مدرس اون لايندخول

التدريس ( teaching )

التدريس ( teaching ) 5541
قبل أن نتحدث عن التدريس يجب أن نميز بين ثلاث مصطلحات كثيرا ما نتداولها في الإطار التعليمـي ويحدث الخلط بينهم هـي ( التعلم ، التعليم ، التدريس ) . فالتعلم هو كل تغيير ملحوظ في أداء الرد ناتج عن التدريس ، أي هـو كـل مـا يستطيع الفـرد اكتسابه مـن مهـارات وحركات وأساليب وعـادات عملية .
أما التعليم : فهو كل ما يستطيع الفرد اكتسابه من معارف ومعلومات وقيم وخبرات سابقة وعادات نظرية بمعونة خارجية ( كالمعلم ، والشيخ والقائد والتربويين ) . إن العلاقة بين التعلم والتعليم علاقة وثيقة لأنهما يمثلان وجهان لعمليـة واحـدة هـي عمليـة ( التعلم والتعليم ) التي تهدف إلى اكتساب المتعلم خبرات محددة في ميدان محدد وتتم في إطار مؤسسي لكن الفرق بينهما هو أن التعلم يتضمن اكتساب المهارات ( كالسباحة ، والرمي والطباعة ... )
أما التعليم فيتضمن اكتساب المعارف والمعلومات والقيم ( كالمواد الدراسية ، والخبرات الطبيعية واحترام الآخرين ، وإطاعة التربويين ) والفرق بين التعلم والتعليم والتدريس هو الأخذ والعطاء والحوار بين المعلم والمتعلم فهو أشمل من التعليم ، لأنه يتضمنها فالتعليم يتضمن الإحاطة بالمعارف والتدريس يتضمن اكتساب المعارف .
ويمكن تعريف عملية التدريس بأنها مجموعة متكاملة من الأشخاص والمعدات والإجراءات السلوكية التي تشترك جميعا في انجـاز مـا يلـزم لتحقيق أغراض الدرس على نحو فعال .
ومنهم من يرى أن التدريس هو مجموعة من العمليات المتعاقبة المنتظمة وقسمت عل ثلاث مراحل وهـي ( المدخلات ، الخطوات والعمليات ، المخرجات ) ويمكن توضيحها بالاتي :
المدخلات : هي المعلم - المتعلم المادة الدراسية – بيئة التعلم .
العمليات والخطوات : هي الطرائق الاستراتيجيات - الأساليب - التغذية الراجعة .
المخرجات تتمثل في التغييرات المطلوبة في المجال الإدراكي والحركي والنفسي والمعرفي.
يعد التدريس أحد الوسائل التي تعمل على تحقيق التواصل الحضاري للجنس البشري عن طريق نقل الخبرة والمهارات والأفكار الى الأجيال القادمة .
للتدريس تعريفـات عـدة منهـا هـو كـافـة الظروف والإمكانات الـتي يوفرهـا المعلم في موقف تدريسي معين ، والإجراءات التي يتخذها في سبيل مساعدة المتعلمين على تحقيق الأهداف المحددة لذلك الموقف .
ويعرف أيضا بأنه مجموعة النشاطات التي يقوم بها المعلم في موقـف تعليمي لمساعدة طلابه في الوصول إلى أهداف تربوية محددة ولكي تنجح عملية التدريس لابد للمعلم من توفير الإمكانيات والوسائل ويستخدمها بطرق وأساليب متبعة للوصول إلى أهدافه ، ويقصد بالإمكانيات مكـان الدراسة ، ودرجة الإضاءة والتهوية فيه ومستوى الاهتمام الذي تتصل بالمتعلمين ، والكتاب المدرسي ، والسبورة ، وأي وسيلة يستخدمها المعلم .
أمـا التعريفات الأكثـر شـمـولا للتدريس فهـو " نشـاط إنسـانـي هـادف ومخطط ، وتنفيـذي يـتم فيه التفاعـل بـين المعلم والمتعلم وموضوع التعلم وبيئته ، ويؤدي هذا النشاط إلى نمو الجانب المعفري والمهاري والانفعالي لكل من المعلم والمتعلم ، ويخضع هذا النشاط الى عملية تقويم شاملة ومستمرة .
ويشير العالم شاندلر ( Chandler ) إلى أن مهنة التدريس هي المهنة الأم بالنسبة لسائر المهن ، لأنها سابقة على كل المهن وضرورية لها ، وهي المصدر الأساسي الذي يمهد للمهن الأخرى ، وترفد كل مجال من مجالات الحياة بما يحتاجه من الكوادر البشرية المدرية والمؤهلة .
