا يصبح الطالب مشتتا بين كتب عدة‏.‏
وأشار إلي أن امتحان الشهادة الابتدائية بالمعاهد الأزهرية هذا العام
سيكون وفقا للمنهج المطور ففي مادة الرياضيات علي سبيل المثال نجد الطالب
يدرس نظرية الاحتمالات والرسم البياني والمدرجات المتكررة والتقريب
والهندسة الوصفية أيضا ولكن في ثوب مبسط ومطور‏..‏ مما يعني مزيدا من
الجهد والمشقة للمراجعة يوم الامتحان‏.‏
واتفقت معه سلوي حجازي ولية أمر أحد التلاميذ علي ضرورة العودة لنظام
التيرم‏,‏ خاصة أن نظام الامتحان الحالي يمثل عبئا علي الطلاب ويصيبهم
بالإحباط في ظل كثرة الكتب التي يدرسونها الأمر الذي يؤثر علي مستواهم
ويؤدي إلي حصولهم علي درجات منخفضة مقارنة بسنوات النقل الذي يتم الأمتحان
فيه بنظام التيرم‏,‏
وتضيف‏:‏ نظام الامتحان الحالي يجعل كثيرا من الطلاب يغيرون مسارهم
التعليمي إلي التربية والتعليم‏,‏ ويظهر ذلك واضحا في انخفاض عدد الطلاب
في المرحلتين الإعدادية والثانوية عنه في المرحلة الابتدائية‏..‏ فنجد أن
عدد طلاب المرحلة الابتدائية نحو مليون و‏462‏ ألف طالب وطالبة
بالمرحلة‏,‏ في حين انخفض عدد الطلاب في المرحلة الإعادية إلي‏654‏ ألف
طالب وطالبة و‏192‏ ألف طالب وطالبة بالمرحلة الثانوية‏.‏
عودة الكتاتيب
من المشكلات التي تواجه كثيرا من طلاب المعاهد الأزهرية عدم حفظ القرآن
الكريم وإذا حفظه لا يكون بالتجويد‏..‏ وهذه مشكلة كبيرة فلا يعقل أن يكون
طالبا أزهريا ولا يحفظ القرآن‏..‏ والحل الوحيد هو عودة الكتاتيب للأزهر
الشريف من جديد‏..‏ فمنذ قديم الزمن والأزهر يهتم بالكتاتيب ويعرف
قيمتها‏..‏ فكان للكتاب دور حيوي في التواصل مع الأزهر وإمداده بالطلاب
الحافظين لكتاب الله‏..‏ مما ساهم في تخريج علماء في كافة المجالات‏..‏
فالذي يتعلم في الكتاب يكون طالبا متقنا للقرآن الكريم فالكتاتيب تعتمد
علي منهج التلقين والشفاهية والترديد فهكذا أنزل القرآن وهكذا توارثته
الأمة جيلا بعد جيل‏..‏ وهذا الأسلوب يساعد علي سرعة الحفظ والاستيعاب كما
أنه يقوم لسان الطفل ويقوي مخارج الحروف ويجعله ينطق لغة عربية صحيحة‏..‏
ويكون لديه قدرة كبيرة علي استيعاب كل المواد‏..‏ لأن القرآن يوسع
إدراكه‏.‏ كما أن الكتاب مدرسة حقيقية للتربية والتعليم‏..‏ وهو نواة
للقيم والسلوك الرشيد‏..‏ فالطفل الذي يتربي علي حفظ القرآن وعلي قيم
الإسلام السمحة من الصعب أن يقع فريسة للتطرف والإرهاب لأنه تم تأسيسه
تأسيسا سليما‏..‏ فالكتاب غرس فيه العقيدة الإسلامية الصحيحة منذ
الصغر‏..‏ والتعليم في الصغر كالنقش علي الحجر يظل أثره مع الإنسان حتي
الممات‏..‏ ولا شك أن الأزهر لو قام بإنشاء مثل هذه الكتاتيب وتولي
الإشراف عليها سيسهم ذلك في حفظ الدين وحفظ القرآن الكريم‏,‏ وتخريج علماء
علي مستوي عال من العلم
‏.‏ تحقيق‏:‏
محمد علي عنز
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى