قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، إنه وفاة طالبة الثانوية العامة قبل أداء امتحان الفيزياء اليوم أمر حزين، قبل أن يجاوب عنه سؤال «هل يموت الإنسان من الرعب أو الضغط؟».
وأوضح أنه يوجد لدى الإنسان عيوب خلقية في القلب أو المخ وعندما يوضع الطالب تحت ضغط نفسي شديد “النورادرينالين” يزيد بصورة عالية فى جسم الإنسان، مشيرًا إلى أن ذلك يحدث انقباضا في الأوعية الدموية، ولو انتقلت للمخ يتعرض الإنسان إلى جلطة أو إغماء، أما إذا حدثت في القلب يموت الإنسان على الفور.
ووجه فرويز رسالة لأولياء الأمور قائلا: «صاحبوا أولادكم، الثانوية العامة ليست نهاية المطاف وكل الكليات بتطلع شخصيات محترمة»، مشيرًا إلى أن كثيرًا من أولياء الامور يهددون أولادهم إذا لم يدخل طب أو هندسة ويصبح الطالب مرعوب من هذا الأمر.
ضحية امتحان الفيزياء للثانوية العامة
أمام مقابر قرية كفر بالمشط التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، وقف "محمد عبد الباقي"، والد الطالبة "منار" يبكي بعد دفن ابنته بلحظات، ليمتزج البكاء بالدعاء لطالبة الصف الثالث الثانوي التي توفيت صباح اليوم، عقب توجهها من منزلها بالقرية إلى لجنة الامتحان بمدرسة نصر عبد الغفار بمنوف، لأداء امتحان مادة الفيزياء.
بصوت غلبه البكاء قال "عبد الباقي" : "ابنتي انتهت من الوضوء والصلاة وقرأت آية الكرسي ثم توجهت من المنزل لأداء الامتحان، وبعد فترة قصيرة وصلتني مكالمة هاتفية من إحدى المُدرسات، تخبرني أن ابنتي تعاني بعض الإعياء ونقلتها الإسعاف إلى مستشفى منوف العام، وعلى الفور خرجت هائمًا على وجهي إلى المستشفى لعلي اطمئن على ابنتي".
يقول الرجل: "اكتشفت أنها توفيت وكانوا مش عارفين يعرفوني إزاي، بنتي ماتت قبل الامتحان على طول، بنتي كانت من المتفوقين دائمًا ودرجاتها كويسة، وكل البلد تشهد بأخلاقها وتربيتها وتفوقها وسط أصحابها، لكن الخبر كان صعب، وهعيش عمري كله حزين عليها".
أضاف أن والدة "منار" توفيت قبل سنوات، وأعمام منار عطفوا عليها واعتبروها ابنتهم بعد فقدها الأم، فكانت طفلتنا المُدللة، ولا يوجد لدي أطفال سواها هي و"أحمد" الصغير، وقد تركته أمه وهو ابن شهور، فكانت "منار" بالنسبة له هي الأم التي تعطف عليه وتعمل على رعايته في مأكله ومشربه وكافة أموره".
وعبر "عبد الباقي" عن حزنه قائلاً: "ينفع كده بنات الناس يموتوا.. بسبب التوتر بنتي ماتت، وبلدنا كلها مش المدرسة بس كله اتقهر وحِزن".