ومهنة التدريس مهنة لها أصولها وعلم له مقوماته وفن له مواهبه فضلا عن أنها عملية تعليمية تربوية تقوم على أسس وقواعد ونظريات إضافة إلى ذلك تقوم ببناء وتكوين الأجيال المتعاقبة وفي ضوء ذلك يكون المدرسون هـم الركيزة الأساسية في بناء التعليم وتطويره إذ يقوم المدرس بتهيئة الخبرات والمهارات لتلاميذه وكذلك يتـرجـم أهـداف المنهج إلى مواقـف تعليمية ويختار وسيلة التعليم المناسبة وأهم من ذلك هو الذي يؤثر في تفكير تلاميذه وسلوكهم وبالتالي فهو العامل الأهم في تكوين شخصياتهم وتوجيه قيمهم ومثلهم ، لهذا أصبحت مهنة التعليم في الوقت الحاضر تنطوي على كثير من الحقائق العلمية والتربوية والنفسية التي لا تكتسب بالممارسة وإنما بالدراسة المنظمة .
لا تعني مهنة التدريس نقل المعلومات وتوصيلها إلى الطلبة الناشئين من الأجيال عن طريق المعلمين لكنها أشمل من ذلك .
وحينما يوجه الفرد إلى التدريس كمهنة يبدأ بتجميع خبراته الماضية وآرائه التي كونها عن بعض المعلمين الأكفاء ثم يعيد تنظيمها لتكون منطلقا له في حياته التدريسية القادمة ، بعد أن يضيف إليها ما يتلقاه من جوانب مهنية في المعاهد والكليات المتخصصة .
فمهنة التدريس عملية أساسية في تكوين الأجيال وإعدادها لتثقيـف العقول وتهذيب النفوس وصقل المواهب وتنمية الاستعدادات وتوجبه القدرات ثم إجراء تعديلات في سلوك الأفراد في الاتجاه الاجتماعي .
وبهذا الأساس ترتبط مهنة التدريس بالتحديات التي تواجه الإنسـان والمجتمع كـل يـوم . ففـي كـل يـوم تظهر على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج إلى خبرات جديدة وأساليب جديدة وآليات للتعامل معها بنجاح أي أنها تحتاج إلى إنسان مبدع ومبتكر بصيرته نافذة ، قادر على تكييف البيئة على وفق القيم والأخلاق السائدة في المجتمع وليس التكيف معها فقط ، لا يتحقق ذلك دون تربية متجددة تواكب متطلبات العصر وأن العنصر الفاعل في التربية هو المدرس وأن ممارسته لمهنة التعليم تتطلب عملا فنياً دقيقا ، ولكي يتمكن المدرس من تأدية مسؤولياته وواجباته المختلفة فلابد من إعداده إعداداً خاصاً قبل تخرجه لكي يتمكن من ممارسة مهنة التعليم .
الفرق بين التعليم والتدريس :
1- أن الهدف من التعليم إيصال المعلومات إلى التلاميذ أمـا الهـدف مـن التدريس هو مساعدة الطلبة على التفاعل مع الخبرات التي يواجهونها داخل الصف وخارجه .
2- يعد التدريس الجانب التطبيقي للتعليم أو أحد أشكاله وأهمها ، ولا يكون التعليم فعالا إلا اذا خطط له مسبقا ، أي صمم بطريقة منظمة ومتسلسلة .
3- يكـون دور الطالب التلقي والاستماع في عملية التعليم بينمـا يـتم تدريب الطالب على ممارسة عمليات الانتباه والتذكير والتفكير المنطقي في عملية التدريس .
4- عملية التدريس هو نوع خاص من طرق التعليم أي أنه عملية مقصودة ومخطط لها أما عملية التعليم فإنها تحدث بقصد أو بدون قصد أو هدف محدد .
التدريس بين العلم والفن :
العلم : مجموعـة مـن الخصائص وصل إليهـا العقل البشـري بـالتفكير والتجربة وطبعتهـا في حياته . أمـا الفـن فهـو مجموعة من الأساليب والقواعـد والضوابط والمبادئ التي تؤدي إلى إتقان المهارات والمواطن الداخلية في القيام بعمل عقلي أو صناعي ، أي أن الـفـن هـو المعرفة العملية أي معرفة الكيفيـة لتنظيم الأفعال ، كفـن ( التصوير والرسم والموسيقى والتدريس ) أما العلم فيعني مجموعة الوسائل والأصول الكلية المتعلقة بموضـوع مـا تقـوم علـى نظـام خاص أي هـو المعرفة النظرية المنظمة كعلم الكيمياء والفيزياء والنفس ... وبذلك يمكن أن نستنج أن لكل علم ناحية فنية تتألف من مهارات الفعل وأن لكل ناحية علمية تتألف من مجموعة من المهارات والإدراكيات والمفاهيم وأن العلوم مردها الى الفعل ، لذا يختلف الناس فيها لان الفعل واحد حيال البديهيات والخصائص المقررة كالفاعل مرفوع والحرارة تمدد الاجسام .
إن التـدريس هـو فـن كـأي فـن يعتمـد علـى العنايـة باختبـار التفاصيل ، اختبار نوع الخبرة المنقولـة ومـن ينقلهـا ومـا هـي هـذه الخبرة وبـأي واسطة تنقل ؟ ولأي نوع من التأثير والخبرة وهذا يتطلب اختيار المقرر أو التعيين للمتدربين واختبارهم وتوزيـع الـدرجات ... ومن الممارسات التربوية الـتي يـتم بواسطتها نقل الخبرة أو التأثير من المعلم إلى المتعلمين أن أي خبرة تعليم هـو مـا يتم عن طريقه التفاعل بين المعلم والمتعلم فالمعروف أن التدريس عملية تنطوي على ثلاثة أطراف أساسية تسمى عناصر التدريس وهـي المـدرس والطالـب والمنهج فيحاول المدرس من خلال تعاونه الشامل مع الطالب أن يضيف إلى خبرة الطالب خبرات ومهارات ومعلومات أخرى ترتبط بهدف محدد معروف للطرفين وهذه العملية تتم بطرق وأساليب متعددة تنسجم وتتلاءم مع الموقف التعليمي الذي ينبغي أن تتكيف مع أساليب التدريس والتفاعل معه لتحقيق أغراض الدرس ومعروف أيضا أن التدريس هو عملية اتصال فعلي بين المدرس والطالب وهذا الاتصال أو التحادث لا يتم بالمصادفة في قاعة الدرس وإنما يتم بالمبادرة من أحدهما ثم يبدأ الطرف نفسه على استمراره وتوجيهه نحو نهاية معينة مع المحافظة على الاتجاه والغاية وفي الغالب يكون المدرس هو المبادر في إحداث الاتصال مع الطالب وتأثير المدرس في تحقيق الأهداف للـدرس أمـر مـتفـق عـليـه لامتلاكه الخبرة العالية والاطلاع الكافي مما يجعل الطلبة بحاجة إلى توجيهاته وإرشـاداته لتحقيـق تعلـم أفضل وفي هـذا المجال أجريت دراسات وأبحـاث استهدفت معرفـة الصـفات التي ينبغي توافرها في المدرس الكفء فتوصلت إلى أنه يتميز بصفات أساسية ثلاث :
- الإيمان الراسخ ببعض الأفكار والنظريات والفلسفات .
-الرغبة في نقل هذا الإيمان إلى عدد من الناس .
- القدرة على نقل هذا الإيمان .
إن القدرة على نقل الأفكار والقيم إلى الطلبة تعني القدرة على التدريس وتتطلب توافر عدد من الصفات الرئيسة في المدرس مثل صحة الجسم والعقل ومعرفة حاجات التلاميذ والقدرة على الابتكار والإدراك الواعي والانفتاح على الآخرين والاستبشـار والانبساط والشخصية المحببة للآخرين والعادات الشخصية الطيبة هذه الصفات لابد أنها تؤثر إيجابيا في شخصية الطالب لأن المـدرس قـدوة ومثـل وذو تأثير نافـذ إلى دواخـل نفسية الطالب وشخصيته ، فالتدريس إذن يتطلب مدرسا تتوافر فيـه صـفـات تعـزز تـوفير نجاح العمليـة التدريسية في عناصرها الأخرى وهـي الطالب والمنهج وفي هذا الإطار يوضح " جون آدمز " التدريس الصحيح بقولـه هـو توجيه الطالب وإرشاده نحـو أصـول الدراسة الصحيحة ، وهو توجيه القوى العقلية وتركيزها على موضوع الدراسة بحيث يعي العقل صورة صحيحة للأشياء والعلاقات التي تربط بعضها ببعض .
إن المقومات الأساسية للتدريس هي تلك المهارات التي تبدو في موقف المدرس وحسن اتصاله بتلاميذه وحديثه إليهم واستماعه لهم وتصرفه في إجاباتهم وبراعته في استشارتهم والنفاذ إلى قلوبهم وغير ذلك من الأمور التعليمية الناجحة .
إذن فالصفة الغالبة على التدريس هي الصفة الفنية وأن الشهادة والدرجة العلمية التي يحصل عليهـا الفـرد لاتعـد جـواز يضفي على من يحملها إجادة التدريس فقـد أثبتت الدراسات العديدة حاجة ممارسة التعليم في المدارس إلى التأهيل التربوي الذي يعينهم على تسهيل عرض المادة .
أساليب التدريس قديمها - حديثها، د. ابتسام صاحب موسى الزويني، الدار المنهجية للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 2015م.
ص: 29/37.
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى